حسن الشرع
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 08:01
المحور:
الادب والفن
لم يكن عبود مغنيا بل لم يكن هاو للغناء قطعا لكنه كان ميالا للصوفية ..صوفية الاندماج بالذات وبالمستقبل الذي اجهز عليه ماضي العربات ..لقد كان عربنجيا؛ عالمه نقرات حوافر خيل تشبّع بها سمعه .لم يجرب شراب الليمون لكنه يحب طعام بيوض الاسماك النهرية ,سيمفونيته من هذا العالم حلم يقظة لطرقة باب فلعلها حبيبته.
انه كائن بشري وحسب..اخبروه عندما كان يغنى ان ذلك من الكبائر والخطايا العشر ولم يشغل باله كثيرا لأنه لا يحسن عد الذنوب فلم يتعود على عد غير الخردة ...اي غناء قاد عبود للانصياع الى الفتوى قيل هيجان الذات كفر بواح وتهييج النفس يلزمه الحد ..حد الجلد, فهو لا يقوى على الجلد فليترك بكاءه امام الناس وليبكى نفسه لنفسه وليتكلم مع نفسه وليكتم غضبه وليخمد مشاعره وليلجم ذاته بذاته وليخنق كل عبراته ..وماذا بعد غير انه مخبول لكنه مازال حالما ...لكن حلمه سرعان ما تحول الى موت ..موت الاحلام هو ذاته احلام الموت لقد خنقته حبيبته في حلم فعاد الى ادراجه يبحث عن نغمة حائرة لا يطالها التحريم...
عبود غنى اذ زعموا في حانة فقر شرقية
صوت يمتد الى اعلى يرتاب السامع من صوته
مدخنة النعم الجنسية
ها قد علمت الرجل الوحشي افعال امرأة غجرية
لم يزل الكاهن يبحث عن.. موسيقى الخيل الوثابة
عن شبق مات ولم ينهض في عين رموش الحسناوات
غنى اغنية تنقصها كل الكلمات
لكن النغمة ماضية مقطوعة حبر في اوروك
انهى عبود مناحته
فانطفأت اصوات المعبد
اعطوني ماءا مبيضا اعطيكم كل دموع الموجودات
حب الرمان حبيبته غزل الاسنان قصيدته
تسبيه الفرحة من حلم يا ليل الضب متى غده
خلّصنى من هم الكفر..خلصني من قبر الفقر
ربي لا امثل للفتوى ان جاءت من دبر المرويات
اقطن في وطن قسمته ..بيت من طين اسن
احمل اضغان الماضي من ثورة زنج البصرة
بغداد لاحت كافرة تشرب من عهر القاتل
تأكل من زيف العبرة
فصراح المفتي يزعجها ان غنى عبود اخرى
نكير في الصف الاول يدفع عبودا للهوة نيران الكفر بلا رحمة
فالفتوى مطلقة اذ نصت يا لليل الضب متى غده عبود ضب كافر
مذ غنى اغنية كالحبلى بالحزن وروح الاهات
تستنطق كل الشهوات
بقيام الساعة نجلده
حدا حدا
كي يبرا من كل النغمات
#حسن_الشرع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟