جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 02:50
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اذا كان هناك فعلا انسان اسمه (محمد) ولد في الجزيرة العربية في 570 و توفى فيها 632 اي كان عمره 30 سنة عندما بدأ قرن جديد و جاء بالقرآن وهو عمره 40 سنة ليأسس الدين الاسلامي فانه يهمنا ليس فقط بسبب اتيانه بنصوص القرآن التي هي مهة لانها من النصوص التراثية القديمة القليلة المتوفرة لنا و لا لانه و بتأسيسه الاسلام كدين غير خارطة العالم الجغرافية و اللغوية و الدينية جذريا لربما دون ان تكون لديه اصلا نية لابعاد ما قام به - بل لانه كان حتما يمتاز بميزات اخرى لا يمكن انكارها مثل مهارة القيادة و قابلية الاقناع و غيرها.
لقد كتبت عن بعض جوانب شخصية محمد عن طريق الاستنتاج او الطريق غير المباشر بالاستناد على نصوص القرآن و اني اسمي كتاباتي هذه فقط (تقرب) لاننا لا نستطيع اليوم التعرف على شخصية محمد بسبب البعد الزمني و عدم توفر مصادر علمية حيادية يمكن الاعتماد عليها و لاننا لا نعرف الكثير عن محمد الا ما ورد في القرآن و لا نستطيع التعرف على شخصيته بصورة كاملة دون التعرف على احلامه و رغباته و امنياته و خياله.
و لكن اليتيم من الناحية النفسية يبحث طبعا عن العزلة و الوحدانية و يذهب الى غارة الحراء ليتأمل و يفكر و بالتأكيد ليخلق لنفسه مكان خاص (راجع مقالي السابق: اين انت – ماذا يحدث) بعيدا عن انظار الناس و يبدأ برسم عالم خاص به يستطيع ان يتصرف فيه بالطريقة التي يريد. ربما ساعدته غارة الحراء على الهروب من مكة و التخطيط لمستقبله وترك عمله الممل في التجارة او لربما كانت له طموحات اكثر و بدأ يراجع نفسه و يفكر ليس فلسفيا بل دينيا مدفوعا بدافع الايمان باله واحد لانه كان شخصا مؤمنا لا يمر على ظاهرة في الطبيعة دون ان يرى فيها يد الله (افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت و الى السماء كيف رفعت...) اي نحن امام شخصية كانت على الاقل قوية الملاحظة.
و لكن لو كان محمد فعلا مؤمنا باله واحد فكيف يأتي و و يخون الله الذي يعبده و يضل الناس في نفس الوقت و يزعم بانه رسول الله؟.هناك فقط احتمالان:
اولا اما ان ايمانه كان عميقا لدرجة انه بدأ يصدق بنفسه بانه فعلا رسول الله. يعتبر هذا مرض نفسي عانى منه ايضا بعض الذين وصلوا الى مستوى القيادة.
ثانيا او لانه كان متحطما نفسيا كيتيم و انسان هامشي و اصبح في حاجة الى شيء ليعوض عن ما عاناه لدرجة حول حلمه ان يصبح نبيا الى واقع.
و لكن مهما كانت الحقيقة فان بروز رجل على الساحة يقرأ آيات قرآنية على الناس و يكافح معرضا حياته للخطر يدل على شخصية غير عادية تستحق البحث عنها.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟