|
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلسطيني
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 21:24
المحور:
القضية الفلسطينية
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلسطيني بقلم : عليان عليان صنعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولا زالت تصنع ملحمة وطنية بإرادة مقاتليها الأبطال ، وباستدخدامها الفعال ، لمنظومة صواريخها وباستفادتها من دروس المواجهات السابقة ، بحيث باتت المقاومة في موقع الفعل ، وبات العدو الصهيوني في موقع ردة الفعل ، يتخبط في تصريحاته ومواقفه ، ويستخدم مختلف قنوات الضغط والإستجداء ، لوقف إطلاق النار والحصول على تهدئة تنقذ ماء وجهه المهدور. أولى هذه الدروس تمثل في الوحدة الميدانية على أرض المعركة المستندة إلى غرفة عمليات مشتركة ، تنسق بين فصائل المقاومة على صعيد الاستخدام الرشيد ، لمنظومة الصواريخ والذخيرة وتوزع المهام على صعيد شمولية أهداف القصف في مناطق 1948 والأراضي المحتلة عام 1967 . وثاني هذه الدروس القدره على التمويه الاستراتيجي في إخفاء مرابض الصواريخ ، حيث قام العدو بقصف مكثف لأهداف وهمية في اليوم الأول للحرب ، راح بعدها نتنياهو يتبجح بأنه دمر البنية الصاروخية لفصائل المقاومة ، ليكتشف بعدها أنه وطيرانه الحربي وقع في كمين التمويه المبرمج ، من قبل كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة ، حين انطلقت مئات الصواريخ في اليوم التالي لتدك حصونه ومواقعه . وثالث هذه الدروس ، عدم الاعلان المسبق عن المفاجآت العسكرية بل ترك المفاجآت تتحدث عن نفسها ، إن على صعيد الأسلحة التي بحوزتها ، أو على صعيد مناطق عملياتها ، ما حقق إرباكاً لخطط العدو وتقديراته . ورابع هذه الدروس ، أن فصائل المقاومة أنجزت بكفاءة الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني ، من خلال ضرب العمق الإسرائيلي وإثباتها بالملموس أن لا مكاناً آمنا في الكيان الصهيوني ، في حين فشل العدو في هذه المسألة ، ولم تجد المنشورات التي نشرتها طائراته في سماء غزة ، من النيل من صمود الشعب ومن خلخلة الجبهة الداخلية الفلسطينية ، ومن إرادة المقاومة . وخامس هذه الدروس ، تمثل في تكتيك التكتم على بعض القضايا الحساسة ، لإرباك العدو ، لاستخدامها لاحقا وتثميرها في تحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية ، فعلى سبيل المثال : أعلنت كتائب عز الدين القسام عن إسقاط ثلاث طائرات " طائرة الاستطلاع ، وطائرة أل ف 16 ، وطائرة الأباتشي " حيث لم تحدد مكان سقوطها ، ولم تعلن عن مصير طياريها وملاحيها ، وتركت العدو يتخبط حيال الطائرات والطيارين ، ويزعم أنها لم تسقط ، في حين ناقضت أكثر من قناة فضائية اسرائيلية مزاعم القيادة العسكرية بإعلانها عكس ذلك ، وخاصة عندما أعلنت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن الاتصال انقطع مع قائد وملاحي طائرة أل ف 17 . لقد أذهلت المقاومة الفلسطينية بأذرعها المسلحة " كتائب القسام ، وسرايا القدس ، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين ، وكتائب المقاومة الوطنية وشهداء الأقصى ..أذهلت العدو بمباراتها الكفاحية ، و بقدراتها الصاروخية التي أثبتت أنها ليست صواريخ عبثية بل صواريخ عاقلة وواعية ، حين دكت حصون العدو ، ومواقعه ومستوطناته متجاوزة الغلاف الاستيطاني للقطاع ، إلى أحشاء الكيان الصهيوني . ويسجل لفصائل المقاومة ، هذا التطور العلمي المقاوم ، في صنع الإحداثيات " بالزاوية والمسافة الدقيقة " ، بحيث أصابت أهدافها بدقة في عمق الكيان الصهيوني. ويسجل لفصائل المقاومة أيضاً أنها استثمرت الفترة الفاصلة منذ حرب عام 2008 وحتى الحرب الحالية ، في إعادة بناء إمكاناتها العسكرية على نحو أكثر تطوراً ، وفي التخطيط والتعبئة والتنظيم ، لتفاجيء العدو الصهيوني بامتلاكها لصواريخ فجر ، ولراجمات الصواريخ ، ولبلدوزرات لحفر الخنادق لإخفاء الصواريخ . ومن كان يتخيل أن هذه الصواريخ ، ستدك قلب تل أبيب والقدس وهرتزيليا وإيلات وريشون لتسيون ، ولتضرب قلب المستوطنات في جبال الخليل ونابلس وبيت لحم ، ولتلقي تحية النصر ، للأهل في الضفة الغربية المحتلة الذين خرجوا إلى الجبال ، مهللين مكبرين يلتقطون الصور للصواريخ المنهمرة على رؤوس المستوطنين ، في مستعمرات العدو. لقد صنعت المقاومة ملحمة للنصر ، في هذه الحرب الباسلة وهي تخوض حربها المظفرة ، للمرة الثانية على أرض فلسطين ، وصنعت وأكدت حقائق ثابتة ودامغة على الأرض ، لا يمكن للعدو أن يتجاهلها وأبرز هذه الحقائق: أولاً : أنها خلقت توازناً حقيقياً للردع ، مع العدو الصهيوني الذي يعتبر رابع قوة عسكرية في العالم ، من حيث القدرات العسكرية والتقنية . ثانياً: أكدت مجدداً أن إرادة القتال والمقاومة هي العامل الحاسم في المواجهة وفي تقرير نتائج المعركة ، وأن معادلة موازين القوى يمكن كسرها ، بالاستناد إلى إرادة الشعب وطلائعه المقاومة وأن العامل الذاتي للمقاومة ، من حيث الوحدة الوطنية الميدانية ، ومن حيث النهج السياسي ومن حيث التعبئة ، والتنظيم والخطط ، والتدريب والتسليح ، كفيل بتطوير الظروف الموضوعية لصالح تحقيق انتصارات تكتيكية ، تصب في خدمة الأهداف الإستراتيجية . ثالثاً: أنها أبرزت قيمة التحالفات مع القوى الإقليمية الملتزمة بخط المقاومة ، "فصواريخ الفجر " التي انهمرت على القدس وتل أبيب جاءت من إيران ولم تأت من عواصم النفط التي تفخر بمقولة " النعاج " التي لا حول لها ولا قوة . لقد حققت المقاومة البطلة في قطاع غزة انجازات كبيرة حتى اللحظة الراهنة أبرزها : أولاً : أنها أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية ، على مختلف الصعد العربية والدولية ، من خلال المداخلات السياسية الدولية سواء تلك التي انتصرت للمقاومة ، أو تلك التي اصطفت مع العدو ، كما أنها أحدثت فرزاً بين معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء ، ناهيك أنها كشفت معسكر المتخاذلين من الرسميات العربية . ثانيا: أنها كشفت حقيقة أن موقف مصر بعد ثورة 25 يناير غير مصر ما قبلها ، الذي عبرت عنه بمواقفها السياسية ، المنددة بالعدوان وبزيارة رئيس وزرائها هشام قنديل لغزة ، وسحب السفير المصري من تل أبيب ، وبفتح مستشفياتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ، وبفتح المعبر على مدار الساعة ، وفي الذاكرة إعلان وزيرة خارجية الكيان الصهيوني آنذاك ، تسيفي ليفني الحرب عام 2008 على قطاع غزة ، من القاهرة في عهد نظام مبارك . لكن هذا الموقف الإيجابي على أهميته لا يكفي ، فالموقف الحقيقي لمصر الثورة ، يقتضي أن تتخندق مصر في خندق المقاومة ، وأن تغادر لاحقاً موقف الوسيط المحايد، وأن تعمل تدريجياً على التخلص من معاهدة كامب ديفيد . ثانياً: حركت المقاومة المشهد الفلسطيني الراكد ، الذي تميز بالإحباط جراء الرهان على المفاوضات العبثية ، وأعادت الاعتبار للمقاومة وثقافتها ، عبر هذا الفعل المقاوم والنوعي ضد الاحتلال . كما صنعت ربيعاً حقيقياً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية بسواعد مقاتليها وبصمود شعبها ، وبصواريخها التي ردت على العملية الصهيونية المتدحرجة ، بعملية متدحرجة مدروسة هزت خطط العدو ، وقلبت حساباته الإستراتيجية . ثالثا: أعادت المقاومة في هذه الحرب ، التأكيد على أن التناقض الرئيسي كان ولا يزال وسيظل ، مع العدو الصهيوني ، وليس كما حاولت بعض الأنظمة تحويله باتجاه إيران تنفيذا للإستراتيجية الصهيو - أمريكية . رابعاً: كشفت وعرت المقاومة مجدداً انحياز المعسكر الغربي بالمطلق للكيان الصهيوني ، الذي دافع بقوة عن العدوان الإسرائيلي وكشفت مجدداً بؤس الرهان العربي الرسمي على الغرب الاستعماري . كما عرت معظم أطراف النظام العربي الرسمي ، التي لم تجرؤ في على انتقاد الموقف الأمريكي والغربي عموماً ، الداعم بقوة للعدوان الصهيوني الجاري والمستمر على قطاع غزة ، وحيث عبرت عن عجزها المزري بل عن تواطؤها ، من خلال عدم استخدامها في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب ، لأية ورقة من أوراق الضغط التي تملكها ، للضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه على قطاع غزة ، وكذلك عبر سعيها لإخفاء هذا العجز ، من خلال تكرار أسطوانتها المشروخة ، بأنها ستعيد النظر في مبادرة السلام العربية !! خامساً: ضربت المقاومة في مقتل وفي الصميم إستراتيجية الردع الإسرائيلية ، من خلال استخدام الصواريخ المتطورة وأنهت قدرة العدو على تسيد الحرب ، من خلال تفوقه الجوي ناهيك أنها هزت وبعنف ما تسمى بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي ، حين دفعت أربعة ملايين إسرائيلي ، بما فيهم قيادتهم السياسية والعسكرية ، للاختباء في الملاجيء حيث لم يعد في مأمن أي إسرائيلي ، يسكن في القدس وتل أبيب وغيرها بعد أن تدحرجت صواريخ المقاومة ، من حول المستوطنات المحيطة بغزة إلى ما بعد بعد غزة ، وصولاً إلى تل أبيب والقدس وهرتزيليا . خامساً : أكدت المقاومة الفلسطينية بهذا التصدي البطولي للعدوان ورد الصاع صاعين عليه ، على وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بمن فيهم الأهل في مناطق 1948 ، حيث تحركت جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات ، وفي رام الله والقدس ونابلس وبيت لحم والخليل وعكا وحيفا ، في مسيرات غضب وتحدي للاحتلال ، حيث تلوح تباشر انتفاضة جديدة في الضفة الغربية ، بعد أن دخلت جماهير الشعب الفلسطيني في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال والمستوطنين ، مقدمةً حتى اللحظة أربعة شهداء وعشرات الجرحى . سادساً : أعادت المقاومة بصمودها وجرأتها القتالية الاعتبار للعمق الشعبي العربي ، الذي انطلق في مختلف العواصم العربية ، دعماً وتأييداً لها ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه ، من أجل دحر الاحتلال عن تراب وطنه . لقد بات العدو الصهيوني في مأزق يستجدي الهدنة عبر قناة الولايات المتحدة ، لتضغط على النظام العربي الرسمي المرتهن لها ، حتى يضغط على المقاومة بوقف القتال ويمنعها من تثمير صمودها وانتصاراتها وليمنعها من تطوير المشهد الفلسطيني. وأخيراً ومن واقع الحرص على المقاومة ، وتثمير انتصاراتها وليس من واقع " الأستذة " عليها ، فهي " أستاذة الجميع " ينبغي التحذير من شرك الحراك السياسي لبعض الأطراف العربية الرسمية المرتهنة للإدارة الأمريكية ، التي تسعى لتهدئة تنقذ الكيان الصهيوني من مأزقه ، أو تدفع لاحقاً باتجاه هدنة طويلة الأمد ، تمكن العدو من الاستفادة من عامل الوقت ليمعن أكثر في مخططاته التهويدية ، والاستيطانية للقدس ولعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة . قد تكون التهدئة مطلوبة لالتقاط الأنفاس ، لكن يجب أن تتم في ضوء مخرجات المعركة ، وفقاً للمعايير الفلسطينية التي أعلنت عنها ومختلف فصائل المقاومة ، وهي إلغاء الحصار عن قطاع غزة ، ووقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة عليه ، ووقف نهائي للاغتيالات لرموز المقاومة في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة . كما ينبغي التحذير من الكمائن السياسية ، لبعض الرسميات العربية المرتهنة للإدارة الأمريكية، والتي قد تتقدم لاحقاً بنصائح مشبوهة للولوج إلى التسوية ، على أرضية هذا الانجاز النوعي للمقاومة ، بحيث تحقق للعدو بالسياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان. لكن فصائل المقاومة ، التي خبرت أخطار التسويات وحاربتها وشقت طريق المقاومة والتضحيات ، قادرة على إفشال هذه الكمائن السياسية ، بعد أن أرست اللبنات الراسخة على طريق الانتصار ، وتحرير الأرض من دنس الاحتلال . elayyan_@ yahoo.com
بقلم : عليان عليان صنعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولا زالت تصنع ملحمة وطنية بإرادة مقاتليها الأبطال ، وباستدخدامها الفعال ، لمنظومة صواريخها وباستفادتها من دروس المواجهات السابقة ، بحيث باتت المقاومة في موقع الفعل ، وبات العدو الصهيوني في موقع ردة الفعل ، يتخبط في تصريحاته ومواقفه ، ويستخدم مختلف قنوات الضغط والإستجداء ، لوقف إطلاق النار والحصول على تهدئة تنقذ ماء وجهه المهدور. أولى هذه الدروس تمثل في الوحدة الميدانية على أرض المعركة المستندة إلى غرفة عمليات مشتركة ، تنسق بين فصائل المقاومة على صعيد الاستخدام الرشيد ، لمنظومة الصواريخ والذخيرة وتوزع المهام على صعيد شمولية أهداف القصف في مناطق 1948 والأراضي المحتلة عام 1967 . وثاني هذه الدروس القدره على التمويه الاستراتيجي في إخفاء مرابض الصواريخ ، حيث قام العدو بقصف مكثف لأهداف وهمية في اليوم الأول للحرب ، راح بعدها نتنياهو يتبجح بأنه دمر البنية الصاروخية لفصائل المقاومة ، ليكتشف بعدها أنه وطيرانه الحربي وقع في كمين التمويه المبرمج ، من قبل كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة ، حين انطلقت مئات الصواريخ في اليوم التالي لتدك حصونه ومواقعه . وثالث هذه الدروس ، عدم الاعلان المسبق عن المفاجآت العسكرية بل ترك المفاجآت تتحدث عن نفسها ، إن على صعيد الأسلحة التي بحوزتها ، أو على صعيد مناطق عملياتها ، ما حقق إرباكاً لخطط العدو وتقديراته . ورابع هذه الدروس ، أن فصائل المقاومة أنجزت بكفاءة الحرب النفسية ضد العدو الصهيوني ، من خلال ضرب العمق الإسرائيلي وإثباتها بالملموس أن لا مكاناً آمنا في الكيان الصهيوني ، في حين فشل العدو في هذه المسألة ، ولم تجد المنشورات التي نشرتها طائراته في سماء غزة ، من النيل من صمود الشعب ومن خلخلة الجبهة الداخلية الفلسطينية ، ومن إرادة المقاومة . وخامس هذه الدروس ، تمثل في تكتيك التكتم على بعض القضايا الحساسة ، لإرباك العدو ، لاستخدامها لاحقا وتثميرها في تحرير الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية ، فعلى سبيل المثال : أعلنت كتائب عز الدين القسام عن إسقاط ثلاث طائرات " طائرة الاستطلاع ، وطائرة أل ف 16 ، وطائرة الأباتشي " حيث لم تحدد مكان سقوطها ، ولم تعلن عن مصير طياريها وملاحيها ، وتركت العدو يتخبط حيال الطائرات والطيارين ، ويزعم أنها لم تسقط ، في حين ناقضت أكثر من قناة فضائية اسرائيلية مزاعم القيادة العسكرية بإعلانها عكس ذلك ، وخاصة عندما أعلنت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن الاتصال انقطع مع قائد وملاحي طائرة أل ف 17 . لقد أذهلت المقاومة الفلسطينية بأذرعها المسلحة " كتائب القسام ، وسرايا القدس ، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى وألوية الناصر صلاح الدين ، وكتائب المقاومة الوطنية وشهداء الأقصى ..أذهلت العدو بمباراتها الكفاحية ، و بقدراتها الصاروخية التي أثبتت أنها ليست صواريخ عبثية بل صواريخ عاقلة وواعية ، حين دكت حصون العدو ، ومواقعه ومستوطناته متجاوزة الغلاف الاستيطاني للقطاع ، إلى أحشاء الكيان الصهيوني . ويسجل لفصائل المقاومة ، هذا التطور العلمي المقاوم ، في صنع الإحداثيات " بالزاوية والمسافة الدقيقة " ، بحيث أصابت أهدافها بدقة في عمق الكيان الصهيوني. ويسجل لفصائل المقاومة أيضاً أنها استثمرت الفترة الفاصلة منذ حرب عام 2008 وحتى الحرب الحالية ، في إعادة بناء إمكاناتها العسكرية على نحو أكثر تطوراً ، وفي التخطيط والتعبئة والتنظيم ، لتفاجيء العدو الصهيوني بامتلاكها لصواريخ فجر ، ولراجمات الصواريخ ، ولبلدوزرات لحفر الخنادق لإخفاء الصواريخ . ومن كان يتخيل أن هذه الصواريخ ، ستدك قلب تل أبيب والقدس وهرتزيليا وإيلات وريشون لتسيون ، ولتضرب قلب المستوطنات في جبال الخليل ونابلس وبيت لحم ، ولتلقي تحية النصر ، للأهل في الضفة الغربية المحتلة الذين خرجوا إلى الجبال ، مهللين مكبرين يلتقطون الصور للصواريخ المنهمرة على رؤوس المستوطنين ، في مستعمرات العدو. لقد صنعت المقاومة ملحمة للنصر ، في هذه الحرب الباسلة وهي تخوض حربها المظفرة ، للمرة الثانية على أرض فلسطين ، وصنعت وأكدت حقائق ثابتة ودامغة على الأرض ، لا يمكن للعدو أن يتجاهلها وأبرز هذه الحقائق: أولاً : أنها خلقت توازناً حقيقياً للردع ، مع العدو الصهيوني الذي يعتبر رابع قوة عسكرية في العالم ، من حيث القدرات العسكرية والتقنية . ثانياً: أكدت مجدداً أن إرادة القتال والمقاومة هي العامل الحاسم في المواجهة وفي تقرير نتائج المعركة ، وأن معادلة موازين القوى يمكن كسرها ، بالاستناد إلى إرادة الشعب وطلائعه المقاومة وأن العامل الذاتي للمقاومة ، من حيث الوحدة الوطنية الميدانية ، ومن حيث النهج السياسي ومن حيث التعبئة ، والتنظيم والخطط ، والتدريب والتسليح ، كفيل بتطوير الظروف الموضوعية لصالح تحقيق انتصارات تكتيكية ، تصب في خدمة الأهداف الإستراتيجية . ثالثاً: أنها أبرزت قيمة التحالفات مع القوى الإقليمية الملتزمة بخط المقاومة ، "فصواريخ الفجر " التي انهمرت على القدس وتل أبيب جاءت من إيران ولم تأت من عواصم النفط التي تفخر بمقولة " النعاج " التي لا حول لها ولا قوة . لقد حققت المقاومة البطلة في قطاع غزة انجازات كبيرة حتى اللحظة الراهنة أبرزها : أولاً : أنها أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية ، على مختلف الصعد العربية والدولية ، من خلال المداخلات السياسية الدولية سواء تلك التي انتصرت للمقاومة ، أو تلك التي اصطفت مع العدو ، كما أنها أحدثت فرزاً بين معسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء ، ناهيك أنها كشفت معسكر المتخاذلين من الرسميات العربية . ثانيا: أنها كشفت حقيقة أن موقف مصر بعد ثورة 25 يناير غير مصر ما قبلها ، الذي عبرت عنه بمواقفها السياسية ، المنددة بالعدوان وبزيارة رئيس وزرائها هشام قنديل لغزة ، وسحب السفير المصري من تل أبيب ، وبفتح مستشفياتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ، وبفتح المعبر على مدار الساعة ، وفي الذاكرة إعلان وزيرة خارجية الكيان الصهيوني آنذاك ، تسيفي ليفني الحرب عام 2008 على قطاع غزة ، من القاهرة في عهد نظام مبارك . لكن هذا الموقف الإيجابي على أهميته لا يكفي ، فالموقف الحقيقي لمصر الثورة ، يقتضي أن تتخندق مصر في خندق المقاومة ، وأن تغادر لاحقاً موقف الوسيط المحايد، وأن تعمل تدريجياً على التخلص من معاهدة كامب ديفيد . ثانياً: حركت المقاومة المشهد الفلسطيني الراكد ، الذي تميز بالإحباط جراء الرهان على المفاوضات العبثية ، وأعادت الاعتبار للمقاومة وثقافتها ، عبر هذا الفعل المقاوم والنوعي ضد الاحتلال . كما صنعت ربيعاً حقيقياً للشعب الفلسطيني وللأمة العربية بسواعد مقاتليها وبصمود شعبها ، وبصواريخها التي ردت على العملية الصهيونية المتدحرجة ، بعملية متدحرجة مدروسة هزت خطط العدو ، وقلبت حساباته الإستراتيجية . ثالثا: أعادت المقاومة في هذه الحرب ، التأكيد على أن التناقض الرئيسي كان ولا يزال وسيظل ، مع العدو الصهيوني ، وليس كما حاولت بعض الأنظمة تحويله باتجاه إيران تنفيذا للإستراتيجية الصهيو - أمريكية . رابعاً: كشفت وعرت المقاومة مجدداً انحياز المعسكر الغربي بالمطلق للكيان الصهيوني ، الذي دافع بقوة عن العدوان الإسرائيلي وكشفت مجدداً بؤس الرهان العربي الرسمي على الغرب الاستعماري . كما عرت معظم أطراف النظام العربي الرسمي ، التي لم تجرؤ في على انتقاد الموقف الأمريكي والغربي عموماً ، الداعم بقوة للعدوان الصهيوني الجاري والمستمر على قطاع غزة ، وحيث عبرت عن عجزها المزري بل عن تواطؤها ، من خلال عدم استخدامها في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب ، لأية ورقة من أوراق الضغط التي تملكها ، للضغط على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه على قطاع غزة ، وكذلك عبر سعيها لإخفاء هذا العجز ، من خلال تكرار أسطوانتها المشروخة ، بأنها ستعيد النظر في مبادرة السلام العربية !! خامساً: ضربت المقاومة في مقتل وفي الصميم إستراتيجية الردع الإسرائيلية ، من خلال استخدام الصواريخ المتطورة وأنهت قدرة العدو على تسيد الحرب ، من خلال تفوقه الجوي ناهيك أنها هزت وبعنف ما تسمى بنظرية الأمن القومي الإسرائيلي ، حين دفعت أربعة ملايين إسرائيلي ، بما فيهم قيادتهم السياسية والعسكرية ، للاختباء في الملاجيء حيث لم يعد في مأمن أي إسرائيلي ، يسكن في القدس وتل أبيب وغيرها بعد أن تدحرجت صواريخ المقاومة ، من حول المستوطنات المحيطة بغزة إلى ما بعد بعد غزة ، وصولاً إلى تل أبيب والقدس وهرتزيليا . خامساً : أكدت المقاومة الفلسطينية بهذا التصدي البطولي للعدوان ورد الصاع صاعين عليه ، على وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات بمن فيهم الأهل في مناطق 1948 ، حيث تحركت جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات ، وفي رام الله والقدس ونابلس وبيت لحم والخليل وعكا وحيفا ، في مسيرات غضب وتحدي للاحتلال ، حيث تلوح تباشر انتفاضة جديدة في الضفة الغربية ، بعد أن دخلت جماهير الشعب الفلسطيني في مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال والمستوطنين ، مقدمةً حتى اللحظة أربعة شهداء وعشرات الجرحى . سادساً : أعادت المقاومة بصمودها وجرأتها القتالية الاعتبار للعمق الشعبي العربي ، الذي انطلق في مختلف العواصم العربية ، دعماً وتأييداً لها ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه ، من أجل دحر الاحتلال عن تراب وطنه . لقد بات العدو الصهيوني في مأزق يستجدي الهدنة عبر قناة الولايات المتحدة ، لتضغط على النظام العربي الرسمي المرتهن لها ، حتى يضغط على المقاومة بوقف القتال ويمنعها من تثمير صمودها وانتصاراتها وليمنعها من تطوير المشهد الفلسطيني. وأخيراً ومن واقع الحرص على المقاومة ، وتثمير انتصاراتها وليس من واقع " الأستذة " عليها ، فهي " أستاذة الجميع " ينبغي التحذير من شرك الحراك السياسي لبعض الأطراف العربية الرسمية المرتهنة للإدارة الأمريكية ، التي تسعى لتهدئة تنقذ الكيان الصهيوني من مأزقه ، أو تدفع لاحقاً باتجاه هدنة طويلة الأمد ، تمكن العدو من الاستفادة من عامل الوقت ليمعن أكثر في مخططاته التهويدية ، والاستيطانية للقدس ولعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة . قد تكون التهدئة مطلوبة لالتقاط الأنفاس ، لكن يجب أن تتم في ضوء مخرجات المعركة ، وفقاً للمعايير الفلسطينية التي أعلنت عنها ومختلف فصائل المقاومة ، وهي إلغاء الحصار عن قطاع غزة ، ووقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة عليه ، ووقف نهائي للاغتيالات لرموز المقاومة في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة . كما ينبغي التحذير من الكمائن السياسية ، لبعض الرسميات العربية المرتهنة للإدارة الأمريكية، والتي قد تتقدم لاحقاً بنصائح مشبوهة للولوج إلى التسوية ، على أرضية هذا الانجاز النوعي للمقاومة ، بحيث تحقق للعدو بالسياسة ما عجز عن تحقيقه في الميدان. لكن فصائل المقاومة ، التي خبرت أخطار التسويات وحاربتها وشقت طريق المقاومة والتضحيات ، قادرة على إفشال هذه الكمائن السياسية ، بعد أن أرست اللبنات الراسخة على طريق الانتصار ، وتحرير الأرض من دنس الاحتلال . elayyan_@ yahoo.com
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
-
رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
-
فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
-
قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
-
مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
-
أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
-
أسئلة على هامش الحراك الفلسطيني في مواجهة الغلاء
-
قمة عدم الانحياز ومحاولة استعادة روحية باندونغ
-
حراك سياسي وشعبي مصري مناهض للاقتراض من صندوق النقد الدولي
-
قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟
-
مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيون
...
-
السباق الأميركي لكسب ود تل أبيب
-
نظاما السادات ومبارك عدوان لدودان لثورة 23 يوليو ومبادئها
-
جولة كلينتون في المنطقة اسرائيلية بامتياز
-
التمويل الأجنبي والتطبيع...من يدفع للزمار يحدد النغمة
-
أسئلة وتحديات في مواجهة الرئيس المصري المنتخب
-
مقال
المزيد.....
-
تقرير: ضربات إسرائيل على لبنان -أكثر كثافة- من غارات أمريكا
...
-
إنذارات إسرائيلية جديدة لسكان الضاحية الجنوبية في لبنان
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات جديدة على أحياء في الضاحية الجنوب
...
-
تواجد مع صفي الدين بمخبأ عميق خلال قصف بيروت.. فمن هو رئيس ا
...
-
-حزب الله- ينفذ 23 عملية نوعية ضد الجيش الإسرائيلي وتمركزاته
...
-
قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت منازل ومدرسة تؤوي نازح
...
-
صدمة بإسرائيل.. مسيرة عراقية تقتل جنودا
-
المغرب: الرباط غير معنية بتاتا بقرار محكمة العدل الأوروبية ب
...
-
انفجارات في محيط مطار تدمر العسكري وسط سوريا
-
عاجل| مسؤول أميركي كبير: الوضع بالمنطقة على حافة الهاوية حال
...
المزيد.....
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
المزيد.....
|