|
منع الناس من العمل بدون وجه حق ليس إسلامي و لا إنساني ولا إقتصادي
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 13:52
المحور:
الادارة و الاقتصاد
بينما تمر مصر بمرحلة دقيقة للغاية ، سياسيا ، و بأزمة طاحنة ، إقتصاديا ، نجد الحكومة القنديلية - و التي تعتبر ممثل المباركيين في السلطة - تقوم بخطوات غريبة للغاية تدل على سوء طوية المباركيين ، و جهل الإخوانيين ، و تدل على أن التحالف المباركي - الإخواني تحالف بين شريكين يضمر كل منهما للآخر الشر ، و إنه بالتالي تحالف هش ؛ و هي حقيقة تتضح بشدة عندما نربط الأحداث المتفرقة التي تمر بها مصر حاليا ببعضها ، و نرى من المستفيد و من الخاسر منها ، و الأهم من هو وراء تلك الأحداث . بداهة لن أعلق على كل الأحداث و القرارات في مقال واحد ، فسأكتفي اليوم ، صباح الثلاثاء السادس من نوفمبر 2012 ، بالتعليق على قرار غلق المحال التجارية في الساعة العاشرة مساء . سأعلق على ذلك القرار في هذا المقال ، دون أن أستطيع أن أعرف آخر قرارات الحكومة القنديلية ، و ربما مؤسسة الرئاسة ، في هذا الشأن ، و على العموم فإنني لم أسع لأن أعرف آخر القرارات المتعلقة بهذا الشأن قبل أن أشرع في كتابة المقال لأن من الممكن أن تتغير القرارات ، سواء أثناء كتابة المقال ، أو بعد ساعات من نشره ؛ فربما يكون قد تم إلغاءه قبل كتاباتي لهذا المقال ، و ربما سيلغى بعده ؛ لا يهم ، لأنني أريد التعليق - و بإختصار شديد - عليه من عدة زوايا كلها زوايا مبدئية ، و المبادئ دائما راسخة ، و عندما تتعارض سياسة حكومة أو نظام مع المبادئ الراسخة فإن هذا يدل على عدم أهلية تلك الحكومة أو النظام الحاكم . الزاوية الأولى التي أريد أن أعلق على القرار من جانبها ، هي الزاوية الإسلامية . كلا من مؤسسة الرئاسة و الحكومة - على إختلاف الإنتماء بين الجهتين ، فالأولى إخوانية و الثانية مباركية - تتدعي إنها إسلامية ، أو على الأقل إنها تعمل في إطار القواعد الإسلامية ، و لكن كلاهما ناقض الإسلام في ذلك القرار . قرار غلق المحال التجارية في وقت محدد ، و بالتالي تقييد عدد ساعات عمل الوحدات الإقتصادية ، يناقض السياسة الإقتصادية للإسلام التي لا تقيد أوقات العمل . الإسلام لم يمنع الناس من العمل ، حتى يوم الجمعة ، أهم أيام الأسبوع في الإسلام ، مسموح فيه العمل بنص القرآن الكريم في سورة الجمعة إلا في وقت صلاة الجمعة فقط ؛ ما يمنعه الإسلام هو الإضرار بالآخرين ، تحت مبدأ : لا ضرر و لا ضرار . تحت مبدأ : لا ضرر و لا ضرار ، يجب أن تقيد ساعات عمل أماكن العمل التي تسبب الضوضاء و تكون في جهات سكنية ، حتى لا تزعج السكان في أوقات راحتهم و إستذكار الطلاب لدروسهم ؛ و هذا ينطبق على ما نطلق عليه : الورش ، و هنا أيضا يمكن القول بأنها بعض الورش و ليست كلها ، أما الضوضاء التي تصدر عن بعض المحال التجارية فيجب أن تمنع بقوانين تحارب الضوضاء لا بالغلق الجماعي . و ينضوي تحت مبدأ : لا ضرر و لا ضرار ، عدم إستغلال العاملين ، أو الإجحاف بهم أو بصاحب العمل ، فإن غاب الإستغلال ، و لم يكن هناك إجحاف بطرفي تلك العلاقة ، فلا يجب أن تتدخل السلطة في العلاقة بين صاحب العمل و العامل . الزاوية الثانية التي أريد أن أعالج ذلك القرار من خلالها ، هي الزاوية الإنسانية ؛ فأغلب أصحاب المحال التجارية ، هم من الطبقة الوسطى ، و هم يعملون بأنفسهم في متاجرهم ، من أجل سد إحتياجات أسرهم ، في عصر أصبحت الحياة صعبة للغاية ، و بعض تلك المحال التجارية يغطي الواحد منها إحتياجات أكثر من أسرة ، حيث بعضها شركة بين إخوة ، أو أقارب ، أو أصدقاء . أغلب أصحاب المحال التجارية يفتحون محالهم ساعات طويلة من أجل سد إحتياجات أسرهم ، و ليس من أجل أن يزدادوا غنى ، فلماذا منعهم من السعي وراء رزقهم و رزق أسرهم ؟؟؟ حتى من يريد أن يعمل ساعات طويلة من أجل أن يزداد غنى ، فليس في ذلك ما يشينه ، أو يجعل السلطة تحاربه . كذلك فإن العمل ليلا يناسب طبيعة المناخ المصري ، و من يراجع كتب التاريخ يعرف أن الأسواق في مصر ، في العصور الوسطى ، كانت تفتح ليلاً . ما قد يناسب دول أخرى ليس بالضرورة مناسب لنا . ثالثا ، الزاوية الإقتصادية : يعلم ، ليس فقط أي دارس للإقتصاد ، بل أيضا أي متابع للشئون الإقتصادية ، أن الجهات المختصة بقياس النمو الإقتصادي تستخدم معيار : حجم مبيعات التجزئة ، كمؤشر إقتصادي عندما يكون هناك ركود ، أو مخاوف من حدوث ركود . كلما زادت مبيعات التجزئة ، كلما كان هذا دليل على تعافي الإقتصاد من الركود ، و العكس صحيح . فكيف تأتى لحكومة تدعي إنها إقتصادية أن تقدم على قرار - حتى لو تراجعت عنه بعد ذلك - من شأنه تخفيض مبيعات التجزئة ، في وقت يمر به الشعب المصري بأزمة إقتصادية خانقة ، متعددة الأوجه ؟؟؟ ثم لماذا التقييد إذا كانت الدولة لا تدعم الكهرباء للجهات التجارية ، إذا كانت الحجة هي توفير إستهلاك الكهرباء ؟؟؟ القرار في حد ذاته دليل على غباء إقتصادي ، أو سوء طوية ؛ سوء طوية الهدف منه إستفزاز قطاع كبير من الشعب ، من أجل خلق حالة عدم إستقرار ، و عدم الإستقرار هو هدف المباركيين الأول حاليا ، و سكوت مؤسسة الرئاسة الإخوانية لفترة طويلة على ذلك القرار ، دليل على محدودية قدراتها ؛ و كلاهما بالتالي ، المباركيون و الإخوان ، لا يصلح للحكم . ملحوظة تعد جزء من المقال : كان من الواضح أن إحدى الجهات لم ترغب في نشر مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و الذي كتبته و نشرته يوم الجمعة الماضي ، الثاني من نوفمبر 2012 ، و قد تجلى ذلك في محاولاتهم منعي من نشره أثناء إرساله للنشر ، و أيضا في حجم التشويه الذي تعرض له ، و إن كان تشويه صبياني ، و من تلك التشويهات تحويل كلمة السلطة ، إلى السطلة ، عند الحديث عن تأييد الإبريليين لأي مرشح تقدمه السلطة بصرف النظر عن إنتماءه السياسي ؛ و تحويل كلمة السماوات الإعلامية المفتوحة إلى السموات الإعلامية المفتوحة ؛ و أيضا وردت الفقرة التالية : أنت وطني ، لدينا حزب جديد ، قوي و لو اسما ، قدم أوراق تأسيسه للتو ، و قد أسسناه بالتعاون من إخواننا في الإخوان المسلمين ؛ و الصواب هو : أنت وطني ، لدينا حزب جديد ، قوي و لو اسما ، قدم أوراق تأسيسه للتو ، و قد أسسناه بالتعاون مع إخواننا في الإخوان المسلمين . تصرفات صبيانية لا أعتقد أنها أثرت على القارئ الكريم الذي إعتادها من طول إستخدامها . تصرفات لن تمنعني ، بإذن الله ، من الكتابة ، و لن تمنع ، إن شاء الله ، حزب كل مصر - حكم ، من العمل بجدية من أجل تسجيل نفسه رسميا ، و الكفاح من أجل تحقيق أهدافه لخدمة الشعب المصري . أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر 06-11-2012
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة
-
أهدافهم و أساليبهم خمينية
-
حقوق الإنسان ترتفع فوق السيادة الوطنية
-
اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية خذل العرب في ربيعهم
-
تحالف المليارديرية مع اليسارية شكل آخر من إبداعات الأمن
-
برلمان جديد بالقوائم على المستوى الوطني من أجل دستور جديد
-
ثلاثة أسباب خبيثة وراء مظاهرات ما بعد المائة يوم
-
السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلف
...
-
ثورة 2011 المصرية ثورة معنوية فقط من حيث النتائج ، و ينتظر ث
...
-
القوائم على المستوى الوطني هي في صالح الشعب المصري
-
جمهورية الجزيرة العربية ستصدر النفط و ستنعش الإقتصاد العالمي
...
-
مرسي ليس إلا دمية في يد المباركيين ، و الدمى لا يمكن أن تدعم
...
-
لم يكن غضبهم من أجل رسول الله
-
الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور
-
دولة آل سعود ستصبح جزء من الإمبراطورية الإخوانية
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
يا مرسي إحترم شهداء الثورة السورية و كل شهداء ربيع العرب
-
رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو
...
-
قلادة النيل لطنطاوي دليل آخر على زيف مرسي ، و الجيش ليس من م
...
المزيد.....
-
ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
-
ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
-
مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا
...
-
هل تترجم مذكرات التفاهم العراقية المصرية إلى منافع اقتصادية؟
...
-
هل يجب إرغام الاقتصاد السويسري على احترام حدود الطبيعة؟
-
رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
-
الاقتصاد السوري بين متطلبات بناء الدولة وطموح المطالب الشعبي
...
-
الهند تلغي الضرائب على واردات العديد من المكونات الإلكترونية
...
-
ثلاث دول في الاتحاد الأوروبي تفشل لأول مرة في تحقيق أهداف مل
...
-
ضمن حربه على التزوير.. العراق يعزز أمن عملته
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|