|
عصبوا عينيه الوقحتين... وكفوا عن تحجيبي
علي بداي
الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:05
المحور:
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
قصتي غاية في القدم ،لأبدأ من الأيام الاولى، حين كنت السيدة الاولى: حواء، حينها لم اكن ارتدي حجابا، ورقة توت فقط! ولم تكن هناك مشكلة مع آدم الذي كان مايزال حينها غاضبا مني فانا كنت برايه السبب في اننا قد طردنا من الجنة شر طردة،آدم يؤاخذني لأنني تسببت في هبوطه من السموات وضياع مستقبله هناك ليبدأ السعي في الأرض بعيدا عن حياة الملائكة المترفة، طبعا انا كنت السبب! لماذا أغريته بالتفاح؟ هو رغب وأكل وحين اتضح ان العاقبة قاسية، حملت انا العبأ، هكذا ما ستكون عليه الامور أيضا بعد ملايين السنين المقبلة: هو يشتهي وينبهر وينفذ واترك انا لاواجه ما تفعله ثمار شهواته اللامحدودة، وحيدة، هو يخطط ويخطئ ويتامرويقامرويفتعل المعارك ويقتل ليترك لي بيتا متهالكا مليئا بالصغار الذين يجب ان يطعموا ويلبسوا، طبعا هو يدخل التاريخ بطلا وشهيدا لاخرج انا من التاريخ ومن الدنيا عجوزا هرمة مهملة منسية.... لكن آدم في تلك الايام الاول لم يكن يملك غيري، كنت من هذه الناحية أسعد امرأة على وجه الارض، على الاقل كنت مطمأنة انني لن أعثر في جيبه على خمس بطاقات ينوي ارسالها مكتوب على كل منها" أنت حبي الوحيد"، كانت المعادلة واضحة، آدم واحد لحواء واحدة. في القادم من السنين سوف لن اصطفى كنبية او رسول ، كم آلمني هذا، فانا كنت اعتقد ان الانبياء يختارون لتميزهم في القدرة على التاثير بالناس ورغم الاقرار بقدرتي على الاقناع، بحيث انني تسببت في تغيير قناعات آدم والهبوط به من السموات ، ورغم ان عقل آدم ومضاداته وعبقريتة فشلت في الصمود امامي، اصبح هو نبيا ، وانا لا ، كان نبيا عليَ !! وبعد كل ملايين السنين والعصورأسمع احيانا انه في مكان ما، لا يسمح لي ان اقود سبارة تمشي على الارض بعد ان اثبت، قبل ثلاثين سنة من الان، انني قادرة على قيادة مركبة فضاء قد ترجعه يوما ما الى السماء التي طرد منها! كلما تقدم الزمن، كشف آدم المعاصرأكثر، عن جهل مروع بطبيعتي، حتى بت’ في مأزق! كيف لي ان أعرف من لايريد ان يعرفني على حقيقتي ، مأخذي الكبيرعلى آدم انه لحد اللحظة لم يتوصل الى الأقرار بأن العالم ،أو على الأقل العالم الارضي ، مكوَن من اثنين: هو وانا اذ لايمكن لأحدنا ان يكون بمعزل عن الأخر لكن آدم المعاصر والشرقي على وجة التحديد كان كانما ينظرني من خلال عدسات مختلفة فانا مقدسة حين اكون اما، وبذات الوقت ، "كيدي عظيم" و"ما لي وفاء" ان كنت مخاطبة من قبل محب خائب اوطالب ود مرفوض! انا ست الحبايب يغني لي عبد الوهاب واولادي لكني بالنسبة لزوجي( اب الاولاد) مصدر الشر والغدر والفتنة لكن امه ( ام زوجي) هي مرة اخرى ست الحبايب بالنسبة لزوجي التي تتغني بها القصائد والالحان! على من يلعب آدم هذه اللعبه؟ هل انا لغزصعب الحل الى هذا الحد ؟؟؟ ام ان حدود قدرته على التحليل والفك والربط متواضعة، بالنسبة له انا اثنان اذن: امه واهبة الحياة المقدسة والكائن الاخر زوجتة او ابنته مصدر العار وخراب البيت والسمعة،انا لست انا ، انا المفدس والمدنس ، انا الامل والخيبة، هذا الرجل متناقض، انا لاافهمه بمرور الزمن اتضح ان سليل آدم ماض في سعيه للأنتقام مني ربما لأن تزايد متطلبات الحياة يذكره بمجده الغابر ايام كان مع الملائكة، او لأن سليل آدم مازال يشعر بشرخ في كبريائة لأني كنت في لحظة ما اقوى منه... والان اهم مايستميت من اجل اقراره ان يرسخ في ذهني انا المرأة انني كائن ضعيف ، مطارد، مهدد وانني مادة ناسفة سينسف الرجل بي قيم المجتمع ان لم احتط والف نفسي بالمواد العازلة. في ارجاء الأرض المسلمة يغسل دمي" العار" الذي صنعته بالأشتراك مع رجل في حين يزداد رصيد الرجل شريكي في صنع" العار" من الرجولة والقدرة على ايقاع امثالي نحن بنات" الجنس اللطيف" في الشباك. انا احمل اثار" العار" في حين لايمكن تمييز الرجل الذي اشترك معي في انتاج هذا" العار" فيعاود الكرة مثنى وثلاث ورباع. ولم يكن يشغلني قبل ست ملايين سنه حين كنت مع آدم ان ياتي مجلس حكم مؤقت يحكم العراق يطالب باقرار قانون 137الداعي الى تزوبجي وانا ابنة التاسعة كما حدث لام المؤمنين عائشة. كما لم يكن يخطر ببالي ان ينتخب من قبل الملايين رئيس وزراء لا يجرؤعلى مصافحتي خشية ثورة المارد( الذي يسميه الشيطان!) الذي سينتفض في اعماقه بمجرد ملامسة اناملي،عجبا، رئيس وزراء هذا ام قنبلة جنسية كامنة؟. لعله سلاح الدمارالشامل الذي يبحث عنه بوش وبلير؟كيف سيتاح لعقل مشحون بالخوف من انفجار المارد ان يقود الوزراء لبناء بلد يعج بالمشكلات؟ مايحاك الان في العراق، في الظلام، ضدي يندى له الجبين خجلا، كل هذة الشهادات وسنين الدراسة والحياة في اوربا لم تزدهم الا تخلفا و..رجعية، هناك يجربون نموذجا ( ما بعد الحداثة) لسيدة اولى ملفوفة بالسواد كمومياء محترقة ،لايعرف ملامحها احد وهناك جدل حول اذا ماكان الصوت ( بعد الوجه) مثيرا للفتنة ومخالفا للايمان، لم خلقني الله ان كنت هكذا،جسدي مشكلة، وجهي مشكلة، وصوتي مشكلة ، شعري حتى ان كان متسخا مليئا بالقمل مثير لشهوة الرجل، لم لم يخلقني الله مفقسة كهربائية مادام سر وجودي يكمن في مهمة التفقيس؟ آدم قبل ست ملايين سنة، ماكان هكذا، كان اكثر تحضرا! مرات كثيرة اضحك ومرات اكثر ابكي، هل انا غبية ومستغفلة الى هذا الحد؟هل يعتقد الرجل ان قطعة القماش هذه التي يجبرني على لف راسي بها قادرة على منع تدفق الافكار من والى رأسي اليس المهم مافي الرأس في النهاية، مايدخله ومايخرج منه وليس ما يعلو الرأس؟ لو تتاح لي الفرصة ان اكلم هذا الذي يؤمن بالقدرة الدفاعية الخارقة لنسيج القماش، لوأستطيع فقط اقناعه ان يتنكر بزي امرأة ويرافقني لنصف ساعة لاريه ماذا يدور في الرؤؤس التي تجبرعلى الاختفاء تحت قطعة القماش تلك وباية براعة لاتخطرعلى باله تنفذ تلك الخطط التي في الروؤس! لكنه لن يفعل، هو مقتنع سلفا بان رأسي هو السبب، فليستمع اذن لما يقول البدوي في اغنيته" ياسعد شيبني... لابسات البراقع" هكذا ياابن عمي يا آدم المعاصر يا آدم الشرقي !حتى لو اختفى وجهي خلف البرقع فانا متهمة بالفتك بك فعيناك، عينا الرجل الشرقي تنفذان الى ماتحت البرقع ، تخترقان الفولاذ والكونكريت فالى اين المفر؟؟؟ انا لست مسوؤلة عن عينيك لكني اتحمل تبعات سلوكهما! اية حكمة في ذلك ؟؟؟ انت تهاجم ومطلوب مني استيراد كل سلاح الكون للدفاع ، لاهم لي في هذه الارض سوي ان استر نفسي من حواسك! اذن المشكلة في الرجل، فيك انت ! عصبوا عينيه الوقحتين واتركوا شعري! اوجدوا له حلا فهو مصدر الغواية!ان كان النظر غواية وقبل ان اتركك ياآدم الشرقي تبدأ بكيل الشتائم لي اقول لك بصدق انا اعرفهم هؤلاء الذين يركضون خلف اخواتهم و بناتهم لتحجيبهن هم ذاتهم ذوي العيون الوقحة الذين يسترقون النظر من الطوابق السفلية للصاعدات والنازلات من السلالم هم انفسهم من يطارد الفتيات حتى ابواب المدارس مختباين خلف نضارات سوداء، هم من يلتصق بالنساء اثناء الزحام على المواصلات ، هؤلاء ذوي العيون الوقحة والنفوس العليلة يتصورون ان الاخرين مثلهم مرضى ، فيحملون نتائج فعالياتهم وماثر رجولتهم الى بيوتهم، مرة على اثر صحوة دينية مفاجاة وثانية بدافع ارضاء لعرف عشائري لكن الحقيقة انهم يخشون ان يفعل بنسائهم مثل ما يفعلون هم بنساء الاخرين! عصبوا اعينهم هؤلاء، واتركوا شعري حرا .. اتركوا راسي فهو لم يجن على احد
#علي_بداي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قائمة المرجعية والديموقراطية... ايران 1979 ام جزائر 1990 ؟
-
يريد ينجح بالزغل ......سعّودي
-
قادمون ...للدوس على رقابنا باسم اللة والحسين
-
اتركيهم ياشرقية..كفاهم ذلا
-
كلنا..ارهابيون
-
دور اليسار العربي في الاعداد لظهور الامام المهدي
-
ألأرهاب الكردي ام عمى البصيره؟
-
ايها العرب...احذروا يوما تصفق فية الشعوب للاحتلال
-
ثلاثة مقاطع لضمير يهم بالنهوض....
-
لنستمر في... حوارناالمتمدن
-
عبرقلب العروبة النابض..... نحو العراق المطعون
-
الخنجر الكردي في خاصرة الامة العربية
-
-سعدي يوسف ..... حوار غير متمدن
-
,جولة في مجاهل العقل العربي: باي حق يحاكم الرئيس صدام حسين؟؟
...
-
امت(نا) العربية ايها العراقي
-
دولة العباءات السود ...ديموقراطية الاستبداد
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
المشاركة السياسية للمرأة في سورية
/ مية الرحبي
-
الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء
/ الاممية الرابعة
المزيد.....
|