أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!














المزيد.....

هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 13:44
المحور: القضية الفلسطينية
    



سلاح الجو الإسرائيلي مشهود له بـ "الدِّقة" في إصابة الهدف؛ فهو (عندما يُغير) لا يَضْرِب، ولا يصيب، إلاَّ الهدف الذي اعتزم وأراد ضربه وإصابته؛ وبما يؤكِّد (ولا ينفي) ذلك، يمكننا، وينبغي لنا، فَهْم وتفسير الخسائر المدنية (البشرية والمادية) الفلسطينية في قطاع غزة؛ فإنَّ عبارة "من طريق الخطأ" لا تصلح تفسيراً وتعليلاً. ولقد شرع سلاح الجو الإسرائيلي يضرب (على نحوٍ منسَّق ومنظَّم) المراكز والمؤسسات الإعلامية والصحافية من فلسطينية وعربية وأجنبية؛ فهل يعني هذا أنَّ إسرائيل توشك أنْ تشن حربها البرية على قطاع غزة، وتريد إخلاء "الساحة" من العيون والآذان الإعلامية؛ لأنَّ القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية (ونتنياهو على وجه الخصوص) تتهيَّأ لأعمال عسكرية، يخالطها كثيرٌ من "جرائم الحرب"؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، لهذه الجرائم من أنْ تُحْجَب عن أبصار العالم.
الدول العربية تداعت للاجتماع؛ لكنَّ العرب لم "يفعلوا" بَعْد ما يؤكِّد أنَّهم يتداعون (أو يعتزمون التداعي) على إسرائيل، وبما يجعل قواها العدوانية تتداعى.
وكان "سؤال السَّاعة" الذي استبدَّت إجابته في تفكيرهم "ما العمل؟"؛ أيْ ما الذي يمكنهم عمله الآن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولإقناع إسرائيل (والولايات المتحدة) بأهمية وضرورة أنْ تَنْظُر إلى العالم العربي المختلف (بفضل "الربيع العربي" الذي ما زال مستمراً) بعيون مختلفة.
وتفتَّقت "أذهانهم الإستراتيجية" عن "التلويح بإعادة النَّظر" في "مبادرة السلام العربية"، التي شبعت موتاً، وإنْ ظلَّ أصحابها يأْبون الاعتراف بموت هذا "العزيز" قبل دفنه!
لقد طَلَبَها للزواج؛ فلمَّا رَفَضَت، طَلَبَها مرَّات ومرَّات، مُغْرِياً إيَّاها، كل مرَّة، بـ "مَهْرٍ" أغلى؛ فلمَّا يأس وقنط، "هدَّدها" بـ "الطلاق"؛ فهل من المنطق في شيء أنْ يُطلِّق الرَّجُل (أو يُهدِّد بتطليق) امرأةً لم يتزوجَّها بعد؟!
وإنَّه لمثالٌ نَقِف فيه على معنى مشابه لمعنى تلويح وزراء الخارجية العرب بإعادة النَّظر في "مبادرة السلام العربية"؛ وكأنْ "المهزلة" هي النهاية الحتمية لكل "مأساة" لنا نصنعها بأيدينا!
و"المهزلة" تَكْتَمِل فصولاً؛ فـ "الحُكماء" مِنَّا (وما أكثرهم عندما تشتد الحاجة لدى أعدائنا إلى إلحاق مزيدٍ من الهزائم بنا) لا يعترضون، "من حيث المبدأ"، على إعلان نهاية التزام العرب "مبادرتهم"؛ لكنَّهم يَدْعون إلى أنْ يأتي هذا "الدَّفْن (العربي)" لـ "مبادرة السلام العربية"، التي أماتتها إسرائيل، بَعْد، لا قَبْل، التأسيس لـ "بديل (عربي)" من هذه "المبادرة"؛ وكأنَّ هذا "الفراغ (الإستراتيجي)" هو الطَّامة الكبرى.
إنَّهم، أيْ معشر أولئك "الحكماء"، ليسوا صادقين إلاَّ في حرصهم على بقاء "المبادرة"، ولو على هيئة جُثَّة هامدة؛ أمَّا قولهم بضرورة أنْ يتَّفِق العرب أوَّلاً على "البديل" فهو قَوْل مُغْرِض"، أيْ لا غرض له إلاَّ الإبقاء على هذه "الجُثَّة الهامدة" بدعوى أنَّ أصحابها أَعْجَز من أنْ يؤسِّسوا لـ "بديلٍ" منها؛ وهُمْ، أيْ "الحكماء"، يتعمَّدون تصوير إعلان العرب نهاية "مبادرتهم" قَبْل اتِّفاقهم على "البديل (منها)" على أنَّه "الكارثة" التي ستُحْدِق بالعرب، وتصيبهم!
يقولون ذلك، ويقولون به، ولو تظاهُراً، مع أنَّ "الواقع" يتحدَّاهم أنْ يأتوا ولو بدليل واحد على أنَّ "المبادرة"، التي يَعزُّ عليهم دفنها، قد عادت على أصحابها، وعلى "السلام" نفسه، بنَفْعٍ ينبغي لنا عدم التفريط فيه؛ ولو أنَّ "الواقع" نفسه نطق لقال لهم إنَّ أحوالكم لن تسوء أكثر مِمَّا ساءت، لا بَلْ يمكن أنْ تتحسَّن، إنْ أنتم أعلنتم نهاية التزامكم "المبادرة" قبل أنْ تتَّفِقوا على "البديل" منها؛ أمَّا تصوير هذا "الفعل" على أنَّه "مغامرة غير محسوبة العواقب" فهو أبعد ما يكون عن الواقع والحقيقة؛ فإسرائيل نفسها لن تَفْهَم إنهاء "المبادرة" على أنَّه إيذان بقُرْب شنِّ العرب حرباً عليها؛ فإذا فُسِّر إنهاء "المبادرة" على أنَّه تَخَلٍّ عربي عن السلام (مع إسرائيل) باعتباره "خياراً إستراتيجياً" فإنَّ هذا "التخلِّي" يجب أنْ يُفْهَم على أنَّه "إضافة" إلى "تَخَلٍّ آخر"، هو تخلِّي العرب عن الحرب خياراً لـ "إقناع" إسرائيل بأهمية وضرورة أنْ تجنح للسلم (مع الفلسطينيين والعرب).
إنَّنا لا نعترض على بَذْل العرب جهوداً لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولجعل القطاع مستقبلاً بمنأى عن مزيدٍ من الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية؛ لكنْ أليس من "الضرورة (العربية القومية والإستراتيجية)" الآن أنْ نرى (مصرياً وعربياً) جهوداً تُبْذَل لَمَدِّ قطاع غزة بكل ما من شأنه أنْ يجعله يبدي من المقاومة ما يُعْجِز إسرائيل عن الاستمرار في عدوانها العسكري عليه، وعن قَطْف ثماره السياسية.
العرب مَدْعوون الآن إلى "إنهاء المبادرة"، و"إنهاء كل تطبيع مع إسرائيل"، وتسليح قطاع غزة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، بما يُقوِّي أكثر مقاومته للعدوان العسكري (والسياسي والاقتصادي) الإسرائيلي؛ ومَدْعوون، أيضاً، إلى التلويح باستفتاء شعبي خاص بمعاهدات واتفاقيات السلام مع إسرائيل؛ فلا سلام إلاَّ "سلام الشعوب"، أيْ السلام الذي تقبله وتقره الشعوب.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزَّة بمعانيها الجديدة!
- 29 تشرين الثاني 2012!
- ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هذا ما ينبغي للعرب فعله الآن!