أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين














المزيد.....


المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 10:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



رغم بعدى عن الوطن آلاف الأميال، وراء البحار والمحيطات، أتابع السفسطة اللانهائية، الحوار الدائر حول الدستور بين القوى السياسية، تتغلب القوى على المنطق أو العدل، خاصة بالنسبة لحقوق النساء والأطفال.

كلما زادت المسافة بينى وبين الوطن زادت رؤيتى له وضوحا. أشعر بالحسرة والحزن على الوطن، حاضره ومستقبله، كم يحرم أطفالنا وشبابنا من المعرفة الصحيحة والتعليم الراقى والأخلاق النزيهة، كم نعيش الجهل وتحجيب العقول وتقنين الفساد تحت اسم تطبيق الشريعة، كم ينقلب العدل ظلما والظلم عدلا، هل نرى فرقا كبيرا بين الإسلامى والسلفى والشيوعى والعلمانى، فى القوى السياسية الحاكمة وغير الحاكمة، يوافقون رغم خلافهم على الازدواجية الأخلاقية داخل الأسرة، يغمز الواحد منهم للآخر من تحت نظارة النظر، من وراء عيون القطط المغمضة تحت النقاب.

يجمع الرجل منهم بين أكثر من امرأة علنا أو سرا، تملك العشيقة الجديدة كل ما يملك مقابل شباب لا يعود، إن افتضح أمره يهرول إلى أقرب مأذون، ليحرر له قسيمة زواج بقروش، وأخرى للطلاق بالقروش، يلصق عليها طابع بريد يبلله بطرف لسانه، يكتب على المظروف عنوان زوجته النائمة تحت النقاب، ويقذفه فى ثقب الصندوق المعلق فى الشارع.

الشريعة «بأحكامها ومبادئها» أتمنحه هذا الحق المطلق فى الفساد؟، يضيعون وقت البلد فى تحديد الفروق بين الألفاظ، تزوغ عيونهم بين الكلمات: المبادئ أو الأحكام؟ لكنها تثبت على الثابت المطلق، لذة الجنس لهم دون مسؤولية أخلاقية نحو أسرتهم المقدسة.

تتلاشى قدسية الأسرة أمام متعتهم.

أما زوجاتهم فليس من حقهن الاعتراض على أمر الله فما بال حقهن فى المتعة مثلهم؟

والقطة المغمضة تسأل:

لماذا إباحة الخيانة الزوجية للرجل فقط؟، أليس الرجل هو الجنس الأقوى المكلف بحماية المرأة أخلاقيا؟

أليس هو الأقدر منها على كبح جماح شهوته وحماية نفسه من الغواية؟

كيف ينقلب الوضع فيصبح الأقوى هو الأضعف ؟ يبيح له القانون الخيانة ثم يمنحه السيطرة على زوجته لحمايتها مما وقع هو فيه؟

هذا التناقض الصارخ أهو السبب فى الجدل اللانهائى حول مساواة المرأة بالرجل فى الدستور؟

يوافقون بالإجماع «دون الإخلال بأحكام الشريعة» على مساواة المرأة بالرجل فى الكد والعمل والإرهاق والإنفاق على الأسرة .

العلاج ليس تشريع تعدد الأزواج، مثل تعدد الزوجات، أو تقنين الفساد الأخلاقى للنساء مثل الرجال، العلاج الوحيد هو تشريع المساواة فى المسؤولية الأخلاقية للنساء والرجال، ليس فقط لتحقيق العدل، ولكن أيضا لعلاج الآفات الاجتماعية والأخلاقية الناتجة عن الخيانات الزوجية وتشريد الأطفال وأمهاتهم.

يضعون الحجاب على عيون النساء «والعدالة» معا ليضيع الحق والمنطق. فى أغلب بلاد العالم اليوم يعلمون مادة الفلسفة لأطفالهم بدلا من مادة الدين.

الفلسفة ليست هى تعاليم أفلاطون وأرسطو ونيتشه وغيرهم ممن ضيعوا البديهيات تحت اسم الفلسفة، كما ضيعت تعاليم القساوسة والشيوخ جوهر الأخلاق تحت اسم الدين.

الفلسفة هى تدريب الأطفال على احترام المنطق.

أى العدل.

فلا يمكن لطفل أن يمارس حقوقا أكثر من أخته تحت اسم الذكورة.

ولا يمكن لامرأة أن تقبل خيانة زوجها تحت اسم أمر الله.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مص دم الأطفال بالفم
- مصارعة الثيران وغياب الحقيقة
- ماذا يحدث للنساء تحت اسم الإسلام؟
- غياب العدالة فى المؤتمرات الدولية
- في ظلم اليمين واليسار للمرأة المصرية
- التبادل الفكرى مع القارئات والقراء
- الانتخابات الرئاسية الأمريكية والمرأة
- مسيرة الحركة النسائية المصرية
- التوازن بين مطالب الجسد والروح
- الهوس الدينى يواكب الهوس الرأسمالى
- حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم
- امرأة ليس لها رأس
- الدستور المأكول وقلادات النيل
- سقوط الأب ونزاهة القاضى
- اغضبى وثورى ولا تستكينى
- لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟
- نيوتن.. زويل.. باراك أوباما
- انطقوا الصدق فالتاريخ لن يرحمكم
- نساء ورجال نتاج الفساد
- البرادعى.. زويل.. المنقذ والتبعية


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - المساواة الدستورية فى المسؤولية الأخلاقية بين الجنسين