أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!














المزيد.....


ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"السجن" 14 عاماً؛ و"الغرامة" 21 مليون دينارٍ؛ و"المصادَرة" 24 مليون دينارٍ. و"المجهول (حتى الآن)"، بعد هذا "المعلوم"، كثيرٌ، منه ما بقي لدى هذا "البطل" من "أبطال" الفساد، وهُمْ كُثْر، من أموال منقولة وثابتة، حَصَلَ عليها من "الطريق نفسها"؛ والتأثير المحتمل لـ "الاستئناف" في "عقوبة السجن"؛ و"الزمن الفعلي" الذي سيقضيه في "السجن"؛ و"كيف" سيقضي مدَّة العقوبة؛ وكيف يكون السجن نفسه؛ وما هي "الجرائم" التي ارتكبها (إذا ما ارتكبها) ولم يُعاقَب عليها بعد، أو لن يُعاقَب عليها أبداً؛ وما هو "السبب" الذي جَعَل فساد هذا الرَّجُل (والذي لا ريب فيه) بهذه الأهمية الجنائية والجُرْمية؛ وإذا كانت جرائم الفساد كُرَة ثَلْج، كلَّما تدحرجت كَبْرَت، فهل تتدحرج كُرَة ثَلْج" الذَّهبي، وتَكْبُر، من ثمَّ، أمْ تَسْخُن، أو تُسخَّن، بحرارة مصلحة ما، حتى تتبخَّر.
في قضية الذَّهبي، والتي، على ما ترى "الضحية"، لا تَسْتَمِد أهميتها، في المقام الأوَّل، من ذاتها، وإنَّما من كَوْنِها "أوَّل الغيث"، على ما تتوقّع وتتمنَّى "الضحية"، نَقِف على "الضخامة" في ثلاثة أشياء، هي: "السلطة" التي امتلك، و"الثروة" التي اكتسب، و"جريمة الفساد" التي ارتكب.
"النَّفس أمَّارة بالسوء"؛ لكن الاكتفاء بهذا القول، تعليلاً وتفسيراً، لن يفيد إلاَّ في تعليل وتفسير ظاهرة استشراء الفساد؛ فإنَّ استمرار النَّظر إلى الفساد، بظواهره وجرائمه كافة، على أنَّه ثمرة ونُتاج "النَّفس الأمَّارة بالسوء" هو ما يعلِّل ويُفسِّر بقاء الفساد والفاسدين والمُفْسِدين، بقاءً لا يُبْقي، أو لن يُبْقي، على شيء من مقوِّمات الوطن والدولة، ومن مقوِّمات عيش المواطِن.
ليس بذي أهمية أنْ نَعْرِف كلُّ هذا الذي عرفناه من أمْر الذَّهبي، أيْ من أمْر فساده، وإفساده، وجرائم الفساد التي ارتكب، والعقوبة التي نال؛ فالأمر الذي ينبغي له أنْ يستأثر بالاهتمام إنَّما هو إجابة السؤال الآتي: "ما الذي مَكَّن الذَّهبي من ارتكاب كل ما ارتكب من جرائم الفساد، ومن أنْ يستخذي هذا الاستخذاء لنفسه الأمَّارة بالسوء؟"؛ فـ "النَّفس الأمَّارة بالسوء" لن تُنْتِج بواسطة صاحبها هذا الحجم الهائل من جرائم الفساد إذا لم تَلْقَ سَنَدَاً لها في خصائص وطبيعة نظام العمل الذي فيه عمل الذَّهبي، والذي ينبغي لنا فهمه على أنَّه هو الذي خَلَق الذَّهبي على مثاله، وسمح له بأنْ يرتكب ما ارتكب من جرائم الفساد؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ "بعوض الفساد" لا يُكافَح (مكافحةً ناجعةً) بقتل البعوض بعوضةً بعوضةً، وإنَّما بتجفيف مستنقع الفساد، والذي هو كناية عن "البُنْيَة"، التي إنْ ظلَّت على حالها تظل تُولِّد الفساد كما يُولِّد الفسفور اللمعان.
لو شبَّهنا الفساد بشجرة لكان الذَّهبي (مع أمثاله وأشباههه وهُمْ كُثْر) ثمرة من ثمارها الكثيرة (التي لا تسقط أرضاً إلاَّ ليأتي سقوطها بمزيدٍ من أمثالها). وهذه الشجرة يجب أنْ تُسْتأصَل؛ لكنَّ "الاستئصال" يكون بقلعها من جذرها، لا بقطع فروعها وأغصانها، أو بإسقاط ثمرة من ثمارها؛ وهذا "الجذر" إنَّما هو كناية عن "تركيز السلطة والثروة"؛ وهذا "التركيز" هو "الاستبداد"، الذي هو "أصل كل فساد"؛ فهل رَأَيْنا جهداً جاداً يُبْذَل لمحاربة الفساد حيث يجب أنْ يُبْذَل (أيْ في هذا الجذر من شجرة الفساد)؟!
"الحرب" رَأَيْناها، ونراها؛ لكن أليس من الأهمية بمكان أنْ نعرف ماهيتها وطبيعتها؛ فهل هي حرب على الفساد والفاسدين والمُفْسِدين أمْ هي احتراب فاسدين، فلا ينتصر أحدهم على الآخر إلاَّ ليُهْزَم الشعب شرَّ هزيمة؟!
كان برودون يقول "المِلْكِيَّة الخاصة هي سرقة"، فخطَّأه ماركس قائلاً "إنَّها ليست سرقة؛ وإنَّما أداة للسرقة".
وفي الفساد الذي نُعاين ونعاني، نقول إذا كان الفساد، في بعضٍ من أهم معانيه، هو السرقة، وسرقة (ونهب) المال العام على وجه الخصوص، فإنَّ "تركيز السلطة" هو "أداة" هذه السرقة؛ فهل رَأَيْتُم "معجزة" من قبيل "مجتمعٍ يعاني تركيزاً للسلطة والثروة، ويخلو، في الوقت نفسه، من الفساد"؟!
قد يخلو (عاجلاً أو آجلاً) من الذَّهبي نفسه؛ لكنَّه لن يخلو من "الدَّجاجة التي تبيض ذَهَباً"؛ فإنَّها لـ "ضرورة (وحتمية)" أنْ يظهر فيه، وفي استمرار، "أمثال (وأشباه) الذَّهبي"، أو "الذَّهبي العام"؛ لكنها "مصادَفة (صرف)" أنْ يكون الفاسِد هو "محمد الذَّهبي"، وأنْ يكون بـ "الصِّفة الوظيفية إيَّاها".
مَنْ يملك السُّلْطة (الفعلية) ويَسْتبد بها أصبح، ويصبح، مالِكاً من طريق السرقة (المستترة أو السافرة) للعام من الأموال والعقارات والمنشآت؛ وكيف لا يتَّخِذ من سلطته أداةً للسرقة، والشعب لا يملك شيئاً من سُلْطة فعلية عليه كسلطة المساءلة والمحاسبة. إنَّه يتصرَّف في الممتلكات العامَّة تَصَرُّف المالك الشخصي لها؛ وقد "يبيع ما لا يملك (من الوجهة القانونية)"؛ وإنَّها لظاهرة جديدة "أنْ تبيع ما لا تملك، وأنْ يملك الطرف الآخر، ما لا يشتري"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال عرفات لم يَنْتَهِ بَعْد!
- المرأة في ثقافتنا الشعبية!
- أوباما الثاني والأخير!
- حلُّ مشكلة -حق العودة- بعدم حلها!
- هكذا أَفْهَم تصريحات عباس!
- بلفور بأُصوله وفروعه!
- المكيافلية والصراع في سورية!
- إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!
- حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!
- من يتحدَّث باسم الشعب في الأردن؟!
- -سؤال الإصلاح- في الأردن الذي ما زال بلا جواب!


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ذَهَبَ الذَّهبي وبقيت -الدَّجاجة التي تبيض ذهباً-!