أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال يلدو - المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!















المزيد.....

المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!


كمال يلدو

الحوار المتمدن-العدد: 3911 - 2012 / 11 / 14 - 15:04
المحور: كتابات ساخرة
    


إحتلت حادثة القتل الشنيع الذي تعرضت له مواطنة من أصل عراقي في ولاية كاليفورنيا في آذار 2012 حيزا كبيرا في الأعلام العربي ، والعراقي خاصة . لأن الحادثة كما نقلتها وسائل الأعلام آنذاك كانت مغلفة بالحقد والكراهية . وحسب الرواية الأولية، فأن الضحية قضت بضربة من قضيب حديدي على رأسها اسقطها قتيلة ، وأن ملاحظة تركت قرب المنزل تقول " ارجعي الى بلادك يا ارهابية" ، وقد كان الزوج حينها يوصل 4 من ابنائه للمدرسة ، بينما الخامسة كانت في البيت نائمة . وكانت الجهات القضائية قد بدأت التحقيق في هذه القضية التي درجت تحت باب " جرائم الكراهية" والتي يعار لها اهتمام أكثر . وربما تسعف الذاكرة بعض القراء بأن الرئيس الأمريكي ومسؤولين قد بعثوا بمواساتهم لهذا العمل الشنيع ، وأن عشرات الكتاب قد نشروا نتاجاتهم في الصحف ووسائل الأعلام حول الحادثة ، وأن رئاسة الوزراء العراقية قد أمرت بنقل رفات الضحية الى العراق على نفقتها وتم دفنها في مقبرة السلام بالنجف ، لابل ان احدى النائبات العراقيات قد طالبت بحملة دولية سميت " حملة المليون حجاب" ، ردا على هذا القاتل الذي وصف الضحية ( وهي محجبة) بالأرهابية !
هكذا مرت ايام ، ومواقع الأنترنيت تتسابق في نشر الكتابات عن " الحقد الموجود لدى الغرب على الأسلام " و " مساعي الصهيونية لمحاربة الأسلام " و " التمييز العنصري المتفشي في امريكا " و " الحقد على الأسلام وعلى المحجبات " وعشرات العناوين ، والتي طالب بعضها بالأقتصاص من الغرب، وضرب مصالحه ومقاطعة منتجاته .

لم تكن قضية الخروج بالنتيجة من هذه الجريمة بالمهمة السهلة ، خاصة وأن التحقيق مستمر وهو طي الكتمان . لكن بالعودة الى ردود الأفعال، والشتائم والتهم والمواقف المتشجنة، ربما تدعو الأنسان للبحث عن ســــر هذه الأحقاد والخلفية الثقافية التي تغذيها . فهذه البلاد ( امريكا) و دول اوربا وكندا وأستراليا تعيش فيها مئات الآلاف من العوائل العراقية والعربية، و في اوضاع جيدة ومتوسطة ، وعلى الأقل افضل مما كانت تعيشه في بلادها ( نسبيا) فيما ما زال الكثير من العرب يرغبون بالهجرة لهذه البلدان بالطرق الشرعية او بالتهريب ، وأثبت الواقع ان نسبا غير قليلة يحاولون ((فرض)) ارادتهم - الدينية خاصة – على المجتمع الذي اختاروه طواعية وبلا ضغط او قسر او اجبار!!! وإلا لكنا – نحن الذين نسكن الولايات المتحدة على الأقل - قد سمعنا عن مجازر قتل او عمليات ترحيل جماعية لمواطني تلك البلدان ، تماما كما فعلتها بعض العقليات العربية ( صدام في طرده للأكراد الفيلية و للمصرين بعد توقيع الأتفاقية ، والقذافي في طرده للمصريين والفلسطينيين وألقائهم على الحدود ) ، وهذه امثلة قليلة مما يجري في اوطاننا .
وبالحقيقة ، فأن وجود هذه النسب الكبيرة من اللاجئين العراقيين أو العرب في هذه البلدان لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة ممارسات قمعية وعقليات متهرئة ما زالت تحكم الدول العربية ومعظم الدول الأسلامية ، والتي كان من نتيجتها هذا الفيض الهائل من اللاجئين ـ والذين لا يرغبون بالعودة لبلدانهم رغم كل المناشدات " بالعودة " لا بل انهم يسعون بكل جهدهم لجلب اهاليهم وأقاربهم الى دول اللجوء ايضا !! هذه حقائق نعرفها ويعرفها الجميع ، الا ان القضية المهمة مازالت في الأسلوب الذي يتعامل به بعض الكتاب ووسائل الأعلام في التغطية على فشل تلك الدول وتعليقه على الغرب ، فيما ما زالت نظرية المؤامرة ، اكثر النظريات رواجا في وسائل اعلام بعضهم او في نهج تفكيرهم وأن كل ما يحصل ، انما هو مدبر ومخطط له من قبل ؟ ! ويصرفون الأموال والوقت في هذه الأحاديث الفارغة وهم متغافلون عن مكافحة الأمية وتوفير فرص عمل جديدة وسن قوانين انسانية تطور مجتمعاتهم ، كما الشعوب والأقوام الأخرى .

لقد كشفت التحقيقات التي اجراها جهاز ( اف بي آي) بأن القاتل الحقيقي كان زوج الضحية ، السيد " قاسم الحميدي" ، وقد وجهت له التهمة رسميا قبل ايام وأودع الحبس بقضية جريمة من الطراز الأول . وذكر ايضا ، بأن القتل جاء كرد فعل على قيام الضحية بتقديم اوراق للمحكمة برغبة الأنفصال – الطلاق – بعد تزايد الخلافات بينهما ، ورغبتها ايضا بمغادرة ولايتها الى ولاية اخرى بالقرب من عائلتها وأقربائها ، وأنه قتلها بعد لحظات من ادخاله ابنائه في السيارة لأيصالهم للمدرسة ، اذ دخل البيت وضربها على رأسها ، وأصطنع كسر زجاج احد الشبابيك ، ثم اوصل ابنائه للمدرسة وعاد وأخبر الشرطة ! هذا ما ذكرته الأخبار ، وموقع " العربية" كما ورد على الرابط التالي :
http://www.alarabiya.net/articles/2012/11/10/248675.html
والطريف في الأمر هو عدد التعليقات على الخبر والذي وصل الى (369) تعليق ، بينها الجاد وبينها الضعيف لكنها تكشف ايضا المستوى الثقافي للمتصفحين وللعقلية السائدة .

اما للقارئ العربي ، فأني ادعوه لتصفح المحرك ( كوكل ) وأن يضع اسم الضحية ليشاهد بأم عينه حجم وعدد المقالات التي نشرت آنذاك بحق المتهم المفترض ( الغرب العنصري الكافر) ليكتشـــف ضحالة تفكير البعض ، وقصر نظرهم ، لابل حتى تهربهم من اداء مهماتهم الوطنية ، وإلا بماذا تسمي تغطية رئاسة الوزراء العراقية لنفقات نقل جثمانها ، وعمل تشييع شعبي ودفنها في النجف ، بينما لم تفكر بأن تخصص هذه النفقات لأعالة اولادها او ارسالهم للجامعات ، كما ان هذا الأجراء كشف عن موقفا عنصريا طائفيا بأمتياز ، اذ يحق لأي عراقي ان يتسائل ان كانت رئاسة الوزراء العراقية قد اقدمت على عمل مشابه مع عراقي آخر تعرض للأضطهاد او القتل خارج العراق او ممن التهمتهم حيتان البحار وهم يبحثون عن ملجأ جديد بعد ان لفظهم الوطن الغالي ؟؟ او حتى ممن قتلوا او شردوا داخل العراق ، خاصة من ابناء القوميات والديانات العراقية الصغيرة والأصيلة ؟

السؤال يبقى : من سيعتذر للقارئ العربي عن المواقف والأستنتاجات والحكايات والشعارات والوعود والتهم التي حملتها المقالات قبل القبض على القاتل الحقيقي.....من ؟؟؟

وبالعودة الى ماكنة البحث كوكل ، فتوجد ما لا يقل عن (490) مقالة او خبر او يوتوب تناول قضيتها ، ارفق لكم بعض عناوين تلك المقالات لغرض المقارنة مع نتائج التحقيق :
عراقية هشَّمت الكراهية رأسها بالحديد في أميركا
عائلة شيماء العوادي تشعر بأنها مستهدفة في أمريكا
النجف تشيّع شيماء العوادي قتيلة كاليفورنيا
ذكرى اربعينية استشهاد السيده شيماء العوادي 4/28/2012
الشهيدة شيماء العوادي ضحية الارهاب والفكر التكفيري
زوج القتيلة شيماء العوادي يطالب بمعرفة دوافع قتلها
قصيدة شهيدة الحجاب(شيماء العوادي)
البيضاء تطالب الحكومة بمخاطبة الخارجية الأمريكية بشان مقتل شيماء العوادي
الشهيدة شيماء العوادي ضحية الارهاب والفكر التكفيري
القبض على قاتل العلوية شيماء العوادي (( يقتل القتيـل ويمشي بجنازته)) في امريكا


تشرين ثان / الولايات المتحدة



#كمال_يلدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عامان، ايّ منجز تحقق؟
- في العراق الجديد: محنة المسيحيين.. محنة وطن
- ما حاجتنا للقوانين!
- ما كشفته دعوة قناة - الفيحاء- الغراء ؟
- لماذا يتحول عمل الدولة لهبات ومكرمات شخصية !؟
- تعقيبا على مقترح فضائية - الفيحاء - الغراء ، حان وقت التغيير ...
- هذا ما حدث يوم 4 آيار 1886
- شارع الرشيد أم شارع المطار؟
- محاربة الافكار التقدمية والعلمانية ليست وسام مشّرف
- إقحام الدين في الجامعات العراقية ، البصرة نموذجا
- تحت اعواد المشنقة - يوميات مناضل في سجن الغستابو -
- المادة الثانية من الدستورالعراقي، موضع التطبيق!
- رجاءا ..اتركوا شهداءنا وشأنهم!
- - الضحية - بين مخالب مخابرات العراق الجديد!
- احذروا ما يؤسس دكتاتورية جديدة
- اسبوع على غياب - هادي المهدي-
- ماذا لو صح الخبر !
- البحث عن الاصالة في الغناء السرياني الحديث
- يكفينا مزايدات ياسيادة الوزير!
- حاضرنا حينما يتعثر بالماضي، علي الأديب نموذجا!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كمال يلدو - المرحومة -شيماء العوادي- ومحنة العقل!