|
علي مولود الطالبي ... إعلامي وشاعر في حكمة إنسان
علي مولود الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 03:18
المحور:
الادب والفن
علي مولود الطالبي ... إعلامي وشاعر في حكمة إنسان حاورته :رونا صبري / القاهرة
انسان بكامل صفاته الداخلية والخارجية ،وطني الى اخر نبضة في ضميره ووجدانه ورسالته ،اعلامي منذ الطفولة ،وشاعر يتغنى بكل محبة ،يتميز عن اقارنه انه يكتب الرسالة بحس صحافي يشعره بالقضية تجاه الموقف ،ويكتب قصيدته بروح لا تشبه احدا ،كتب مقالات في صميم الواقع ،وحاور شخصيات كبيرة جدا ،وكتب قصائد تحلى بماء الذهب ،يقف اليوم على ارض القاهرة ليكمل مشواره الدراسي ويعود الى بغداد متوجا بشهادته وابداعه ،التقيناه عند ضفة النيل وحاورناه .....
س 1 / كيف يمكن ان تقدم نفسك الى الجمهور الكريم ؟ ج / 1 : علي مولود الطالبي ، بعضٌ من طين الإنسان العراقي ، نزفني الوقتُ على أرض الفقراء ، فكبرتُ وأنا في طفولتي الحزينة ، ومسكتُ قـَلم العلم والادب ، علّني أخط سطراً في جلدِ الإبداع الحقيقي ، يوقفُ رصاصةً تخترقُ رحمَ الأبرياء كلما يبكي الدم على قافلةِ وجعٍ ومرآب ألمٍ في صرخةِ البسطاء ، فتكونتُ من كل الأديان والمذاهب والقوميات والأماكن حتى وجدتي غطاءً للجياع ، وإختصار تعريفي : أني الشاعر بكل ألمٍ يطرق قلب الإنسان وغايتي أن أداويه .
س 2 / ماهي اخر مشاريعك في الادب والشعر والاعلام ؟ ج / 2 : منذُ إنبلاج الوعي على بصيرتي وفي أيامِ طفولتي كانَ حلمي أن أكون إعلامياً خدوماً للثقافة والادب والفن ، وأسمى مشروع أرومه هو تقديم برنامجاً إعلامياً ناجحاً له قيمته في نَفس المشاهد ، ومشروعي صوبه لَم يزلْ قائماً ، فأنا الآن طالب ماجستير إعلام / قسم إذاعة وتلفزيون / في جمهورية مصر العربية ، وأنصب شراعي في سفينة ال media آملاً أن أجلسَ خلفَ شاشة تجعلني أقَبّلُ حدق جماهير الأدب وأبادلهم شجن المعرفة والثقافة ، بالإضافة إلى أن طموحي في الأدب لم يزلْ قائماً ، لأني الآن أقبِل على المشاركةِ في مسابقةِ أمير الشعراء في دولة الإمارات العربية المتحدة إن شاء الله ، مع وجود مشروعين مهمين جداً ، واحدٌ في الإعلام وهو قيد الإنشاء والتأسيس ، وسيرى النور قريباً إن شاء الله ، مع باقةٍ مِن أنبل الإعلاميين ، والآخر في الشعر وهو مع صديقين قريبين عليَ جداً ، سوف نُغيّر الطريق الشعري كاملا إن شاء الله ، أما عن كتاباتي فلم يزلْ نهر محبرتي سائراً في وضح القصيد ينصبُ شباكه للحرف ليصطاد من روحه جملة يسبكها في جسد قصيدة تلامس قلب مجروحة أو مجروح في لوح الزمن وسأهديكم اخر قصيدة كتبتها في نهاية حوارنا .
س 3 / من هذا نعرف انك اعلامي مخضرم وشاعر كبير ،اين تجد نفسك وماذا تختار لو طلبنا منك ؟ ج / 3 : بإبتسامة بيضاء أقول لكِ : أنا شخصٌ بسيط جداً ولستُ إعلامياً مخضرماً ، أو شاعراً قديراً ، وإنما أنا محاولة لنقطة تتمنى أن تُكتب في أوراق الإعلام والأدب ، فقدماي لم تساعدني على المشي بعد فمازلتُ أحبو ، والإعلام كما عرّفه المفكر والإعلامي الألماني أوتوجروت بأنه " التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه " فهو بذلك يرمي هدفه بالتعبر عن دواخل الجماهير ، وطموحي أن أجد منفذاً إعلامياً أرى فيه نفسي سمّاحة للجمهور أن ينطق ويتبادل الرؤى والحديث مع غاياته ، وأما الشعر فهو الصراع مع الشعور في نبضات الروح وكما قال الروائي الشهير " آرثر كيستلر " : ( التاريخ سيكتب عنكم أيها النبلاء ، ولكن كيف للتاريخ أن يكتب عما يحدث في الأقبية السرية والدهاليز ) فأحاول أن أكتب عن كل هؤلاء في شعري وأسجل تفاصيل لحظاتهم في سبورة الشعر وأستمع إلى كل المكونات التي تفرض نوعية التفكير والذائقة الجمالية وألفيّة الأمزجة المرافقة لظلي ، أحلم أن أكون قصيدةَ يتيمٍ بلا موت وشاعرٍ بلا حزن وحلمٍ بلا عقل ، وأحرق روحي في ال " تنور " ليزفها شجني الحار إلى خصب الحياة ... فالشعرُ أولُ طــيــر لاحَ في حدقي والنزفُ آخر عصفور غفى بفمي أما لو خُيّرتُ ، فسأختار أن أكون إعلامياً خدوماً للثقافة والادب والفن ، حتى لو ضحيتُ بمشواري الشعري الذي أراه يكبر على مشارف البوح واعتز به حد الموت ، لكن خدمة للآخرين سأتخلى وبكل ثبوت .
س 4 / نعلم ان لك العديد من القصائد في الصحف والمجلات ومواقع الانترنت وايضا على الليوتوب بالصوت والفديو ،كيف لك ان تكلمنا عنها ؟ ج / 4 : في جعبتي مجموعة شعرية مطبوعة في دار " تموز رند " في سوريا الحبيبة ، ضمتْ في سِفرها خمس وثلاثين نصاً ، توزعتْ بين ضفاف الشعر العمودي والتفعيلة والنثر ، ونالتْ استحساناً طيباً لدى الجمهور والنقاد بفضل الله ، فقد كُتب عنها أكثر من خمسة وعشرين قراءة ودراسة نقدية ، توزعتْ بين نقاد أكاديميين وإنطباعيين ، وطُبعتْ منها أكثر من أربع مئة نسخة ولمْ تزل تُطلب مني لحد الآن بعد مضي قرابة سنتين على إصدراها ، بالإضافة إلى وجود مجموعة شعرية قيد الطبع إن شاء الله تصدر خلال الأيام المقبلة " شمسٌ على ثلج الحروف " وهي من الشعر العمودي حصراً ، وتحوي مفاجأة مهمة في عمود الشعر العربي ، أتمنى أن تنل رضا الجميع ، بالإضافة الى وجود مجموعتين مخطوطتين تنتظر الطبع ، أما عن القصائد المنشورة والمسجلة ، فنعم يمكن أن توجد تلك القصائد ، ولكني صراحةً لم أقم بتسجيلها ، بل ربما كانت في الأماسي أو المهرجانات وقد تم تصويرها وبُثت من على الإنترنت ، ولكن الفديوهات فنعم توجد العديد من القصائد الممنتجة على الليوتوب ، وقد عملها الأحبة ممتنهم جدا .
س 5 / من خلال حوارك المنشور في وكالة انباء الشعر العربي ،تحدثت ان لك ديوان من الشعر العمودي وان كل احرف الهجاء فيه احرف روي ،هل انا ان نطلع على بعض ابيات القوافي الصعبة فيه ؟ ج / 5 : نعم هو ديوان " شمس على ثلج الحروف " الذي سيصدر قريبا ان شاء الله في جمهورية مصر العربية ، وقد عملت على ان انهج به هذا السبك الشعري في محاولة لكسر السائد اليوم من الشعر ، نعم هناك قوافي صعبة وغير محببة على اذن المتلقي ، لكن ان لونتها بكلام جميل فمؤكد انها ستخرج بحلية فاتنة الى ذائقته العطرة ، ولي نية ان انشره في اماكن مهمة في العالم العربي ، والحمد لله ان هناك العديد من الشعراء المهمين اشادو به ويبقى الامل ان ينل رضا القارئ العزيز فهو اهم من كل ما اكتب ، وسوف اعطيكم بعض الابيات من الاحرف الصعبة : حتى الشفاه الباسمات تمنعت عن ذكرنا والريحُ ليست ترمشُ إنّا قد اعتدنا الزوال رسالةً وشمٌ هو الألمُ الممض ويُنقَشُ *** يشتتُ لَمَّ العاشقين وجُلُّهم ضِعافُ قلوبٍ فالترفق أبلغُ متى يُترَكُ البدرُ الشهيُّ مثابراً وللوجد والنجوى غداً يتفرغُ *** أفلا يكفي قصيدي والرؤى أفلا تكفي القوافي واللفِظْ ؟ زحمةٌ من أغنيات شهقت في سنى عينيكَ أهٍ من لحِظْ *** حييَّاً أنا في البدء كنت أمسُّها ولكن قد غابت كصيفٍ سأنسخُ سأنسخُ ذكراها وأعلم أنه محالٌ ولكنَّ المواعيدَ تُشْرَخُ *** فامسكي الناقوس ، زيدي قرعَهُ فلنا جرحٌ وبالبوح تشبثْ نشوةَ الجمر قبضتِ اليومَ هل يقفُ الحُبِّ وقلبُ الصَّبِّ يلهثْ !
*** لي من هوى الإنسان دمعٌ يرقصُ ما بين أوردة الندى يتلخصُ إسحبْ له جهة الأنين ترقرقاً وسيكشف الخبرَ اليقين تلصُّصُ ! ***
سِرْ بيْ على جمرٍ فذلك مطربي ومن الأضالع كل جمرٍ ألقطُ لا لونَ يترب وجه وجد حكايتي ما دام عند حبيبتي ما يغبطُ *** الليل سيحكي لك عني وقوافٍ عنها تتتلمذْ الجرح غطاءٌ يخفيني عني كي أبقى أتلذذْ *** ظلت بيوتاتنا في الدفء مفخرةً فإنها كمقاهٍ حولها رَجَزُ يا ريحه جرَّت الاغصان من ولهٍ من بعدما كانت الأغصان تعتكزُ ! *** لكنْ لدينا ينابيعُ البدور بدت مثلَ الكؤوس وأشيافٍ علت وهَجا وفي حديقة أمطاري وأسربتي يسير حتى الندى من سكرةٍ لُجُجا
هذه بعض الابيات من قصائد تامة والديوان يحمل في طياته ثلاثين نصا وباحرف الهجاء كلها ، بقي السماح منكم في تقصيري به .
س 6 / ما رايك بالقصيدة الغنائية ؟وهل تكتبها او تعاونت مع منشدين وفنانين في مجالها ؟خاصة وان القصيدة الفصحى صعبة الغناء ؟ ج / 5 : القصيدة روح الأغنية ، ولا توجد نسمة أغنية دون هواء القصيدة وشذاها ، وبكل قناعة الأغنية الفصيحة عَبَرتْ تعبيراً ناجحاً وبكل جمالية في النصف الثاني من القرن الماضي حينما أداها فنانون مبدعون في وطننا العربي ومدوا منها جسراً يربط المحيط بالخليج ، أما قصائدي فلا أعلم إن كانتْ تصلح للغناء أم لا ، لكني حاولت إهداء القيصر كاظم الساهر مجموعتي البِكر " ضوء الماء " ولكن للاسف لم تصله ، وجل ما أعلَمهُ : أن القصائد الموزونة وخاصة بعض البحور ذات الموسيقا الراقصة تصلح للأغاني ، وقد إقترح عليّ بعض الأساتذة أن أرسل بقصائدي إلى ملحنين مهمين كي يلحنوها ، لكني لم أفعلْ ، فمثلاً الدكتور سعد الصالحي إقترح عليَ إن أرسل قصائد للموسيقار نصير شمه ، ولكني خجلت أن أعرض قصائدي إيمانا أن ذائقتهم هي من تحدد النصوص وليس عرضها ، لكن الحقيقة أتمنى وأرغب وأطمح أن تغنَ لي قصائد إن كانت تستحق ، وتعاوني لم يكن واقعياً كاغنية وإنما هي دندنات لبعض المحلنين في الأماسي مع بعض القصائد ، قلتُ يوماً عن العراق الأشم : أبــيّ بَـلــدُ الرافِديــنِ إنَتـفَضْ فـإذا النَخْلُ جَّــفَ فـلا يُخصِبُ يـبـوحُ ليَ النْـخــْلُ مِن حُـزْنِهِ ومـــاليَ مـــنِ حُـزنهِ مَهـربُ هُروباً يرى الكَونَ أن العِراقَ بِـلادٌ بِها الصـبـرُ لا يــتـعــبُ تـوسـد فُــراتيَ إنــي عِــراقٌ وهـل مِـثـلُ جُـرفي هُنا يُنجبُ دُموعـي تـسيلُ على شَمسِهم لـكـي لا تَـنـامَ ولا تَـــحـجَـــبُ وأبـكـي هُــنــاكَ على غَـيـمتي وأنـزِفُ نـجـماً إذا تَـــّرغــــبُ ومَــنْ كـالـعِراقِ لهُ في القِلوبِ مـكـانـاً بـأحـداقــِنا يُـكــتــــــبُ فاعجبهم النص وإقترح البعض تلحينه ، لكني لم أره ملحناً لحد الآن ، وأيضاً كتبتُ عن الأرض وفكروا أن يغونها قائلاً : حبها الأسمى .. قدر النجوم الزهر .. تنثال .. كحبات مطر .. إنني أهواك أرضاً .. مزجت فوق ثراها ... صرخة الجرح .. وأنغام الوتر ***** علميني .. أرشف الحب .. وأغفو في يديك علميني .. أرجع الذكرى .. فعيني .. لم تزل ترنو إليك .. علميني قبل .. أن ينساب موتي في سهولي .. قبل أن يصطرعا .. في داخلي جذوة الشك .. وسيل من يقيني .. ***** علميني .. قبل أن نمضي .. سنين العمر وهماً وسرابا ... علميني .. ألبس الحب .. وشاحاً أو ثيابا .. علميني .. أكره القتل .. وأن أنبذ ما عشنا .. دماراً وخرابا ... وعن الملحنين فقد طلب مني أحد المنشدين في الفرق الإسلامية قصيدتي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم " دموع النبي " للتحلين وأعطيته النص ولا أعلم إن كان لحنه أم لا ، الأخوة الفنانون لم يطلبوا مني أن أكتب لهم إلى الآن ، رغم أملي أن يكون بيني وبينهم تعاوناً ، فالفن جزء كبير من حياتي .
س 7 / نلاحظ تراجع في الكلمة المنتشرة بين القصائد وفنها الضعيف والمنحل ،ولكنها منتشرة فما السبب ؟ ج / 6 : الكلمةُ لا تتدنَ ، وإنما هناك قصائد ذات مستوى متندي ، عَمَلَ كتابها على إدخال الإسفاف والإسفاه فيها لتكون بهذه الدائرة الغير ملبية لحاجاتنا من فن حقيقي ، بل هي هرولة وراء العبث بالصور الجنسية والإثارات الغرائزية والخدعات التصويرية وفوضوية الطرب ، فترينها تربك عفة السماع وتعبث بالتأمل والرؤيا الذوقية ، وتخلع رداء الأغنية المرهفة الصادرة من مواهب وتشكيلات إبداعية مجازية ذات اهمية متلاشية ، أما سبب الإنتشار ؛ فبلا شك أن العولمة وثورة المعلومات والقرية الكونية والثورة الخلاقة وغيرها من مصطلاحات العصر الحديث ، قد أدت إلى هذا النزوح والتدفق الحر للمعلومات ، ورغم أن هذا التسرع أفادنا بوجود حبل التواصل والألفة والمحبة وتبادل المعلومات والفنون والآداب وإستثمارها علمياً وعملياً لصالح الإنسانية في كل مكان ، من خلال هذه السرعة العجيبة ، إلا أنه في ذات الوقت قد أفقد ذلك الحارس الواقف على بوابة المرور لخروج المعلومة إلى الآخرين بوجه مفيد ، إذ إنه سمح للجميع العبور من دون أيّ رقابة ، وأعني الرقابة الفنية الحقيقية " حصراً " لكن ومع الأسف أدى إلى فقدان خصوبة المعنى الحقيقي للفن وتردي الجودة العالية لتلكَ القيم الإبداعية في جسد المعاني بكل اصنافها ، بل السعي إلى تمزيقها وإشاعة الفوضى في معالمها .
س 8 / من وجهة نظرك هل ان الربيع العربي اعطى للكاتب حرية كي يظهر كلماته ولغته الجميلة والمؤثرة ؟ ج / 8 : حين أوقد بوعزيزي رحمه الله الجنة في جسده ، كان له وقع الصدى في هذا الكون الفسيح ، تغيّر شكل الضوء في مسار الحُكم والحكام في أكثر من بلد ، وكلنا كان يطمح أن يكن الواقع عبارة عن خيمة يستظل بها الشعب الذي إعتاش على الهَمّ ، وأن يكن منجَمّ الذهب في رغيد العيش ، لكن للأسف حدثت العديد من الإنحرافات في مسار تلكُم الثورات ، وشخصياً قد وسمّتُ رسالة الماجستير بهذا المنوال ، إيماناً بالدور الذي لعبه هذا التغير ، لكن الحرية في الكلمة والتعبير لم تُفتح بيد الربيع وإنما هي من فتحه للتغير والتعبير مسامه ، وزادتْ من حريته نعم ولكن بنفس الوقت سمحت للفوضى أن تعِمَّ في شارع التعبير ، وبغطاء الحرية وايضاً شروع دعاة التفرقة والتحزب أن يطفحوا على عكر الصفاء في وديان الشعوب ، وتجول ببالي واقعة تعبجني يوم ضربتْ التظاهرات فرنسا في عصر ديجول ، دخل عليه مسؤول الأمن قائلاً : لقد إعتقلنا " سارتر " وانفضت التظاهرات وإنتهى كل شئ ، فصاح ديجول مستنكرا ، ومن ذا الذي يجرؤ على اعتقال فرنسا ، أطلقوا سراحه فوراً ، لانه يعلم أن إرادة الشعب فوقَ كل شيء ، لكننا ومع الأسف لم نبلغ بعد هذه الحقائق الإيمانية بإرادة شعوبنا ، لكني لونتُ الثورة بقصيدة قريبة إلى قلبي جداً ، قلتُ فيها : قررنا ... الإعلان اليوم يكتب في جدار النجوم سنكون واحدا .. بلا حد ، أو انقسام كلانا جائعان لم نقترن في أي شبه إلا ... وحدة صلواتنا العشقية السماء .. بها ، ولها ، وعليها .. الأرض .. كذلك في العطاء موحدات جائع ، من جنس ، متغير اللون ، أقاطع القومية ، أخالف دينها ، عكس تعريفاتك ذا أنا ثرية ، أنثى ، لا هم يزن بطاقتك بي أ تقبليني ؟ ؟ ؟ نحتاج ثورة أ أكون حبيبك ؟؟؟ بعد القيامة قرارنا إذن .. - . - . - . - . - نحرق أجسادنا نذيب أرواحنا في بعضها نغزل قلوبنا في شبك الماء وليعلم الكَون أن الحب أقوى .. وان العشاق يموتون ويبصمون الأرض بدمهم وليكن الماء احمر .. لون حبنا ، طعم غرامنا اللازوردي فالسماء كفيلة بدفننا ، والثرى حضنٌ أمين الكواكب تنير الطريق بفوانيس ، شموع ، قناديل ، مشاعل ، السنابل ، الصحراء ، الطيور ، الأعلام .. كلها تخضر بهجة بما نروم العاشقون سيصرخون العاشقات ينتفضن واللقاء قريب س 9 / كيف اثرت التغيرات العربية في شعرك ؟ وهل كتبت للبلدان العربية شيئا ؟ ج / 9 : العالمُ برحبِ صدره أحسه أرضي ، والإنسان هو غايتي وإنسانيته الروح التي تجري في جسدي ، فكل نزف ينزفه مخلوقٌ على هذه الارض يقطع من حرفي قصيدة تمشى مع دمعه ، فكيف إن كان وطني العربي ؟ فمؤكد إني سأسل قلمي من بئـر محبرتي ليعبر من ارض إلى أخرى في تيه البوح ، وتحضرني الآن ما كتبته لوطني العربي في يوم الشعوب الذي أجرته الجاليات العربية والغير عربية في ارض الكنانة حين قلتُ : كنا أولي فرقٍ , كنا إذن فِرَقا حتى اجتمعنا غداةَ الحبِّ فانطلقا
كانت عروبتنا عنوانَ غربتنا فالكوكب العربيُّ انهارَ واختنقا
والآن نحن غطاريف الجمال وقد يعني الجمالُ غدَ الحرية اللّبِقا
سِفرُ الحياةِ تجلى عِبرَ أحرفهِ لحنُ السلام لبغدادَ التي عَشِقا ؟
ومسكُ شعبي لعَمّانَ الحبيبة لي ومجدُ بترائها حسبي وقد شهقا
ويا دُبَيُ شموعُِ الوجد تدفع بي أن أحمل القمر الوسنان منك رُقى
وسحرُهُ وشذا البحرينِ في لُغَتي بوحٌ إذا خلتَهُ صمتاً فقد نَطَقا
وهذه الروحِ ترنو صوبَ تونستنا تغفو على كتفها الحاني الذي عَبقا
وذي الجزائرُ حرنا كيف نشكرها حتى سَكَبْنا الحَنايا فوقها وَدَقا
في صبح نَبضي مُسمّى وَصفُهُ جُزُرٌ كحشد أقمار أرضٍ أربك الأفقا
ونهرُ قلبي لجيبوتي التي عُرفتْ بالكبرياء وشعبٍ بالعلى وثِقا
وفي الرياضِ بروق المَجدِ وانتَزَعَتْ وذاك تصميمُها البادي وكم صدَقا
جَرحي كبيرٌ لسودانٍ وها هو ذا جرحي تبسَّمَ إذ إيمانُها سَبَقا
إيمانها بالخلاص الحق حيث قضى أن تستحيلَ مروجاً والندى شَفقا
وآهِ كم آهِ يا مرآى دمشق ويا أصالة الشعر والأمجادِ معتَنَقا
والبوحُ ينعشُ ذوقي حيث أرصِفُه في أرض صومالَ إذْ بات الأسى ألقا
وياعُمانُ ويا دمعَ المَشْوُقِ ويا تفاح صَبِّ لفرط البهجة انْفَلَقا
خصوبةُ الدمعِ حولَ القدسِ ما برحتْ تحكي الدماءُ كأن الكون ما خُلِقا
يا وجدَ وجدي .. ويا بوحاً غمرتُ به مِن دوحةِ العُرسِ أركاناً وطابَ لِقا
وجَدَّ في الهمسِ واشتَدَ العناقُ ألا تلكَ الكويتُ فقلبي لهفةً صَفّقا
وأنت يا زهرةًَ في شرقنا أبداً لبنانُ كيف الكرى وصبحك اغتَبَقا !؟
ويا وجودُ ألا هل فاجأتْ دولاً بالفخر مثلُ طرابُلْسٍ ؟ ومَن عَرِقا ؟
و( اطفيءْ لظى القلب ) يا نيل الخلود بلى فالعاشقون عُطاشى والجنونُ سقى
ومغربُ الشرقِ ما احلاكَ من بلدٍ يُفدى ومن أبدٍ يستغرق الَحَدَقا
كذاك مُرْتانيا خيلُ النداء لها نحو الصلاة وكم من بيرقٍ خفقا وتبتدي يمنٌ حيث انتهى زمنٌ من السكون وكان البرقُ مُمتَشَقا
تلك البلاد شراييني وأوردتي فما رأيتُ زماناً عزَّها استَبَقا
مع أملي أن يصبح الوطن العربي والعالم ارضا بيضاء وحمامة للسلام ، نجلس في ارضه من غير أي حاجزٍ أو عائقٍ في وجه رحلتنا ، وأن يَكُن ساسته مقتدين بأحب رئيس إلى قلبيَ الحيّ في روحنا المغفور له الشيخ زايد ، الذي لم أحب يوماً أن يخطفه الموت من عيوننا ، لكنه القدر ، فأتذكر جيداً كيف كان يعيش شعبنا بالإمارات وكيف كانت علاقاته وكيف أصبح شعبه وأتمناه أن يُمسي بالاكثر ، ربما يُفسر هذا بانه تملقاً ، لكنها الحقيقة التي أؤمن بها ومستعد لخدمتها مدى الحياة .
س 10 / ماذا يلفت انتباهك في المجتمع لتكتب عنه ؟وما هي الثقافة التي تسعى لنشرها داخله ؟ ج / 10 : رسالتي البسيطة معروفة وبارزة ومكشوفة للجميع ، إنها تحمل هم الإنسان أينما رحل وأينما بكي ، فمنذ عملي بالصحافة قبل ست سنين ، وانا جاملاً هم المواطن على ورقتي كلما كَتَبتُ ، اكتبُ للجميع وبكل المستويات ، وانزل إلى أبسط قارئ كي ألامس روحه وقلبه وأحاور عقله ، الإنسان قضيتي منذ انزلاق حبرى على ورقي وحلمي تضميد الجرح الذي يسود البشر ، وابحث عن شواطئ الحرية بكل أغصانها ، أفتش عن الحب والإيمان فيه من خلال مجاذبة الكلمات ، أبحث عن العطاء والإيثار به والسعي إلى بلوغه في الارض أينما بعد ، أنبذ بلغة الحروف الكره والعنف والقتل والغدر والطغيان والذل في وجه الارض ، أسعى بكل مائدة كلماتي أن يعش الإنسان حراً كريماً سعيداً يجد فيها عوناً من أخيه الإنسان لتحقيق غايته النفعية ، هذا ما أكتب له في مدينة دفتري ، ولكِ أن تطالعي مقالاتي وفيما تبحث وتسعى ، بالإضافة إلى الحوارات الصحفية التي أجريتها وأجريها سواء مع القمم الإبداعية أو مع الجيل الشاب فانا مُلك قضيتي وخادم رسالتي ومطوع للإعلام كما قلتُ في حوارات سابقة ، وهذا الأمر ايضاً مسكوناً في شعري ، فهناك مجموعة مخطوطة باسم " قصائد نافرة " كلها تحاكي الانسان وتسعى إليه ، أعدكم أن ترونها مستقبلاً إن شاء الله ، فالمجتمع روح الوطن ، وإرضاء حوائجه أسمى ما يمكن تحقيقه .
س 11 / وماذا عن الاعلام برايك هل هو مهنة ام اكاديمة ام حياة اخرى تراها ؟ ج / 11 : الإعلامُ في جسد لغتنا العربية ، هو التبليغ والإبلاغ أي بمعنى الإيصال ، وهذا ما قاله رب العزة في محكم كتابه العزيز " إن الله بالغ أمره " وهو يعني كما فسره إبن كثير نافذ يبلغ أينما أراد به ، ومن حيث الإصطلاح فالشروع في إيضاح ذلك يطول ، لكن ما إستخلصته من خلال دراستي للإعلام سواء في البكلوريوس أو الماجستير يوصلني إلى تعريف ربما يكون أكثر شمولية من وجهة نظري الخاصة هو : " التعريف بقضايا العصر ومشاكله ، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا وخارجيا ، وبالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة " ومن هذا المنطلق يمكننا أن نفهم أهمية الإعلام ، حيث قيل قديما عنه أنه يحمل شعاراً " ليكن هناك نور " فهو يسلط النور على القضايا المهمة في المجتمع ويسعى إلى إيجاد الحلول لها ، والإعلام بات اليوم عنصراً أساسياً ورئيسياً في واقعنا ، لذلك فهو بحاجة إلى كوادر وضمائر وشخصيات تحمل هموم الإنسانية في نبضها وإيمانها كي تقدم للإعلام ما يحتاجه وما يخدم المجتمع بكل الوانه ، وعن تجربتي البسيطة حاولت بمجهودي أن أقدم ما أستطعه إلى المجتمع باداوتي البسيطة المنذورة إلى الآخرين ، ليس إعتقاداً فقط وإنما إيماناً ويقيناً بذلك ، ودوماً ما أسعى إلى جعلها المهمة الأولى بحياتي وأحاول خدمة الأدب وثقافته وفنه من خلاله ، وأما كونه مهنة فنعم هو أيضاً مهنة وحرفة وأكاديمية صالحة وقائمة لخدمة المجتمع ، ويخطأ من يحاول أن يشق عينها بتفريقها إلى حرفة أو أكاديمية ، فهما صنوان لا ينفصلا ، وكلٌ مكملٌ للآخر ، فهناك إعلام اكاديمي وهناك إعلام حرفي مهني ، ولكل دوره ، ومنذ طفولتي اسعى إلى شملهما ... انطلق من الشعر إلى الإعلام ومن الحرفنة إلى الأكاديمية ومنهما إلى الحياة برمتها ، والحمد لله وصلتُ إلى بداية غايتي ، وأتمنى أن أكمل مسيرتي في خير ذلك .
س 12 / هل تذكر كيف بدأت موهبتك ؟ ومَن آمن بها ؟ومَن هو الشخص الذي تقتدي به ؟وهل كانت المدرسة مؤثرة في كشف موهبتك ؟ ج / 12 : هي دمع لخربشات كانت في مرحلتي الإبتدائية وخاصة عندما كانتْ هناك جزئية في مادة اللغة العربية أسمها " التعبير " فكنتُ أحاول أن أكتب من ما يخطر ببالي ، بالإضافة إلى وجود العامل الوراثي ، حيث أرجع إلى عائلة ضاربة في لغتنا العربية وعلومها ، ولكن في مرحلة المتوسطة بدأ الأمر يتطور وكتبتُ أول قصيدة عمودية موزونة بكامل أبياتها في عمر الخامسة عشر ، وكانتْ مجاراة لقصيدة الشاعر المصري عبد الرحمن شكري وضئ القسمات ، وقلتُ في بعض أبياتها رغم عدم تذكرها جيدا : رائعٌ إن غابَ عني وجـمـيـلُ وهــو آتِ فإذا بالشعرِ يرقــى حـيـثُ ترقى كلماتي وسالـتُ القـلبَ لما جال شيء ما بذاتي وإستمرت الحروف في يدي التقط من طفولتي ومراهقتي لحظات تشف رئة قلمي وتحتفل بالدموع والحزن والأمل والصراع ، وغِصتُ في معناي القران ودلالاته وأطل الوقوف في جواهره وأيضاُ كنتُ أتسأل هل إن للحديث النبوي عين الحبكة والسبك اللغوي في التعابير القرآنية ؟ وإستمر هذا القلق يراودني حتى التقيت الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي أثناء حوارنا المنشور في الصحف العالمية وسالته هذا السؤال كي أتبصر اكثر ، وأيضا رافقتُ شعراء الجاهلية والإسلام والأموي والعباسي وإنتقلت مع العقد الحديث بمرافقة سامي البراودي ، وبعدها تعلقتُ بالسياب ونازك ورجعت للمتنبي والمعري وإنتقلتُ لقباني ودرويش ودنقل وأنا لم ادخل مرحلة الجامعة بعد ، كان هناكَ العديد ممن شجعوني ووقفوا بجاني وطبعاً العائلة التي أفدي أمي وأبي بنفسي كانا أول من وقف بجانبي وآمنوا بي ، فكان الشعر يأتي إليّ في خفقات لا أخطط لها ولا أعلم بمقدمها ، ورغم صعوبة الشراع لكني كنتُ أقاوم الريح فتكأتُ على الإطلاع والمتابعة والإهتمام حتى رسيتُ على ضفة البوح وبدأتُ حضوري في الوسط الأدبي أزخ قصائدي بدون موعد أو سكون ، لأني أشعر بصخرة سيزيف تثقل صدري ولابد من إنزيحها كي أرتاح ، وايضاً أرى أحداث تهز كياني فانزفها على ساحة القول ، وأصدرت أولى مجموعاتي وحصلتُ على عضوية إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وأنا لم أزل في مرحلتي الجامعية ، وايضاً عضوية نقابة الصحفين ، أما قدوتي فكل شاعر إنساني حقيقي هو قدوتي ، وكل الناس لهم الفضل عليَ في ترتيب قصائدي على جدران الشعر ، فهم وطني الذي أنتمي إليه وأكتب له وأعيش به حتى تنام الحرائق في ملاذ الروح .
س 13 / اين تجد نفسك قريبة بانواع الشعر ؟وما هو لون قصائدك الغالب ؟وما هو اسم شاعرك المفضل ؟ ج / 13 : الشعر إَنسانيَ على الورقِ ، يمشي من روحٍ إلى قلب ويتسللُ إلى دواخل القراء المتفضلين عليَ بكرمهم وتشريفهم لي بالإطلاع ، ولا أحد يختلف مع جون كوهين حين يقول (الشعر يتشكل بالانزياح المستمر عن اللغة الشائعة) فإذن هو لعبة البوح من جسد اللغة ، أقرب نوع شعر إلى داخلي هو ما يُحسِسُني بالآخر ، وهو ما يجعلني أعيش وأتوحّد مع القصيد ، أنا أكتب لأكون وقارئي شَفَتيّ فَم ، وأكون ضفة نهر وهو الثانية ، هذا الشعر الذي يدخل روحي ويقترب مني حد السِجن ، أكتب الواني كاملة ، لأن اللون الواحد لا يصنع قوس قزح في فضاء الشعر ، كتبته عموداً بأغلب بحوره : لكِ الروحُ لبّتْ في المدى عرفاتِها *** وفيكِ قلوبٌ شارفتني وأسهُمُكْ وكتبتهُ تفعيلةً باكثر أشكاله : لمَ تبكي يا صديقي ؟ هل لأنَّ الريحَ ظمأى للشراعْ ؟ أم لأنَّ الواحةَ الخضراءّ ما عادت ترى في سيرنا فيها سوى خسران وقتٍ وضياعٍ في ضياعْ ؟ وكتبته نثراً باعمق صورة وأسهل تركيبه وأنغم ايقاعاته : أمي ... يا وطناً يتنزهُ في دمي ، كيفَ إبتعدتُ ؟ وقد كانَ لي في كفكِ ... وطن سيّج بالحمام لا شيء يشبهكِ ، لا شيء يشبهُ وجه أبي في مساء الريح .. أنتما كالحجر الاسودِ كلما قبلّته زدتُ نورا أما عن شاعري المفضل ، فالكل أفاضل عندي ، وكلهم أفضل وأشعر مني ، لكن الأقرب إلى روحي من يجعلني أبكي وأنجرح وأحزن وأفرح معه .
س 14 / ماذا ترى في الشعر النسائي ،وهل تلاحظ ان هناك شاعرات قادرات على مواجهة جزالة الرجال بشعرهن ؟ ج / 14 : رغم اني لا اعتقد ان في الشعر يوجد جنس انثوي او ذكري فكله شعر وشعور ، ولو فرضنا وجوده فهل أجمل منه شعراً ؟ لفظ الأنثى وحده قصيدة ، والشعر النسائي " الحقيقي " هو شعر مهم ومهم جداً على الساحة ، والمرأة نصف المجتمع تظهر قصائدها من جعبة أسرارها فمن يَغص في سماتها الشعرية يتلمس ذلكم النبض ، والشعر النسائي محور توازن القصيدة في رأي المتواضع ، وبالمقابل هي محور مضمون القصيدة فمنها الأم والحبيبة والأخت والزوجة والبنت والصديقة ، وشعر المرأة بوجه عام فيه إستثناية روحانية لا يمكن أن يستعضها الرجل ، لانها أمام بحر أحساسها والشعور هو ميدان الشعر ، لذلك نجد هذه الحظوة في شعرها متفردة عنا ، نعم توجد شاعرات مهمات لحد المنافسة الحقيقية مع شعراء ، وخاصة في قصيدة النثر ، إذ ألاحظ شاعرات يكتبنَ بروح قوية لحد التفوق على الشعراء ، ويكدنَ يطبقن ما قالته " سوزان برنار " في كتابها (قصيدة النثر من شار بودلير وحتى الآن) بكل جودة وريادة ، وأنا أجّلُ كل من يخط حرفاً على حدق البوح مرأة كانتْ أو رجل ، لأن محاولة الكتابة وحدها تحتاج الى شكر والإحترام .
س 15 / هل حقا ان هناك شاعرات يختلسن قصائد الشعراء ؟وهل ترى ان فرص الشاعرات نفسها فرص الشعراء في المسابقات والمهرجانات ؟ ج / 15 : سؤالٌ مهم حقاً ، لأن هذا اللغط الذي يدور حول إختلاس الشاعرات وإختطاف الشعر ، ولكن ما أعرفه من حقيقة أن هناك حقوق ووعائدات لكل كاتب وكاتبة ، ولا يستطع شخص الإختلاس من آخر إلا في حدود الإذن أو التنصيص أو الإقتباس ، أما إن قلبنا أوراق ( رولان بارت ) فهو يرى أن كل " نص " هو " تناص " وهذا يفتح لنا أفقاً كبيراً في مدن الشعر لا يسع المجال للخوض فيها ، فلا أعتقد أن هناك شاعرة تنشر قصيدة ليستْ لها بسهولة ، وأقصد الشاعرات الحقيقيات لانهنَ لسنَ بحاجة إلى ذلك ، وحسب تجربتي المتواضعة ، هناك أشخاص يورطوا شعراءً أو شاعرات بان ينشروا بدلاً عنهم لقصائد غيرهم طمعاً وإمعاناً وعداءً في الإساءة لهم ، وهذا هو العداء الحقيقي من ذوي النفوس المريضة مع الأسف ، نعم يتمتعن وربما أكثر ، وذلكَ لعدة أسباب ، منها أننا بحاجة إلى ظهور شعر نسائي يغني ساحتنا الشعرية بأجمل وأنعم شعر ، ويكوّن جملة مفيدة في ديوان الشعر العربي ، ونحن يهمنا البناء الجمالي والومض المدهش في براعة التشكيل الصوري للشعر الماتـع ، وأيضاً أن عموم الرجال أكثر ميولاً للمرأة كونها مكملة حياته ، فكيف لا ينحاز لها ؟ وأيضاً تلعب ذكورية المجتمع الشرقي على الإهتمام بهذا الجنس الأبيض كالماء ، بالإضافة إلى غرابة التعبير التي يتمتع بها بعض الشاعرات في سبر غور المعنى وحرفنة الإصطياد لظباء القصيد في قارورة البوح ، والسبب يعود إلى إن الشعر الحقيقي يركض خلف الجمال وليس حول الجنس ، فعنيَ أؤمن أن الشعر شعر ، وأن قائليه هم أجمل صبغة له .
س 16 / كيف ترى مسالة الكتابة باسماء مستعارة ،سواء للرجال او النساء ؟وهل هذا الامر صحي حسب رايك ؟ ج / 16 : اسمٌ مستعار ربما قليلاً ما يوجد ، لأني لا أعتقد أن كاتباً أو كاتبةً يكتب باسم مستعار وخاصة في الأدب ، لأن الشعر أو النثر كما أشبهه دوماً بأنه طفل كاتبه ، فلا أعتقد أن هناكَ من يَقبَل تسجيل إبنه باسم غيره ، ولكن هناك أسماء فنية يطلقها الكتاب على أنفسهم وهذا وراد ، ولكن لي ملاحظة أن في الصحافة هناكَ من يكتب باسماء مستعارة وهذا عائد إلى أمور عدة لا يفسح المجال للخوض فيها ، صحتها من عدمها تكمن في نفسية الكاتبة أو الكاتب وظروفهما ، ولابد من سماع رؤيتهما قبل إدلاء الرأي .
س 17 / عادة ما نسمع مشاكل واتهامات حول المهرجانات والمسابقات كيف ترى ذلك ؟وفعلا تلعب العلاقات "والواسطات"في الاشتراك والفوز في تلك المسابقات ؟ومن وجهة نظرك هي تنفع الشعر ام لا ؟ ج / 17 : أعجبني هذا السؤال ، وذلكَ لأن المسابقات تبدو مهمة من زوايا عدة ، إنها تظهر لنا شعراً حقيقياً ، يعطي لنا إنطبعاً لم نكنْ نعرفه ويعرّفنا بشعراء ونصوص متطورة قد يجهل المتابع وجودها ، لكنها في ذات الوقت لا تصنع شاعراً ، المتنبي والمعري ونازك والسياب ودرويش والماغوط ، لم تصنعهم المسابقات ، وإنما صنعهم شعرهم وخلدهم ، هي ساحة جميلة ليُبرز فيها اللاعب ليقاته الحرفية والإبداعية ، أما المهرجانات فهي جلسات هادئة تقوم على مائدةٍ من ودٍ وتحاب ، وربما لا تخلوا من العلاقات والغايات لبعض الدخلاء ، أما المهرجانات الخارجية والمهمة فهي جميلة حقاً ، وكلنا نفرح حينما نُدعى لها ونشترك فيها لنقدمَ أجمل ما عندنا إلى المتستمع الذي أعتبره من أهم من شعري ، أما الفوز والخسران فلا أعتقده يخضع للمحسوبية بقدر ما يخضع للإبداع والمَلَكة والمَقدِرة ، وأنا شخصياً لا أحب المشاركات الرخيصة التي تقلل من شأن الشعر وأهميته ، لذلكَ لا أقدِم عليها إحتراماً للشعر ، فربما أقدم في المسابقات الإعلامية وبقوة لكن في الشعر لا اقدم إلا لمن يحترم الشعر ، وأحياناً أجهل أو لا أعلم بمسابقة رغم أهميتها كوني منشغل في دراستي ، مع جل إحترامي للمسابقات الأنيقة والنهمة ، وبالتأكيد أنها تخدم وبقوة ، لانه كما أسلفتُ يعرفنا بطاقات لم نكن نعرفها .
س 18 / هل صحيح ان هناك شعراء يبيعون قصائدهم للاخرين ؟وهل صادفك هذا الامر ؟ ج / 18 : حقاً لم أرها وإنما سمعتها مثلكم ، لكني ومن خلال حواراتي مع قمم الشعر العربي ولكِ أن تطالعي حواراتي في الصحف الدولية والعربية والعراقية ، أنهم لم يشيروا إلى هذا ، أما عني فلم أرها بصراحة .
س 19 / كيف تحس نفسك من خلال ما تلمسه من شهرة ؟وهل هي تؤثر عليك وعلى علاقاتك مع الاخرين ؟ولو تزوجت هل ستشجع ابناءك على السير في طريقك ؟ ج / 19 : " ضحكة بلون الدهشة المتواضعة " شهرتي ؟ لا أعتقد أني رجل مشهور ، بل أتصور أني لم أحبُ بعد صوب الشهرة ، طموحي أن أخدم الناس أكثر مما أشتهر ، ولو قلبتي مقالاتي وحواراتي ووقفوي مع الشعراء وغايتي في تسليط الضوء عليهم ، متناسياً انهم ربما ينافسوني يوما ما ، لعرفتي ضميري وقضيتي التي أؤمن بها وأدافع عنها أهم من أن أفكر بنفسي ، لذلك لا تؤثر عليَ قط ، بقدر ما حضوري مع الناس وتصفيقهم لي يزدني حبوراً وغبطةً إني منهم وخادمهم افديهم بروح قلبي كي يتسع فرحهم وتكتمل القصيدة بهم ، أما أولادي ، فإن قَبِلتْ بي أنثى يوماً ما أن اكون زوجاً لها ، وعبداً لها بعد الله ، فمؤكد اني اسمح لأبنائها أن يسلكوا طريقي ، شرط أن يكونوا راغبين في ذلكَ ، وانا أعشق الأطفال وأرى في عين كل طفل إبنا لي وأشجعه على كل طريق صحيح يسلكه ، حفظ الله لنا أبناء وبنات اليوم وقادة المستقبل .
* ختاما نشكرك على سعة صدرك ونتمنى منك كلمة اخيرة لجمهورك - ايا صديق روحي ... وأنتَ تقرأني إعطني العذر حين أبكي كلما تألمت يا صاحبي ، فلا تلمني وإسمعني بإنسجام وتأني وعش كما النبض بداخل قفصي الصدريّ ، وتحسس كلماتي كما الأوكسجين في رئة الأُلفة بيني وبينكَ ، فسواكَ لا أكون ، إن أستحقك فصفق لي ، وإن لم أستحق فإعفني لاني خسرتُ قربك من ضوئي الناعس ، لي معك ارض تلمنا ، وتجاعيد ترافقنا ، وبنايات تضمنا ، وأحضان تحتوينا ، وبيني وبينك ينابيع تطرز لحن البداية ، وإليك يربطني شارع مكلل بالحكايا ، فسمحاُ لو إنحنى حرفي دون رضاك أو تطفل خرير محبرتي دون سعادتك وخدمتك في مدى البياض ، ولكن إبقَ قريباً لأن ذهبي يصدأ ببعدك المخيف ، ولُجيّن تمتماتي تموت لو غادرتني ، إنتظروا مني مهمتين كبيرتين وذاتا جهد مغاير للواقع ، واحدة في الاعلام واخرى في الشعر ، مع أخلاء لي سنحاول تقديم لكم ما يرضيكم إن شاء الله ، إلى ذلك الصوت سلامي لكم كلما رف جفن الشمس على فم الصباح أو أغمض لون المساء على شفة النجوم ... ولكِ محاورتي الجميلة قافلة وردٍ محملة بعبق العرفان ، لتحمّلكِ صوت حرفي وهو يذرف همومه ، اترككم مع دمعة قلمي الاخيرة ودمتم لنا .....
وميمٌ وياءٌ ومن قبلُ ألفُ حدائقُ تصحو وفي القلب تغفو ترامى حنيني غطاءً دعاها فلمَّ غطائي نسيمٌ وطيفُ ترانيم دفئك صاغت حقولاً لتعدو سَواقٍ ويصدحَ عُرفُ فرُحماكِ ! ... واستأنستْها الجبالُ ودوَّى حنينٌ وعرَّشَ نزفُ ! ويا أمنا والزمان رُقِيٌّ أيبقى تَخَفٍّ وقنصٌ وكهفُ !؟ ولكننا منك نقطف عزماً يشعشعُ كالشمس والوقت صيفُ وحتى الدموع ظلالُ الربوع نعتِّقُها فهي كالخمر صِرفُ مغارة أطفالك اللاعبين فيا للجمال وقد زال خوفُ ! وأنت البهاء تلوّن تمراً ملائكةً والسماواتُ قطفُ وأنت مواكب تلك المرايا تشفُّ البلادَ فيصعبُ وصفُ وما من خليلٍ يداني هواك وليس يعاقر نبضي إلفُ ونهرك جسرٌ على رئيتيَّ وعطرٌ جميعَ حروفي تقفو بك الرحمة المبتغاة لغيبٍ له في ضلوعي توقٌ ولهفُ وأنت النشيد ومَن عزفوه وآلاتهم والأمومةُ عزفُ
#علي_مولود_الطالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيدٌ بلا ملامح
-
فمٌ من سموّ الارض
-
الدوران حول الينابيع
-
عباءة النهر
-
أنامل شغفي
-
شفاه اللقاء
-
شمسٌ على ثَلجِ الحروف
-
تحرير
-
رئاسةٌ مؤجلة
-
وجهُ الحنين
-
سمارُ الارضِ ... وجهُ السماءِ
-
صفعة إغتراب
-
ق . ق . ج ، اضطراب
-
بشرى البستاني .. العراق وطن استثنائي ولذلك كان حبي له إستثنا
...
-
قطوف الليل
-
جنائن الرافدين
-
علميني ..!!!
-
رجلٌ في سماءِ الحكاية
-
افتقدكِ
-
حلم ... مضرج باليقين
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|