عقلية دوغما

فادي العكلة

الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 05:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

عقلية دوغما
تكرر في الآونة الأخيرة ظاهرة التنظير والتحليل والتعليل باعتبار القول فعلاً، وحلول الأقوال محل الأفعال.أولئك المعللون المحايدون المؤيدون نخبة قسرية تتصف بتبعية غير معلنة لتمرير سياسية إعلامية لإخضاع وإقناع الصامتون بتجرع السم من خلال شحنة عاطفية انفعالية تتسم بالميل الشديد للجدال والمبارزات اللفظية وتحقيق الانتصارات الصوتية ذات النبرة العالية ،معتدين بالذات إلى حد التعالي على الآخرين آياً كانت قدراتهم وجدارتهم ،مفترضين نظرية المؤامرة والمكيدة لهم ،فينتقلون من ادعاء إلى ادعاء ،ومن تعليل إلى تعليل حائرين غير مستقرين ،يحاولون أن يعلوا الأثر الوليد المزلزل في النفوس بشت التعلل ثم يخلصوا من الحرج بأن يطالبوا بشرح مفصل لديناميكيات الثورة والمجهول ......
وهنا الطمه الكبرى والعناد الأكبر وفساد الفكر وتكرر التكذيب ،وبلاد الروح ،فالثورة لاتخضع لمعايير العقلانية وتستمد هويته من منطق الانفجار البركاني ،ولذلك لاتوجد ثورة شبيهة بثورة أخرى فهي ظاهرة موضوعية لاترتبط بأي وعي نظري صوري ولاتنبثق من التأمل المسبق ويزداد روح الثورة اشتعالاً بمقدار ماتواجه من مقاومة وعوائق .
أما عن المجهول ...ياجهول فالمجهول عنصر اساسي في التكوين النفسي لحياة البشر .فلابد من مجهول في حياتهم يتطلعون إليه ويجرون ،ويأملون ،ويجربون ،ويتعلمون ،ويكشفون المخبوء من طاقاتهم فيبدعون ، ولو كان مكشوفاً لهم وهم بتلك الفطرة لوقف نشاطهم ،وأنتها مايسمى بالدول المتعاقبة وأنتها تاريخهم البشري .
فا عقل الدوغما مركب نفسي يتسم بالفارغ ولايعرف الجد فيلهو في اخطر لحظات التاريخ ،ويهزل في مواطن الجد ،ويستهتر بعقول الصامتين المحايدين فستقبلون الأهوال بلا وقار ولا تقديس فلا يصلحون بعد هذا إلا أن يكون الجماهير التي تتجرع السم القاتل وخارجة عن أي تداول بشري انساني .

#فادي_العكلة (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات