|
حوار مع شاعرة مغربية ونظرتها القومية
احمد محمود القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 00:38
المحور:
مقابلات و حوارات
لقاء وحوار، مع شاعرة مغربية، ونظرتها القومية الكاتب والباحث احمد محمود القاسم ضمن سلسلة لقاءاتي المعتادة، مع سيدات عربيات، من كافة الدول العربية، وإجراء حوارات معهن، بهدف التعريف بهن، وإشهارهن، واثبات قدرات المرأة العربية، وإبداعاتها في مجال الثقافة والأدب، وغيرها من النشاطات الهامة، كان لقائي هذه المرة، مع سيدة مغربية، اسمها رشيدة بورزيكي، وهي شاعرة وكاتبة، تهوى كتابة الشعر، حاصلة على شهادة جامعية في العلوم الاجتماعية، وتعمل في حقل التدريس، بداية طلبت منها التعريف بنفسها، وقلت لها: من هي رشيدة بورزيكي؟؟؟ وما هي هواياتها الخاصة بها؟؟؟ أجابت وقالت:رشيدة بورزيكي، مغربية عربية، من مواليد العام 1975م، متزوجة، واعمل في سلك التدريس استاذة، واعتبر مهنة التدريس مرهقة جدا، لكنها لذيذة، والدي أمازيغي، وأمي عربية، محيطي ناطق بالعربية، حتى اني لا أجيد الأمازيغية، وأحب كتابة الشعر، يستهويني الاهتمام بالديكور، والكتابة أعتبرها، متنفس حقيقي لي، اكتب قصيدة النثر، لدي ديوان شعر الكتروني باسم (تداعيات)، وآخر ورقي عنوانه (بعد رحيلك) وهو يتضمن اربع وثلاثون قصيدة، منشورة في اربع وثمانون صفحة، من منشورات مرايا . لفت انتباهي ان والدك من الأمازيغ، فمن هم الأمازيغ؟؟؟ نحن في الشرق العربي قليلا ما نسمع عنهم؟؟؟ كم أتمنى ألَّا يُسأل الانسان، عن جنسيته ومعتقده الديني، وحتى سنه، فأنا انسانية الهوى والانتماء، لأنه ما أذلَّنا إلا الطائفية والعنصرية، والتمَّزق، ومع هذا اقول لك، أن الامازيغ في المغرب، هم مغاربة أصليون، يتواجدون في المدن الكبرى، وفي جبال الريف في الشمال، ويطلق عليهم اسم (ريافة)، وفي الوسط، ويطلق عليهم اسم (زيان)، وفي الجنوب، ويطلق عليهم اسم (الشلوح)، يتوزَّع الناطقون باللغة الأمازيغية في المغرب، على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. يمثل أمازيغ المغرب مجموع التشكيلات الاجتماعية والعرقية واللغوية والسياسية، التي استوطنتْ ولا تزال، ربوع هذا البلد منذ القدم. أغلب الدراسات تفيد أن عددهم التقريبي، ربما كان في حدود 60% من مجموع السكان، البالغ عددهم أكثر من 30 مليون نسمة. وهذا يعني أنهم في حدود 19 مليون نسمة. هل انت ضد القومية العربية، ومع مناداة الأمازيغ بالاستقلال والانفصال عن العرب؟؟؟ القومية العربية حلم جميل، ولكنه يشمل العرب فقط، اريد قومية إنسانية، تشمل الناس على اختلاف ألوانهم ومشاربهم، مطالبة الأمازيغ بالانفصال، تأتي في سياق ما تعرفه معظم الدول العربية من تمزقات، لا يهمني كوني عربية او أمازيغية، بقدر ما يهمني اني انتمي لمدرسة عظيمة وهي مدرسة الإنسانية، أنا ضد التمييز العنصري، الحركات الانفصالية عندنا لا تمثل كل الامازيغ، اعتز بالحضارة العربية، وأُرددْ مقولة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): كُنَّا أذلاَّء، فأعزَّنا الله بالإسلام، عشنا قروناً عربا وأمازيغ، تصاهرنا، واختلطتْ الدماء، اختلطتْ خيوط التراث، لتنسج حضارة جميلة، ابن خلدون-طارق بن زياد –ابن بطوطة –يحيى بن يحيى بن كثير ...كلهم أعلام أمازيغ ..... الحركات الحديثة الأمازيغية متطرفة، غاياتها سياسية، وطموحاتها ليستْ نبيلة، هو مخطط، لتجزئة المجزأْ أصلاً، هناك مؤامرة كبيرة من الغرب، لأنهم يعلمون ان قوتنا في تكتُّلنا ووحدتنا، هم يتكتَّلون، ويتَّحدون، رغم اختلاف تاريخهم ولغاتهم، ونحن نتَّفرق حتى نتلاشى في كل دويلة حركة انفصالية او حركات، الى أن نصير قبيلة صغيرة متشرذمة... ما تفضلت به صحيح، وأنا يهمني، انك شخصية محترمة جداً، وتأخذي حقوقك بالعدالة والمساواة وغيرها، بغض النظر كونك عربية أو أمازيغية، يهمني ان تحصلي على حقوقك كإنسانة، انت شخصية مثقفة، ولديك روح انسانية، وضد الروح الانفصالية، والتي تُمَّزق شعوبنا العربية، كما تفضلت، الأمازيغ، شعب محترم، وأنا شخصياً مع هذا الشعب، كي يأخذ حقوقه الانسانية، أُسوة بالشعب العربي، ومع أخذ حريته كاملةً، غير منقوصة، وضد اي تمييز عنصري ضده من العرب، مهما كان هذا التمييز صغيراً، ولكنني في نفس الوقت، ضد التفكير بالانفصال، وهذا ما يحدث في سوريا الآن، لأن هناك نزعات انفصالية في العالم العربي، كما حدث في السودان وحاليا الأكراد وغيرهم، فكل أقلية، تريد عمل دولة مستقلة، وهذا مرفوض، ولكنها اذا طالبت بالعدالة والمساواة وبكافة حقوقها، فهذا حقها الطبيعي، ونحن نؤيدها وندعمها. طبعا انت شاعرة، ولديك ديوان شعر مطبوع، وآخر موجود على الشبكة العنكبوتية، هل لك ان تعطينا نماذج من أشعارك؟؟؟ قالت هذه قصيدة لي بعنوان: رفقاً بي أيها الشرقي، تقول القصيدة: رفقا بي أيها الشرقي ...لماذا أيها الشرقي ؟ تعيش حالات البحار، تتقاسم كل الغضب، بين مد وجزر، أمواجا خطها الوهم، بعض الحب والانكسار، جميلاً أتصورك، دون ماض أورثك جفاك علمك دروس القسوة سرا أبديا، تعاويذ جاذبيتك... كذبة.. تحتفي بأشباه الفرسان، شمس...زهرة ..قمر في عوالمك إذ اعتراها الذبول، تنسل من شرفات الأحزان، وأنت كما أنت مستكين، لريح الظنون يلفها الظلام، تمضي ساهما مثل كل الصحاب، تائها عن نجم الأفق... من غيرها كالمحار؟؟ واهبة قلبها لك مستقرا ؟؟ دون عناء... كانت هناك وحده جرحها يأبى الانصياع، مثل اليقين يتمدد، على غافيات السطور، يذيب عذاب المداد، وأنت الوحيد وراء الجدار، تخاطب ظلاً مضى، تَحصي عِجاف سنينك، أمام الفراغ...تمانع... تكتفي بصمت يعانق الضباب، تمتطي صهوة أناك، تخذل كل الصُدفْ، فليكن رحيلي مواكباً، حرقة هذا المساء قد تستفيق يوما، على وقع لخطوات صداه... طبعا انت سيدة محجبة، فما هي نظرة السيدة رشيدة، للحجاب؟؟؟ الحجاب قناعة واختيار، افضل الاحتشام، لكني ضد التطرف، تروقني الملابس الأنيقة، لكن باحتشام. أحترم الاختلاف، الحجاب مُجرَّدْ زي، لكن فلسفته عميقة، يوحي بالروح، لا بالجسد فقط، فتنظر اليَّ، بأني فكر وروح وإنسان، وهذا ما أُريده، لكنَّك حين ترى فاتنة بصدر عار، وتنظر اليها، أَولا، ترى انها جسد. الاحتشام دعت اليه جميع الديانات السماوية، لأنها من نفس المصدر الذي ارتضى للعالمين السمو الروحي، حجاب اليوم عموما رائع، جينز وقميص وشال ماركة عالمية، وحذاء بكعب عالي، وماكياج، أين الحجاب ؟؟؟ ما نحتاجه فعلا الأخلاق والمنطق السليم والقول السديد، تقاليدنا وعاداتنا بعضها جميل، القفطان المغربي والجلابة المغربية عندنا، لبس مُحتشم جداا، وهو علامة مميزة، لأهل المغرب، وأنا ضد التزَّمتْ والتطَّرف، وتحميل النصوص الدينية، ما لا تحتمل، من التفاسير المجحفةْ.... لا بأس هذا من حقك أن تلبسي ما تشائين، وهذه حرية شخصية، طبعاً أَنا احترم الحرية الشخصية، والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي وهكذا. ولكن ما هو رأيك بحكم الاسلاميين للمغرب؟؟؟ تقصد حكومة بن كيران ؟ هي حكومة جاءت في ظروف استثنائية، ما يعرف بالربيع العربي بما فيه المغرب، الذي عرف احتجاجات كبيرة وشعارات مدوية ....بصراحة، لم يختلف الوضع عن السابق، وظل برنامجهم الانتخابي مجرد وعود معسولة .... أما بخصوص حديثك عن حرية التعبير والرأي، فهي مكفولة نسبيا، ما لم تمس المقدسات ....أنا ضد التزَّمت والتطرف الفكري، الذي لا معنى له، الدين قناعة، لكم دينكم ولي دين، ابو الحسن البصري: يقول: ان لم يكن أخا لك في الدين، فهو نظير لك في الخلق، هل من إنسانية اعمق من هذا، ويأتي من يكفر الناس، من هو حتى يكفِّرهم، هي قناعة، من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، كم أَحلمْ بعالم، لا يُسْأل فيه الانسان، عن جنسيته ودينه وسنه . يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبَشِّروا، ولا تُنفِّروا، بعض المتشدِّدين، لو رأيت شكلهم، لوليتَ الأدبار، ويعتبرون انفسهم أوصياء على المجتمع . اعتقد سمعت عن فتوى شيخ مغربي، كانت مثيرة جدا جدا، المدعو الزمزمي، عندما أفتى بجواز جماع الزوج لزوجته الميتة، كوداع، فماذا تقولين؟؟؟ الفقه بريء منه، من أشباه علماء السلاطين الذين سمعنا عنهم على مر التاريخ، هات أَبسط طالب حتى يَردْ عليها، الرد البليغ، اظن ان هؤلاء مُهمتهم، تشويه الدين، وإبعاد الناس عن مصادره النقية...فتواه مردودة عليه إنسانيا وشرعيا وأخلاقيا، حرمة الإنسان مصانة حيا وميتا، وهو بتلك الفتوى قد أساء لدينه ووطنه وللمرأة والرجل على السواء، هل انعدمت النوازل كي يختار أمراً بائسا، تشمئز منه الفطرة السليمة، موضوعا لاجتهاده ؟؟؟ألم يكن الأجدر به أن يقدم فتوى عما يعانيه الانسان من ويلات الحروب والظلم والجور والتخاذل عن نصرة المستضعفين والانحراف الاخلاقي .... هل لديك قصيدة أخرى من قصائدك، بشرط ان تكون نوعا آخر من كتاباتك؟؟؟ قالت لدي قصيدة بعنوان: (خُذني إلى ظل، لا يعرف النحيب)، ارجو ان تنال اعجابك، وكلماتها تقول: ترتيلة على أصابع الذهول، خُذْ بيدي إليك، أو صلاة بمقامات التجَّلي، في مِحرابِ عينيك،بسمة عند بوابات المطر،على كتف الشمس أمنية، لضفائرها تجدل رحلة، نحو مريم ويوسف، وسحر الحياء إذ يسري، مثل كسير الجناح، رفَّ وراح ينأى وراء الجراح، في سماء الانتظار الحزين خذني إليك.... بعيداً عن سُحُبْ البارود، وعويل الرياح، إذ تساقط الردى، في ظلام الخطايا على الديار، على كف صغير هناك، وثوب ملائكي لعروس، تزحف في انكسار،علَّ روحا من حبيبها، تحت أكوام الحجار، ليتَ لي صوتا، زِلزالاً، نفخة الصور، خفوق الأضلع الحرى...ليت قلبي ومضة من نور ذاك الشهيد، من بسمة يعدو الى أُخرى،ويرنو الى المدى، خذني، خذني ...إلى ظل غد، لا يعرف النحيب.
إنتهى موضوع: لقاء وحوار، مع شاعرة مغربية، ونظرتها القومية
#احمد_محمود_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء وحوار مع شاعرة و موسيقية عربية، مقيمة في كندا
-
لقاء وحوار مع الشاعرة السورية وفاء دلا، والمرأة السورية
-
صدور ديوان جديد بعنوان فوضى الذات للشاعرة الفلسطينية المتالق
...
-
اذا كنت في المغرب ، فلا تستغرب، قصة أغرب من الخيال
-
لقاء وحوار مع المغربية فاطمة المنصوري ووضع المراة المغربية
-
لقاء وحوار مع الأديبة التونسية عواطف كريمي والمرأة التونسية
-
لقاء وحوار مع الشاعرة العراقية منى الخرساني والمرأة العراقية
-
لقاء وحوار مع التونسية نزيهة الخليفي والمرأة التونسية
-
السيرة الذاتية للمرحوم د. خالد محمود القاسم
-
حوار مع الناشطة الاجتماعية نعيمة خليفي والمراة المغربية
-
حوار مع السيدة هناء عبيد، فلسطينية تعيش في شيكاغو
-
عودة الى حوار مع السيدة لينا الأتاسي والوضع في سوريا
-
من هب الفنانة الفلسطينية نسرين فاعور؟؟؟
-
لقاء وحوار مع الشاعرة اللبنانية مي مسعود مصعب
-
لقاء وحوار مع الشاعرة اللبنانية سنا البنا والمرأة العربية
-
قراءة نقدية في ديوان زخات مطر للشاعرة التونسية عفاف السمعلي
-
لقاء وحوار مع غادا فؤاد السمان والوضع في سوريا
-
حوار مع اديبة سورية والمرأة السورية
-
قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي بعنوان: (جئتك
...
-
قراءة في قصيدة للشاعرة الفلسطينية هبة القدومي (جئتك اليوم لأ
...
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|