سالم الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 21:55
المحور:
الادب والفن
من أنت !
نحلم بك ، ونهفو إليك ، نفقدك ونبحث عنك ، تبتعدين فلا ننساك .
تزوريننا في أحلامنا، وتختفين حين نصحوا، فيبدأ ي,منا مضنياً من دونك . تملأين رئتينا بروحك العليلة فنحاول ضمك في صدورنا ، لخوفنا من اختفاء هذا الشعور الرائع . نراك في نجمة السماء وفي غيمة تمسح بكفيها أحزان السفوح . نتنشقك في عطر المروج ورائحة المطر . نراك في حبة قمح في فم طير يلتقطها بلا خوف .
نسمعك في ترنيمة أم وتغريدة عصفور ، وترتيل متبتل في ليلة مقمرة.
نراك حمامة بيضاء بين الغمام ، ونراك صقراً يجوب أطراف السماء.
نراك عاصفة تحطم هياكل الوهم ، ومطراً يغسل أدران الشر.
لم يتعرض أحد مثلك للدسائس والمؤامرات . لم تطل يد الغدر شيئاً أكثر مما طالتك .
أيتها الحرية المطاردة في بلاد الصولجانات .وأنظمة الثورجيين .
يكرهك العسكر في كل مكان .
يختطفك القراصنة ويسرقك اللصوص ، يبيعك التجار في أسواق النخاسة السياسية ، ويحملك المهربون عبر الحدود.
يقفل السجانون عليك أبواب الحديد، ويسدون النوافذ .
لم نصنع لك تمثالاً وثناً نتاجر به ، فأنت أسمى من أن تجسدي حجراً.
لم نزينك بألوان الإعلانات ونلصقك على أبواب محلات الموضة .
لم نكتب لك القصائد والألحان لننساك بعد ان ينفض الجمهور .
لم نرفعك شعاراً مضللاً أو صورة مخادعة.
لم نقايضك برغيف الذل وكأس الهوان .
أيتها الحرية المقدسة.
أنت الوطن يسكن فينا بأرضه وسمائه وبحره وجباله ووديانه ، أنت كينونة وجودنا ، الذي لا وجود له من غيرك .
أنت الوطن ولا وطن لنا من دونك .
أيتها الحرية هل نستحقك؟
#سالم_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟