أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعرة المغربية سعاد التوزاني.. في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

الشاعرة المغربية سعاد التوزاني.. في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 19:38
المحور: مقابلات و حوارات
    


-107-

مبدعة رقيقة، تتجول بين الحروف العربية والفرنسية لتنسج لنا الإبداع في كل حرف تنثره هنا أو هناك، سيصدر لها قريبا ديوان شعري بعنوان: "هضبة الحوريات". علاقتها بالمقهى محدودة، لكنها تعشق مقاهي أصيلة الشاطئية، من أجل التعرف على علاقة المبدعة سعاد التوزاني بالمقهى كان الحوار التالي...

من هي سعاد التوزاني؟

ماذا كنت منذ تحكم في القلب وهجرني العقل، إذ أصبحت روحا توأما لنجمة شاردة لا جسد لها في أرض الجذب، أقفز من غيمة لأخرى..؟ فلم أدر، ذات ضباب، بين أية غيمة سقط صندوق أحلامي المرصع بحكايا الأميرات، استعضت عنه بحروف من شمع عجنتها بكيمياء النفس وعصارتها في مدخنة الحواس، القلب منها استثناء.. وهو من قهره نقش بأظافر الوجع قوالب الأنين، حتى تكشف لي فتيل النور، ينكتب على ورق البوح، تحكيه الطيور الهاجرة من سخاء مزامير الهواء، تفشي سر المدن، متسعة للحكمة والجنون والهذيان.. وأبقى انسانة تراقب خطوها خشية انزلاق وانحدار من طريق المفازة.. مبدعة تحاسب الحرف قبل أن يكتمل كلمة آثمة فتحاسب عنها يوم الحساب.

كيف جئت إلى لعالم الإبداع؟

في بقعة ضوء تعرفت على هويتي كمبدعة منذ رسم معلمي الحكيم - المرحوم والدي- أستاذ اللغة العربية والفقه الإسلامي، على مرآتي سطورا تدلت ظلالا مغرية لفضول الغوص في دررها، ظلالا مؤدية لكُنْهِ ما خَلْفَ الجمال في اللغة.. مدلي القلم وقال: «اقرئي»، فأمرتني الكلمة أن: « اكتبيني، لأخبرك يوما مَنْ وما ترينه بعين القلب والعقل ويمر في ظلك نكرة حتى تنفلت منك آهة الألف، أول حرف أبجدي». لكن سرعان ما انبرى القلم حين أردت أن أكبر قبل الأوان.. فأخذت مرود كحلي أغمسه في رغوة مدامعي، تكثلت سديما لتحيلني لمكمن النور البهي لأزهد ذاتية مكاشفاتي وراء هالات وهمية لا يزكيها غير رضى المتلقي حسب هواه..
كنت أستحضره وصوت أبي يرتل القرآن عند كل فجر، ويلقي خطبة الجمعة في منابر تازة ومآذنها ويؤم المصلين.. وإذ تفتحت عيناي على ذاك السراج الذي أمدني السكينة والأمان في أوائل لا وعيي بسر الغيمان القدسي.. كنت فقط أنجذب بقوة فائقة لسحر اللغة الذي كان يزيدها أبي روعة بحسن الإلقاء وجوهرية الصوت وموسيقية المسمع.. فانتهى بي الأمر لأقبض على الكلمة الملتزمة كمُنعتق عباق ببخور اليقين والجدية الخالدة كاستمرارية منطقية لمن تربيت في كنفه.. فتنبأ بشعريتي..

ماهي وضعية الترجمة في المغرب؟

الترجمة في المغرب لم تصل بعد إلى المكانة التي تستحقها، كصنف وقيمة أدبية ومعرفية تستهوي اهتمام القارئ أو حتى المبدع المغربي نفسه الذي يفضل الانهماك في إنتاجه الشخصي وهو يكابد أصلا صعوبة وحتى استحالة إيصاله للقارئ. فكيف يغامر بإشكالية تبليغ أدب الآخرين؟ علاوة على الجهد المبذول في صياغة الترجمة خصوصا في صنف الشعر الذي يستوجب الوعي بالعمق الذي يعنيه الشاعر من صور ومجازات لتوصيل الاحساس المراد بالنص وإيحاءاته، إلى جانب درايته وإتقانه للغة المترجم إليها.
ومن خلال تجربتي الشخصية، كلفني العديد من المبدعين المغاربة بترجمة أعمالهم الشعرية والقصصية، ولكن لحد الآن ورغم إعجابهم وقناعتهم بتميز ترجمتي إلا أن ذاك المجهود كله لم ير النور بعد، إذ يعطون الأولوية لإبداعاتهم، ومن تم تبقى ترجماتي مركونة في زاوية التأجيل منذورة لرفوف الإهمال والنسيان.. وهنا يجب الإشارة لعدم وجود مؤسسات مهتمة بتبني ودعم الترجمة والأعمال المترجمة والمترجمين، كما حال بعض الدول العربية أو حتى في دول الغرب.

ماهي طبيعة المقاهي في سلا وهل هناك خصوصية تميزها عن المقاهي الأخرى؟

شخصيا، لم أذهب أبدا لأية مقهى في سلا، من جهة بسبب شهرة المدينة بارتفاع نسبة العنف والإجرام، وخصوصية مقاهيها التي يرتادها المنحرفون ومتعاطوا المخدرات، فلا تستطيع التمييز بينهم وبين الأشراف والصالحين من ساكنتها، ولا يتمتع فضاؤها بالأمان الكافي للمرأة عامة.. ومن جهة ثانية لا أجدني بحاجة لارتياد المقهى وبيتي موجود بنفس المدينة.

هناك نظرة احتقارية للمراة التي ترتاد المقاهي ما رأيك؟

أذكر أنه في مدينتي تازة، كان من العيب أن تدخل المرأة إلى المقهى. وكأنها أتت عارا مشينا واقترفت إثما لا يغفر لسمعتها.. وحتى إذا مرت قريبة جدا من رصيف المقهى، يتهمها الرجال الجالسون بعدم الحشمة والوقار، فيسيئون إليها بنميمة متكالبة على العرض والشرف.. بينما كان الأمر طبيعيا بالمدن الأخرى إذ كان والدي يأخذنا إلى بعض المقاهي هناك. النظرة تغيرت كليا الآن وأصبح الأمر عاديا مشاهدة النساء في المقاهي دون إثارة شعور بالدهشة أو الاستياء ودون أن توجه إليهن أصابع الاتهام على تصرف كان يعتبر خاطئا وفاحشا قبل سنوات.
بيد أن الرأي المتحفظ آنذاك، كان مبالغا فيه وظلما للمرأة كاعتبار المقهى مكانا حكرا على الرجل فقط. إذ للكل الحق في الاستفادة والاستمتاع بقضاء وقته في فضاء يعتبر عموميا وليس خاصا.

"بين المبدع والمقهى علاقة مميزة"، فهل هناك علاقة بين المبدعة سعاد التوزاني والمقهى؟

يكفيني أن أذكر أن أول قراءة شعرية كانت في مقهى أدبي (فينوس) بتازة، قبل عشر سنوات حين دعاني الشاعر والإعلامي المبدع عبد الحق عبودة للمشاركة في اليوم العالمي للشعر. كان ترددي واضحا بل ورفضي لفكرة دخول المقهى وقراءة الشعر أمام الرجال من ساكنة المدينة الذين خشيت احتقارهم وتهمتهم لي بالخروج عن مقاليد العفة.. إلا أن إصرار الأستاذ عبد الحق وتشجيعه لي، جعلني أشارك على مضض وأنا آخذ ابني معي وأجلسه بجانبي.. حتى أني اشترطت القراءة وأنا جالسة الشيء الذي أصبح عادة عندي، ليلقبني الأخ عبد الحق عبودة بـ"الشاعرة المنبرية"، وأتذكر أني قرأت يومها قصيدة بالفرنسية بعنوان "شرف" وكأني تعمدت الدفاع المسبق عن شرفي وسمعتي.

ماذا تمثل لك : الطفولة، القصيدة، الحرية؟

- الطفولة: عيد العمر الذي لا يعود مرة ثانية كسائر أعياد الحياة.. عيد لا نعرف متى ينتهي ونحن نسارع للقفز لمرحلة أخرى.. نستعجل انقضاءه فتنقضي كل حياتنا في ندم وحنين، لاهثين وراء أحلام المراهقة الصادمة، مستبدلين الضحكة بالدمع، محتفظين فقط بجينات الفطرة في كياننا، رحمة بنا حتى لا ترعبنا الكهولة بهبوطها لزمن دون عيد.
- القصيدة: تلك الساقية التي تحملني بهدوئها وهيجانها لبحور مرجانها من دم القلب.
- الحرية: لا أراها إلا عند الطير، أغبطه إذ له الفضاء الرحب للتحليق دون حواجز أو إشارات أو يد مانعة له.

كيف تتصورين مقهى ثقافيا نموذجيا؟

من خلال تجربتي من حضور ومشاركات ببعض الملتقيات الأدبية في المقاهي الثقافية، أخذت نظرة سلبية عنها كونها ليست فضاء أو منبرا يليق بمقام الشعر وأجواء قراءته أو الاستمتاع بسماعه، وذاك للضجيج المزعج المنبعث من الآت تعصير القهوة والفاكهة، ومرور النادل بين الموائد لتلبية طلبات الزبائن، والأفظع من ذلك بيع الخمور ورائحها مما يثير حفيظة من يراعي الله في المنهي عن المحرمات وأظن دون هذه العناصر لا توجد مقهى بمد الكراسي والموائد فقط..



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان عن مسابقة جرسيف للزجل
- -مرايا الحنين- إصدار شعري للمبدع المغربي محمد محقق
- -الشعر العربي المعاصر بالمغرب: جدلية الاختلاف والائتلاف- إصد ...
- الرباط تحتفي ب-أحزان حمان- للروائي والشاعر عبد القادر الدحمن ...
- - بين ماءين- إصدار شعري للمبدع المغربي مزوار الإدريسي
- أصيلة تحتفي بالشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي
- - شعراء فرنسيون من القرن التاسع عشر- إصدار جديد للشاعرة والم ...
- - قرارة الخيط- سيرة ذاتية للكاتب المغربي جمال العثماني
- -جمالية البناء الفني في النقد الأدبي العربي- إصدار نقدي للكا ...
- - نحو تأصيل الدراسة الأدبية الشعبية بالمغرب- إصدار جديد للكا ...
- الشاعر أحمد هاشم الريسوني.. في ضيافة القصر الكبير
- -شيء يشبه الروح- إصدار شعري للشاعرة المغربية فتيحة أولاد بنع ...
- -سانشو بانشا يدخل المدينة- إصدار قصصي للمبدع المغربي محمد ال ...
- - تفاحة الألم- إصدار شعري للمبدع المغربي محمد البوزيدي
- الشاعر المغربي قاسم لوباي... في ضيافة المقهى؟؟!
- -محاولات نقدية في الصورة الشمسية والسينمائية- إصدار نقدي للك ...
- -رعشات من رصيف الانتظار- إصدار شعري للشاعر المغربي بوشعيب عط ...
- -قص ناقص- إصدار قصصي للقاص المغربي عبد الإله الخديري
- -خيط من شتا(ء)- إصدار زجلي للمبدع المغربي ميمون الغازي
- -لا أحد اليوم ولا سبت- إصدار شعري للشاعر المغربي المهدي أخري ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - الشاعرة المغربية سعاد التوزاني.. في ضيافة المقهى؟؟!