أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ياسمين مجدي تكتب...في الديوان الفائز بجائزة كتاب اليوم : الذاكرة تكشف الحواس














المزيد.....

ياسمين مجدي تكتب...في الديوان الفائز بجائزة كتاب اليوم : الذاكرة تكشف الحواس


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


ياسمين مجدي تكتب...في الديوان الفائز بجائزة كتاب اليوم :الذاكرة تكشف الحواس

أحدهم حاضر دائمًا ، ”يطل على الحواس“، ويراقب ما تفعله كل حاسة .. يسجل حركتها، وتفاصيلها، ثم يبوح به في النهاية..
هذا الآخر هو الذاكرة التي تتجلى بشدة في ديوان ”يطل على الحواس“ للشاعر المصري مؤمن سمير، وهو الديوان الفائز بالمركز الأول في مسابقة كتاب اليوم الأدبية في دورتها لعام 2010.

تتجلى الذاكرة في ديوان ”يطل على الحواس“ بوصفها بوابة للعالم، يتعرف الشاعر من خلالها على كل ما حوله، أو يعيد تصنيف الذاكرة نفسها في أوقات أخرى. فتحضر كل مفردات الحياة في النصوص على إنها مفردات الذاكرة، وتتحول حتى الأشياء المعنوية إلى أشياء مادية: ” تأخذ الحب من يديه/ وتملأ به مخدتها/ وتنام“. كما يعيد الديوان تشكيل صور تعود للذاكرة الجمعية، وربما لا يكون قد أطلع عليها بذاكرته الشخصية أصلاً، مثل نص ”محمد “ : ”في الصورة الباهتة/ أو في ردائك الصحراوي / سنحاذي اتساعك/ باسمين“.يصيغ كل هذه التفاصيل مستخدمًا القصيدة القائمة على الحدوتة.

للذاكرة حالات:
يفتتح مؤمن سمير ديوانه بسكب ذاكرته عن آخرها أمام القارئ في قصيدة أولى بعنوان ”الفائز باللذة“، يطرح فيها كل ما تحمله الذاكرة المخزونة من مشاهد وكلمات وضحك
ووحدة ، ثم كيف دفعت الريح كل ذلك ودلقت ذاكرته، ليتعلم البطل منذ تلك اللحظة أن يفعل ذلك بنفسه، ويتخلص من الأشياء المتراكمة في ذاكرته بنفسه، وحين يفعل ذلك يعترف:
”عدتُ إلىَّ
خفيفًا
رجلاً يلوِّح بقلبه
ويحتفظ لنفسه
بمرآة صافية للأعياد“
تصبح بذلك الحالة الأولى للذاكرة هو التخفف مما يثقلها بهدف التحرر، أما الحالة الثانية وهي المعاكسة تمامًا، يؤكد فيها الشاعر على قدرة الذاكرة على حفظ الأشياء بطريقة تمنح أصحابها مناعة ضد الخوف من كلما اعتادوا الخوف منه ، فيتخلصون بذلك من مخاوفهم، مثل فتاة ستبكي بعد رؤية الثعبان ، ثم لن تبكي بعد هذا اليوم، لأنها تخلصت من
خوفها ، حين رسمت الثعبان ”في ذاكرتها /ذاكرتها صديقتها الوحيدة“.
الحالة الثالثة أن نعيد عبر الذاكرة إنتاج المفردات وتحقيق أمنيات تبدو مستحيلة في الواقع، كرجل يتمني حينما يكون جثة أن يصبوا عليه الماء لربما تنبت الزهور..لتمثل الزهور بذلك هي الأخرى أحد العناصر الرئيسية في الديوان ، بوصفها رفيق ،أو بديل جميل لكل الأشياء المحزنة التي يعيشها الأبطال أو تحملها ذاكرتهم ، فبطل إحدى القصائد سيتزوج امرأة لا تحب الورد ، وعندما تتركه ويتزوج أخرى سيكرر أحلامه:
”وحكى لها عن المدن والقباب
والموسيقى التي يراها
وبصداقته الوحيدة بالزهور“
وثمة رجال آخرين يحيكوا علاقتهم الخاصة بالورد.. ففي أحد النصوص يحلم البطل أن تنبت الورود من جسده ، وفي نص
آخر يقبل أن يتقاضى ”وردًا غاليًا لقاء أشياء بسيطة“.

الذاكرة والذكرى:
حالة أخرى للذاكرة في ديوان مؤمن سمير وهو أنها تكشف أسرارها أمام من تحبه،فإذا باح أحدهم لك بأشياء من خبايا ذاكرته ، فإنه بذلك يعترف لك بالحب. ولأن شخصيات الديوان تدرك جيدًا قيمة الذاكرة ، فهم ممتلئون طوال الوقت بمخاوف انتهاء الحياة بلا جائزة ولا ذكرى:
”لن أحوز إلا ميدالية
يهتم الأولاد بتلميعها
بين الحين والحين“
حتى النار تعلق أملاً على أن تترك ذكرى خلفها:
”النار تغادرنا
وتترك أولادها
للذكرى
لا للتشفي“.

في هذه المساحة الوسيطة ، بين الذاكرة كرمز للحياة والذكرى كرمز للموت ، يبرز عنصر الصمت في الديوان ، فتتذوق شخوص الديوان الصمت وتستمتع به. يؤخذ على بعض نصوص مؤمن سمير في ديوان ”يطل على الحواس“
الإغراق في قضايا واقعية ، قللت من شعرية النص ، مثل قصيدة ”بائعة الابتسامات“، التي تحكي عن امرأة وابنتها تحت الغطاء الممزق. كما يؤخذ على ديوانه أنه بينما يعترف بالذاكرة البشرية وقدرتها الكبرى على التشكيل والإخفاء والإفصاح ، فإنه يتحدث في أحد الأبيات عن قصور الذاكرة الإلهية فيقول سمير في أحد المقاطع : ”ستظل تنفع مع الطيبين/ الذي نسيهم الله في الفضاء “.. وهذا تناقض واضح بالديوان الذي أعلى من الذاكرة البشرية إعلاءً لم يمنحه للذاكرة الإلهية الجلية والأصيلة والكبرى والتي تتنزه عن أي قصور.



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د/ ياسر الباشا يكتب عن الشاعرين مؤمن سمير ومحمد فؤاد محمد : ...
- أحمد عزت مدني يكتب : قراءة تأويلية في ديوان - يطل على الحواس ...
- - يَفوتُ على التَلِّ.. ويُرَنِّمُ للغابات..- شعر/ مؤمن سمير
- - على الدوام ، بلا خبز ولا نبيذ -
- * نفوت على بيت المجنون * شعر / مؤمن سمير
- * السِكّيرونَ في فرشتهم العريضة * شعر / مؤمن سمير
- جسارة الجنون وجماله .. في ديوان - كان لازم نرقصها سوا - لمدح ...
- - الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. ...
- - خيانتان - شعر : مؤمن سمير
- مونودراما ( بقع الخلاص) بقلم / مؤمن سمير
- - وهكذا . يقتفونَ أَثَرَنَا - شعر : مؤمن سمير
- عاطف محمد عبد المجيد يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن س ...
- ( بروفيل ) لمؤمن سمير: بقلم د/ أشرف عطية هاشم
- بهاء جاهين يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن سمير : روح ...
- قصيدة - مؤمن سمير - شعر/ منى كريم – الكويت
- د/ أماني فؤاد تكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - للشاعر / مؤمن ...
- خالد محمد الصاوي يكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير : ...
- قصيدة - بوابتان - شعر : مؤمن سمير
- ديوان - السريون القدماء - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - ممرعميان الحروب - شعر / مؤمن سمير


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - ياسمين مجدي تكتب...في الديوان الفائز بجائزة كتاب اليوم : الذاكرة تكشف الحواس