أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضربة مفاجئة














المزيد.....


ضربة مفاجئة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما المواطنون غارقون بالتصريحات اليومية عن الازمات التي تفتعلها الاطراف السياسية الحاكمة، سددت الحكومة للمواطنين ضربة مفاجئة في موضع لم ينتبهوا اليه، بل كان آخر ما يمكن ان يتوقعه الجميع، ولو فتشنا في كل وسائل الاعلام خلال الساعات الاربع والعشرين السابقة لاجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء (6/11/2012) لما وجدنا الى ما يشير لامكانية الغاء الحصة التموينية، بل على العكس لو سألت اي مواطن عن الحصة لطالب بتحسينها والالتزام بمواعيدها الثابتة، وكان الجميع منشغلا في وسائل الاعلام بانتظار مناقشة مجلس النواب لملف البنك المركزي الذي يهدد استقرار العملة وبالتالي يهدد استقرار الاقتصاد العراقي المتخم بدولارات النفط ولكنه العاجز ايضا عن توفير الحصة التموينية وفرص عمل لملايين الشبان والعاجز ايضا عن تأمين برامج رعاية اجتماعية وضمانات حقيقية للمرضى والعاجزين والمسنين والايتام والارامل فضلا عن توفير السكن، لكنه ايضا الاقتصاد المنشغل بتوفير المليارات من اجل شراء اسلحة شرقية ستستخدم في الاعراس والمآتم ومباريات كرة القدم وقد تتسرب الى المليشيات واللصوص كما حدث مع اسلحة النظام السابق.
الحكومة سددت ضربة مفاجئة للمواطنين جميعا دون ادنى اشارة مسبقة او توضيح، فمهما قلنا عن سيئات الحصة التموينية فهي تشكل جزءا مهما من فعاليات الاقتصاد العراقي ومن معيشة الاف العوائل العراقية وبدل الغائها ببدل مالي تافه لن يواجه حريق الاسعار الذي يتقنه تجار البلاد وخاصة المستجدون منهم سواء اصدقاء المسؤولين او ممن يديرون ثروات المسؤولين، كان الاجدر بالحكومة مواجهة الفساد الذي يضرب برنامج الحصة التموينية وخلق اليات مؤسسية لمراقبة الاسعار ومنع الاحتكار وضمان تدفق البضائع وبناء خزين ستراتيجي من الاغذية وبدل القفز في الفراغ بل كان من الممكن التدرج في الالغاء.
يعيش العراق خللا اداريا واقتصاديا واضحا للعيان منذ سنوات، فالحصة جاءت لمواجهة ظرف الحصار ولا نعرف لماذا استمرت حاجة المواطن لهذه الحصة بعد انتهاء الحصار ولماذا لم ترجع الدولة الى المنهج العادي القائم على تجهيز وكلاء الغذائية والاسواق بالسلع المدعومة، وهو في كل الاحوال خلل يزداد تأثيره السلبي مع هذه القفزة الحكومية المفاجئة التي كانت بعيدة كل البعد عن الشفافية التي يلغط بها المسؤولون ليل نهار، وجاء قرار الالغاء شبيها ببيانات رقم واحد، انه انقلاب حقيقي على المواطن لان وعود كل الكتل كانت تسير في اتجاه مضاد بينما تضامنت هذه الكتل جميعا في اتخاذ القرار داخل الحكومة ولم يخرج احد ليقول للمواطنين عامة ولانصاره خاصة انه كوزير او كتنظيم سياسي ضد هذا القرار ويعترض عليه وانه رفض تأييده داخل جلسة مجلس الوزراء، بل التزم الجميع بالصمت وهو من علامات الرضا اما الكلام فسيقوم به النواب لاغراض الاستهلاك الاعلامي لا أكثر، وحينها سيكون الجميع ضد القرار.
هناك من يقول إن الحكومة ستتراجع عن القرار قبيل انتخابات مجالس المحافظات ليكون الالغاء انجازا بعدما تحقق من فشل، وهذه طريقة عجيبة لاصطناع النجاح ان صدقت النبؤات، لكن الغاء الحصة التموينية وتقليص هامش الرفاهية والضغط على احتياجات المواطنين الاساسية امر متوقع من الشروع في سياسة التسلح المفتوح، ها نحن نقترب من دائرة الفشل التي نعرفها، خطابات وسلاح وجوع واللجوء الى تقنية الالغاء فما لانقدر عليه لا نسعى لتحقيقه بل نسارع الى الغائه وهكذا بدلا من مكافحة الفساد وتحسين اداء برنامج الحصة التموينية نذهب الى الغائها وقد يمتد الامر الى بقية التزامات الدولة التي قد تتحول الى دولة توزيع رواتب وطبع عملة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زعماء المفاجآت
- مغامرات تشريعية
- بالون الأغلبية
- ثروة في مهب الجدل
- دولة الكرفان وأي باد أردوغان
- فضيحة: هرب وتهريب
- تعريف الانهيار
- تعطيل الاصلاح
- الباحثون عن حل الأزمة
- صراع المالكي والهاشمي
- قبل التسليح وبعده
- العنف: تطورات خطيرة
- دولة في العناية المركزة
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة


المزيد.....




- -45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام ...
- مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س ...
- -الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
- إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في ...
- أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
- -الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية- ...
- مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
- ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
- دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
- توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضربة مفاجئة