فتاة الفيسبوك من ينتصر لها ..

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 18:18
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

فتاة الفيسبوك من ينتصر لها ..


وجدت أن المرأة في دولنا العربية وعراقنا بحاجة إلى من يناصرها، لما تمر به من عنف أسري ، وتمييز ، وتعضيل وتهميش، وزواج غير متكافئ، وزواج للقاصرات ، ومصادرة أبسط حقوقها التي أقرّتها تعاليم وشرائع وقوانين الأرض باعتبارها نصف المجتمع الذي أنجب النصف الآخر وليس لمجرد كونها زوجة أو أختا أو أبنة .. وأسباب كثيرة تناولتها في مواضيعي عن "امرأة من الشرق " نصرة لها وعل بعض المنظمات الإنسانية تكفل بعض تعبها وتساعدها في استرداد ما خسرته من حياتها .. والمنشورة سلسلتها في الحوار المتمدن ومركز مساواة المرأة ..
وصلتني رسائل عديدة على عدد من مواقعي عن موضوعي "المراة العراقية " من تلك السلسلة .. وشد انتباهي عنوان رسالة إحداهن : " فتاة الفيسبوك من ينتصر لها " ، فآثرته أن يكون عنوانا لموضوعي أعلاه.
رسالتها كانت مكتوبة بلغة حزينة جدا ومرفق بها بعض الشواهد والمسميات لشخوص كحال كل الرسائل المرسلة ، والتي عنونت بعضها من فحوى رسائلهن ...

العناوين حسب تواريخ الرسائل :-

1.الفيسبوك وهتك الأسرار
2.الفيسبوك وخيانة الضمير
3.الفيسبوك والزوجة الخائنة
4.الفيسبوك والعلاقات اللاشرعية
5.الفيسبوك وشاعر الغواية
6.الفيسبوك والزوجة المهانة
7.الفيسبوك والصراع بين صديقتين
8. الفيسبوك والزوج الخائن
9. الفيسبوك وخيانة ثقة الأصدقاء
10.الفيسبوك والحبيب المجبر على الزواج من ابنة العم
11.الفيسبوك والتصيد في الماء العكر
12.الفيسبوك وصبابة الــ(...)
13.الفيسبوك وتبادل رسائل الحبيبات بين المتبارين
14.دون جوانية الفيسبوك وتعدد العلاقات
15.الفيسبوك وتعدد المسميات والحبيب واحد
16.الفيسبوك وتعدد الحبيبات
17.الفيسبوك والزوجة التي لا تنجب
18. الفيسبوك والشرع في تحليل الزواج بأربع

* * *

- وهناك رسائل اشترطن مرسلاتها ، أن لا أذكر عنهن أي شيء ، كُتبت بلغة عامية وأخرى بلغة بسيطة سأنقل بعض جملها وكما هي دون أي تصحيح ، وعذرا منهن فقط بغيت تقريب الصورة للمتلقي لا أكثر :
تقول صاحبة إحدى الرسائل وكما كتبت :" كلشي ما اريد تحجين من الحجيته ردت اكولج البكلبي من ظيم وقهر العباس عليج متكتبين اي شي لان هو اربع وعشرين ساعة علمهجوم الفسبوك يتغازل" ..
---------------
الظيم = الضيم أصح لكني نقلتها كما هي

- أخرى : "أحلفلج يقوم من الحاسبة مثل الميت الصبح بالشغل والظهر يتغدى ويركض جفي على الحاسبة والموبايل خو ابد مينكطع وبالليل على الفسبوك من الله يشيله للفسبوك هو واليبيه ".

ورسالة أخرى :
- "دق باب قلبي بنية الزواج ، واستمرت علاقتنا طويلا وكل يوم حجة شكل من عرف اني فقيرة ".

و أخرى :
- قصة حبنا عمرها ثلاث سنوات ، احتاج للمال وقال يرجعه خلال شهرين ، بعد اسبوع سد حسابه بالفسبوك واي رسالة ارسلها اله على الياهو ترجع وما احجيلج فص ملح وذاب ...

و

- رسالة أخرى كتبت بلغة راقية تقول : " لاتثقي مطلقا أن هناك رجلا يحترم بيته ، سيخدعك حتى مع مرآتك " .

وثمة رسائل استشفيت منها مراهقة بعضهن ، رغم تجاوزهن تلك المرحلة بعقدين ، وهناك خيانات من كلا الطرفين وعدم مصداقية حتى في المبادئ ..

فمن ينتصر لفتاة وسيدة الفيسبوك ؟

ومن ينتصر للرجل المخدوع من بعضهن ؟

ماذا لو انعكست الآية لكل ما ذكر أنفا على الشخوص ذاتها ؟

بعيدا عن كل قدح وسب أساتذتي الكرام ، هل لكم أن تعنونوا أرائكم وفق عناوين الرسائل ، ليصل رأيكم لمن ستتابع منهن، لما سوف تبْلون عليهن من نصح ...؟

سؤال أخير:
هناك الكثير من المثقفين ، غدا لهم الفيسبوك منبرا للثقافة وتبادل المعلومات ونشر الوعي ، والبعض باتت صفحاتهم غنية بالحوارات الأدبية والسياسية..
لماذا بعضهم وبعض بعضهم ، يتخذ منه ساحة وغى واقتتال عاطفي وطائفي؟

ولأجلهن ، دلوني من فضلكم ، وكيف السبيل إذن لمجابهة ما ستؤول له قصيدة سعيد بن أحمد ين سعيد 1774م والده مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان..

يا مـن هـواه أعـزه وأذلنـي= كيف السبيل إلى وصالـك دلنـي

فتركتني حيـران صبّـا هائمـا= أرعى النجوم وأنت في نوم هني

عاهدتني ألاَّ تميل عـن الهـوى= وحلفت لي يا غصـن ألا تنثنـي

هبّ النسيم ومال غصـن مثلـه= أين الزمان وأين مـا عاهدتنـي

جاد الزمان وأنت مـا واصلتنـي =يا باخلاً بالوصـل أنـت قتلتنـي

واصلتني حتى ملكـت حشاشتـي= و رجعت من بعد الوصال هجرتني

لما ملكت قيـاد سـري بالهـوى= وعلمت أني عاشق لـك خنتنـي

و لأقعدن على الطريق فأشتكـي= في زي مظلوم وأنـت ظلمتنـي

ولأشكينك عند سلطـان الهـوى= ليعذبنـك مثـل مـا عذبتـنـي

ولأدعونّ عليك في جنح الدجـى =فعساك تبلى مثـل مـا أبليتنـي

_________________
بؤرة ضوء

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات