أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - زمن لا تستيقظ فيه الطيور














المزيد.....

زمن لا تستيقظ فيه الطيور


سعدي عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


زمن لا تستيقظ فيه الطيور

شعر: إيليا اهرنبورغ

ترجمة وتقديم : سعدي عبد اللطيف (*)

(إيليا اهرنبورغ، روائي وصحافي معروف. بدأ حياته الادبية كشاعر وسرعان ما احتلت قصائده مكانة رفيعة في الشعر الروسي. شارك منذ اواسط ثلاثينات القرن الماضي في النضال المناهض للفاشية، وشاهم في الحرب الاهلية الاسبانية خاصة . وعند نشوب الحرب العالمية الثانية، قام بعدة زيارات الى الجبهة، اذ كان يحرر التقارير الحربية يوما بعد يوم، وهكذا حاز شعبية لم يسبق لها مثيل.

كتب اهرنبورغ قائلا: «قدمت، اثناء الحرب، كل شيء في حدود طاقتي، كنت اؤمن بأننا في غنى عن اوهام خلق ادب جديد، بل الدفاع عن ادبنا، وقتذاك، وحمايته، والدفاع عن لغتنا، وحماية وطننا وشعبنا». هنا قصائد مترجمة من شعره:
من قصيدة (في زمن لا تستيقظ فيه الطيور) المكتوبة في 1944:
حفنة من التراب الزكي
الدنيا لا مثيل لها حين يدنو الموت
هناك ستبقى حفنة من التراب الزكي دافئة،
داكنة كالقلب أثيرة.

ادعى البعض ان التراب خشن
لا يساوي أي موطئ من أديم الأرض
بيد ان فكرا عظيما وحبا جليلا يجثم هناك هناك،
يستضيف، حتى القبر،
يستضيف الانسان الوديعة
ويبقى يحن الى حفنة التراب تلك
بينماهو يحلق عاليا.... فعاليا ....
فردوسه بركة،
ربما مستنقع،
شجرة، أجمة، ربما
فالانسان لا يرى غيرها
ويفدي روحه من اجلها
في زمن لا تستيقظ الطيور فيه.

وله من قصيدته (حروب الرجال الرهيبة) المكتوبة في 1945:

حينما خاض الرجال حربا رهيبة
كنت فتى
وبقيت على قيد الحياة
حتى اشتعلت حرب اخرى.

لا يمر ببالي من تلك الحياة
سوى المارشات العسكرية،
العواصف، القنابل، اهوال الصراع
بل قرية للصيادين تطل على ساحل البحر
وكوخا قرب الجرف
وقتها رأيت بحارا
وامراة لحظة الوداع ويداها تلوحان
كل النوارس فوق الموجة المديدة
مرت سنوات كثيرة
وما أزال أتذكر ظلين يتعانقان
على حائط ابيض الطلاء.

وله من قصيدته (مهرجان الطيور) المكتوبة في 1945:
يجيء يوم
تغني فيه من قريب ومن بعيد
جوقات المنشدين اغنية اعجاب بمهرجان الطيور
اليعسوب سيضحك بخفوت
ثم يطير مستعيرا الاجمل ليوم للاثنين
وأحلى ما في عيون للاحد.
ستكون السماوات ـ من جديد ـ خلية للطيور
والازهار جميعا تترقب النحل العجول
أما الظلام
فسيطبق على كل من لا يعرف غير تثبيت كسوف الشمس وخسوف القمر...
تمتد الايدي دائما ما دام هناك عناق
وستوجد شفاه ما دامت هناك قبلة.
الريح ستغني قصيدتها
بعدها ستقضي الليل بطوله مع الوردة العجوز.
حلمت دوما بالسلام
حلمت دوماً بالسلام
ولم افهم لماذا يتوجب الاحساس بوجود خطأ ما طول الوقت
كان النهار رماديا
حين رأيت أماً تقف وهي ترقب طفلها بابتسامة حذرة.

الغيوم.. لا تفكر ان عليها ان تمطر
اما الشمس.. فتلقي نظرتها الخاطفة
قبل ان تفر منا ثانية
وفي مرحها مخاوف عديدة.
الاصوات كلها تنطوي على الفزع.
كل صرير، كل ضحكة، كل خطوة.
حتى الطيور تحجرت فلا تطير..
وثمة صمت عميق ينطق.
فاقد بدأ قلبي يعدو بعنف
كما لو انني بين احلامي.. اموت.

انتهى


(*) سعدي عبد اللطيف: كاتب وناقد ومترجم عراقي مقيم في المملكة المتحدة. ترجم ونشر عشرات النصوص الفلسفية والشعرية والوثائق السياسية الى جانب دراسات ومحاولات في النقد الادبي المعاصر والفن.



#سعدي_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابنة -تشي- تجاهد للحفاظ على صورته كثوري مثالي !؟
- الموسيقى توحد العراق دائما...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ ترجمة س ...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ الفصل ا ...
- كتاب : كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ ترجمة س ...
- كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين/ الفصل ...
- كتاب : -كارل ماركس - قصّة حياة- - تأليف: فرانسيس وين
- من أجل السلام الذي ترعاه: أحمد مختار مشرفاً موسيقياً في مشرو ...


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي عبد اللطيف - زمن لا تستيقظ فيه الطيور