حكمت الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 3902 - 2012 / 11 / 5 - 00:36
المحور:
الادب والفن
حكاية الطريق..
من التراث الشفوي لقبائل أفريقيا الوسطى
ترجمة: حكمت الحاج
ذهب الأب والإبن إلى الغابة لكي ينصبا فخاخاً، فوصلا إلى طريق سالكة جداً.
قال الإبن أريد أن أنصب فخاخاً ها هنا.
أجابه الأب ليس هذا بالشئ الجيد. هذه الطريق للناس.
قال الإبن مع ذلك سأنصبها هنا.
ونصب فخاخه في ذلك المكان.
الإبن، في اليوم التالي، كان أخو أمه قد وقع في الفخ فصاح يا أبي هنالك حيوان.
وصاح الأب أيُّ حيوان؟
أجاب الإبن إنه أخو أمي.
قال الأب ألمْ أقلْ لك؟ الآن فورا تطلق سراح أخي أمك ولا تنصب فخاخك في هذا المكان ثانية.
ولكن الإبن لا يسمع كلام أبيه فيضع فخاً جديداً في نفس المكان.
في اليوم التالي وجد الإبن أبا أبيه واقعاً في الفخ.
في الثالث وجد أمه واقعة في الفخ.
في اليوم الخامس وجد الإبنُ الطريقَ نفسها وقد وقعتْ في الفخ.
قال له الأب دعها تذهب لحال سبيلها. إذا لم تفرج عن الطريق نحن لن نعرف كيف نعود إلى القرية.
ولكن الإبن لا يطيع أباه.
أخذ الإبن الطريقَ وَلفَّها وأدخلها في كيسٍ وحمل الكيسَ على ظهره ولذا عندما أراد أن يرجع مع أبيه إلى القرية لمْ يريا أمامهما سوى الأدغال. وهكذا تاها وأضاعا القرية.
أخيراً رمى الإبن الكيسَ إلى الأرض فخرجت الطريق على الفور من الكيس وركضتْ تهرول باتجاه القرية.
ركض الأب وراءها وركض الإبن وراءه.
وفي القرية، أمسك الإبن بالطريق من جديد، وقال الناس الآن هذه الطريق صارت مِلْكاً للإبن لأنه قد قبض عليها.
وقال الإبن نعم وإنه لكذلك. هذه الطريق خاصتي ولا يحق لأحد أن يمشي عليها.
وفعلاً، لم يعد أحد يمشي على تلك الطريق.
وَحَزِنَتِ الطريقُ كثيراً واكتأبَتْ، وفي الأخير توفيتْ الطريقُ من المرارة.
____________
المصدر: مجلة Traduttore العدد الأول لسنة 1995
#حكمت_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟