الإشتباك مع العدو هو الأساس والهدنة هي الإستثناء المرفوض

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مخطيء من يظن أن " اللقيطة" إسرائيل ،تروم سلاما مع الدول العربية أو الفلسطينيين على وجه الخصوص ،وجل ما تريده هو أستسلاما لا حراك يرتجى فيه لتبقى هي السيد المطاع وليعوض يهود واقعهم السيء على مر التاريخ ،ويجبروا الجميع على نسيان ما فعلوه فيهم خاصة وأنهم عاثوا فسادا وإفسادا في أوروبا وأمريكا ولم تسلم منهم الإمبراطورية العثمانية التي فتحت لهم ذراعيها بعد محاكم التفتيش والتنصير في أسبانيا ،فهذا هو ديدنهم ،ولذلك فإنهم لا يصلحون للتعامل البشري لأنه لا أمان لهم.
فمصر الرسمية إبان عهد السادات وقعت معهم معاهدة كامب ديفيد عام 1979 ،وقدمت لهم هذه المعاهدة خدمات لا تحصى أهمها إنسحاب مصر من الصراع العربي-الإسرائيلي الصوري،وفتحت مصر الرسمية أسواقها لهم لولا صلابة الشعب المصري في مقاومته للتطبيع، ورغم ذلك فقد ألحقت إسرائيل عن طريق عملائها في الحكومة المصرية امثال وزير الزراعة يوسف والي الضرر بالإقتصاد المصري وجرت الخراب على القطن وعسل النحل والطماطم والقطن وغير ذلك .
وما ينطبق على مصر ينطبق على السلطة الفلسطينية حيث لم تنفع إتفاقيات أوسلو في صنع السلام رغم أن القيادة الفلسطينية قد تنازلت عن اكثر من 75 % من فلسطين لإسرائيل ومع ذلك تبخرت الأماني وطارت الوعود وبتنا نردد المثل الشعبي الدارج " مثل مصيفة الغور ،لا صيفة صيفت ولا سترها ظل عليها".
أما بالنسبة للأردن فحدث ولا حرج فقد وقع معاهدة وادي عربة وقيل آنذاك :إصبروا علينا ستصحون يوما وتجدون الدولارات في الشوارع بعد هذه المعاهدة وها هو الشعب الأردني يدمر نفسه من الجوع والفقر بعد قيام حكومة النسور برفع الأسعار بحجة أن الدول الشقيقة في الخليج لم تدفع له؟!!!!!!!!!!
اما ثالثة الأثافي فإن حركة حماس التي ظهرت على الساحة بعد إقفال ساحات النضال بالمفتاح والضبة ،لم تتعظ مما جرى مع مصر والسلطة والأردن ،ودعت الى هدنة طويلة وتهدئة مع إسرائيل ،ولا أدري أي شيطان رجيم حرف تفكيرهم وهداهم الى هذه القبلة التي لا يصلي اليها مؤمن .
بعد أن كشف مؤسس حركة حماس السيخ احمد يسن رحمه الله أنه موافق على الهدنة الطويلة مع إسرائيل،جن جنون الإرهابي شارون وأمر بقتله عن طريق ثماني طائرات حربية مزقته إربا مع عربته التي كان يتنقل بواسطتها من البيت الى المسجد كونه كان مقعدا ،لأن شارون آنذاك لم يتخيل كيف سيرد على زواره الأجانب من الدول الغربية عندما سيقولون له أن حماس وافقت على الهدنة فماذا عنك؟
لم يتعظ الحمساويون مما جرى لمؤسسهم بل واصلوا الدعوة الى الهدنة وإلتزموا بها من جانب واحد ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على أهلنا في غزة ،وها هو نتنياهو وحليفه باراك يمهدون للإنتخابات المقبلة بالعدوان على غزة لشحذ همم المستوطنين كي يصوتوا لهما ويربحا المعركة الرئاسية.
ما يجري حاليا في غزة من قصف همجي إسرائيلي يتحمله قادة غزة اولا ومن ثم قيادة السلطة وثالثا الدول العربية التي ترتبط بعلاقات حميمة مع إسرائيل ،إضافة الى المجتمع الدولي الذي لم يلمس جدية من الدول العربية تجاه الشعب الفلسسطيني فإتبع بدوره سياسة التطنيش.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات