يوسف غنيم
(Abo Ghneim)
الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 02:34
المحور:
الادب والفن
عندما يصدح المكان بالغناء للوطن، وتردد حناجر الجمهور" هدي يا بحر هدي " مؤكدين ومعبرين عن الإيمان الراسخ بإمكانية تحقيق الأهداف الوطنية بتظافر جهود المخلصين من أبناء الوطن، نتيقن أن المشروع التحرري لم ولن يتوقف إلا بتحقيق الأهداف التي إنطلق من أجلها.
بالأمس كنا هناك على مدرجات مسرح الحكواتي، نستمع إلى الغناء الإجتماعي الذي يخاطب همومنا ويخرجنا من عالم الفنتازيا إلى رحم الواقع، جلسنا مع فرقة دوم على درجات باب العامود الشامخ نستمع إلى حركة الحياة التي لا تتوقف، أدركنا أن باب مدينتنا لن يغلق بوجهنا رغم العزل الذي يفرضه الإحتلال على القدس، شربنا القهوة السمراء، وبعضنا إرتشف رشفة واحدة من فنجانه المقدم على " تخت عربي " وبدأ بإستعادة الصور للحكايات التي لا تنتهي، كان وائل أبو سلعوم ينتقل بنا من بائع السوس إلى بائعة خضار تسربت عبر بوابات الأمل مع بعض الخضراوات لتبيعها في مدخل الباب، محاولة كسر الحصار عن القدس، وبضربة إيقاع واحدة تنقلب الدنيا نستمع لأصوات تظاهرة وطنية تتحدى جنود الإحتلال وتقمع بأيدي مرتزقة في القدس، تداخل الصور غريب، الوطن كان الحاضر والقدس كانت بداية الحكاية التي حملتنا إلى جنين و الناصرة و صفد.
أغاني إمام و أبو عرب، كلمات دوم الأربعة عشر " حاسس حالي بدي أغني يا أحاسيسي حلي عني، المغنى يعني حالة وحالتنا ما بتشبهني". التي كثفت كل شيء لم تبقِ لنا من خيار إلا الإنحياز إلى الأصوات المبدعة المهمشة نتاج إلتصاقها بقضايا الوطن وإنتمائها للطبقات المسحوقة التي ترفض المقايضة على الذاكرة والحلم الذي يجمعنا.
دوم هي ديمومة وبقاء الإيمان بإمكانيات التغيير في الواقع المتردي، هي نقطة وصل بين أبو عرب والشيخ إمام ومارسيل خليفة، هي تطوير لإمكانيات وطاقات شبابية، آمنت أن المبدعون كالأنبياء يعيشون الهم الإنساني ويبشرون بالخلاص ويموتوا فقراء، لا ثروة للمبدعين غير الرصيد الشعبي الذي يحملهم ويحمل إنتاجهم إلى الأجيال القادم.
من القدس إنطلقت دوم تحمل لنا بشائر الغد ومن القدس نقول لهم سنظل معكم إلى أبد الآباد نجدد عهد الأجداد بأننا باقون ولن نرحل.
#يوسف_غنيم (هاشتاغ)
Abo_Ghneim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟