|
روبرت ڤالزر (مقالان: 1: سوزان سونتاج، 2: كريستوفر ميدلتون) ترجمة: خليل كلفت
خليل كلفت
الحوار المتمدن-العدد: 3917 - 2012 / 11 / 20 - 01:00
المحور:
الادب والفن
روبرت ڤالزر (مقالان: 1: سوزان سونتاج، 2: كريستوفر ميدلتون) ترجمة: خليل كلفت
1 صوت ڤالزر قصص مختارة من روبرت ڤالزر مقدمة بقلم: سوزان سونتاج ترجمة: خليل كلفت (مجلة القاهرة 15 أغسطس 1986) روبرت ڤالزر كاتب من كُتّاب اللغة الألمانية المهمّين فى هذا القرن، وهو كاتب بارز بفضل رواياته الأربع التى نجت من الضياع (وروايتى المفضلة هى الثالثة، التى كُتبت عام 1908، يعقوب فون جونتن) وكذلك بفضل كتاباته النثريّة القصيرة، التى لا تعوق الحبكة موسيقية كتابتها أو تدفقها الحرّ إلا بدرجة أقلّ. وقد اختار (وترجم أغلب) هذه المجموعة من الكتابات النثرية القصيرة ل ڤالزر: كريستوفر ميدلتون الرائع، الذى عمل على مدى سنوات طويلة على جعل ڤالزر معروفا لدى قراء اللغة الإنجليزية، وهى مأخوذة من الإنتاج المكتوب بين 1907 و1929. والواقع أن أىّ شخص يسعى إلى تقديم ڤالزر إلى جمهور لا يزال عليه أن يكتشفه يجد فى متناوله ترسانة كاملة من المقارنات المجيدة. فهو پول كلى آخر فى مجال النثر - مرهف مثله، بارع مثله، ملحّ مثله. وهو هجين من ستيڤى سميث و بيكيت: بيكت مرح وعذب. ومثلما يقوم حاضر الأدب - بصورة لا يمكن تفاديها - بإعادة خلق ماضيه، فنحن لا نملك إلا أن ننظر إلى ڤالزر على أنه الحلقة المفقودة بين كلايست و كافكا، الذى كان بالغ الإعجاب ب ڤالزر. (وفى ذلك الحين كان كافكا هو الذى يمكن النظر إليه من خلال منظور ڤالزر. وقد اعتبر روبرت موزيل، وهو مُعْجَب آخر ب ڤالزر من بين معاصريه، .. اعتبر كافكا - عندما قرأه للمرة الأولى - «حالة خاصة من نموذج ڤالزر». وأنا أحصل من كتابات ڤالزر النثرية القصيرة أحادية الصوت على دفعة من المتعة تضارع تلك التى أحصل عليها من محاورات ليوپاردى ومسرحياته القصيرة؛ شكل الكتابة النثرية القصيرة المزهوّة لذلك الكاتب العظيم. على أن تنوّع الجوَّ العقلى فى قصص واسكتشات ڤالزر، ورشاقتها وأطوالها غير المتوقعة، تذكِّرنى بالأشكال الحرّة التى تقوم على صيغة المتكلم والتى يزخر بها الأدب الياپانى الكلاسيكى: كتاب الوسادة، اليوميات الشعرية، «مقالات فى الكسل». غير أن أىّ عاشق حقيقى ل ڤالزر سوف يود أن يتجاهل شبكة المقارنات التى يمكننا أن نلقيها على إنتاجه. و ڤالزر - فى كتاباته النثرية الطويلة - كما فى كتاباته النثرية القصيرة - رسّام صورة مُنَمْنَمَة، يعلن مطالب غير البطولى، المحدود، المتواضع، الصغير؛ وكأنما كان ذلك استجابة لشعوره الحادّ باللّامتناهى. وتصور حياة ڤالزر أوضح تصوير قلق نوع من المزاج المكتئب: كان لديه افتنان المكتئب بالركود الدموى، وبالطريقة التى ينتفخ بها الزمان وينقضى، وقد قضى جانبا كبيرا من حياته يحوّل الزمان - وقد استبدّ به الهاجس - إلى مكان: جَوْلاته - ويداعب إنتاجه الرؤية المروّعة عن اللانهائيّة لدى المكتئب: إنه كلّه صوت - وهو يفكرّ بصوت مرتفع، ويتحادث، وينتقل من موضوع، إلى موضوع ويواصل الحديث عن موضوع بعينه. وتُستعاد ما هو هام بوصفه ضربا من ضروب ما هو غير هام، وتُستعاد الحكمة بوصفها نوعا من الثرثرة الجريئة، الخجول. ويتمثل الجوهر الأخلاقى لفن ڤالزر فى رفض السلطة والسيطرة، أن شخص عادىّ - أى، لا أحد - هذا ما يعلنه الأشخاص النموذجيّون لدى ڤالزر. وفى «أيام الأزهار» (1911)، يصور ڤالزر تصويرًا نابضًا بالحياة نوع «الأشخاص غريبى الأطوار، الذين تنقصهم الشخصيّة» والذين لا يرغبون فى أن يفعلوا شيئا. و«الأنا» الذى يتواتر فى نثر ڤالزر هو نقيض «أنا» المغرور المزهوّ بنفسه. إنه «أنا» شخص مّا «غارق فى الإذعان». ونحن نفهم طبيعة النفور الذى كان ڤالزر يشعر به إزاء النجاح - المدى الهائل للفشل الذى كانته حياته. وفى «كيناشت» (1917)، يصف ڤالزر «شخصا لا يطيق صبرًا على أىّ شيء». وهذا الذى لا يفعل شيئا كان - بطبيعة الحال - كاتبًا يدعو إلى الفخر ومبدعًا بصورة مذهلة، حجب عن الأنظار إنتاجه الذى كتب أغلبه بأسلوبه التضخيمى المذهل، دون انقطاع. وما يقوله ڤالزر عن اللَّافعل وإنكار أى جهد والكسب دون جهد يشكّل برنامجًا، برنامجًا لا رومانسيًا، لنشاط الفنان. وفى «جولة قصيرة» (1914) يلاحظ ڤالزر: «لسنا بحاجة إلى أن نرى شيئا فيما هو عادىّ. فنحن نرى الكثير جدا من ذلك فى الواقع». وكثيرا ما يكتب ڤالزر، من وجهة نظر شخص جريح، عن الخيال الرومانسى الحالم. وفى قصة «كلايست فى تون» (1913) وهى فى آن معًا: صورة ذاتية وجولة موثوقة فى الصورة العقلية لعبقرية رومانسية محكوم عليها بالانتحار، يصوّر ڤالزر الهوّة التى عاش على حافتها. والفقرة الأخيرة، بتضميناتها الموجعة للغاية، تقرّ بقدر من الانهيار العقلى يضارع فى طابعه الرفيع أى شيء أعرفه فى الأدب. غير أن أغلب قصصه واسكتشاته تعيد الوعى من الحافة. ويمكن ل ڤالزر أن يطمئننا على «نصيبه اللطيف والدمث من الهزل» فى قصّة «عصبي» (1916)، متحدّثًا بضمير المتكلمّ. «النكد، النكد، ينبغى أن يصيب المرء، وينبغى أن تكون لدى المرء شجاعة أن يعيش معه. تلك ألطف طريقة للحياة. ولا ينبغى أن يخاف أحد من نصيبه الضئيل من الحظ العاثر». وتنظر أطول هذه القصص وهى «التجوّل» (1917) - بحيوية غنائية ومزاج متحرّر - إلى التجوّل و«مباهج الحرّية» على أنهما الشيء الواحد نفسه، ولا يحلّ الظلام إلا فى النهاية. ويفترض فن ڤالزر الاحباط والفزع، من أجل (فى أغلب الأحوال) قبولهما - التهكم عليهما، تخفيفهما. وهذه القصص أحاديث منفردة، مرحة بقدر ما هى كئيبة، بشأن العلاقة بالجاذبيّة، بكلا المعنين، المادّى والشخصى، لتلك الكلمة: الكتابة ضدّ الجاذبيّة، تمجيدًا للحركة والتحرّر، وانعدام الوزن؛ الصور القلميّة للوعى الذى يطوف بالعالم، وهو ينعم «بنصيبه الضئيل من الحياة»، التى تشعّ يأسًا. وفى قصص ڤالزر يجد المرء نفسه دائمًا (كما هو الحال فى كثير جدًا من أعمال الفن الحديث) داخل رأس، غير أن هذا الكون - وهذا اليأس - ليس سوى كون أنا وَحْدىّ. إنه مشحون بالحنان: الوعى بإنسانية الحياة، وبالزمالة فى الحزن. «فى أى نوع من الناس أفكرّ الآن؟» هكذا يتساءل صوت ڤالزر فى «نوع من الحديث» (1925). «فى نفسى، فيك، فى كل سيطرة تافهة مسرحية، فى الحريات التى هى لا شيء، فى اللَّاحريات التى لا تؤخذ مأخذ الجدية، فى هؤلاء المدمَّرين الذين لا يفوّتون البتّة فرصة لاطلاق نكتة، فى الناس الذين هم مُحْبّطُون؟». وعلامة الاستفهام هذه التى فى نهاية إجابة هى كياسة نموذجيّة عند ڤالزر. ومآثر ڤالزر هى مآثر الفن الأكثر نضجا والأكثر حضارة. إنه حقا كاتب رائع وحزين.
قال ڤالزر عن فنه: أنا نوع من الروائى الحرفىّ. ولا شك فى أننى لستُ كاتب حكايات قصيرة. وعندما أكون متعاطفا، أىْ عندما أحمل مشاعر طيّبة، فإننى أخيط أو أرصف أو ألحم أو أسوِّى بالفارة أو أقرع أو أطرق أو أثبّت بالمسمار: سطورًا يفهم الناس محتواها فى الحال. وإنْ شئت أمكنك أن تصفنى بالكاتب الذى يذهب إلى عمله ومعه مخرطة. وكتابتى عبارة عن لصق ورق حائط. سيغامر قليل من الأشخاص العطوفين بأن يعُدّونى شاعرًا، الأمر الذى يدعونى التسامح وآداب السلوك إلى التسليم به. وقطعى النثرية لا تزيد ولا تنقص - فى نظرى - عن كونها أجزاء من قصة واقعيّة طويلة بلا حبكة والاسكتشات التى أنتجها من حين لآخر هى فصول قصيرة بعض الشيء أو طويلة بعض الشيء من رواية. والرواية التى أكتبها بلا انقطاع هى دائمًا نفس الرواية. ويمكن وصفها بأنها كتاب عن نفسى تمّ تقطيعه إلى شرائح أو تمزيقه إلى أجزاء بأشكال شتىّ. روبرت ڤالزر
2 قصص مختارة من روبرت ڤالزر تذييل: كريستوفر ميدلتون ترجمة: خليل كلفت كتب روبرت ڤالزر Robert Walser (1878-1956) قرابة سبع، وربما تسع روايات خلال أعوامه الثلاثين ككاتب. ونُشرت ثلاث منها خلال العقد الأول من هذا القرن (1906، 1908، 1909) وجذبت عددًا من العقول الرائعة، ولا سيّما مورجنشتيرين Morgenstern و كافكا Kafka، غير أنها نادرًا مّا كانت تروق لجمهور عريض. وقد نجت رواية واحدة أخرى وحسب من الضياع أو الدمار، وهى (اللصّ) Der Räuber (1925)، التى لم تظهر حتى 1976. غير أن النثر القصير هو الميدان الذى تفوّق فيه ڤالزر. وله بعض الحق فى زعمه أنه إنما يكتب، فى صورة دوّامات مستقلة من النثر القصير، "قصة واقعية طويلة بدون حبكة"، غير أن عبقريته البهلوانية والسويسرية بجلاء كانت تصل إلى أفضل أحوالها فى القصص الصغيرة المنمنمة ذات النبض السريع - تلك الاسكتشات والأحاديث المنفردة والارتجالات والأرابيسكات والنزوات capriccios التى تشكل مجموعاتِه العشر (1904-1925) والمجلدات الأربعة من الإنتاج غير المجمَّع والمتاح حاليًا فى المؤلفات الكاملة Gesamtwerk. كان ڤالزر - إلى حد كبير - شخصًا ثقف نفسه بنفسه، وكان فقيرًا دائمًا، وكان يكرس نفسه لحياته المنعزلة العابثة؛ تماما مثلما كرّس ريلكه Rilke نفسه "لعمله" البغيض. وبين مختلف أنماط النثر القصير فى التراث الألمانىّ، والتى تعود بجذورها إلى حكايات المغامرات الفروسية Gesta Romanorum اللاتينية القروسطية (نسبة إلى القرون الوسطى)، هناك بعض الأنواع التى - مثل البالاد ballad والأغنية الشعبية - تفلِتُ من هذه التمييزات التى كانت تتجه تاريخيًّا إلى أن تخصّص بعض الأنواع الأدبية الأخرى لقرّاء الطبقات العليا أو المتوسطة (على سبيل المثال، الرواية). ولا غرابة فى أن ڤالزر، بنمط حياته الپروليتارىّ وخياله الذى كان خيال أمير، وجد فى النثر القصير ضالته الحقيقية. وفيما يتعلق بالتراث، يفكر المرء فى الحكايات التى تفعِم احتفالات أبراهام آسانكتا كلارا Abraham a Sancta Clara فى القرن السابع عشر؛ والخلاصات الفلسفية من ليشتينبرج Lichtenberg إلى نيتشه Nietzche و ڤتجنشتاين Wittgenstein؛ وحكايات وتقارير يوهان پيتر هيبل Johann Peter Hebe فى أوائل القرن التاسع عشر؛ و"الجروتسكات" التعبيرية ل سالومو فريدليندر Salomo Friedländer (التى سبقتها فانتازيات يوسف پوپر لينكيوس Josef Popper Lynkeus)؛ كما يفكرّ بما لا يقلّ عن ذلك بحال من الأحوال فى أساتذة القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين فى صحافة التسلية Feuilleton، والانطباعات المنمنمة، والشائعات، والتسليات، والحكايات، والأمثال، وغالبًا مع خيط غنائىّ أخذ يظهر منذ عشرينات القرن التاسع عشر - على غرار النماذج الفرنسية - تحت مواد الأخبار الرئيسية على الصفحة الأولى للصحف كان كل ذلك هو الدُّبال (= المادة العضوية فى التربة) الذى نشأ عنه آخر الأمر النثر القصير ل ڤالزر؛ ونشأت عن ذات الدُّبال، أيضا، إغدراصيلة Yggdrasil(1) الأمثال عند كافكا كان ڤالزر يحتال على العيش بالعمل كمحرّر صحافة تسلية Feuilletonist، وكان يكتب أيضا فى الدوريات، فى برلين (1905-1913)، وفى بيل Biel (1913-1920)، وفى بيرن (1921-1932). ولكن نثره يتخطى، فى تميّزه وحساسيته، الإسكتش أو الانطباع المعتاد فى ذلك الزمن. وما حاولت أن أقوم به فى هذه المجموعة المختارة هو أن أقدّم بعض السطور الرئيسية، أو الإشعاعات، من قوة إبداعه فى النمنمة، من سحره فى الجروتسك، وكذلك من انعكاسه الساخر، أىْ تذبذباته المفعمة بالحياة بين مستويات الحديث - المعتم والشفاف، الجادّ والساخر. ومن المعتقد أنه واحد من أقدم وأبرز الفنانين فى النثر الألمانى فى الهزء بشكل إيجابى من فهمه أن صدق الكتابة يمكن أن يقوّض أو ينفى الشهادة، بينما يتظاهر بأنه يؤيده. والواقع أنه قبل العشرينات من هذا القرن كان الموضوع لا شيء فى نظر ڤالزر، كما هو الحال مع قيثارة تكعيبية أو تفاحة ماجريت Magritte(2) ("هذه ليست تفاحة" "ceci n est pas une pomme"). والفترة الوحيدة التى تنقص هذه المجموعة هى أقدم فترة، 1898-1904 تقريبًا. وربما كان ينبغى إدراج بعض "موضوعات فريتس كوشر" Fritz Kochers Aufsätze ، وكذلك مسرحية منمنة مبكرّة، أو "مسرحية قصيرة" – dramolet وكان ڤالتر بنيامين Walter Benjamin يعتقد أن [أوپرا] شنيڤيتسشن (سنو وايت) Schneewitzchen عميقة ونموذجية. وسوف يجد القارئ فى "هلبلينج" و"البرلينية الصغيرة" - على أقل تقدير - طبعات مُضَخَّمَة من "فريتس كوشر" Fritz Kocher، التلميذ العفريت الذى يفكر بصوت مرتفع والذى يصبح، بعد وقت قصير، المفوّض kommis، أو الكاتب، بوصفه ضحية الظلم والاضطهاد، والذى أسِرَت شخصيته كما صوّرها ڤالزر خيال كافكا. لم يتوقف ڤالزر عن الكتابة عندما دخل بمحض رغبته - مستشفى ڤالداو العقلى فى بيرن فى 1929. فقط عندما تم نقله - قسرًا - إلى هيريزاو فى أبينتسيل، فى 1933، استسلم ڤالزر، أو يمكن القول أنه تحوّل عندئذ من كونه شخصًا غريبًا لا يمكن التنبؤ بأحواله إلى كونه مجنونًا رسميًّا. وكان آخر كتاب "عاقل" يُطبع له هو "الوردة" Dei Rose، فى 1925؛ غير أنه كان يكتب طوال العشرينات بغزارة، وأحيانا بصورة مسعورة، ودائمًا بحيوية بالغة، فى عزلته الغريبة. ونحن ندين ل جوشن جريڤن Jochen Greven ببقاء نمنمات نثرية عديدة من تلك الفترة، تظهر الآن، بالإضافة إلى القطع التى كانت قد نُشرت فى الصحف والمجلات، فى المجلدات الأربعة المنشورة بعد وفالة ڤالزر، وهى: Festzug، و هذيان Phantasieren، و أوليمپيا Olympia، و الأوروپى Der Europāer. وقد اخترت من هذه الكتب نصوصًا عديدة؛ وتواريخها مأخوذة من ذات المصدر. وإلى حدّ مّا فإن روبرت ڤالزر - إذا استخدمنا عبارة أرتو Artoud - "قتله المجتمع". ولا شك فى أنه كان أحد الفنانين الأوروپيين العظام فى اللغة، منذ كريستوفر سمارت Christopher Smart، الذين جازفوا بكل شيء بدلا من المساومة، وربما كان مثل هولدرين Hölderin أو نيرڤال Nerval، مع بعض التأثيرات العصبية-الكيميائية لألم شيطانى. (ولكن ڤالزر كان، فى جنونه، عاقلا بصورة تدعو إلى الدهشة. وذات مرة قال ڤالزر ل كارل سيليش Carl Seelig - الذى أصبح وصيّه القانونى فى أواخر الثلاثينات - عندما سُئل عما إذا كان يكتب شيئا: "لست هنا لأكتب، بل لأكون مجنونًا"). وعلى وجه الإجمال، يقرأ المرء ڤالزر لاختلافه السعيد عن زملائه فى أىّ عصر أو أىّ وضع - لغرابته المطلقة والصافية. إنه يؤلف لغة هى لغته هو الخاصة بصورة استثنائية، حتى عندما تتفق الكلمات فى تراكيبها مع الألمانية السويسرية أو ألمانية جنوب ألمانيا. وقد بذل المترجمون قصارى جهدهم. وإذا تحدثت عن نفسى فإننى لم أسمح لنفس إلا بحرّيات قليلة ولم أسمح لنفسى بهذه الحريات القليلة إلا لكى أبْرز الحركة الباعثة على الدوار لرقص ڤالزر فى اللغة الإنجليزية بجلاء أكثر مما كان سيصبح الحال بدون السماح لنفسى بذلك (وربما أيضا بصورة أكثر طرافة مما قد يستسيغ بعض القراء الوقورين). وتشتمل هذه المجموعة على مجموعة تجوّل وقصص أخرى (1957)، مع بعض التعديلات. ونحن نعبر عن عرفاننا ل چون كالدر چون كالدر John Calder لسماحه لنا بإعادة نشر أربعة نصوص من تلك المجموعة. ونعبر عن عرفاننا أيضا للمجلات الصغيرة التى نشر فيها توم ڤالن Tom Whalen - بعد أن اكتشف ڤالزر فى غابات أركنساس وفهمه - ترجماته بالاشتراك مع آخرين، وهى مجلات: باراتيريا Barataria، شودر ريڤيو Chowder Review، لولاندز ريڤيو Lowlands Review، پاريز ريڤيو the Paris Review، ريت Writ؛ ونعبر عن عرفاننا لمجلة ديلوس Delos التى ظهرت فيها ترجمة هارييت واطس Harriett Watts لأول مرة (1968)؛ ونعبر عن عرفاننا أيضا لمجلة تكساس كوارترلى Texas Quarterly التى ظهرت فيها "قصة هلبلينج" و"سادة وعمال" (1964). ولعل رواية ڤالزر الثالثة: يعقوب فون جونتن Jacob von Gunten (University of Texas Press, (1969)... لعلها تروق القراء الذين استمتعوا بهذه المجموعة المختارة من قصصه. وللحصول على تفسير جديد رائع وبارع التصوير ل روبرت ڤالزر، بوصفه شخصًا يضارع فى العزف ببنانه إريك ساتى Erik Satie(3)، نحيل القارئ إلى بحث جاى داڤينپورت Guy Davenport "حقل من الجليد فى مُنحدَر فى روزينبرج"، فى كتابه: "درّاجة داڤنشى" Da Vinci s Bicycle. كريستوفر ميدلتون
إشارات 1: الإغدراصيلة: شجرة دردار تزعم الأساطير الاسكنديناڤية أن جذورها وأغصانها تصل ما بين الأرض والجنة والجحيم - المترجم. 2: رينيه ماجريت: رسام بلچيكى (1898-1967) ينتمى إلى السيريالية - المترجم. 3: إريك ساتى: ألفريد إريك لزلى-ساتى (ويدعى إريك ساتى) مؤلف موسيقىّ فرنسىّ (1866-1925)- مؤلف سقراط (أوراتوريو، 1910)، وحفلة عرض (باليه، 1917) - المترجم.
#خليل_كلفت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب سيد عويس: التاريخ الذى أحمله على ظهرى
-
غزة وما بعد غزة
-
بعيدا عن تأسيسية الدستور ودستور التأسيسية ضرورة الإطاحة السل
...
-
كيف كتب دوستويڤسكى رواية الجريمة والعقاب؟ -إعادة قراءة
...
-
مارسيل پروست (مقالان: مقال: أناتولى لوناتشارسكى، ومقال: أندر
...
-
مصر وبلاد النوبة تأليف: والتر إمرى، ترجمة: تحفة حندوسة مقدمة
...
-
مصير العالم الثالث تحليل ونتائج وتوقعات توما كوترو و ميشيل إ
...
-
الأساطير والميثولوچيات السياسية(1) راؤول چيرارديه عرض: خليل
...
-
تفسير الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى لآية الله والعلماء
-
زيارة جديدة إلى -مزرعة الحيوانات- رواية -مزرعة الحيوانات- چو
...
-
عوالم عديدة مفقودة
-
الشرف والغضب لا يكفيان [مراجعة لكتاب: نعوم تشومسكى:-الحيلولة
...
-
الكتب معرفة ومتعة - الجزء الأول
-
حول الأسلوب فى السينما - أندريه بازان
-
جنوب أفريقيا عصر مابعد سياسة الفصل العنصرى (الأپارتهيد)
-
إلا الرسول الكريم
-
هل انتصرت الثورة المضادة فى مصر؟
-
حروب القرن الحادي والعشرين مخاوف وأخطار جديدة
-
بورخيس - كاتب على الحافة
-
عالم جديد - الجزء الرابع - فيديريكو مايور
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|