صفاء سلولي
الحوار المتمدن-العدد: 3899 - 2012 / 11 / 2 - 20:15
المحور:
الادب والفن
اكتشفت اليوم أن معرض الكتاب دورة نوفمبر 2012 قد نُظم في زاوية ذات قبّة خضراء. أغلب الكتب تتلون بألوان التّوبة الزائفة و الآخرة المستعجلة: عناوين تتعلّق بالهداية و النور و العقاب و الثواب... لا يمكن أن ننكر أن هذه المؤلفات تكشف صنفا من أصناف المعرفة لكنّها لا يمكن أن تمثّل المعرفة كلّها... لا يمكن أن يصبح معرض الكتاب الدّولي معرضا يسيطر عليه الفقه و مشتقاته فحسب. وغير بعيد عن متعلّقات أسلمة الثّقافة، نجد العلمانية و علاقتها بالكفر فقد وصفت بالمتهافتة...
و في ظلّ سيطرة الكتاب الإسلامي و السياسي نعثر على بعض إنتاجات الفكر من أدب و فلسفة و حضارة و تاريخ و طبّ و ترجمة في مساحة بسيطة من مساحة المكان المخصص للعرض... مساحة تتزاحم فيها كتب الأطفال التي اكتست لباس التٌقوى أيضا و كتب الطبخ و أشباه الكتب من : اعرف نفسك بنفسك، كيف تسيطر على المرأة، أسرار الزواج...
فوضى في الفكر و فوضى في رحاب المكان... مكان لم يُنظم بعد في يوم الافتتاح: صيانة، كتب لم ترصف... حتى عدد الزائرين كان بسيطا لا يتوافق والمناسبة...و كانوا ينتمون إلى اتجاه مخصوص ينسجم و يوم الجمعة...
شعرت بالاختناق وسط الشعوذة الفكرية أمام نظرات شاحبة فخرجت مسرعة فاعترض طريقي ما يثلج الصّدر: شابة تنحت تمثال أبي القاسم الشابي وشاب يرسم لوحته... و أخيرا تنفست ثقافة قبل مغادرة زاوية الكرم.
#صفاء_سلولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟