شريف الغرينى
الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 17:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
على التاريخ أن يتوقف عن التدوين لبعض الوقت، لأن المصريين فى هذه الأيام يعيشون حالة فريدة فى تاريخهم ، هى حالة مزيج من الترقب والأمل وبعض من اليأس الذى يتزايد تدريجيا بإخفاقات نظام الإخوان المستمرة ، ذلك النظام الذى يدير البلاد بفكر التنظيم السرى ، فالجماعة تعمل تحت غطاء سيادة الرئيس الواجهة الذى لا يعرف عن الحكم شيئا بقدر ما يعرف عن كيفية إلهاء الناس فى قضايا شكلية لشغلهم عن حقيقة ما يحدث تحت الأرض ولتشتيت المراقبين وصرف انتباههم عما يحدث من إحتلال اخوانى منهجى لمفاصل الدولة بدعوى التطهير والتخلص من الفساد منذ أحداث الخامس والعشرين من يناير، والتى يعتبرها البعض ثورة بينما تراجع الكثيرين عن ذلك لدرجة أن البعض وأنا منهم نعتبرها بروفة جيدة لثورة حقيقية ستحدث لا محالة، فكل شىء أصبح واردا بعد أن نزع الشعب المصرى شوكة الخوف من صدره ، وبالفعل لم يبق لقيام ثورة وطنية حقيقية إلا أن تتعلم التيارات السياسية الأخرى فنون الحشد ووسائل الدعاية ، و أدبيات قيادة الشعوب المخدوعة التى تصورت يوما أن الهتاف هو الذى اسقط النظام السابق ، بينما تم توظيفهم ليكونوا مجاميع فى خلفية لصورة سينمائية ، لذلك لابد أن يعرف الناشطون والوطنيون والمعارضون، أن الهتاف الشعبى وإن كان مهما لتوثيق الثورات وإكسابها شرعية إلا أنه غير كاف ليسقط نظاما مموها يقوم على التضليل ويستعين بحشود من المهوسين دينيا ، و تغذيه وتدعمة لوبيات المصالح الداخلية والإقليمة والعالمية ، ومع ذلك وبرغم قتامة الصورة ، مازال هناك أمل فى كتابة تاريخ جديد ومازالت الفرصة سانحة للتغيير عندما يخرج الشعب نفسه من معضلة الإختيار بين الواقع السىء والوهم الجميل
#شريف_الغرينى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟