عبدالله حسين حميد
الحوار المتمدن-العدد: 3903 - 2012 / 11 / 6 - 00:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
محمود الميكانيكي أسم سوف تظل ذكراه وشبح اسمه يلاحق أولاءك القتله الى يوم الدين , محمود الميكانيكي الشاب المسكين دفع ثمنا عن كل شباب الامه من المحيط الى الخليج , محمود هو كل شاب بريء , هو كل واحد منا , هو كل أخ من أخوتنا , تلك قصه مروعه لها وجهان الوجه الاول بطولي فيه الفخر و العزة للامه ووجه اخر فيه الذل والمهانه لكل ذو خلق وكبرياء.
بأختصار شديد من هو محمود الميكانيكي ولماذا كل هذا الاهتمام حيث لاأهتمام مطلقا , لقد أنتحر محمود أولنقل أنه قتل أو استشهد لايهم كان ذلك في سوريا في مدينة درعا في اوائل تشرين 2012 دفاعا عن الشعب السوري فجر نفسه ومعه رفيقه مبعوثا من قيادة تنظيم السلفيه الجهاديه في الاردن .
محمود الميكانيكي البسيط اتى الى درعا بناءا على فتوى جهاديه تؤكد وجوب قتال نظام الرئيس السوري بشار الاسد , ومن اصدر الفتوى هو والد زوجته ومنظر التيار السلفي الجهادي في الاردن عبد الفتاح الطحاوي , مخلفا خمسه اولاد صغار خلفه وزوجه صغيرة تبلغ من العمر 26 سنه مفجوعه به , حيث تقول لو تأتموني فقط بقطعه من جسده لآاراها فأنا مشتاقه له , يقول والده أنه لا يعلم أنه ذاهب الى الجهاد في سوريه الا بعد وقوع الحادث , أين المشكله اذا , أين المصيبه ؟ أنها الجنه الموعوده أنه لقاء مع الله أنها ساعة اللقاء بحواري الجنه السبعين .
من ناحيه أخرى و بكل بساطه أنها جريمه فظيعه , جريمه ترتكب بحق الاسلام و أخلاقه السمحه بحق اجيالنا القادمه, هذا أذا نظرنا الى العمليه الجهاديه من منظور أسلامي – فقهي , شرعي ومن حيث هو أجتهاد اولا ثم من منظور استراتيجي من خلال الفوائد العائده الى الاسلام و أهله من هكذا عمل , وصولا الى موقف العقل و العلم .
في الحقيقه لقد غرر بذلك الشاب المتحمس ككل أبناء الامه أينما كانوا تأخذهم الحميه دفاعا عن الدين و العرض و الشرف و أخذ على حين غره منه , مستغلين جهله العلمي وخبراته الضئيله في الحياة , وربما رغبته اللاشعوريه بالتخلص من ظلم الحياه ومحدوديه العيش و متطلبات الحياة اليوميه الصعبه .
من اصدر الفتوى , غاب عن باله أنه مستأمن على ارواح هؤلاء الافراد لاأنه وكما يقال أنه الراعي وأنهم الرعيه .
ضرب بعرض الحائط كل فتاوي العلماء والخلفاء من سينا عمروابو بكر حتى الان , حيث لم يقرء فقه الاولويات , ولم يسمع بمقوله العلماء أن درء سيئه اولا من جلب حسنه , رعايه أولاده و تأمين عيشهم ومستقبلهم و الحفاظ على زوجه فتيه من غدر الغادرين هو اولا و أحق من أستشهاد لن يضر العدو ولن يقلب موازين القوى بين المسلمين و أعداءهم , وهو العقل الذي هو جوهر الدين وزينته.
صاحبنا منظر السلفيه لم يقرء أن من قتل مسلما عامدا متعمدا هو في النار خالدا مخلدا فيها .
ألم يفهم أن القتل اعتداء على النفس بغير الحق، ولقد توعّد الحق تبارك وتعالى من يقتل نفساً بغير حق بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة، فقال سبحانه: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون (32 و هذه أيه دامغه لكل أجتهاداتهم الخرقاء أن من أحيا نفسا فكأنما أحيا الانفس جميعا (أولاده و زوجته) وهو بأستشهاده قتل أولاده و زوجته ومن باب اولا عقلا و علما واخلاقا القيام على تربيتهم و تأمين مستقبلهم.
أحاديث و أيات لاتعد و لا تحصى في كتب المسلمين تفند فتاويهم الجاهله وتبين قصر نظرهم في الدين و السياسه وكم من المسلمين غير المتزوجين اولا بالجهاد (افتراضا) وكم من القادرين عمليا من ابناء الامه هم أولا بالشهادة من ذلك الشاب, هل هو سوء اداره أم هو سوء فهم أم هناك قيادات جاهله مرتبطه و تنفذ اجندات خاصه لجهات معينه , أم أن هناك فهما خاطأ للعقيده و الشرع أم هو كل ما سبق وازد على ذلك تسلط التيارات الظلاميه على الامه متمسحه بغطاء الدين ومتخذه من الاسلام غطاءا شرعيا لتخريب الاسلام و جعله لعنه على البشريه , ومثال ذلك أنه على مدى 80 سنه و الفلسطينيون يقتلون وتهدم بيوته و تدمر قراهم و تستباح اعراضهم فلم نجد سلفيا و احدا قتل دفاعا عن مقدسات فلسطين .
على مدى 80 عاما و أكثر و السلفيون يضيعون البوصله الحقيقيه ويبتعدون عن اهداف الامه , فما أقرب محمد الميكانيكي و أمثاله من فلسطين الى سوريه , لكنهم دائما في المكان الخطأ .
هل فلسطين أقرب أم افغانستان هل فلسطين أقرب أم نيويورك , عمليه نيويورك التي دفع ثمنها المسلمين اضعاف اضعاف ما عاد عليهم من فوائدها , ما أتعسنا حين يكون مصير الامه بكاملها بأيدي هؤلاء المأجورين .
والطامه الكبرى هي انه لو أنك نظرت بعمق لذلك النهج فلن ترى أي استراتيجيه حقيقيه أو برنامج عمل يؤدى الى بناء دوله حقيقيه ذات مؤهلات علميه اقتصاديه عسكريه , ومثالنا مما رأيناه في السودان مازال ماثلا أمام أعيننا فبعد وصول الاسلاميين للحكم تفتت السودان و نشبت الصراعات الدينيه و الطائفيه وأعطت مبررات للعالم بدعم الاقليات وحصلنا على سودان مسخ.
وشاهدنا في الجزائر أمر من هذا و ذاك حيث القتل و االتخريب عم البلاد من عشرات السنيين تمخض عن الاف القتلا و الجرحى, ناهيك عن انهاك و تمزيق اقتصاد البلاد ومواردها السياحيه .
كذلك في العراق حيث أنكشف النفاق بين السلفيه و داعميها من الوهابيه برضوخ الاخيره لاوامر الادارة الامريكيه بعدم دعم المجاهدين , والمضحك المبكي هو تحول بعض السلفيين الى مقوله أنه علينا بدعوة الامريكيين اى الاسلام بدلا من قتلهم.
أما عن اليمن فحدث و لا حرج فسبعين بالمئه مدمنون على القات ونسبه الاميه تصل الى أكثر من ثمانين بالمئه , نتيجه تلك الحكومه المدعومه من التيارات الاسلاميه والتي كان من افرازاتها اشاعه التعليم الديني بين الناس المبني على الخرافه.
وما يحدث في غزة أن هو الا ترسيخ للانقسام والاستسلام للمشاريع الخارجيه الساعيه لتفتيت القضيه العادله للشعب الفلسطيني فبدلا من أن كنا نطالب بتحرير فلسطين اصبحنا نطالب العالم برغيف الخبز والتوسل لفك الحصار و بدلا من أن كان العالم كله يقف بأحترام و أجلال لقضيه الشعب الفلسطيني أصبح متوجسا مرتابا لاانهم اختزلوا قضية من عالميتها الى طائفيتها , اصبح العالم ينظر الى قضيه فلسطين انها قضيه بعض الاسلاميين المتطرفين فقط.
وفي غزه ذاتها دخلت حماس وهاجمت أحد المساجد ( للسلفيين ) بحجه انهم متطرفون وقتلت و اعدمت شيخ المسجد وبعض الافراد المحسوبين على التيار السلفي ( فلا عتب على اسرائيل والصهيونيه العالميه و الشياطين ومن لف لفهم من استباحه مساجدنا وأعراضنا اذا كانت الغايه تبرر الوسيله .
وأما الخليج وشعوبه المشغوله بفتاوي زواج الصغيره , و الزواج السياحي و أرضاع الكبير واللواطه المشروعه اذا كانت في خدمه الدين فالضرورات تبيح المحظورات.
فلم يعد الدين دين والاستثناء هو القاعدة هذا الا اذا باشرنا بوعي حقيقي وجهد شخصي مخلص أفرادا و جماعات, مؤسسات وجامعات لدراسه الدين دراسه موضوعيه علميه بعيدا عن أي تعصب , حتى تصل بنا الى نتائج تنقض الامه وتوصلها الى شط الامان , وتقطع الطريق على اولاءك الوصوليين الاصولين من أختطاف الامه ومستقبلها والعبث بمقدراتها ولا يتم ذلك الا بالعلم و الجهد المخلص لاابناءه في بناء المجتمع المدني الحقيقي.
أمين ع أحمد
05 – 11 – 12 بوخارست
#عبدالله_حسين_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟