|
متى تتحقق دولة -المؤيدعارضون- على وزن دولة -إسراطين-؟!
ماهر عدنان قنديل
الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 16:19
المحور:
كتابات ساخرة
مقال ساخر: متى تتحقق دولة "المؤيدعارضون" على وزن دولة "إسراطين؟!
هل سمعتم بمصطلح "المؤيدعارضون"؟ طبعاً، الجواب لا! لأن هذا المصطلح لا يتحقق إلا في العبد الضعيف والعجيب "أنا"؛ *نعم، إنني الوحيد في سوريا الذي نصفه معارض، ونصفه الأخر مؤيد! كبدته معارضة وقلبه مؤيد، جانب مخه الأيسر مؤيد وجانبه الأخر معارض، أياديه وأقدامه متفرقة مع بعضها طرف يؤيد والطرف الأخر يعارض، أي بالمختصر المفيد أنني الجسد الوحيد الذي مناطقه الحساسة لا تزال مختلفة هي كذلك مع بعضها حول التأييد والإعتراض! *إنني الوحيد الذي يقوم من النوم معارضاً وينام مؤيداً وأحياناً العكس هو الصحيح! *إنني الوحيد كذلك، الذي يشاهد قناة "الدنيا" مثلما يتابع "الجزيرة"، لا فرق لديه بين عيون "رولا إبراهيم" وجسم "ساندرا علوش"؛ *إنني الوحيد الذي يصدق "شريف شحاذة" حتى وإن فاق "مسيلمة الكذاب" فناً ويتفهم طائفية العرعور حتى وإن فاقت نازية "هيتلر"! *وأنا الوحيد الذي لازال يعجبه تمثيل "جمال سليمان" كما يعجبه تمثيل "سلاف فواخرجي" ولا فرق عنده بين "مي سكاف" و"أندريه سكاف" ولا بين الطويلان جلال وعارف؛ *إنني الوحيد الذي يتابع بإهتمام شديد حوارات الأسد على "روسيا اليوم" كما يتابع بإهتمام شديد تصريحات "جورج صبرا" من "الدوحة اليوم"؛ *إنني المعارض الوحيد (عندما ألبس قناع "المعارضة") الذي لا يلعن "هيثم المناع" الذي أصبح يلعن المعارضين أكثر من لعنه النظام! وفي نفس الوقت المؤيد الوحيد (عندما ألبس قناع التأييد والتصفيق) الذي لا يشتم "رياض حجاب" على خيانته العظمى رغم عشرة ملحه مع النظام وشهرعسله معه! *إنني كذلك الشخص الأوحد الذي يحمل أحياناً صفة غريبة ليست موجودة في أبجديات السياسة ولا في قاموسها وهي أنني معارض ولكن ... للمعارضة! *أنا الوحيد كذلك الذي لا يفرق بين كلام "بوتين" بالروسية من موسكو وكلام "هيلاري" باللهجة الأمريكية في واشنطن، لأنني لا أفرق أصلاً بين ليالي موسكو الباردة، وكازينزوهات لاس فيجاس الساخنة؛ * وأنا الوحيد الذي يتفهم مواقف قطر وإيران وتركيا وحزب الله..إلخ فهذه مصالح سياسية من حق أي طرف إختيار شريكه بما يلائم مصالحه، فالأمر ليس حباً رومانسياً مخملياً أوإنجذاباً عاطفياً مغناطيسياُ؛ *إنني الوحيد كذلك الذي يحمل ويقدس العلمين، الأحمر بالنجوم الخضر، والأخضر بالنجوم الحمر، ويحرقهم ويدوس على الإثنين أحياناً أخرى؛ *إنني الوحيد كذلك الذي يستطيع دخول سوريا بالسيارة من خنادق تركيا ويخرج منها بالطيارة من مطار دمشق، والعكس كذلك يكون صحيحاً؛ *إنني الوحيد الذي يستطيع الغذاء مع الأسد على فريكة وتبولة "أسماء"، والعشاء في منزل حمد على ثريد وبرياني "موزة"؛ *أنا الوحيد كذلك الذي لا زال يضع أمامه "الفودكا" الروسية وهو يشاهد المسلسلات التركية حتى أصبحت أخلط بين تمثيل "لميس" التركية، ورقصات فيفي عبده على أنغام البامبا الفرعونية؛ وإختلط الحابل بالنابل داخل عقلي حتى صرت لا أفرق بين أغاني "أم كلثوم" وأغاني الحنطور، ولا بين "القرضاوي" و"حسون" ولا بين "ساركوزي" و"القذافي" ولا بين "سمير عبود" و"رياض الأسعد"، ولا بين مجلس الشعب المصفق على خيبته في دمشق، وبين مجلس إسطنبول المنافق في منفاه، وأصبحت في خريطة عقلي سوريا على حدود باكستان أو أفغانستان، وأصبح في خارطة عقلي المشعشع بالفودكا "جبل قاسيون" يلبس توب "تورا بورا" و"أسامة" صار "بشار"! *إنني كذلك الوحيد لعلمكم الذي يحمل الصفتان القبيحتان واللقبان الخبيثان لقب "الشبيح الخائن" ولقب "الإرهابي المرتزق"؛ *وأنا الوحيد الذي يستطيع أن يمثل الإتجاهين على برنامج الرأي والرأي الأخر مع العم "فيصل القاسم" أنط بين الكراسي شمال يمين أتحدث وأناقض نفسي حتى يدوخ "فيصل القاسم" ويعجز لسانه السليط عن وصف المشهد، ولن يجد الكلمات للتعبير عن هذه الظاهرة الإنفصامية الخطيرة؛
إن ما يحصل في سوريا أصابني بمرضاً نفسياً خطيراً يسمى"إزدواج وإنقسام الشخصية" فهذه الثورة (على قول المعارضة) أو المؤامرة (على قول النظام)، حتى لا نزعل أحد، هذه الأحداث الغريبة والعجيبة جعلت مني أصارع نفسي بل إشتعلت في داخلي حرباً تشبه الحرب القائمة على الأرض بين الجيشان النظامي والحر ولا أعرف متى ستقتل إحدى الشخصيتين الشخصية الأخرى! ولا أعرف إذا كانت الشخصيتين ستتفق أصلاً وتجتمع يوماً في بدناً واحداً هو الجسد السوري وتتحقق بذلك معادلة دولة "المؤيدعارضون" على وزن دولة "إسراطين"!
#ماهر_عدنان_قنديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|