أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - دستور الحرب الأهلية














المزيد.....

دستور الحرب الأهلية


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 00:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يتوقع أحد أن تخرج علينا لجنة مشبوهة بدستور يتفق مع المعايير والمواثيق الدولية، إلا أن ما حفلت به مسودة الدستور من سقطات تعتبر جرائم ضد الوطن وضد الإنسانية قد فاق كل تصور وخيال.
فبينما يفترض أن يكون الدستور أداة لنشر السلام الإجتماعي، وإعلاء سيادة القانون، وحماية الأقليات من هيمنة الأغلبية، ووضع كافة أجهزة الدولة في خدمة الإنسان، أخرجت لنا هذه اللجنة مشروعا لتفجير الوطن، وتدجين القضاء، واستعباد الأقليات، وسحق الإنسان تحت أقدام أجهزة الدولة التنفيذية.
إن مصر التي قدمت للعالم العديد من عجائب الدنيا السبع سوف تتحول هي وشعبها إلى أعجوبة القرن الواحد والعشرين، عندما يرى العالم أنها تحكم بعد ثورة كبرى بدستور يحمل كل سمات القرون الوسطى من عنصرية وتمييز واستبداد واحتقار للإنسان.
لقد اشتملت هذه المسودة على مواد مجرمة تمت صياغتها من عبارات إنشائية، مطاطة، لتفتح علينا أبواب جهنم وتحرق الأخضر واليابس في ربوع هذا الوطن، وكأنها مخطط لإشعال حرب أهلية في البلاد، وحسبنا هنا الإشارة إلى أخطر مادتين في هذا الدستور الأخرق:
المادة الأولى : " تلتزم الدولة و"المجتمع" برعاية الأخلاق والآداب العامة وحمايتها، والتمكين للتقاليد المصرية الأصيلة، ومراعاة المستوى الرفيع للتربية والقيم الدينية والوطنية والحقائق العلمية، والثقافة العربية والتراث التاريخى والحضارى للشعب، وذلك وفقا لما ينظمه القانون".
المادة الثانية: "يقوم المجتمع المصرى على العدل والمساواة والحرية والتراحم والتكافل الاجتماعى والتضامن بين "أفراده" فى حماية الأنفس والأعراض والأموال، وتحقيق حد الكفاية لجميع المواطنين فى حدود القانون ".
هاتان المادتان تبيحان وتسهلان للمواطنين ذبح بعضهم البعض في الشوارع، حيث أنهما تقننان جريمة الأمر بالمعروف، وتوكلان للمجتمع والأفراد مهمة حماية الأخلاق والآداب العامة والتقاليد المصرية الأصيلة، مما يفتح المجال أمام تشكيل مليشيات وعصابات إجرامية تهدد أمن المواطنين وتنتهك حرماتهم ومنازلهم وحرياتهم الشخصية، وتتجسس على الناس وتعتدي عليهم في الطرقات والأسواق ووسائل المواصلات العامة.
كما قام المجرمون من أعضاء هذه التأسيسية بتفخيخ جميع مواد الدستور الأخرى لتتحول مصر إلى قندهار الشرق الأوسط، فقاموا بتقييد حرية العقيدة وقصر الحق في إقامة الشعائر الدينية على بعض المواطنين دون غيرهم، وأفرطوا في التمييز ضد المرأة والأقليات الدينية، وأخير وليس آخرا عمدوا إلى تقليل سن الطفولة عن 18 سنة لتسهيل المتاجرة بالأطفال وتزويجهم وتجنيدهم وتوقيع أقصى العقوبات عليهم.
إننا نتعجب أن يبقى مصريا واحد في بيته بعد إعلان هذه المسودة السوداء دون أن يخرج إلى الشارع صارخا ومنددا بهؤلاء المجرمين وبلجنتهم المجرمة.
إن تقاعس زعامات القوى والأحزاب المدنية عن حشد الجماهير ودعوتها للنزول إلى الشارع لإسقاط هذه التأسيسية هو انتحار سياسي لهم جميعا، حيث أن التقاعس هنا ليس سوى خيانة للأمة لن يغفرها لهم الشعب، وستبقى أبد الدهر نقطة سوداء في تاريخهم.
إن تمرير هذا الدستور يعني القضاء على كل الإنجازات الحضارية التي حققها شعبنا عبر تاريخه الطويل، وهو تهديد مباشر لأمن الوطن ومستقبل أبنائه، والإستشهاد في سبيل إسقاطه أسمى أمانينا.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيرة الشيخ من القسيس هي السبب
- الدين والأخلاق (1)
- مرسي وبيريز شراكة إلى حين ميسرة
- قاض وطبيب وبلطجي
- الرئيس مرسي وحتمية الفشل
- الطابور الخامس
- مطلوب ألتراس سياسي
- الصراع بين الجماعة والجماعات
- أسلمة الخطاب الكنسي
- مصر تحت الحكم الفاشي
- انتفاضة 24 أغسطس
- لماذا الإخوان المسلمون ؟
- من المسئول عن مقتل الجنود المصريين في سيناء ؟
- عشرة محاذير للمرجعية الدينية
- حول التعديلات الدستورية المقترحة
- تعريف مبسط للعلمانية
- إغتيال معلمة في مدرسة أم المؤمنين عائشة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إسماعيل حسني - دستور الحرب الأهلية