ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 12:06
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
أوراق امرأة
اليوم .. أنا امرأة أخرى ..
اليوم .. سألبي نداء قلبي المتأرجح بين زوابع الانتظار وعواصف النسيان ..
اليوم .. سأتصالح مع أوراقي .. سأسكب عليها مداد قلبي يغلي كقهوة الصباح حين تفور على شفتيك .. سأروي ظمأ الأوراق .. سأطفىء لهيب اشتياقها وجمر حنينها إليك ..
سأرسمك على جدران قلبي .. على مدارج السطور سأزرعك على شرفة الحروف .. سأوشح باسمك صباحات كل الفصول .
كيف راودتني نفسي الحمقاء على نسيانك ؟
أية حماقة هذه التي كنت سأسطرها في تاريخ عمري وعمر أوراقي ؟
كيف أمزق وردة تنام بين صفحات دفتري .. تغفو على وسادة السطور .. تلتحف حروف المدِّ .. وتتدثر بتنوين الضم وعلامات السكون ؟
اليوم أفقت عليك تداعب أنفي بوردة حمراء كتلك التي كنت أنا وأنت نقطف ورودها في لحظات الجنون .. ألقي إليك بأوراقها .. فتلقي إليَّ بقلبك مسطر بعذب الحروف .. أذوب أنا فيها .. أغيب عنك .. ألملم ما تبعثر من أنفاسي ..
كنت حمقاء حين كنت أخفي عنك رغبتي بالمزيد .. حين كنت أخفي هالات الحبور التي كانت ترتسم في بؤبؤ عيني لحظة العناق مع الحروف ..
اليوم أنا نضجت .. المرأة بداخلي نضجت .. الأنثى بداخلي نضجت .. عواصف النسيان رحلت عن فكري ..
تصالحت مع الحلم ووعدني أن ينتظرك ..
في المساء .. في الصباح .. في الظهيرة .. قبل الغروب .. بعد الغروب .. في ساعات السحر قبل موعد الشروق ..
تصالحت مع الحروف .. وعدتها أن أرسلها في كل ساعة إليك .. في كل دقيقة .. في كل ثانية ..
ستطوقك الحروف بذراعيّها المحبة وتعانقك .. فأنى لك منها الهروب ؟
تصالحت مع أوراقي .. وعدتها بأن أرسمك ليس فقط على جدران قلبي وفكري وخيالي .. إنما بين السطور وفوق السطور وتحت السطور .. في الهوامش والزوايا .. بين الجمل .. فوق جميع علامات الاستفهام ..
أنت اليوم خارج علامات الاستفهام .. أنت اليوم في عقر قلبي وبين ذراعيِّ .. حتى لو زرعتَ خيمتك باب دارها وأطلت المكوث ..
أنت منذ اللحظة قلبي ..
ولن تغادر قلبي .. لن تغادر أوراقي ..
لقد استدعيت الحلم .. أنت منذ اللحظة فارس أحلامي .. فاشهدي عليَّ يا حروف .. واشهدي يا أوراقي .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟