خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:43
المحور:
القضية الفلسطينية
حافظ الأمن غير آمن.. والأفعى التي رعيناها فيها السم كامن.. وزير تتعرض سيارته لإطلاق نار.. وآخر نجا لأنه لم يكن في الدار.. مسلحون يقتحمون سجنا حكوميا ويقتلون بعض السجناء..! وآخرون يهاجمون مركزا للبوليس كي يحرروا احد الأشقياء..! تحرشات واشتباكات.. بين جيش السلطة والميليشيات.. تسيل الدماء.. ويسقط الأبرياء.. فيسارع الزعماء.. وكأنهم للعشائر وجهاء.. لا للحل بل للاسترضاء.. القضاء يحتضر.. وشريعة الغاب تنتصر.. حماة القانون تائهون.. والمجرمون يسرحون ويمرحون.. القلة من الأشرار في السجون.. وغيرهم بالكبار يلوذون.. قرارات حامية تصدر.. وما أسرع أن تعود لتفتر.. المسروق من السيارات يملأ الشوارع.. وصاحب الأمر في الجرم ضالع.. وكيل الوزير ومثله المدير.. أضحى للكرسي أسير.. يتحكم بالعباد.. ويتفنن بالفساد..
ملفات الفساد يكسوها الغبار.. وكأن الإصلاح ليس أكثر من شعار.. ملف الاسمنت طار.. والحبل على الجرار.. لماذا..؟! لان صاحب القرار لا يقوى على الكبار..! طواقي تتبدل.. ولا احد عن الماضي يسأل.. المال العام كالزنديق أبوه مجهول.. ليس له راع أو عنه مسئول.. قائمة الفضائح تطول وتطول.. منها الرمل والاسمنت والبترول.. لا سؤال ولا همس عن ملوك الأنفاق.. ولا عن الذين تاجروا بالأرزاق.. ولا من يحاسب الذين تهربوا من دفع ضريبة الدواء..أو استولوا على مستحقات الأسرى والجرحى والشهداء.. ولا من يرصد كم وظف ذاك الوزير من أقربائه..أو كم وقع كتبا لإرضاء أتباعه..
نحن نعرف أن الدرب شاق.. لكن الخناق علينا ضاق.. والمؤكد الاكيد.. أن السلطة ستخسر.. وحزبها الحاكم سيتقهقر.. ما لم يحسنا التدبير.. ويخوضا معارك التغيير.. فالأمر جد خطير.. والوقت امامهما قصير.. فليتعظا من تجربة الجزائر وجبهة التحرير..!!
لابد لأجهزة الأمن أن تتوحد.. ولمرجعيتها أن تتحدد.. لابد لهذه الأجهزة أن تكون مهنية.. وان تخضع للمراجع السياسية.. وان تتخلص من الولاءات الشخصية والتعصبات الفئوية..لابد من الإسراع بسن وتطبيق رزمة القوانين الاجتماعية والاقتصادية والإدارية.. وفي المقدمة منها قوانين التقاعد والخدمة المدنية.. والبدء بتنفيذ قانون الذمة المالية.. لابد من إنجاز قانون الانتخابات.. واستكمال إجرائها في البرلمان والبلديات.. لا بد من تغيير سلم الأولوية في الميزانية الحكومية.. لإعادة ما تهدم من البنى التحتية.. ودعم وزارات الصحة والتعليم، والعدل والزراعة والشئون الاجتماعية.. وتوفير كل ما يلزم لتحسين أوضاع الجماهير الشعبية.. ورواتب العاملين في الوظائف الحكومية-( المدنية والعسكرية )..
لكن وللأسف... فان التردد- وكما يبدو- هو سيد الموقف.. وسيدنا- الجديد المنتخب- مازال للطريق يستكشف.. خياراته للتحرك محدودة.. في الوقت الذي- عليه الآمال معقودة.. الشعب يرجو الخلاص.. ويأمل أن يستعيد الأنفاس.. ويتعاظم فينا السؤال– متى يتحقق الوعد بدحر الاحتلال.. ويعود للمواطن أمنه، وتتحقق التنمية، وتصلح الأحوال..؟
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
مخيم الفارعة – نابلس – 5/3/2005
#خالد_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟