ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 17:06
المحور:
الادب والفن
حافية القدمين
وأنا أجوب شوارع الحزن في مدينتي التي يسكنها الخوف .. أتصفح أشجار الفراغ .. أتحسس أوراقها الآيلة للسقوط ..
تعثرت بك .. ارتطمت بطيفك يبتسم لي هنا على رصيف العمر وأنا ألاحق ظلّه الممتد إلى
نقطة السراب في صحراء حياتي .
جريئاً .. واثق الخطوة .. مبتسماً .. كنتَ .. لست كباقي المتسكعين في موانىء الغربة ..
مددتَ يدك لمصافحة ملامحي الغائبة خلف الضباب ..
وقعتُ .. نهضتُ .. تلعثمتُ .. ثم اعتذرتُ ..
يا سيدي لا تطل النظر إلى قدميَّ المدميتين .. سندريلا لم تعرني حذاءها .. بقيت سنوات العمر
أركض حافية القدمين خلف ظلّه .
من هنا يا سيدي يمتد ظلّه .. يصل إلى أبعد نقطة في قلبي .. ينسج حول روحي شباكه العنكبوتية ..
يحاصرني ..
يحاصر أفقي .. يحاصر قلبي ..
يحاصر يومي وغدي وحتى أمسي ..
لا تمدَّ يدك سيدي المتسكع داخل قلبي .. سيوجعك ..
وقد تفقد ابتسامتك مدى الحياة ..
عُد من حيث أتيت .. وأتركني أكمل تصفح أشجار الفراغ .. وتحسس الأوراق الآيلة للسقوط
من شرفة أيامي .. وانتظار ظل ٍ يحاصرني بخيوط ٍعنكبوتية .. لكنّي أسيرتها يا هذا ..
وأنت ترافقك ابتسامة أخشى أن تتسلل من نافذة قلبي فتحطم كل الأصنام التي أمضيت عمراً في سكبها .
اتركني لظلّي الممتد إلى ما لا نهاية .. وارحل بابتسامتك ..
أعدك ..
حين تعيرني السندريلا حذاءها سألحق بك ..
سأفتش عنك وألحق بك ..
سأمزق نسيج العنكبوت وألحق بك ..
حافية القدمين لا تقوى على التسكع معك في موانىء الغربة .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟