أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - عزمي بشارة ونصف الاستفاقة















المزيد.....

عزمي بشارة ونصف الاستفاقة


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 16:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



امريكا شكلت الائتلاف السوري المعارض على مقاسها.
لا أحد يشكك في ذكاء الدكتور عزمي بشارة ,ولكنه هو يشكك في ذكاء الآخرين ومتابعتهم للشأن السوري حين يقول"مشكلة المعارضة السياسية السورية انها تصرفت كالمعارضة العراقية ضد صدام ,على الرغم من بطولة شعبها وعدم توفر دعم أجنبي جدي للثورة السورية ولو حتى من منطلق صراع المعسكرات "
وهنا الدكتور عزمي يجافي الحقيقة ,فالمعارضة السورية بكل تفاصيلها تتلقى الدعم بأشكاله من تركيا وقطر والسعودية ,ويقدم لها كل التسهيلات للتجنيد والتجييش والتدريب والتسليح وباشراف امريكا .
ان امريكا ومن خلال مكاتب المخابرات المركزية الامريكية في تركيا الخاصة بمتابعة الشأن السوري تتابع المجريات وتشرف على الدعم والاسناد وتلتقي مع الضباط السوريين المنشقين وتحصل منهم على اسرار السلاح السوري والجيش السوري .
كما ان الحدود التركية مفتوحة لكل من هب ودب واراد ان ينضم الى وحدات الجيش السوري الحر الذي تشرف عليه الدول الاجنبية من خلال صنائعها وتملي عليه الاجندة التي ينفذها .(ربما انك مع الذين يعيبون على امريكا تأخر تدخلها العسكري بالقصف والحظر الجوي وما شابه)
ان الجيش الحر الذي يرهب الجماهير يدخل الى الاحياء المكتظة ويستولي على البيوت ويحولها الى خنادق ومعسكرات لمهاجمة الجيش السوري والذي بدوره يأتي لقصفهم وقتالهم في محاولة لشلّ سيطرتهم .
انما يجري في سوريا اكثر من حرب اهلية انها حرب تستهدف التدمير وليس التحرير.
وانا اتفق مع الدكتور عزمي بأن المواجهات الشعبية والحراك الشعبي في البداية كان بطوليا وأضيف انه تعرض للقمع القاسي كذلك .وايضا فان المقاتلين الاوائل قد قاتلوا الجيش السوري وبذهنهم اسقاط النظام واستبداله بحكام جدد ,ولكنهم اليوم جميعا يعلمون انهم يقاتلون من اجل أجندة أجنبية ومعادية لسوريا وشعب سوريا ,ولا تنسجم مع اية أماني ثورية لأي طبقة اجتماعية في سوريا .
ان القاصي والداني اليوم يعرف ان الاستقطاب الرجعي العربي مؤلف من: السعودية وقطر والنظم العربية التابعة للامبريالية ومعها تركيا وبريطانيا وفرنسا وبزعامة وقيادة امريكا .وأن هذا الحلف لا يؤيد أي حراك ثوري يستهدف التحرر من الرجعية أو الديكتاتورية واقامة نظام ثوري تقدمي .
من المعلوم ان الشعب السوري تلقى ومن خلال تجاربه وبقيادة الاحزاب التي تتصدر اللوحة السياسية في سوريا ,تلقى تربية ثورية وثقافة ثورية وهو يرفض الامبريالية والصهيونية بل ومعاد لهما ,وينشد التقدم والارتقاء ومحاربة الظلم والفساد والاستغلال الطبقي .ان اماني القوى الشعبية السورية متعارضة تماما مع التوجه الامبريالي في المنطقة بقيادة امريكا وتعاون حلفائها وصنائعها .وبالتالي فانه يدرك حقيقة التدخل الامريكي وامريكا تدرك حساسية موقفها .
ان امريكا تريد سوريا مدمرة ,ومنزوعة السلاح ,وقواها السياسية مبعثرة ومحطمة ,وبقيادة قوى مصنوعة على أيدي الرجعيةوالامبريالية .
انها تريد سوريا عاجزة عن تهديد اسرائيل وعاجزة عن مساندة حزب الله ,وعن التحالف مع ايران .
ولهذا فان امريكا واعوانها يبذلون كل مسعى للسيطرة على الحراك الشعبي السوري والاستيلاء عليه وتحويله تحويلا رجعيا لخدمة الاجندة المعادية ومنعه من الاستمرار كثورة تستهدف التغيير الديموقراطي والارتقاء الاجتماعي نحو الاشتراكية .
لقد جن جنون الامبريالية الامريكية والنظم العربية الرجعية من انطلاقة الحراك الشعبي العربي الجارف ,ولم يكن امامهم سوى التدخل للجمه ووقفه عند حده ولو على حساب رجالاتهم في الحكم في تونس ومصر واليمن .كي يقف المد الثوري عند حدود ثم تأتي قوى جديدة يصفق لها الجمهور وتتولى بنفسها الطعن من الظهر .
ولكن لماذا اظهر الدكتور عزمي موقفا متبرما من الحضور الامريكي في تشكيل الائتلاف السوري المعارض ؟
ربما يعتقد ان الناس نسوا الحضور الامريكي في تركيا ومعه الحضور الاسرائيلي والبريطاني والفرنسي ,ونسوا محاولات امريكا واعوانها الجادة لتمرير مواقف معادية لسوريا في مجلس الامن ,وان المخابرات الامريكية تشرف على التنسيق الامني القائم حول سوريا وسلاح سوريا وحول حزب الله وسلاحه,وان هناك مقراتى امنية امريكية وغربية واسرائيلية قرب الحدودالسورية مع تركيا .
ان الحضور الامريكي في الدوحة لا يمكن تجاهله ,ولذلك تطلب الامر منه ان يقول كلمتين .كلمتين وفي حدود فيقول:
". اما المعارضة السورية فبطولات شعبها هي الاساس. وليس من مبرر لسفير أميركا السابق في سوريا ان يتصرف وكأنه مندوب سامي يبحث
عن كرزاي لسوريا"
ويستمر في التساؤل " فعلام تعتمد حين تتصل بالمعارضين لتملي عليهم اقتراحات وشروط؟ على عقد النقص عند بعضهم امام سفير اميركي. وهي عقد نقص..."
وسكت عزمي عن الكلام المباح قبل ان يطلع الصباح.
كانت نصف استفاقة اذن !!!
لقد تحدث بتبرم عن حضور السفير الامريكي السابق الذي فرض نفسه كمندوب سامي ,وكأنه لا يقبل بحضوره .ولكنه وقف عند هذا الحد .انه لم يقل شيئا عن التدخل القطري والدور القطري الرجعي والعميل والممالئ لأمريكا وعرابا لها .كما انه صمت عن الدور التركي وعن ادوار القوى ىالخارجية الاجنبية كلها وفقط تبرم من السفير الامريكي السابق في سوريا .
ثم انه لم يقل شيئا عن الائتلاف الستيني.لم يقل ان هذا المولود الجديد هو صناعة امريكية ,هو اقتراح قدمه رياض سيف رجل امريكا النشيط نقلا عن ادوارد جيرجيان السفير الامريكي السابق في سوريا واستنادا الى طلب صريح من هيلاري كلنتون التي طالبت باعادة صياغة القيادة السورية المعارضة وفق ما ترتأئيه امريكا .
يا دكتور عزمي هل ينطبق قول الشعر في الغرام على السياسة :
"وعين الهوى عن كل عيب كليلة ..."
ان امريكا هي التي تقود المحور المعادي لسوريا والمؤلف من الانظمة العربية والإقليمية الرجعية ومعها إسرائيل و بريطانيا وفرنسا وامريكا التي تتزعم الجميع .ومن خلال هذا الاصطفاف يتصلون بالقوى الرجعية السورية ,وغرقوها بالمال والمناصب والألقاب ,لتقوم بتجييش الشعب السوري ضد سوريا واستثارة اكبر حرب داخلية مدمرة تجوف سوريا ولا تبقي فيها على شيء .
اليس هذا اصطفافا دوليا ؟اليس هو اصطفاف معاد للشعوب ؟ اليس معاديا لأي حراك ثوري في سوريا وغيرها ؟اليس معاديا للثورة الفلسطينية واماني الشعب الفلسطيني .
مم يتكون اصطفاف المعارضة الذي استهوته تركيا وشكلت منه المجلس الوطني السوري ثم أعادت امريكا تشكيله بصيغة الائتلاف السوري المعارض ؟
انه يتكون من كل اصناف الطيف الرجعي والخانع للغرب الاستعماري .
من منظمات ال NGOs في داخل سوريا وخارجها ,علما ان هذه المنظمات استقطبت اشكالا متنوعة من الطيف السياسي السوري ومن المطرودين من النظام ومن عملاء الانظمة والرجعيات العربية والدول الغربية .
ومعهم تيارات الإسلام السياسي الذين تعدهم امريكا بالخير العميم ان هم اجادوا واحسنوا الخدمة وتنفيذ البرامج وذلك بصفتهم معادين للثورات والتقدم والاشتراكية .
ومعهم شيوخ السلاطين الذين يتبرعون بالفتوى تلوى الفتوى لخدمة السياسة الامريكية .
ومعهم ,غلاة الرجعيين الظلاميين من جند السلفية الذين يستهدفون المرور الى الجنة من فوق دماء الناس والابرياء والاطفال
يضاف لهم من جرى تضليلهم على ايدي وسائل الاعلام المغرضة والقوى الرجعية وتم تجنيدهم ليشاركوا في معارك الحرية ثم استخدموا في معارك الدمار الشامل .
ان النظام السوري لا يحظى بدعم من هذا القبيل .ان اهم وأخلص حلفائه هم :حزب الله .فحزب الله من ضمن الثالوث المستهدف سوريا وايران وحزب الله .وهو بهذا يتحالف مع النظام ويدافع عنه ,وهو انما يدافع عن نفسه .
ان اسناده للنظام هو في حدود الاسناد المعنوي والسياسي لا غير فهو لا يملك طاقة الاسناد التي تملكها قطر وتقدمها للمعارضة .
وايران هي حليف حقيقي للنظاموهي كذلك تخسر بخسارة النظام وهي مستهدفة معه . وهو في نفس الوقت تحالف معاد لأمريكا والصهيونية واعوانهما مهما كانت درجة التعبير عن هذا العداء.
انه من العار على مدعي اليسار والتحليل العلمي ان يفسروا هذا التحالف على اساس طائفي .انه تحالف سياسي وهو تحالف يدافع عن الوجود والظهر الى الحائط .
وتقف روسيا والصين ضد الهيمنة الامريكية على سوريا وضد قصفها وتدميرها .


.نعم ان الشعب السوري العظيم يدفع التضحيات الجسام من أجل الحرية ,ولكن قواه الآن تقودها قيادات تنصاع لأجندة امريكية مما يجعل هذه التضحيات ليس في خدمة الحرية بل في خدمة الاجندة الامريكية وتمهد لخضوع سوريا دهرا من الزمن للهيمنة الامريكية وبواسطة مقاولين من الباطن...يا عزمي ...امام اعين ومسامع من يسمون بالمثقفين العروبيين والوطنيين والثوريين .
نصف استفاقة اذن وبعدها العودة الى العسل او ....



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلةعن موقف اليسار
- لماذا اقف ضد امريكا وحلفائها الاقليميين والمحليين؟
- الارهاب الصهيوني ثوب جديد قديم
- الملف السوري مرة اخرى
- استكمالا لمحمد مناصرة
- امريكا تعيد بناء المعارضة في سوريا
- ترتيب امريكي وتنفيذ قطري
- تعليق على مقال موقف شجاع لرئيس
- حماس ترتكب الفاحشة في غزة
- ما الذي لم يقله الامير حسن؟
- ما هو وعد بلفور
- مواقف القيادات الفلسطينية من تصريحات عباس
- معاوية - نتنياهو ,وعلي - محمود عباس
- نرفض تصريحات عباس
- قرض مصر الجديد
- لا بد ان تصمد غزة
- زيارة الشيخ حمد مرة أخرى
- يا حيف
- من يؤيد كرزاي؟سؤال للتصويت
- رسالة حمد للفلسطينيين


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمود فنون - عزمي بشارة ونصف الاستفاقة