أحمد الحادقة
الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 14:43
المحور:
الادب والفن
لا يدري سبب وقوفه في هذا المكان كمن يستحم بضوء كشّاف مؤلم. يخيّل إليه أنه علي خشبة مسرح أمام من قيل عنهم مشاهدين يشبهون من بعيد إطار صورة معوّجة. فقد طلب منه قراءة نص لم يكتبه من البداية.
مع نبضات قلب كرعد في سماء مفعمة بقلق مجاني؛ يبدأ بوضع يده علي جيبه كمن يتحسس آنثته لأول مرة؛ ليتأكد من وجود مفتاح السيارة؛ كي يطمئن قلبه الخاوي. الكل يراقب رأسه المنحني إلي أسفل ويمينه التي لا تفارق جيبه. يحاول تذكر ان كان قد ترك الشبشب بوضعه الهندسي أسفل الفراش حتي لا يجري حافي القدمين هاربا من زلزال قد يدمر بيته.
هو متأكد انه قد ابتلع ذلك القرص البرتقالي؛ نافيا قلقه إلي أراض بعيدة؛ فيظن نفسه قائدا لأوركسترا مخاوفه؛ يحركها كيفما شاء. فإرادته ليست سوي تلك البصقة الكيميائية التي تتسابق في حارات خلايا دماغه الفضية.
لا يدري ان مفتاحه في جيب حارس المسرح. ويظن انه بكيمياء ارادته الوهمية؛ لا فرق بينه وبين الحارس او تلك التي تشاهده من اعلي المدرج. فقد ظل يتأمل أصابع يدها متمنيا ان تكون قدمها تماثلها كأغصان رسم علي رمل بشاطيء قديم.
ظل يتمتم مخاوفه كسرافيس متدلية في وسط زحام، ثم خلع نعليه علي خشبة ليست بمقدسة ، وانحني كمولود يخرج من محراب بين ساقيّ أم لا تعرف الخيانة.
#أحمد_الحادقة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟