ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 12 - 12:08
المحور:
الادب والفن
أنت .. وأرصفة النسيان مرة أخرى .. وهذا الملل الأسود يحاصر روحي .. يخنق نسائم الربيع في أيامي ويمحو عناوين اللحظات الجميلة من ذاكرتي ومن البال .
رسائلي لا تسافر إلا إليك .. وروحي لا تنتظر من الغياب غيرك .. ووحدها علامات الاستفهام استعصى عليها الفهم وبقيت تراوح في مكانها .. تنثر من حولي نفس السؤال ..
في صباحات تكاد تخلو من كل شيء إلا من صوت الصباح وهو يقرع الأبواب .. يعلن ميلاد يوم جديد .. يوم جديد لكنه في غيابك يشبه الأمس .. في ركوده ..
في صمته .. في هدوئه المميت .. في دورانه عبر حلقات الفراغ .
وأنت تتجول كسلحفاة تحتضر على أرصفة النسيان .. لا تدري هل أنت فعلاً منسي أم مقصي عن هذا القلب .. ربما كنت تحاول الفهم .. ربما خطر إليك أن تنثر من حولي نفس السؤال ..
لكنها وحدها علامات الاستفهام هي التي تدور من حولي وتتجرأ وتنثر نفس السؤال ..
حاولت أن أقلب الطاولة على جميع الأرقام .. وأختارك من بين تلك الجموع رقم عمري .. وأرفعك عالياً في وجه جميع علامات الاستفهام .. لكنك كعادتك غائب .. تتجول على أرصفة النسيان ..
وقلبي اليوم يعاني من حالة ملل .. فقد الرغبة لسماع صوتك المتهدج على الضفة الأخرى من القصيد .. يحاول التصنع والتظاهر بخبث مفضوح أن صوتي في تلك اللحظة لم يهب له الحياة ..
اليوم أهديك هذا الملل فهو نتاج عنادك وغيابك .. لن أرسل إليك صوتي ..وسأكتفي أن أراقبك من نافذة الأيام وأنت تقطع أرصفة النسيان جيئة وذهاباً تحلم أن يقفز صوتي إليك عبر مظلة وردية .. أو سحابة ماطرة .. أو هبّة ريح حانية كتلك التي كانت تحملني إليك بلحظات الاشتياق فأمزق من حول عنقك شرنقات البعد .. وأحطم جميع مسافات الغياب ..
لكنّي لن أفعل ..
علامات الاستفهام لم تعد تهمني .. ولتبقى أنت كما أنت .. معلقاً على أشجار النسيان ..
قد تقع يوماً فتهبط في حدائق قلبي بأمان ..عندها سأعلن لجميع علامات الاستفهام أنك وحدك من يحق له أن ينثر من حولي ذلك السؤال ..
وقد تبقى كما أنت .. أسير أرصفة النسيان .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟