تكريس ثقافة الشوكولاطة؟ !!

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 19:59
المحور: كتابات ساخرة
    

ومن لا يحب الشوكولاطة ،أو لم يحلم بتذوقها في يوم من ايام العوز و ظلم الخبز الحافي؟ ! لا اظن ان من يسعفه جسد لم يتسلل إليه السكري و ما جاوره سيترك فرصة سانحة لالتهام قطعة منه بنهم !
لم يكن ينال عموم المغاربة نصيبا من شوكولاطة الآخرين إلا في المجاز ! أو في هدايا القادمين من حفر مناجم فرنسا، فتكون قيمة ما يأتي به "السافاريان"بعدد قطع الشوكولاطة الحلوة غير التي كانت تشترى عندنا بأربعة مقابل ريال !!
ربما تكون المبادرة الحلوة التي قام بها منتجو هذه المادة في معرض الشوكولاطة هذه الأيام بالمغرب وسيلة للإنفتاح أكثر على ما اسموه ثقافة الشوكولاطة..لكني لا أظن أن المغاربة في هذا الزمن بالذات محتاجون إلى حد العوز لهذه الثقافة الجديدة التي يعترف منتجوها الخمسة و العشرين أنها لازالت في بداياتها..
الشوكولاطة التي نهواها ،أو نهوى حلاوتها غالية الثمن ..فبمجرد ان تنتهي حلاوتها في الفم تبدأمرورتها على جيبك المثقوب بفعل الأزمة وقلة ذات اليد ! لذلك ، فإن أية معارض للحلاوة السمراء تبدو في هذا الزمن الأغبر مثل مقولة ماري انطوانيت ايام لويس السادس عشر !!
ثم إن قطع الشوكولا الممكن لنا ان نشتريها معروف أنها مصنوعة على غير المتعارف عليها دوليا ،و لا تعترف بالمواثيق و العهود الدولية في هذا المجال ! إنها شوكولاطة تسرب إليها الفساد ! فتكاد تكذب على نفسك او ابنتك الصغيرة حين تشتري لها قطعة انت موقن مائة في المائة أنها مجرد قطعة سكر غير الفساد لونها !!
ربما تكون فكرة جميلة ان تضيف حكومتنا الموقرة إلى لوائحها التي تحصر الفساد في البلد لكي تحاربه فيما بعد هذا النوع الرديء من الشوكولا الذي لن نجده حتما في معرض البيضاء ! كما لن نجد طعمه ابدا على السنة غير الفقراء !
ويقولون انهم يرغبون "تكريس ثقافة الشوكولاطة" في بلاد تحتاج إلى تكريس ثقافات مدنية حقيقية غير مكلفة بموازين الإقتصاد لخزائن البلاد و جيوب الناس كما تكلفنا الشوكولاطة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة على حدة: أشارت احدى المواقع العربية في تغطيتها للحدث أن النساء المغربيات أكثر عشقا للشوكولاطة من الرجال...
للأمر علاقة بين الجمالين ياصديقي !!

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات