أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محيي الدين غريب - الاتفاقية الكبرى














المزيد.....

الاتفاقية الكبرى


محيي الدين غريب
كاتب ومهندس

(Mohey Eldin Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 01:30
المحور: كتابات ساخرة
    


لأول مرة ومنذ مليارات السنين ظهر الصراع على منابع إمدادات إكسير الحياة. ولأول مرة ظهر بعض الخلاف بين الكبار حول الاتفاقية الكبرى وبعض التراجع بسبب الإخفاق فى تطويرها.
كان العمل على قدم وساق منذ مليار سنة ونصف لاكتشاف منابع جديدة لإكسير الحياة أو توليد المزيد منها ولكن دون جدوى.
كان المفترض أن تسرى هذه الاتفاقية حتى نهاية الحياة الشمسية عندما تحترق الشمس تماما بعد حوالى أربعة مليارات سنة. عندها ستختفى الحياة من على هذه المجرة باحتراق الأرض والكواكب جميعها لتنتقل الحياة إلى مجرة أخرى يعتمد فيها مصدر أو إكسير الحياة على الأشعة الحسية ، حيث يخلق فيها إنسان آخر متجرد من المادة ، أى إنسان روحى على أساس فكرة الروح فقط.
ولقد انقسم الكبار فيما بينهم بين أن تسرى الاتفاقية كما هى أو أن تتطور ، وذلك بأن تجرى تجربة مرحلية مشتركة يعيش فيها الإنسان المادة والإنسان الروحى فى نفس الوقت ، وحينها سيتبين ويتحدد كيفية تقسيم منابع إكسير الحياة.
عرض الفريق الذى يرجح فكرة تطويرالاتفاقية الكبرى الأسباب التى تساند هذه الفكرة. وكان فى مجملها أن الإنسان قد أخفق فى عدد من المعايير الأساسية وأصبح متأخرا فى الجدول الزمنى المحدد له.
فهو لم يستطع إستغلال أكثر من 17 % من القوة الدماغية المتاحة له ، ولايزال يفكر بمنطق العقل فقط دون ملكة وعى الضمير ، ولم يصل إلى قناعة بأن ضميره هو المرجع الوحيد النهائى ، ولم يتخلص من الفيروسات المسببة لكثير من الأمراض المستعصية.
أيضا أضاع الآلاف من السنين فى اعتقاده وتمسكه بالأديان والمعتقدات والروحانيات التى اخترعها هو ثم صدقها ، ولم يتخلص منها إلا بعد أن خاض العديد من الحروب الطاحنة وبعد أن اكتشف علميا أننا لانريده أن يعتمد علينا بل على ضميره.
أيضا لم يستطع أكتشاف صناعة المادة الحية حتى الآن لاستخدامها فى صيانة أعضاء جسمه وصناعة إنسان آخر.
وهى أسباب كثيرة مقلقة كانت بالقطع السبب الأساسى فى اخراج التجربة عن جدولها الزمنى المحدد.
بالاضافة إلى أن التجربة الإنسانية أصبحت مملة ، حيث كان من المتوقع لها أن تحدث تقدما ملموسا فى استغلال الفضاء والسفر عبرالزمن واكتشاف الأشعة الكونية والاستفادة منها.
أما الفريق المعارض لفكرة تطويرالاتفاقية الكبرى ، فيذكر الحاضريين بأهمية أستكمال التجربة الإنسانية حتى يتعرف على مواقع الخطأ ، كما أنه لاينكر أن الإنسان قد فاجأنا ببعض السلوكيات المختلفة بصرف النظر عن إيجابياتها أو سلبياتها.
سلوكيات مثل تطوير تذوقه للحب والجنس والجمال ، حيث أضاف الكثير من المفاهيم والمقاييس لها لم تكن فى حساباتنا. ونذكر جميعا إعجابنا بمقدرته الذاتية على تنمية حواس وملكات جديدة للحب والفن والموسيقى خاصة.
أيضا اكتشافه لبعض الأخطاء الخلقية فى الإنسان وفى بعض الكائنات الحية وما ترتب عليها من انحراف فى السلوكيات ، ولا أقصد تلك الأخطاء التى تعمدنا خلقها لإغناء التجربة ، ولكن أيضا أخطاء غابت عنا وعن فريق التصميم.
أما بالنسبة لتخوف بعض الكبار من استهلاك الإنسان للمزيد من إكسير الحياة ، فإننا نقترح توفير بعضها بتخفيضها بين بعض الكائنات الحية الأخرى مثل الكائنات المائية الأرضية فى أعماق البحار ، وبين الكائنات الموجية فى أعماق المجرات 3 و 7 ، وفى معامل التجارب فى المجرة 188.
حتى الآن لم ينتهى الجدل بين الكبار حول تجربة الإنسان ، ويبدو أنها ستحتل الأوليات فى الحقبة القادمة ما لم يفاجئنا الإنسان بشيئ مختلف عما تعودنا عليه وأكبر بكثير من مقدراته حتى ينقذ مستقبله ومستقبل البشرية من الزوال.



#محيي_الدين_غريب (هاشتاغ)       Mohey_Eldin_Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الأنبياء (1)
- الإسلام السياسى سيؤدى إلى خراب مصر!


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محيي الدين غريب - الاتفاقية الكبرى