أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرا دمبكجيان - أكتشافات البروفيسور هوفهانيس بيليكيان في مجال الدراسات الشكسبيرية / عشيقة شكسبير الأفريقية السوداء















المزيد.....


أكتشافات البروفيسور هوفهانيس بيليكيان في مجال الدراسات الشكسبيرية / عشيقة شكسبير الأفريقية السوداء


آرا دمبكجيان

الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


بقلم: الكاتبة أدوينا جارلس
ترجم البحث: آرا دمبكجيان
بعد الأكتشافات التي أعلنها البروفيسور بيليكيان و التي أسماها المتحجرات اللغوية مبرهناً أن أصل البشرية بدأ من المرتفعات الأرمنية في آناتوليا، أي الأناضول، (منطقة جبال آرارات)، و التي يمكن أن تُصبح أهم مادةٍ علمية في القرن الواحد و العشرين، يأتينا بأكتشافاته غير العادية عن ... عشيقة شكسبير الأفريقية السوداء – إذ يحدِّد بيليكيان هُوية ما تُعرف ب السيدة السمراء في القصائد القصيرة Sonnets.

يبدو أن البروفيسور قد وضع أصبعه على قضية تجديد الثقافة الأجتماعية العالمية، إذ أن الموضوع يتماشى مع رياح التغيير الجذرية في إعادة الفكر السليم الى الأدمغة التي ثَخنت و أصابها التحجر. و بمناسبة دعوة السيد شاهين رفعتفو، رئيس جمعية النقاش المفتوح في كلية بيركبيك Berkbeck College في جامعة لندن. و في أثناء المحاضرة التي ألقاها مؤخراً (8 حزيران/يونيو 2012)، أختار البروفيسور العنوان الرئيس لجريدة إفنينك ستاندرد عن دعوة أنكلترا الى نبذ العنصرية – لعنة كرة القدم الأوروبية ... و لم يعرف الكثيرون أن البروفيسور دقَّ مسماراً في نعش العنصرية العالمية، مبرهناً أن أعظم كاتب مسرحي بريطاني و عالمي، الشاعر شكسبير كان قد وقع في حّبِّ عبدة أفريقية سوداء و التي أُّجْبِرَتْ أن تعهرَ في مبغى ساوثوارك ساوث بانك Southwark South Bank ، القريبة من منطقة سكن شكسبير.

لن يتقبَّل الأنكليز هذه الحقيقة الى أنْ يختفي في يومٍ من الأيام (الحزب الوطني البريطاني) من النازيين الجدد و (عصبة الدفاع البريطانية) ... و في أثناء المحاضرة بدأ شخصٌ مسنٌ ذو شعرٍ أشيبٍ فضي اللون و تبدو عليه علائم الأحترام يُحْفي و يُضايق بأسئلته ذات مضمون تحدٍّي لموضزع المحاضرة. و لحسن الحظ، دعتهُ الحكمة أن ينصرف بسرعة لننعمَ بما تبقّى من محاضرة البروفيسور التي قُدِّرَ لها أن تحتل العناوين البارزة في الحياة اليومية.

بتفوِّقه على العظماء التقليديين من الباحثين في الشأن الشكسبيري، إيْ. كَيْ. جامبرز، كارولين سبرجيون، أريك بارتريج، سيويل (الذي دَرَّسَ البروفيسور في سنوات حداثته في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان)، شقَّ البروفيسور خنادق جديدة في علم اللغويات القديمة في الأدبيات الشكسبيرية مع نتائج مذهلة – و موثَّقة بالبراهين، أعطى بيليكيان تفسيراتٍ جديرة بعالم في قراءة نصوص القصائد القصيرة الموجَّهة من دون جدال الى العشيقة، بدءاّ بالقصيدة رقم 127، و التي تعتبر أُولى السلسلة المتعاقبة من القصائد التي تنتظمها فكرة العشيقة، حيث يقرأ السطر الأول للشاعر الملحمي:

منذُ القدم كان الأسود لا يعتبر جميلاً [سطر 1]
فيطلق موضوع الجمال الأسود – إذ كُنّا نظن إنه بدأ مع صحوة السود في أمريكا، و لكن الشاعر الملحمي كان هناك قبل نصف ألْفيةٍ مضت ...

و الآن هي الوريثة المتعاقبة للجمال الأسود [ سطر 3]

وهو يناقش أن السوداء ذات العيون السوداء

... عينا عشيقتي غُدافيتان سحماوتان [سطر 9]

هي الشقراء الجديدة ذات العيون الزرق ... (الأنموذج الأنكليزي و من الفايكنك في العصور الوسطى).

و ماذا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً من لون بشرة العشيقة

يحتل السواد المكان السامي في حُكمي [رقم 131، سطر 12]

.......... خيوطٌ سوداء تنمو على رأسها [رقم 130، سطر 4]

سيتعرَّف أي أفريقي السطر في أعلاه كوصف لشعره هو ... و أخيراً، أستهدف بيليكيان واحدة من أقوى الجيشانات العاطفية كحّجَّةٍ دامغة عن هُوية العشيقة الأفريقية السوداء مُستَدِلاً بالسطرِ الأخير من القصيدة رقم 147؛

مَن التي تكون سوداءاً كالجحيمِ و معتمة كعتمة الليل.

يصوغ البروفيسور بيليكيان كلماتِهِ: "يصرخ شكسبير عبر القرون أن المرأة التي أحبَّها حُبّاً مشبوب العاطفة لم يكن لون بشرتها سماراً خفيفاً أو نبيلة جنوبية بلون الزيتون ... كما غطّى عيونهم أولئك العنصريون الأغبياء بغمامتين لئلا يرون الحقيقة، بل أنها كانت أفريقية – سوداء كظلام الليل ... و لن تجد أسوداداً أكثر من ظلام الليل نفسه!"

و يركِّز شكسبير في الوقت نفسهِ الواقع "الجنسي" حيث أن عيني عشيقته مليئتان دوماً بالدموع – "تشبهان أهل الحداد" (127، سطر 10)، و مرة أخرى في السطر الأول من المزدوج الشعري الأخير (سطر 13)

... تندبان، من تفجّعهما

لقد أساءَ الفهم كل المعلّقين من دون تمييز هذه الأسطر و بصورة ظاهرية و سطحية حقيقة الدموع التي أُريقت من أجل ... حُبِّ شكسبير. بينما أكَّدَ البروفيسور بيليكيان، و من دون أدنى شك، بأنها دموع جارية أفريقية مشوقة للعودة الى الوطن و الأسرة، تُغتًصب يومياً و باستمرار كعاهرة في مبغى في ساوثوارك. كانت منطقة ساوث بانك اللندنية حيّاً للمواخير و مليئة بدور الدعارة تحت إشراف (رئيسات الدير اللاتي يديرن أديرة الراهبات) و هذا كنوع من لطف التعبير عن شيء بغيض لقوادات المبغى في العصر الأليزابيثي. و كان أسقف وينجستر من أحد كبار المتاجرين باللحم البشري و سمساراً للعاهرات ... و كانت عاهرات منطقة ساوثوارك يدعّون وزّات وينجستر... و ليس عجيباً أن تقع بريطانيا تحت طائلة حرب أهلية و يُجْبَر كرومويل أن يأتي الى الحكم لمدة معينة.

يعتبر البروفيسور بيليكيان، و بصورة بعيدة عن الشك و أعتماداً على واقعة تاريخية، أول عالم يكتشف واقع العبودية مذكور بصورة واضحة في القصيدة رقم 133 لشكسبير

هل يجب أن يكون صديقي الأحلى عبداً للعبودية؟ [ سطر 4]

يتطرَّقُ شكسبير الى حقيقة كون صديقه الأحلى قد أرتبط بعاطفة شهوانية مع الأمرأة المستعبدة لدرجة من شدة الوله بحيث يُصبح عبداً للمستعبَدة ...

تعتبر مسألة إنجذاب شكسبير نحو الشعوب من ذوي البشرة الداكنة، و لمختلف درجات السواد، حقلاً جديداً في نقدِ شكسبير و دليلاً على العنصرية المتفشية حيث يرغب البروفيسور بيليكيان على القضاء عليه.

"يعتبر عطيل ذو البشرة السوداء أنبل إنسان في قانون شكسبير عامة – فهو إنسان عديم الأخطاء، و من دون خطايا و ذنوب، كأنما هو يسوع المسيح الأسود اللون!" يؤكِّد بيليكيان هذا الشيء، و يضيف بثقة، "لديك شخصية أكثر هزلية مع دفءٍ إنساني في أمير مراكش (في تاجر البندقية) تأتي بشرف من ... أفريقيا!"

و نَوَّهَ البريفيسور بيليكيان أنه بحلول نهاية القرن السادس عشر أنتدب الأشراف الأنكليز عادة أقتناء أثنين من العبيد في دورهم – و كانت السيدة رالي زوجة السير والتر رالي، أحد مفكري العهد الأليزابيثي، من أُولى من أقتنت العبيد. و كان من عادة النسوة المحيطة بالملكة أليزابيث الأولى أنْ تتنكَّرْنَ بهيئة نساء سوداوات، عن طريق الأقنعة و غيرها، للإيحاء بالإثارة الجنسية كالنساء الأفريقيات.

أشَّرَ البروفيسور بيليكيان أن شكسبير بحذقِهِ "و بمهارته كشاعر عظيم يُرمزُ اليه وحده بالبنان في عالم الأدب "أنْ يُتقِن أستعارة الجملة مجازا ًفي القصيدة التالية (رقم 134). و يبيِّن أن لا صديقه و لا هو نفسه قادران أن يكونان "أحراراً" من عبوديتيهما المنفعلة للعشيقة المستعبِدة.

... سوف لن يكون حراً (سطر 5]
... و أنا لستُ بعد حراً [السطر الأخير، 14]
سأكون عبداً و تابعاً شقياً لقلبكِ الفخور (القصيدة 141، سطر 12]

(و حسب كلمات البروفيسور بيليكيان "فإن شكسبير قد عَزَّزَ رأيَهُ كشاعر لعبد يُنظر اليه كتابع، و شقي حقير أستوحش بكآبة." و أنا أراقب الحضور رأيت عددا من الأصدقاء قد فغروا أفواههم و معجبون باكتشافات البروفيسور و تعريفاته الغنية.

في الوقت نفسه، أتمنى أن يُسرع البروفيسور بيليكيان الى نشر كتاب عن أكتشافاته الدقيقة و المبنية على الواقع و فك الرموز القديمة.

أودُّ أن أُنهي تقريري الموجز بإعلام القراء عن أكثر الإبداعات الجذرية، و تفسير البروفيسور بيليكيان عن الرقم 128 الأكثر شهرة، وهو الرقم الذي أُسيء فهمه من قبل العالم أجمع كدليل على تمجيد شكسبير للمهارات غير الأعتيادية لسيدته السوداء على اللعب على الآلآت الموسيقية ... و هو موضوع مضحك و سخري، حسب البروفيسور، للإتقان المذهل لشكسبير في الموسيقى الشعرية.

هناك عدد من الأوصاف المضحكة و الغريبة من قبل كُتّابٍ متميزين يتخيَّلون المشاهد الرومانسية لشكسبير واقفاً مع سيدته الأرستقراطية ذات البشرة الداكنة (النمط الأسباني ...) و يراقبها بنظرات ملؤها الحب تلعب بمهارة على القيثارة ...

و أولى ملاحظاته التي أبداها البروفيسور بيليكيان هي ... عدم وجود أي قيثارة مذكورة أو مرسومة أو منوَّه اليها مجازاً أو بالأستعارة في الموضوع ... فقط عبارة "الخشبة المباركة" [سطر 2] مع أوتار خشنة "كالسلك" (منوِّهاً الى أسلاك-الشعر في أعلاه) التي تُصدر صوتاً متنافر النغمات و يكدر السمع على اذان شكسبير ... على أن لا ننسى أن شكسبير كان يملك أذناً موسيقية ممتازة.

تناغم الأسلاك الذي تربكها و تدحضها أُذُني [سطر 4]

ثم يشرح شكسبير بشهوة جنسية عنيفة (التي حَيَّرَت الدارسين بالتأكيد) المسامير الخشبية المنبثقة من الآلة الوترية لربط الأسلاك بها، و هذه غير متواجدة على قيثارة أبتدائية!!!

هل أحسد تلك القطع الخشبية وثباتها النشطة
لِتُقَبِّلَ باطنَ يدِك [ السطران 6-5]

يُشير البروفيسور بيليكيان، و هو محقٌّ في هذه الإشارة، بأن هناك يداً واحدة مفردة (و الثانية تمسك بالآلة الموسيقية) المعنية تنقر على المسامير الخشبية للآلة ... مصوِّراً أمرأة لا تعرف العزف على تلك الآلة، و تنقر بشدة براحة يدها على المسامير الخشبية ... كما لو كانت طبلة أفريقية ...

تتواجد الحياة و الروح في الموسيقى الأفريقية في قرع الطبول مع الإيقاع و التواتر، و ليست كألحان ذات إيقاع حسن كما في الموسيقى الأوروبية التقليدية ... و من الممكن أن هذه المرأة الحزينة ، حسب تصوّرها، "تتكلم" مع نقر الطبل.
تجعل من قطعة الخشبة الميتة أكثر مباركة من الشفاه الحيّة [سطر 12]

و تصرخ (عيناها السوداوتان كلون الغراب) طالبة المساعدة (من القرى القريبة من نهر الثايمز) إنقاذها من ذلك الجحيم الذي رُمِيَتْ فيه ... يعتبر هذا المقطع أحلى وصفٍ، بل أكثره حزناً، في الأدب العالمي في وصف عبدٍ مسجونٍ في قفص!

يعتبر هذا التفسير الصحيح المؤكد لقصيدة شكسبير القصيرة (128) بالذات إفرازاً لجيشان نبوغ بيليكيان.

أعتقد أن شكسبير قد ألتقى نظيره الأرمني و من المحتمل أنه يرقص الآن في قبره من الفرح.

---------------------------

أعدَّ السيد جاد مانيان، محاضر جامعي في الأقتصاد، شريطاً حمَّلَهُ على الويب

http://www.youtube.com/watch?v=FXCsyPVdYAk&feature=relmfu

http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=K4kM2xHdstY
بعد الأكتشافات التي أعلنها البروفيسور بيليكيان و التي أسماها المتحجرات اللغوية مبرهناً أن أصل البشرية بدأ من المرتفعات الأرمنية في آناتوليا، أي الأناضول، (منطقة جبال آرارات)، و التي يمكن أن تُصبح أهم مادةٍ علمية في القرن الواحد و العشرين، يأتينا بأكتشافاته غير العادية عن ... عشيقة شكسبير الأفريقية السوداء – إذ يحدِّد بيليكيان هُوية ما تُعرف ب السيدة السمراء في القصائد القصيرة Sonnets.

يبدو أن البروفيسور قد وضع أصبعه على قضية تجديد الثقافة الأجتماعية العالمية، إذ أن الموضوع يتماشى مع رياح التغيير الجذرية في إعادة الفكر السليم الى الأدمغة التي ثَخنت و أصابها التحجر. و بمناسبة دعوة السيد شاهين رفعتفو، رئيس جمعية النقاش المفتوح في كلية بيركبيك Berkbeck College في جامعة لندن. و في أثناء المحاضرة التي ألقاها مؤخراً (8 حزيران/يونيو 2012)، أختار البروفيسور العنوان الرئيس لجريدة إفنينك ستاندرد عن دعوة أنكلترا الى نبذ العنصرية – لعنة كرة القدم الأوروبية ... و لم يعرف الكثيرون أن البروفيسور دقَّ مسماراً في نعش العنصرية العالمية، مبرهناً أن أعظم كاتب مسرحي بريطاني و عالمي، الشاعر شكسبير كان قد وقع في حّبِّ عبدة أفريقية سوداء و التي أُّجْبِرَتْ أن تعهرَ في مبغى ساوثوارك ساوث بانك Southwark South Bank ، القريبة من منطقة سكن شكسبير.

لن يتقبَّل الأنكليز هذه الحقيقة الى أنْ يختفي في يومٍ من الأيام (الحزب الوطني البريطاني) من النازيين الجدد و (عصبة الدفاع البريطانية) ... و في أثناء المحاضرة بدأ شخصٌ مسنٌ ذو شعرٍ أشيبٍ فضي اللون و تبدو عليه علائم الأحترام يُحْفي و يُضايق بأسئلته ذات مضمون تحدٍّي لموضزع المحاضرة. و لحسن الحظ، دعتهُ الحكمة أن ينصرف بسرعة لننعمَ بما تبقّى من محاضرة البروفيسور التي قُدِّرَ لها أن تحتل العناوين البارزة في الحياة اليومية.

بتفوِّقه على العظماء التقليديين من الباحثين في الشأن الشكسبيري، إيْ. كَيْ. جامبرز، كارولين سبرجيون، أريك بارتريج، سيويل (الذي دَرَّسَ البروفيسور في سنوات حداثته في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان)، شقَّ البروفيسور خنادق جديدة في علم اللغويات القديمة في الأدبيات الشكسبيرية مع نتائج مذهلة – و موثَّقة بالبراهين، أعطى بيليكيان تفسيراتٍ جديرة بعالم في قراءة نصوص القصائد القصيرة الموجَّهة من دون جدال الى العشيقة، بدءاّ بالقصيدة رقم 127، و التي تعتبر أُولى السلسلة المتعاقبة من القصائد التي تنتظمها فكرة العشيقة، حيث يقرأ السطر الأول للشاعر الملحمي:

منذُ القدم كان الأسود لا يعتبر جميلاً [سطر 1]
فيطلق موضوع الجمال الأسود – إذ كُنّا نظن إنه بدأ مع صحوة السود في أمريكا، و لكن الشاعر الملحمي كان هناك قبل نصف ألْفيةٍ مضت ...

و الآن هي الوريثة المتعاقبة للجمال الأسود [ سطر 3]

وهو يناقش أن السوداء ذات العيون السوداء

... عينا عشيقتي غُدافيتان سحماوتان [سطر 9]

هي الشقراء الجديدة ذات العيون الزرق ... (الأنموذج الأنكليزي و من الفايكنك في العصور الوسطى).

و ماذا يمكن أن يكون أكثر وضوحاً من لون بشرة العشيقة

يحتل السواد المكان السامي في حُكمي [رقم 131، سطر 12]

.......... خيوطٌ سوداء تنمو على رأسها [رقم 130، سطر 4]

سيتعرَّف أي أفريقي السطر في أعلاه كوصف لشعره هو ... و أخيراً، أستهدف بيليكيان واحدة من أقوى الجيشانات العاطفية كحّجَّةٍ دامغة عن هُوية العشيقة الأفريقية السوداء مُستَدِلاً بالسطرِ الأخير من القصيدة رقم 147؛

مَن التي تكون سوداءاً كالجحيمِ و معتمة كعتمة الليل.

يصوغ البروفيسور بيليكيان كلماتِهِ: "يصرخ شكسبير عبر القرون أن المرأة التي أحبَّها حُبّاً مشبوب العاطفة لم يكن لون بشرتها سماراً خفيفاً أو نبيلة جنوبية بلون الزيتون ... كما غطّى عيونهم أولئك العنصريون الأغبياء بغمامتين لئلا يرون الحقيقة، بل أنها كانت أفريقية – سوداء كظلام الليل ... و لن تجد أسوداداً أكثر من ظلام الليل نفسه!"

و يركِّز شكسبير في الوقت نفسهِ الواقع "الجنسي" حيث أن عيني عشيقته مليئتان دوماً بالدموع – "تشبهان أهل الحداد" (127، سطر 10)، و مرة أخرى في السطر الأول من المزدوج الشعري الأخير (سطر 13)

... تندبان، من تفجّعهما

لقد أساءَ الفهم كل المعلّقين من دون تمييز هذه الأسطر و بصورة ظاهرية و سطحية حقيقة الدموع التي أُريقت من أجل ... حُبِّ شكسبير. بينما أكَّدَ البروفيسور بيليكيان، و من دون أدنى شك، بأنها دموع جارية أفريقية مشوقة للعودة الى الوطن و الأسرة، تُغتًصب يومياً و باستمرار كعاهرة في مبغى في ساوثوارك. كانت منطقة ساوث بانك اللندنية حيّاً للمواخير و مليئة بدور الدعارة تحت إشراف (رئيسات الدير اللاتي يديرن أديرة الراهبات) و هذا كنوع من لطف التعبير عن شيء بغيض لقوادات المبغى في العصر الأليزابيثي. و كان أسقف وينجستر من أحد كبار المتاجرين باللحم البشري و سمساراً للعاهرات ... و كانت عاهرات منطقة ساوثوارك يدعّون وزّات وينجستر... و ليس عجيباً أن تقع بريطانيا تحت طائلة حرب أهلية و يُجْبَر كرومويل أن يأتي الى الحكم لمدة معينة.

يعتبر البروفيسور بيليكيان، و بصورة بعيدة عن الشك و أعتماداً على واقعة تاريخية، أول عالم يكتشف واقع العبودية مذكور بصورة واضحة في القصيدة رقم 133 لشكسبير

هل يجب أن يكون صديقي الأحلى عبداً للعبودية؟ [ سطر 4]

يتطرَّقُ شكسبير الى حقيقة كون صديقه الأحلى قد أرتبط بعاطفة شهوانية مع الأمرأة المستعبدة لدرجة من شدة الوله بحيث يُصبح عبداً للمستعبَدة ...

تعتبر مسألة إنجذاب شكسبير نحو الشعوب من ذوي البشرة الداكنة، و لمختلف درجات السواد، حقلاً جديداً في نقدِ شكسبير و دليلاً على العنصرية المتفشية حيث يرغب البروفيسور بيليكيان على القضاء عليه.

"يعتبر عطيل ذو البشرة السوداء أنبل إنسان في قانون شكسبير عامة – فهو إنسان عديم الأخطاء، و من دون خطايا و ذنوب، كأنما هو يسوع المسيح الأسود اللون!" يؤكِّد بيليكيان هذا الشيء، و يضيف بثقة، "لديك شخصية أكثر هزلية مع دفءٍ إنساني في أمير مراكش (في تاجر البندقية) تأتي بشرف من ... أفريقيا!"

و نَوَّهَ البريفيسور بيليكيان أنه بحلول نهاية القرن السادس عشر أنتدب الأشراف الأنكليز عادة أقتناء أثنين من العبيد في دورهم – و كانت السيدة رالي زوجة السير والتر رالي، أحد مفكري العهد الأليزابيثي، من أُولى من أقتنت العبيد. و كان من عادة النسوة المحيطة بالملكة أليزابيث الأولى أنْ تتنكَّرْنَ بهيئة نساء سوداوات، عن طريق الأقنعة و غيرها، للإيحاء بالإثارة الجنسية كالنساء الأفريقيات.

أشَّرَ البروفيسور بيليكيان أن شكسبير بحذقِهِ "و بمهارته كشاعر عظيم يُرمزُ اليه وحده بالبنان في عالم الأدب "أنْ يُتقِن أستعارة الجملة مجازا ًفي القصيدة التالية (رقم 134). و يبيِّن أن لا صديقه و لا هو نفسه قادران أن يكونان "أحراراً" من عبوديتيهما المنفعلة للعشيقة المستعبِدة.

... سوف لن يكون حراً (سطر 5]
... و أنا لستُ بعد حراً [السطر الأخير، 14]
سأكون عبداً و تابعاً شقياً لقلبكِ الفخور (القصيدة 141، سطر 12]

(و حسب كلمات البروفيسور بيليكيان "فإن شكسبير قد عَزَّزَ رأيَهُ كشاعر لعبد يُنظر اليه كتابع، و شقي حقير أستوحش بكآبة." و أنا أراقب الحضور رأيت عددا من الأصدقاء قد فغروا أفواههم و معجبون باكتشافات البروفيسور و تعريفاته الغنية.

في الوقت نفسه، أتمنى أن يُسرع البروفيسور بيليكيان الى نشر كتاب عن أكتشافاته الدقيقة و المبنية على الواقع و فك الرموز القديمة.

أودُّ أن أُنهي تقريري الموجز بإعلام القراء عن أكثر الإبداعات الجذرية، و تفسير البروفيسور بيليكيان عن الرقم 128 الأكثر شهرة، وهو الرقم الذي أُسيء فهمه من قبل العالم أجمع كدليل على تمجيد شكسبير للمهارات غير الأعتيادية لسيدته السوداء على اللعب على الآلآت الموسيقية ... و هو موضوع مضحك و سخري، حسب البروفيسور، للإتقان المذهل لشكسبير في الموسيقى الشعرية.

هناك عدد من الأوصاف المضحكة و الغريبة من قبل كُتّابٍ متميزين يتخيَّلون المشاهد الرومانسية لشكسبير واقفاً مع سيدته الأرستقراطية ذات البشرة الداكنة (النمط الأسباني ...) و يراقبها بنظرات ملؤها الحب تلعب بمهارة على القيثارة ...

و أولى ملاحظاته التي أبداها البروفيسور بيليكيان هي ... عدم وجود أي قيثارة مذكورة أو مرسومة أو منوَّه اليها مجازاً أو بالأستعارة في الموضوع ... فقط عبارة "الخشبة المباركة" [سطر 2] مع أوتار خشنة "كالسلك" (منوِّهاً الى أسلاك-الشعر في أعلاه) التي تُصدر صوتاً متنافر النغمات و يكدر السمع على اذان شكسبير ... على أن لا ننسى أن شكسبير كان يملك أذناً موسيقية ممتازة.

تناغم الأسلاك الذي تربكها و تدحضها أُذُني [سطر 4]

ثم يشرح شكسبير بشهوة جنسية عنيفة (التي حَيَّرَت الدارسين بالتأكيد) المسامير الخشبية المنبثقة من الآلة الوترية لربط الأسلاك بها، و هذه غير متواجدة على قيثارة أبتدائية!!!

هل أحسد تلك القطع الخشبية وثباتها النشطة
لِتُقَبِّلَ باطنَ يدِك [ السطران 6-5]

يُشير البروفيسور بيليكيان، و هو محقٌّ في هذه الإشارة، بأن هناك يداً واحدة مفردة (و الثانية تمسك بالآلة الموسيقية) المعنية تنقر على المسامير الخشبية للآلة ... مصوِّراً أمرأة لا تعرف العزف على تلك الآلة، و تنقر بشدة براحة يدها على المسامير الخشبية ... كما لو كانت طبلة أفريقية ...

تتواجد الحياة و الروح في الموسيقى الأفريقية في قرع الطبول مع الإيقاع و التواتر، و ليست كألحان ذات إيقاع حسن كما في الموسيقى الأوروبية التقليدية ... و من الممكن أن هذه المرأة الحزينة ، حسب تصوّرها، "تتكلم" مع نقر الطبل.
تجعل من قطعة الخشبة الميتة أكثر مباركة من الشفاه الحيّة [سطر 12]

و تصرخ (عيناها السوداوتان كلون الغراب) طالبة المساعدة (من القرى القريبة من نهر الثايمز) إنقاذها من ذلك الجحيم الذي رُمِيَتْ فيه ... يعتبر هذا المقطع أحلى وصفٍ، بل أكثره حزناً، في الأدب العالمي في وصف عبدٍ مسجونٍ في قفص!

يعتبر هذا التفسير الصحيح المؤكد لقصيدة شكسبير القصيرة (128) بالذات إفرازاً لجيشان نبوغ بيليكيان.

أعتقد أن شكسبير قد ألتقى نظيره الأرمني و من المحتمل أنه يرقص الآن في قبره من الفرح.

---------------------------

أعدَّ السيد جاد مانيان، محاضر جامعي في الأقتصاد، شريطاً حمَّلَهُ على الويب

http://www.youtube.com/watch?v=FXCsyPVdYAk&feature=relmfu

http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=K4kM2xHdstY



#آرا_دمبكجيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الأرمني و الحضارة الأرمنية
- الأسرار المحفوظة في أحفورة لغوية
- تحالفات الأضداد
- إتفاقية سايكس-بيكو أيار 1916
- مصلحة أمريكا في صيانة أمن الخليج العربي
- شيء من التاريخ عن العلاقات العربية-التركية
- المسؤولية الأخلاقية في شحة مياه الأنهر العراقية
- بروتوكولات حكماء الأناضول


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرا دمبكجيان - أكتشافات البروفيسور هوفهانيس بيليكيان في مجال الدراسات الشكسبيرية / عشيقة شكسبير الأفريقية السوداء