التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 23:45
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لقد آمنا كيسارعراقي وطني دوماً, بحتمية زوال الدولة الصهيونية اللقيطة,وبأن تحرير فلسطين يرتبط ارتباطاً وثيقا بالمعركة الطبقية ضد الانظمة العربية القمعية التابعة للامبريالية العالمية.وكنا قد جددنا موقفنا هذا في 2008-11-08 وبتصريح على لسان الناطق الرسمي للتيار اليساري الوطني العراقي بأن (الجديد في مسارات الصراع العربي الصهيوني, هوالولادة الجديدة لمسارالمقاومة الواعية لا المقاومة الشعاراتية السطحية,وان المسار الاصل متواصل وسيتواصل حتى نهايته التأريخية, فمسار كفاح الشعوب العربية من أجل الحرية واقامة دولة القانون يشق طريقه على جبهتين, جبهة الصراع من اجل العدالة الاجتماعية وطنيا, وجبهة مقاومة الدولة الصهيونية اللقيطة اداة الاستعمار القديم والجديد لعرقلة مسيرة التحرر الوطني العربي,اداة الامبريالية العالمية لاستعباد شعوبنا ونهب ثرواتنا الوطنية, فليس أمام الشعوب العربية من خيار اخر سوى خيار تسلم راية الكفاح من جيل الى جيل يعقبه, يتساقط حولها الشهداء حتى يتم تحقيق النصر التأريخي على الامبريالية وصنيعتها الدولة الصهيونية اللقيطة في ذات المسار المودي الى القضاء على الانظمة العربية القمعية المتخلفة, كما سيواصل المسار الثاني, مسار الانظمة العربية القمعية المتخلفة, ايغاله في مسيرة قمع الشعوب العربية واضطهادها,مسيرة الخنوع والخيانة الوطنية والفساد والنهب, مسيرة مغلفة بالشعارات المنافقة ( قومجية- اسلاموية- ليبرالية). فلابد لنا من الاعتراف بأن الانظمة العربية - ملكية وجمهورية - قد فرطت بكل شئ بدءاً من الكرامة الوطنية وانتهاءاً بالثروات, لكنها قد حافظت على سياسة قمع وارهاب الشعوب وتفننت بأساليبها اللانسانية. هاهي الانظمة المتخلفة, ملكية وراثية أم جمهورية وراثية تلتقي عند منعطف القطيعة التامة مع الشعوب العربية المضطهدة, حتى تحول شعار راية هذه المقاطعة, شعار يظهر لحظة الخوف من الانظمة الحاكمة ويختفي لحظة فرار الحكام كالفئران وتسليم الاوطان الى الغزاة, كما يواصل تجار المسار الثاني - مسار الحكام, المسار المهزوم, الاصرار على تصوير الهزائم انتصارات!!,والطامة الكبرى هي أنه لا يزال البعض من الهتافة خصوصا يزعقون بأسماء الزعامات القمعية المهزومة .ان المسار الاصل - مسار المقاومة الوطنية الواعية, هو مسار المستقبل الذي تعود جذوره التأريخية في اعماق النفس البشرية المقاومة, الرافضة للظلم والذل والاذعان, المسار الذي نشأ وتطور في غمار المعارك الوطنية التحررية ضد العدو الاستعماري من اجل الاستقلال الوطني, والتحول بعد تحقيق الاستقلال الى مواجهة الحكام, الدكتاتوريين وخوض المعارك البطولية لمواجهة الاستعمار الجديد الامبريالية والصهيونية.ان المسار المقاوم المولود من المدارس الفكرية الثلاث المتصارعة ( القومية والشيوعية والاسلامية) المولود من القوى الحية في هذه المدارس, المتخلصة من اوهام سلطة الحزب الواحد وهيمنة الايدلوجية الواحدة,فالقوى الحية قد تعلمت الدرس بعد ان دفعت الثمن غاليا في خضم الصراعات الثانوية.ان المقاومة الحقيقية, هي تلك التي تحترم شعوبها اولا وتستوعب ظاهرة التعدد الفكري ثانيا, فالطبيعة الانسانية المتنوعة التفكير لا يمكن اجتثاثها بسلاح المصادرة الفكرية ولا بالقمع الدموي,ان حركة المسار المقاوم, وان تبدو بطيئة متأنية, فهي تبقى حركة المستقبل الواعد بالنصر. فتجربة المقاومة الوطنية اللبنانية قد قدمت البرهان على حقيقة مفادها, ان النصر ممكن على اعتى قوى استعمارية اذا تمثلت المقاومة الهوية الوطنية فوق جميع الهويات الاخرى .خلاصة القول هي ان جميع المسارات ستتواصل ,سواء كان المسار المقاوم او المسار الخياني, ما دام جوهر الصراع قائم , الصراع التأريخي بين الحق والباطل, الحرية والاستعباد.ان مسار الحكام المبني على قاعدة استغلال الانسان لاخيه الانسان, هو امتداد للمسار الامبريالي الصهيوني العالمي, فالعدو ثلاثي امبريالية - صهيونية -انظمة دكتاتورية, انه المسار المهزوم تأريخيا, فهو سائر الى الوراء اما مسار المقاومة الوطنية التحررية المبني على قاعدة ان الانسان اثمن راسمال في الوجود فهو الامتداد لمسار الانسان المكافح عبر التأريخ من اجل حريته وكرامته الانسانية, مسار المستقبل, مسار الكرامة الوطنية المنتصر حتما .)
لم تمر سوى عدة سنوات على تقديم هذه الرؤية المعرفية الطبقية والوطنية حتى تفجرت الثورات الشعبية العربية لتسقط هذه الانظمة التابعة, وها نحن نشهد اليوم عدواناً صهيونياُ يائسا يستهدف غزة الفلسطينية المقاومة وسط أمواج الثورات الشعبية العربية الصاعدة الى السماء,فالقيادة الصهيونية الفاشية كسابقتها من القيادات الاستعمارية المستهترة بقدرات الشعوب,تحفر قبركيانها الصهيوني اللقيط بيديها, بل وتقدم خدمة من حيث لا تعلم للشعوب العربية الثائرة,إذ تمنحها فرصة النزول الى الشوارع مجدداً لتستمكل ثوراتها على الصعيد القومي التحرري والتعجيل بحسم المعركة الاجتماعية لصالح الطبقات الكادحة, وطليعنها الثورية القادرة على تعبئة الجماهير الشعبية الثائرة في معركة الخلاص من هذا الكيان الصهيوني السرطاني.
يأتي العدوان الصهيوني الفاشي البربري على قطاع غزة في لحظة ثورية تاريخية, فغزو شعوب ثائرة حماقة صهيونية ستقبر هذا الكيان اللقيط مرة واحدة والى الابد.فالمعركة الدائرة اليوم, هي معركة وطنية وطبقية على عكس الحروب العربية الصهيونية السابقة منذ قيام الكيان الصهوني, وهي معركة تثبت صواب رأي المدرسة الشيوعية الثورية التي عبر عنها موقف الرفيق الشهيد الخالد فهد مؤسس وقائد الحزب الشيوعي العراقي من قرار تقسيم فلسطين وموافقة الاتحاد السوفييتي عليه : ( وجاء رد الرفيق فهد الذي كان في سجن الكوت على التصريح المذكور، الذي استلمته القيادة الميدانية في 1 تشرين الثاني من عام 1947- اما عن قضية فلسطين فلم نتوصل اكثر مما توصلتم اليه عدا شئ واحد هو ذكركم لقومية يهودية في فلسطين، ربما كان غير صحيح فكل ما في الأمر إن الإتحاد ربما قال بوجوب الأخذ بنظر الإعتبار بضعة مئات الألوف من اليهود الذين سبق وأصبحوا من سكان فلسطبن بهذا لا يعني إنهم قومية ولا يعني عدم الإهتمام بهم ومع هذا فليست هذه النقطة جوهرية في الموضوع . فموقف الإتحاد جاء نتيجة محتمة للأوضاع والمؤامرات والمشاريع الإستعمارية المنوي تحقيقها قي البلاد العربية وفي العالم. فالمهم في الموضوع هو وجوب الغاء الإنتداب وجلاء الجيوش الأجنبية عن فلسطين وتشكيل دولة ديمقراطية مستقلة كحل صحيح للقضية ومن واجبنا ان نعمل لهذا حتى الأخير ولكن إذا لا يمكن تحقيق ذلك بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤمراتهم مع الجهات الإستعمارية، فهذا لايعني إننا نفضّل حلاً آخر على الحل الصحيح ونرى من الأوفق ان تتصلوا بإخواننا في سوريا وفلسطين وتستطلعوا رأيهم في تعيين الموقف.") .
كان تصويت الإتحاد السوفييتي يوم 29 تشرين الثاني الى جانب قرار التقسيم، بمثابة صدمة هائلة للشيوعيين العراقيين الذين تثقفوا على الموقف المبدئي لقيادة الشهيد الخالد فهد. فأصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية في ضوء توجيهات الرفيق فهد في رسالته التي بعثها من السجن، بعد قرار التقسيم مباشرة يرفض فيها الحزب قرار التقسيم جملة وتفصيلا (موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية... ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
أ ــ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ــ إن الهجرة اليهودية... لاتحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوربا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... وإستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ــ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى إستحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ــ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ــ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ــ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.
ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم).ان رؤية فهد الثورية لطبيعة المشروع الامبريالي ـ الصهيوني , سجلت سابقة تاريخية على صعيد استقلال القرار الوطني والقومي المستقل عن المركز العالمي للحركة الشيوعية انذاك , نعني به الاتحاد السوفييتى , ويوثق لرؤية تاريخية مبكره لاتجاهات هذا الصراع , والذي نرى صورته الراهنة المأساوية التي حذر منها فهد في نهاية الاربعينيات .
ايتها الشعوب العربية الثائرة
فنجعل من غزة مقبرة للغزاة الصهاينة .. هبوا لنصرة الشعب الفلسطيني البطل الذي ناضل على مدى العقود الطويلة آملاً بحلول لحظة خلاصكم من الانظمة العربية العميلة لتمدوا يد العون له في نضاله الطبقي والوطني والقومي, فكفاح الشعب الفلسطيني هو كفاحكم من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.
يا شباب وشابات الثورات الشعبية العربية, هذه هي فرصتكم التأريخية لمواصلة ثوراتكم حتى تحقيق اهدافها النهائية في التحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية .. ونحن على ثقة مطلقة من أنكم على قدر هذه المنازلة العظيمة... النصر المحتم قادم .. ولحظة قبرالكيان الصهيوني قد حانت...أما الثورة الحمراء فقد أزفت.
التيار اليساري الوطني العراقي
14-11-2012
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟