حوادث التحرش الجنسي الفردية تبيض ذهب لشيوخ التكفير

عبدالعزيز خليل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 20:00
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    

موضوع التحرش الجنسي الذي يحدث منه حوادث قليلة وبسيطة في بلاد العالم العربي يجب عدم النظر إلي شكل هذه الظاهرة والتي تحدث بأعداد قليلة هنا أو هناك ولكن البحث عن جذورها وأسبابها وبعد ذلك إيجاد الحلول السليمة من علماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء الطب وعلماء القانون وعلماء التربية والتعليم وعدالة الحكومات في التكافل الاجتماعي علي الشعوب الإسلامية المقهورة وذلك بعيدا عن تجار الدين وإرهابهم للعامة والخاصة في تضخيم مثل هذه الحوادث القليلة التي تحدث بقصد أو بدون قصد في حالات قليلة ولكن شيوخ الفضائيات المتاجرين بالدين ومقدمي البرامج الحوارية يرتزقون من مثل هذه الموضوعات عند تناولها وتضخيمها وتهيج الناس في كل مكان حتى يظن العوام من الناس أن القيامة قد قامت أو الحياة تحولت إلي فساد وانحراف وشذوذ وضاع الأمن والأمان منها هكذا يصدقون هؤلاء عندما يسمعونهم في برامجهم المسمومة والتي تأكل من وراءها عيش وتعود عليهم وأصحاب القنوات التي تذيع مثل هذه البرامج المثيرة الملايين من الجنيهات نتيجة المداخلات التليفونية من المشاهدين الذين يجلسون ويشاهدون مثل هذه البرامج من الشيوخ وكذلك الضيوف المتحاورين في البرامج مع المذيعين في القنوات الأخرى والتي تثير مثل هذه الموضوعات حيث أن أولئك التجار قد أخلطوا المفاهيم السليمة بمفاهيم خاطئة علاوة علي أنهم أي شيوخ وإعلامي الفتنة قد استغلوا هذا الموضوع وغيره من الموضوعات الأخرى في نشر بضاعة تكفير وتفسيق وتضليل كل الناس في البلاد العربية مسلمين وغير مسلمين لمجرد ورود بعض الأخبار الصحيحة وغير الصحيحة في حوادث فردية تحدث من بعض المراهقين من الجنسين وعددهم لا يتعدي أصابع اليد في بعض المدن وبدون قصد من آخرين سواء عند السير في الطرقات أو عند ركوب السيارات أو عند ركوب المترو أو عند البيع والشراء نتيجة ضيق المكان وكثرة الزحام في بعض الأوقات بين الرجال والنساء فتجار البرامج وشيوخ التكفير الجهلة يقومون بتشويه جميع الناس في البلاد العربية بهذه الحوادث الفردية واتهامهم بالانحلال والإباحية والفجور والدعارة وأنهم لم يقوموا بتربية أولادهم التربية الصحيحة وأيضا لأنهم يعلمونهم الانحلال وقلة الآداب هكذا يتهمون الناس الشرفاء في كل مكان نتيجة بعض حوادث فردية وصاحبها المسئول أمام القانون وأمام الله وليس كل الناس الأبرياء التي لم تفعل هذا الأمر وما أدراهم إن كل الناس منحلين ولم يربوا أولادهم هذه اتهامات باطلة من وعاظ جهلة وظلمة يتاجرون بكل شئ من أجل جمع الأموال الحرام والتي تجعلهم يركبون السيارات الفارهة والسفريات إلي أمريكا ودول أوروبا وعمل حسابات في بنوك الخارج والعيش والنوم في القصور والتمتع بتعدد الزوجات بدون ضرورة قسوة وهكذا .
فأننا نقول لهؤلاء الشيوخ ومقدمي البرامج علي الفضائيات المسمومة بدل من تأكلوا بآيات الله ثمنا قليلا وتستغلون بعض الحوادث الصحيحة وغير الصحيحة والمفبركة من أعلامكم الضال لغرض في نفوسهم وتتربحون من وراءها الملايين من الجنيهات واتهام الناس بالباطل والكذب والافتراء كان عليكم أن تبحثوا عن جذور هذه المشكلة التي قمتم بتضخيمها علي الناس وإيجاد حلول علمية سليمة في القضاء عليها مثل إيجاد عمل للشباب العاطل ليفرغ طاقته ويكسب من عرق جبينه ، وتوفير ملاعب رياضية ليمارس رياضته المفضلة مع توفير الإمكانيات اللازمة من أدوات وطعام وشراب وملابس وتخرج المواهب الرياضية بدل من ضياعها ، وتوفير التعليم المناسب والمسكن الصحي وكذلك دعوة الناس إلي تخفيف المهور لمن يريد أن يتزوج من هذا الشباب المسكين العاجز عن فعل شئ بعد تخرجه من الدارسة أو الذين تركوا الدارسة نتيجة ظروف صعبة ألمت بأسرتهم مثل فقدان الأب أو الأم أو كانوا فقراء لا يجدون ثمن الأدوات المدرسية من كتب وأقلام ودروس خصوصية وملابس وغير ذلك فكل ما ذكرناه لا نجد شيخ من شيوخ الفضائيات والتي تمول بأموال النفط في الخليج العربي قد طالب الحكومات ورجال الأعمال بالوقوف وراء هذه المشكلات والتي كانت نتيجتها بعض الحوادث القليلة عن التحرش الجنسي فهؤلاء لا يعنيهم حل مشاكل الناس وإنما يعنيهم أنفسهم فقط فهؤلاء يأمرون الأغنياء بتعدد الزوجات دون ضرورة من عنده زوجة واحدة يقولون تزوج ثانية وثالثة ورابعة وطلق الرابعة وتزوج الخامسة وهكذا هذا بخلاف أن أولئك الشيوخ الواحد منهم متزوج من أكثر من زوجة ويقومون بتكفير الأغنياء الذين لا ينتهجون عملهم في تعدد الزوجات أو يقولون له أنت عاصي لأنك لم تنفذ كلام الله أي في تعدد الزوجات ولم نجد حمرة خجل من هؤلاء في هذا ولا نجدهم يطالبون أهل التعدد من الزوجات أو رجال الأعمال بمساعدة الشباب في العمل في شركاتهم المتعددة أو مساعدتهم في تكملة من لم يتعلم منهم أو مساعدة من يريد تكوين مسكن أو شقة للزواج بها أو مساعدتها في تكملة مصاريف الزواج من شبكة وأثاث ومفروشات وهكذا أننا لم نجد من هؤلاء شئ تجاه هذا الشباب المسكين والذي لا يجد أهله الفقراء مصاريف زواجه أو توفير عمل وسكن لكي يتزوج فيه .
ولكن الذي نجده من مقدمي البرامج والمتحاورين فيها وكذلك شيوخ التكفير علي الفضائيات يتهمون الناس بالتسيب والانحلال ويطالبون الحكومات بالتضييق علي الشباب وخاصة النساء وذلك بالدعوة لحبسهم في البيوت ومنع خروجهم للتعليم الأساسي والعالي ومنعهم من العمل بحجة أنهم يزحمون الرجال في أعمالهم ويختلطون معهم ثم يقولون هذا هو السبب الرئيسي في انتشار حوادث التحرش الجنسي في المجتمعات العربية وأن النساء في خروجها إلي الشارع هي التي تساعد الرجال في ارتكاب هذه الأفعال في الطرقات هذه هي حلول مقدمي برامج الفتنة في المجتمع وأيضا هذه هي الحلول العبقرية من شيوخ الجهل الديني في بلادنا العربية .
ايها المسئولين الكرام في بلادنا العربية والإسلامية عليكم بالبحث عن حلول للشباب لكي يعيش سعيد في الحياة من خلال توفير عمل مناسب له وكذلك توفير سكن لكي يتزوج في ظل غلاء الشقق السكنية في البلاد العربية نتيجة غلاء مواد البناء وخلافه .
وكذلك توعية الشباب ذكور وإناث منذ الصغر في المساجد والكنائس والمدارس علي الاحترام والأخلاق الكريمة والتعاون علي مساعدة الآخرين وتعليمهم الصدق والاحترام والأمانة في الجوار وفي العمل وفي كل مكان وقبول الأخروهذا التعليم بعيدا عن العنف واستعراض العضلات من قبل المسئولين في التربية والتعليم وكذلك متابعة الأشراف الصحي والتغذية السليمة من قبل أولياء الأمور ومن خلال دعمهم ماليا وأدبية ومعنوية في تنشئة هذه الأطفال تنشئة طيبة وجميلة ومن هنا تنتهي حوادث التحرش الجنسي القليلة التي يضخمها شيوخ ومقدمي برامج الفتنة علي الفضائيات المسمومة وفي الصحف وعلي بعض المنابر الأخرى الخاصة بهم والتي يمتعون المتعة الكاملة عند سرد هذه الحوادث لكي يشغلوا المجتمع بالفتن وكذلك الحجر علي النساء والمطالبة بحبسهم في البيوت وهذه هي مخططات القنوات الفضائية الوهابية علي الفضائيات والتي تبيض لهم ذهب كل يوم .

#عبدالعزيز_خليل_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات