أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟














المزيد.....

عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 21:44
المحور: كتابات ساخرة
    


..
..ها أنت تهمّ بدخول معرض الكتاب و في قلبك لهفة على التحديق بسوق الأرواح المحمومة بتخليد الكلمات ..حذار لا تدخل مباشرة الى بهو المعرض ..عليك أن تتوقّف قليلا في مدخله ..حيث تعترضك سوق سلفية تبيع سوائل عجيبة ..ماذا يخبّؤون في تلك الزجاجات المنتصبة في شكل ألوان صفراء باهتة لعصور مات سكّانها و لم يبق منهم غير روائح الندى القديم ؟ ماذا يخبّؤون في تلك السوائل ؟ زجاجات للملتوف أو زجاجات لعطر اسلامي لنساء رحلوا الى الأبد ..جاؤوا بزجاجاتهم الشرعية يهدّدون نوعا آخر من الزجاجات غير الشرعية ..كلّ و زجاجاته ..وكلّ و سوائله المدنية .. انّها طاولة طويلة تتناثر على خشبها الأصمّ مبيعات غريبة للتعطّر و للتستّر و للتسلل و للتغلغل في القلوب الفارغة ..
و الكتاب ينتظرهم في سخرية ..أصحاب الزجاجات الخمرية يتدافعون نحو الكتب الحداثية و الروايات العالمية ..و أصحاب الزجاجات السلفية يتهافتون على كتب الفقه و العلوم الشرعية ..و تلك هي الديمقراطية ..لقد كان على معرض الكتاب أن يضمّ بين جدرانه كل الفئات السياسية و كل الخصومات الحزبية في نوع من السخرية الكلبية ..
جلابيب طويلة و لحيات كثيفة القامة و ملفوفات في السواد يذهبن و يجئن أفواجا أفواجا ..كانوا يتردّدون اناثا و ذكورا على قاعة الصلاة التي كانت تحاذي قاعة المحاضرات ..هل كانت محض صدفة هذا التجاور بين قاعة الصلاة السلفية و قاعة المحاضرات العلمانية أم أنّ ذلك من باب السياسة الوفاقية و العدالة الانتقالية ؟حركة غريبة و رواح ومجيء دائم كأنّهم في دائرة مغلقة من دخلها لا يخرج منها الاّ سائلا قابلا للانفجار أو زجاجة غازية فقدت شكلها الأصلي ..
كنت أرمقهم حيثما مرّوا من نفس الطريق الذي كنت أسير فيه بين رفوف الكتب و ديار النشر المختلفة ..لم أكن أبحث عن أيّ كتاب محدّد و لا عن أيّ موعد سابق و لا عن أيّ أحد ..كنت أتسلى برؤيتهم يمرّون في كل الاتجاهات ..أحيانا أغيّر اتجاهي بحسب اتجاههم ..كانوا مجتمعا خاصّا جدّا ..يريدون لأنفسهم أن يكونوا جماعة مغلقة ..ينظرون الي الآخرين الواقفين حذوهم في المشرب أو بين الكتب نظرة السكّان الشرعيين لهذه الملّة في مقابل أهل الذمّة ..و فجأة تشعر أنّك صرت من الذمّيين ..فلا أنت بمواطن و لا هذا بمجتمع مدني و لا تلك دولة و لا هاته ثورة ..
و فجأة ينتابك الاحساس بأنّ حسن هذا أو صالح ذاك الذي بجانبه أو فاطمة التي اجتازت العام الماضي امتحان البكالوريا ..هؤلاء الذين كانوا قبل عام فقط أبناء حومتي ..لم تعد تربطني بهم أيّة علاقة ..لقد أصبح كل منّا ينتمي الى بلاد أخرى .. ينظرون اليّ كأنّي من بلاد الروم ..و أرى في عيونهم الخوف و الرعب و الشراسة ..أشعر أنّهم سقطوا فعلا في زمان آخر و أنّهم أخطؤوا الطريق الى أنفسهم ..هؤلاء كلّهم يتهافتون على زجاجات سلفية مليئة بسوائل شرعية ..تُرى ما ذا يضعون في هذه السوائل ؟ و بأيّة قصّة جديدة يعدون ؟ أم أنّ زجاجاتهم فارغة الاّ من سوائل خرافية لأوهام قد يطول عُمرها مثل كل الخرافات العالمية ..
أمّا الشعب الكريم الذي ضاقت به الشهرية فلا يهّمه لا السلفيون و لا العلمانية ..انّه يدخل المعرض متفرّجا في أكداس الكتب المرمية أرضا ..فلا هو استطاع شرائها لغلائها و لا هي استطاعت أن تجد قارئا يقدّر قيمة العقول النيّرة القابعة بها ..و الحكومة تبتسم من فرط نجاحها في نشر الخرافة و الحماقة و تضحك على البلاتوات من فرط زيادتها في كل شيء : في المحروقات و المبرّدات و الفاتورات و البقرات و في عدد الرضعات ..و في البيضات و البهامات السياسية ..و في الفزّاعات كي تتفرّغ لدستور لا أحد يعرف ملامحه النهائية ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..
- علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...
- و... تضحكين...
- من هم الفاسدون ؟؟؟
- كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
- الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
- هل نحن مواطنون ؟
- ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
- انتدبوهم للموت غرقا ...
- و تبكي السماء ..
- كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
- الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
- حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
- شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
- جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - عطور اسلامية في زجاجات سلفية ؟