أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماتت في البلد أم صديقة














المزيد.....

ماتت في البلد أم صديقة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماتت في البلد أم صديقة....

صحيح أنني أمارس اللغة العربية بإتقان ودقة... ولكن أمام موت أحباء وأهل لأصدقائي, أعجز كليا عن انتقاء الكلمات المناسبة لتعزيتهم.. وخاصة إذا كان هؤلاء الأصدقاء يقيمون ويعيشون في الغربة بشكل دائم. وأهلهم وأحبتهم مقيمون في وطننا الذي يتمزق من سنتين.. ســــوريــا!... بالإضافة أنه لا توجد اليوم أية وسيلة نظامية للسفر إلى هذا البلد الذي فقد كل أمن وأمان, حتى يشاركوا بحضورهم توديع الفقيد أو الحبيب الذي رحــل!!!........
من يومين ماتت أم صديقة لي, لجأت لهذا البلد الفرنسي من عدة أشهر مع أبنتها الصغيرة, هربا من جهنم التفجيرات والموت. وأخبروها أن والدتها توفت بانفجار دماغي, بعد أن غرقت فترة طويلة في صمت حزين من الأحداث المرعبة التي تراها وتسمعها..........
لم أعرف ماذا أقول لهذه الصديقة. تلعثمت. فقدت التذكر بأبسط الكلمات التي تقال وتردد عادة في بلدنا بهذه المناسبات الحزينة........ ولعنت ... ولعنت وشتمت جميع الأطراف المتقاتلة المتصارعة على الأرض السورية.. كلها..كلها.. ومن تدعم وتمول وتدس من خارج الأرض السورية... وتيتم الأطفال.. وتقتل أهل الأطفال.. وتقتل الأطفال.. وأمهات الأطفال.. وآباء الأطفال..وجدات وجدود الأطفال.. وتهدم وتفجر الأحياء والأموات.. والحجر والبنيان.. وتـحـرق عـمـدا الأخضر واليابس.......
لم تعرف سوريا أية فترة من تاريخها هيمن فيها هذا الخراب وهذا الموت...وتمزقت فيه كل حياتها بهذا الشكل... ونشر فيها الموت أجنحته بهذه الجهنمية الحاقدة البشعة من جميع الأطراف...

لا أستطيع التصديق ان هذا الإله الذي يقاتلون بكل شراسة باسمه, راض أن يفعل كل هذا تحت علمه الأسود, وهو لا يقول لهم كــفــا!.....
يا صديقتي. لست أدري ماذا أقول لك اليوم. ولا بأي كلام أعزيك بموت أمك. بلد كامل يموت. وشعب يموت كل يوم ألف ألف مرة. ومع كل هذا لا أستطيع البكاء. ولا أشعر بغير الغضب ضد الموت. ضد من يتقاتلون من أجل سـعـادتنا. ومن طلب منهم ومن قال لهم أننا نريد هذه السعادة؟ وهم لا يعطوننا سوى موت من نحب...
لا نريد سعادتهم...ولا نريد سلطتهم علينا.. ولا وعودهم لنا بالجنة...نريد أن نعيش كالبشر...كما يعيش كل البشر... بطمأنينة عادية...دون ان نسمع أنين الجرحى ولا بكاء الأمهات واليتامى...
ليخرج الغرباء من بلدي... ليذهب كل من يقاتلون باسم الإله الواحد الوحيد... زورا وبهتانا... ليتركونا نتدبر لوحدنا مع جرحانا, ليتركونا نقبر موتانا...ليتركونا نرمم بيوتنا المهدمة. هذه جراحنا وهؤلاء موتانا...وحياتنا لنا.. وموتنا لنا...ولا نقبل لا من سيد ولا من حاكم ولا من غريب أن يختار لنا طريقنا وحياتنا وموتنا... لأن الحرية هي حــريـة الاختيار...وانتم تقررون عبوديتنا... ومــوتــنــا...ونحن نريد الحياةّ!!!.....
يا صديقتي الحزينة... إليك أهدي هذه الكلمات..................
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا مهاجرون
- الحرب الفيسبوكية.. اللاأخلاقية
- رد للصديق أحمد صالح سلوم
- صمتت دمشق...
- دعوني أطلق آخر صرخة...
- هل ستموت الهدنة قبل ولادتها؟؟؟!!!...
- حذرا.. حذرا يا قوم.. حذرا
- لنستيقظ من غبائنا.. قبل أن يداهمنا الموت
- فيديو.. قتيل.. وصرخة.
- نداء إضافي ضروري
- من كابول.. إلى حلب
- المرأة تختفي من كتالوج IKEA في المملكة الوهابية
- كتاب مفتوح إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
- أخي.. من نحن؟؟؟...
- كراكوز عيواظ
- البابا.. البابا عندنا في زيارة
- نضال.. يبق البحصة
- سوريا.. برج بابل!!!...
- كلمة أمل ومصالحة.. رد على السيدة فلورنس غزلان
- رد وتعليق على مقال نضال نعيسة


المزيد.....




- محكمة روسية تحكم بسجن مواطن أمريكي 15 يوما لهذا السبب
- ضابط أمريكي سابق يسلط الضوء على الخطة الأمريكية الخبيثة ضد ا ...
- روسيا تعلن -الطوارئ- وتعيد قوات لصد التوغل الأوكراني
- نتانياهو ينفي التحدث مع ترامب بشأن مفاوضات غزة
- تكتيكات حماس تحت قيادة السنوار: تفاوض دون تنازل وضغط نحو خطة ...
- حماس تتغيب عن جولة مفاوضات جديدة في الدوحة اليوم، وتشكك في ...
- في المانيا.. مذكرة احتجاج ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية في ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- مراسلنا: قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي جديد لغزة وخان يونس
- وسائل إعلام: نتنياهو ينفي أي مباحثات له مع ترامب حول غزة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماتت في البلد أم صديقة