طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 01:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية أحب أن أعطي فكره أوليه عن هذا البحث الخاص بأسطورة المسيح الدجال .. يجد المهتم بتاريخ الأديان السياسية توافق ديني سياسي فيما بينها في بلورة نصوص الأسطورة .. هذا يوحي أن هنالك سرقات تنافسيه جرت عليها بعد تأليفها من قبل احدهم .. فكل دين سياسي ألف الأسطورة حسب ما تقضيه المصلحة ومن ثم نسبت إلى ابرز شخصياته الدينية تأكيدا على عمقها الديني حتى أصبحت محل صراعات قومية ودوليه.. أولفت أسطورة المسيح الدجال في أوربا في القرن الرابع عشر بعد سقوط دولة بيزنطة وانتقال الإدارة الدينية منها إلى روما ثم دونت في الكتاب المقدس كدعوة قومية لا عادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين.. فمذ ذلك التاريخ والتسويق الجغرافي القومي قائم على قدم وساق للوصول إلى ارض الميعاد .. تعرضت الأسطورة إلى أشكال مختلفة من التسويق غير نمطها السياسي والقومي والدولي ..ففي أوربا كانت محل صراع بين المسيحية واليهودية .. وبعد دخول المسيحية إلى الأراضي العربية في القرن السابع عشر بمساعدة الدولة العثمانية الفاسدة بداء الإسلام السياسي بتأليف أسطوره متشابه لما في الكتاب المقدس ونسب أحداثها إلى أقوال الرسول وعلى لسان رواة الحديث كالألباني وأبا داوود ..وفي منتصف القرن العشرين تغير نمط الأسطورة أيضا على شكل تحالفات دوليه ما بين الأديان السياسية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية ضد المعسكر الشرقي في الاتحاد السوفيتي ..
المصدر
بداية الأسطورة في أوربا
الكتاب المقدس .. الإنجيل .. يوحنا
ي رؤيا يوحنا - اصحاح 13 : 1- 8
1ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ. 2وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا. 3وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ، 4وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ:«مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ
مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ» 5وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ. 7وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. 8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ.
المصدر...
في البداية أردت أن أكتفي بترجمة مقال قديم نشرته دورية العالم الإسلامي يتحدث عن أصول الأساطير المنسوجة حول شخصية المسيح الدجال الإسلامية, إلا أنني وجدت أن الكاتب, وهو مسيحي متدين كما يبدو, قد غفل عن جوانب أسطورية عديدة في سيرة الدجال, وأن كل فقرة في مقاله تحتاج إلى تعليق ما, وكرهت أن أكتب التعليق على شكل هوامش, لأن المقال مهمش أصلا, لذلك سأقوم بإعادة هيكلة المقال, حاشرا تعليقي بين فقراته.
أولا علينا أن نعرف أن هنالك أساطير مسيحية, ويهودية أيضا, قد حيكت حول شخصية تسمى المسيح المضاد أو الدجال Aντίχριστος , ولعل الأحاديث الإسلامية تشير إلى ذلك, كما في الحديث الذي رواه الألباني: "ما بعث الله من نبي إلا قد أنذر أمته الدجال الأعور الكذاب." تقول الموسوعة البريطانية عن شخصية المسيح الدجال (المسيحي): " القطب المعارض والعدو النهائي للمسيح. طبقا للتقليد المسيحي, سوف يكون هنالك عهد مرعب من حكم الدجال قبل الدينونة. يظهر المسيح الدجال للمرة الأولى في رسالة يوحنا الأولى 2: 18, 22, 4: 3, وفي رسالته الثانية1: 7.... اشتق مفهوم المسيح الدجال (المسيحي) من التقاليد اليهودية, وبالأخص من "سفر دانيال" في الكتاب المقدس العبري, والذي كتب في عام 167 ق.م , والذي يتنبأ بمجيء مضطهد نهائي سوف " يتكلم بكلام ضد العليّ ويبلي قديسي العلي ويظن انه يغير الأوقات والسنة ويسلمون ليده الى زمان وأزمنة ونصف زمان. (دانيال7: 25)." يتفق المختصون على أن مؤلِّف سفر دانيال كان يلمح إلى أنطيوخس الخامس أبيفانس, الذي حاول محي اليهودية. إلا أنه بسبب أن أنطيوخس لم يُذكر بالاسم, تمكن القراء المتأخرون من تطبيق النبوءة في دانيال على أي مضطهد ديني. "
تقول الويكيبيديا تحت موضوع "المسيح الدجال":" يعرّف الكثير من المفسرين.."إنسان الخطية" في الرسالة الثانية إلى تسالونيكي2, بأنه المسيح الدجال.....يكتب بولس أن "إنسان الخطية" سيمتلك مجموعة من الخصائص, من ضمنها أنه "يجلس في هيكل الله," واقفا بالند ضد كل ما يُعبد, مدعيا سلطة إلهية, وأنه يقوم بجميع أنواع الأعاجيب والآيات الخادعة, وجميع أنواع الشرور. يلاحظ بولس أن "عمل الضلال" (مع انه ليس نفسه "ابن الخطية) يعمل بسرٍ حتى في أيامه وأنه يستمر في ذلك حتى هلاكه في اليوم الآخر..." راجع رسالة بولس الثانية إلى تسالونيكي 2, ولعل القصد من كل هذا الإشارة إلى المعلمين الذين يعلمون البدع في إطار مسيحي كالغنوصيين وغيرهم.
من الواضح أن معالم المسيح الدجال الإسلامي بدأت بمصطلح Aντίχριστος الذي أطلقه يوحنا الرسول, وصفاته الأولية التي أعلنها بولس في رسالته إلى تسالونيكي.
قارن ما ورد في أعلاه, من ذكر لمعجزات الدجال مع الحديث الصحيح الذي أورده مسلم في صحيحه عن النواس بن سمعان الكلابي: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة .... قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم ..... قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك. إن كانت هنالك أسطورة مسيحية مستندة إلى سفر دانيال :" ويظن انه يغير الأوقات والسنة ويسلمون ليده الى زمان وأزمنة ونصف زمان " فربما تكون هي مصدر الأسطورة الإسلامية حول المدة التي سيمكث فيها الدجال والتي ذكرها نفس الحديث
هنالك حديث آخر حسن صحيح أورده الهيثمي :" لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق يعني الدجال "ربما يلمح إلى أن الدجال موجود منذ القدم بشكل يتفق مع ما يقوله بولس. كما أن الأحاديث الصحيحة تقول بأن الدجال سيدعي الإلوهية كما في الحديث الذي رواه الهيثمي :" إنه –أي الدجال- يبرئ الأكمة والأبرص ويقول أنا ربكم. "
هنالك اتفاق على أن مجاعات ستحدث وأن الدجال سيكون فتنة للجائعين والعطشى فيقول مار إفرام السرياني: "الذين تقبلوا ختم الوحش سيسرعون إليه طالبين المعونة وقائلين أعطنا لنأكل ونشرب.." وحسب الرواية الإسلامية ستسير مع الدجال "جبال الخبز وأنهار الماء" (أنظر مجمع الزوائد للهيثمي7/346)
إشارة أخرى في سفر دانيال7 إلى "قرن صغير" مع نهر من نار يجري من قدامه, يفسرها البعض بانها تعود إلى المسيح الدجال (المسيحي), قد تكون لها علاقة ب"قرن الشيطان" الذي تقول الأحاديث الصحيحة انه يخرج من نجد او المشرق عموم, مع أن قرن تعني جيلا أيضا, كما أن الأحاديث تتكلم عن أن للدجال نارا وجنة.
من الواجب ذكره وجود شخصية المسيح الدجال (أرميلوس) في المعتقد اليهودي, إلا أنه لا يبدو أن للأساطير التي حيكت حوله تأثير على نشوء الأساطير الإسلامية.
يبدأ صاحب المقال بالحديث عن السبب وراء نقل الأحاديث الإسلامية موضع قتل الدجال إلى مدينة اللد فيقول: :
لقد تولد عن قصة إنقاذ أندروميدا (المرأة المسلسلة. المترجم)من وحش البحر معتقداتٍ جانبية عديدة, والأسطورة تنفسها تستند إلى أساطير أقدم. فبسبب أن الأم العذراء قد تفاخرت بأنها أشد بياضا من ربات البحر –النيريدات Nereids (بنات پوسيدون إله البحر عند اليونانيين. المترجم) -, أرسل پوسيدون وحش بحرٍ يخرب بلاد أبيها, سيفيوس ملك إثيوبيا. لحسن الحظ, وعدت المتنبئة في معبد أمون بالخلاص إن ان أندروميدا سلّمت إلى الوحش, عندها قيدها أبوها بالصخرة. وبينما هي في محنتها المريعة هذه, إذ رآها پرسيوس, الذي بعد أن تمكن من قطع رأس الگرگون (ساحرة شعرها من الأفاعي ومن نظر إلى وجهها تحول إلى صخرة. المترجم) , أظهره للوحش, وهكذا انقلب إلى صخرة, ثم أن پرسيوس تزوج من أندروميدا.
إن حبكة هذه القصة شائعة, لأن القصص الخيالية في كل مكان تخبرنا عن بطلٍ يقتل التنين لينقذ عذراءه الأسيرة. إلا أن علينا أن نعرف أن "وجود المرأة’" إقحام لاحق, ولكنه طبيعي, في سياق ملحمة التنين. في الصيغ الأقدم, يجيء البطل إلى موضع قد دمره التنين, واستجابة لتوسلات ملك البلاد, يقوم البطل بذبح التنين, وهكذا ينهي عصرا من الرعب.
بشكلٍ طبيعي, في القصص الخيالية يكون المحارب والتنين جزءا من عالمنا هذا, إلا أنه بعد نشر أعمل گونكل (ناقد. المترجم), أصبح من الواضح أن مثل هذه القصص لها أصلٌ في الملاحم بابلية الطابع والتي يتغلب فيها محاربٌ سماوي على وحشٍ من الزمن القديم. (لعله يشير إلى قتل الإله مردوخ الوحش تيامت –المترجم)
لأجل فهم التطور اللاحق الذي جرى على أسطورة پرسيوس علينا أن نلاحظ أن مسرح القصة كان محدد الموضع, وكانت نواحي أرسوف ويافا (في فلسطين. المترجم) المسرح التقليدي للحادثة. لقد نقل هذا التحديد المواجهة من أفريقيا إلى الأرض المقدسة.
علينا الآن أن نترك پرسيوس لوقت قصير لغرض الإمساك بخيط آخر من خيوط بحثنا في الأسطورة. يقال بأن القديس جورجيس (القديس جورج, مار جرجس, مار گورگيس. المترجم) شفيع إنجلترا, وأرَجون (في إسبانيا. المترجم) والبرتغال, قد نشأت في كبدوقية, إقليم من أقاليم آسيا الصغرى. اضطر جورجيس بسبب السياسة المعادية للمسيحية لدقلديانوس (الامبراطور الروماني الوثني. المترجم) إلى الاعتراف بإيمانه أمام الإمبراطور, مما أدى إلى تعذيبه حتى الموت في نيقوميديا في 23نيسان من العام 303. إلا أنه قد وُجد تقليد يجعل من اللد (في فلسطين التاريخية. المترجم) موطنا للقديس الشهيد. إن هذه البلدة لا تبعد إلا عشرة أميال عن يافا, وحدث أنه مع مرور الوقت انتقلت الأسطورة أعلاه من پرسيوس وعزيت إلى القديس جورجيس. لاحقا, تم تخليد هذا الحدث من خلال نقشٍ بارزٍ في كنيسة اللد, والذي يظهر القديس جورج وهو يحارب التنين بكل وضوح.
يعلل السير جورج آدمز انتقال الشخصية أعلاه من خلال إشارته إلى أن اشتهار قصة الشهيد توافقت مع انتصار المسيحية على الوثنية. إن كان هذا هو دافع مختلقي الأسطورة, نكون مضطرين على الأقل للاعتراف بأن الرمزية ليست لائقة –بجورجيس- فحسب, بل أنها تتفق بشكلٍ غريب مع الصيغة البابلية الأصلية للأسطورة.
تحت هذه الظروف لا يمكننا أن نتفاجأ من أن المسلمين, لعدم تعرفهم على الشخصية المصورة في النقش البارز –في كنيسة اللد- وعلى خصمه, قد فهموا النقش على أنه يمثل صراعا بين المسيح والمسيح الدجال. من هنا ظهر التقليد الإسلامي الذي يقول بأن المسيح سيقتل المسيح الدجال خارج باب اللد. لقد طرح أحد الباحثين المعاصرين اقتراحا مثيرا للاهتمام, فقد وجد في اسم "الدجّال" تحريفا ل "دراگون Dragon." إن كان هذا الاشتقاق صحيحا, فإن هذه العملية تكون بالفعل عملية مثيرة تطور فيها الوحش, الشخصية الرمزية التي تمثل الوثنية التي تغلبت عليها المسيحية, عن أول خصمٍ كبير لإله إسرائيل."
أقول:
يذكر داود الجلبي في كتابه "الآثار الآرامية في لغة أهل الموصل العامية" التالي:
"دجّالDadjdjal : كذّاب, ممخرق, ومنه المسيح الدجال. هو في الآرامية ܕܓܠܐ (تلفظ دگالا) كذاب, دجال خداع. دجال, المسيح الكذاب- جاء في القاموس: الدجيل كزبير وثمامة القطران. ودجل البعير طلاه به أو عم جسمه بالهناء ومنه المسيح الدجال لأنه يعم الأرض. او دجل كذب وأخرق, وقطع نواحي الأرض سيرا. أو من دجل تدجيلا غطى أو طلى بالذهب لتمويهه بالباطل. أو من الدجال الذهب أو مائه لأن الكنوز تتبعه. أو من الدجال لفرند السيف. أو من الدجالة للرفقة العظيمة. أو من الدجال كسحَاب للسرجين لأنه ينجس وجه الأرض. أو من دُجل الناس لأنهم يتبعونه – أقول لا عبرة بهذه الأقوال كلها سوى القول بأن الدجال الكذاب . وهذا غرضي من ذكر هذه الكلمة."
بالرغم من الجلبي لا يقول صراحة بأن دجال أصلها آرامي, إلا أن ارتباك صاحب القاموس في تفسيرها يقترح علينا ذلك, وإن عرفنا بأن مصطلح ܡܫܝܚܐ ܕܓܠܐ (مشيحا دگالا) قد ورد بهذا اللفظ في ترجمة البشيطا السريانية في المواضع الذي ذكر في مصطلحAντίχριστος (حرفيا: مضاد المسيح) اليونانية , لغة السفر الأصلية, كرسالة يوحنا الثانية2: 18
ܒܢܝ ܙܒܢܐ ܗܘ ܐܚܪܝܐ ܘܐܝܟ ܡܕܡ ܕܫܡܥܬܘܢ ܕܐܬܐ ܡܫܝܚܐ ܕܓܠܐ ܘܗܫܐ ܗܘܘ ܠܗܘܢ ܤܓܝܐܐ ܡܫܝܚܐ ܕܓܠܐ ܘܡܢ ܗܕܐ ܝܕܥܝܢܢ ܕܙܒܢܐ ܗܘ ܐܚܪܝܐ ܀
نستطيع أن نستنتج بثقة, أن المصطلح سرياني الأصل.
يجب الإشارة أيضا إلى أن هنالك أحاديث صحيحة تقول بأن المسيح يقتل المسيح الدجال عند باب اللد كالحديث الذي صححه الألباني: "..ثم ينزل عيسى بن مريم ، عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فيدركه –أي الدجال- عند باب لد فيقتله .."
ثم يقول صاحب المقال:
كانون إتش إي هانوير يوفر لنا رابطا آخر مع ملحمة أخرى أكثر شيوعا تدور حول المسيح الدجال, فهو يبلغنا بأنه طبقا لأشراط الساعة حسب الرواية الإسلامية, سيكون باب الخليل (أي باب يافا في القدس) بابَ اللد حيث سيتغلب عيسى على المسيح الدجال. هذا الابتعاد عن التقليد الإسلامي الأقدم, وتحديد موقع الحادثة في أورشليم, وفي البحث عن باب يؤدي إلى اللد , وهو غير موجود هناك, يعود إلى تأثير مباشر للأسطورة التي تعود إلى عصر ما قبل الإسلام.
في التقليد المسيحي, يُعتقدُ بأنه بعد أن يطيح المسيح الدجال بالملوك الثلاثة, سيتخذ مقر عرشه في الهيكل بأورشليم. إن هذا التوازي مع أسطورة التنين واضح. لأنه كما أن التنين سيعصف ببيت الله في السماء, كذلك سيطرد مقابله الأرضي اللهَ من حَرَمه على الأرض. ولكن كما أن البطل السماوي سيطرح التنين من العلياء, كذلك وبنفس الأسلوب, سيطيح المسيحُ الدعيَ عن العرش في أورشليم.
لغرض الدفاع عن تقليدهم الخاص, تم تحويل الباب الذي سيحدث الصراع بقربه من قبل المسلمين من اللد إلى القدس, اتباعا لوجهة النظر المسيحية.
أقول أني لم أجد أي رواية تقول بأن الدجال سيقتل في باب من أبواب القدس يسمى باب اللد, بل أنه سيقتل عند باب اللد الشرقي.
ثم يقول صاحب المقال:
فلنوجه انتباهنا الآن إلى الدجال, كما يتم تمثيله لنا في التقليد الإسلامي. "طبقا للأسطورة العربية يقطن –الدجال- في جزيرة في مملكة المهراج أو الزانج (جاوة). يقول بحارة سيراف وعمان أنهم يسمعون "دوام الأوقات أصوات الطبول والسرنايات والعيدان وسائر أنواع الملاهي المطربة المستلذة، ويسمع إيقاع الرقص والتصفيق" إن هذا تطورٌ غير متوقع , وهو يقحم عاملا –أسطوريا- غريبا على ملحمة التنين. إلا أنه ليس متعذر التفسير, لأن المسلمين لم يكونوا قط تخيريين في تركيب شخصياتهم الأسطورية.
أقول: بالرغم من أن الأحاديث الصحيحة, كحديث الجساسة, تقول بأن الدجال موجود في جزيرة بالفعل وأنها في المشرق إلا أنها لم تذكر الجزيرة بالاسم.
أما حديث الجساسة (الذي رواه مسلم) فمختصره أن صحابية هي فاطمة بنت قيس سؤلت أن تحدث حديثا عن محمد, فذكرت أن محمدا جمع المسلمين يوما للصلاة, فلما اجتمعوا أعلن أن شخصا نصرانيا, قد بايع حديثا, اسمه تميم الداري قد....
" ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام . فلعب بهم الموج شهرا في البحر . ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس . فجلسوا في أقرب السفينة . فدخلوا الجزيرة . فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر . لا يدرون ما قبله من دبره . من كثرة الشعر . فقالوا : ويلك ! ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم ! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة . قال فانطلقنا سراعا . حتى دخلنا الدير . فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا . وأشده وثاقا . مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه ، بالحديد . قلنا : ويلك ! ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري . فأخبروني ما أنتم.."
ثم أنه يسألهم عن خبرهم فيجيبونه, ثم أنه يسألهم عن عن نخل بيسان, أيثمر أم لا, وعن بحيرة طبرية, أفيها ماء أم لا, وعن عين زغر أيسقي ماءها الزرع أم لا, وعن نبي الأميين, فيجيبونه, ثم أنه يخبرهم أنه المسيح وأنه يوشك أن يخرج فيفتح القرى كلها إلا مكة والمدينة. عندها يفاخر محمد بأنه قد حذر أتباعه من فتنته قبلا, ويتنبأ بأنه يخرج من قبل المشرق.
من المثير للاهتمام أن تميما الداري هذا مسيحي, وأخاله فلسطينيا لمعرفته الجيدة بجغرافيا فلسطين, قدم إلى المدينة فأسلم, وقد أدخل إلى الإسلام إضاءة المساجد بالقناديل واقترح على محمدٍ اتخاذ المنبر كل ذلك تقليدا للكنائس المسيحية ( أنظر صحيح ابن داود1081), كما أنه ادعى أمام عمر بن الخطاب أن محمدا قد أقطعه حبرون (الخليل) بقراها. من المثير أيضا أن نجد أن هذا الرجل مشكوك في ذمته, إذ أن أحاديث صحيحة تتهمه بأنه اختلس قبل إسلامه أمانة لرجل توفي خلال مرافقته في السفر (أنظر صحيح البخاري2780), فمن المحتمل أنه اختلق هذه القصة تملقا في محمد.
أما التقليد الذي يقول بأن الجزيرة تقع في مملكة المهراج (أي جاوة –في إندونيسيا حاليا- التي كانت تحكمها سلالة هندوسية هي سلالة ماجاباهيت) فقد وجدته في مروج الذهب للمسعودي حيث يقول:
"ثم يليه بحر الصنف ..... وفيه مملكة المهراج ملك الجزائر... وفي أطراف جزائره جبال فيها أمم كثيرة بيض، آذانهم مخرمة ووجوههم كقطع التراس مُطْرَقة...... وتليها الجزيرة التي يسمع منها على دوام الأوقات أصوات الطبول والسرنايات والعيدان وسائر أنواع الملاهي المطربة المستلذة، ويسمع إيقاع الرقص والتصفيق، ومن يسمع ذلك يميز بين كل نوع من أصوات الملاهي وغيره، والبحريون ممن اجتاز بتلك الديار يزعمون أن الدجال بتلك الجزيرة."
ثم يكمل صاحب المقال:
طبقا لتاريخ الطبري الدجال عملاق, ومن الخواص الثابتة في أساطير المسيح الدجال أنه سيكون أعمى في إحدى عينيه. يؤكد التقليد الإسلامي أيضا على أنه سيكون له عينٌ واحدة. إن هذه الخاصية الغريبة الأخيرة قد اشتُقت من وصف الراعي الأحمق في سفر زكريا11: 17 وما بعدها من الآيات: "ويل للراعي الباطل التارك الغنم.السيف على ذراعه وعلى عينه اليمنى.ذراعه تيبس يبسا وعينه اليمنى تكل كلولا" إن أننا ربطنا هذه الخاصيات يمكننا مباشرة أن نعلل سكنى المسيح الدجال في جزيرة. لقد التبس الأمر عند المسلمين بين الدجال وبين پوليفيموس (السيكلوب ذو العين الواحدة آكل لحم البشر في أسطورة الأوديسة اليونانية. المترجم) الذي كان عملاقا, وعاش على جزيرة. إن احتقار الآلهة التي أظهره صنيعة المخيلة اليونانية هذا يلاءم حالة المسيح الدجال بشكلٍ يثير الإعجاب (أكل ضيوفه عاصيا بذلك وصايا الآلهة. المترجم).
أقول: فضلا عن الطبري, تشير الأحاديث الصحيحة, كحديث الجساسة, إلى أن الدجال عظيم الخلقة, أما كونه أعور, أو أنه ممسوح إحد العينين, فهو أمرٌ أشارت إليه أحاديث صحيحة (بالرغم في اختلافها في تحديد أي عينيه ستكون عوراء) كهذا كحديث النواس بن سمعان الذي رواه مسلم
"ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ... إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا ....فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ... (صحيح مسلم 2937)."
بالرغم من عدم وجود مصدر يقول بنصرانية النواس بن سمعان الكلابي, إلا أن اسم أبيه واشتهاره بالأحاديث التي تركز على الملاحم والفتن ذات الطابع الكتابي في آخر الزمان تجعلني أشك في أنه ذو خلفية مسيحية, وأنه أدخل بعض الصور الأدبية المسيحية إلى الإسلام. من الملاحظ في حديثه أعلاه تصوير المجيء الثاني للمسيح إلى الأرض بشكل يقارب التصوير المسيحي للمجيء الثاني للمسيح من بين السحاب (بمجدٍ لا يوصف).
ثم يكمل صاحب المقال:
صفة أخرى يسبغها الطبري على الدجال هي أنه سيكون ملكا لليهود وحاكما للدنيا بأسرها, وهذه تقابل بشكلٍ كبيرٍ التقليد المعتاد للمسيح الدجال -في الديانات الأخرى-. على سبيل المثال نقرأ في نسخة من أدبيات مار إفرام السرياني : "وسرعان ما تتأسس مملكته." يُشار إلى سعة ملكه في العديد من المصادر, على سبيل المثال يقول القديس إيرينيووس 5,30,4 :"ولكن عندما يخرب هذا المسيح الدجال كل شيء في الدنيا – سيتخذ له مقرا في الهيكل."
الاعتقاد اليهودي يقول بأن المسيح الدجال سيكون من سبط دان, وقد نبع من التفسيرات الربينية لفقرات توراتية كتلك التي في سفر التثنية33: 22, والتكوين59: 17, وإرمياء8: 16. وهذا الاعتقاد يشيع في الأدبيات المعلمين القدماء مستندا بالإشارة إلى هذه الفقرات.
لقد لاحظنا لحد الآن أن الطبري يصف الدجال بأنه عملاق, وحاكم يهودي للعالم, إلا أن يذهب إلى حد جعله يتشبه بربنا -كذا- (يسوع. المترجم) تطبيقا لنبوءة زكريا فيجعله يظهر ممتطيا حمارا كبيرا مثله, عندما يقتحم ياجوج وماجوج أسوار المدينة. إن هذه اللمسة النهائية قد أتت مباشرة من الملحمة-المسيحية- الأصيلة, وهذا الأمر تبينه حقيقة أن جوج وماجوج, سابقون دوما لأرميليوس (المسيح الدجال اليهودي) في أدبيات الرؤيا اليهودية المتأخرة.
أقول: روى مسلم أنه "يتبع الدجال ، من يهود أصبهان ، سبعون ألفا . عليهم الطيالسة (مسلم 2944) كما صحح ابن حجر ان الدجال يخرج من يهودية أصفهان, أي حارة اليهود فيها (فتح الباري 13/340). أما حديث حمار الدجال, وكبر حجمه, فهو ضعيف وهذا نصه: " وروى أبو نعيم عن أبي حذيفة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يصف حمارَ الدجّال: يخوض البحرَ لا يبلغ حقويه وإحدى يديه أطول من الأخرى، فيبلغ قعره فيخرج الحيتان ما يريد "
من الواضح لي أن واضعي هذه الأحاديث قد استغلوا وجود تقاليد مسيحية تصف الدجال باليهودي خلال حركة أبو عيسى إسحق بن يعقوب الأصبهاني , وهو يهودي خرج على بني أميه في عهد عبد الملك بن مروان (685-705 ب.م) في أصفهان في جماعة من قومه مدعيا بأنه المسيح المنتظر (أنظر الملل والنحل للشهرستاني).
من المثير للاهتمام وجود كثير من الأحاديث التي تربط زمنيا بين أحداث من قبيل فتح المدينة وفتح القسطنطينية و"ملحمة" من نوعٍ ما مع ظهور الدجال, ولعل وضعها أيضا متعلق بالأحداث الأخرى التي شهدها عهد عبد الملك بن مروان تغلب جيشه بقيادة الحجاج على عبد الله بن الزبير واستباحة المدينة, وحملاته على بيزنطة عام 692 , وبنائه قبة الصخرة وتعميره المسجد الأقصى. أنظر الحديث أدناه:
عن معاذ بن جبل: عمران بيت القدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبيه ثم قال : إن هذا الحق كما أنك هاهنا(أخرجه ابن كثير في إرشاد الفقيه2/204 وصحح سنده).
ثم يكمل صاحب المقال فيقول:
في "أخبار الزمان وما أبداه الحدثان ص 150" (المنسوب للمسعودي. المترجم) نقرأ أن الدجال مقيد إلى صخرة في جزيرة في البحر, وأن الشياطين يجلبون له الطعام. يقال بأنه قد استضاف تميما الداري, وهو شخص عاصر النبي . يستدعي التقييدُ إلى الصخرة تقييدَ پروميثيوس, ولكن ان كان هذا سيثبت مصدر هذا التفصيل في القصة, علينا عندها ان نشير الى ان مبتكري اسس التراث الاسلامي قد اخطأوا خطا كبيرا, لان پروميثيوس, عكس المسيح الدجال بالضبط, يعتبر مخلّصا Heilbringer ." إلا أن القصد قد يكون تقييد الحية القديمة (إبليس).
أقول: الأحاديث الصحيحة تقول هذا بالفعل. أما بروميثيوس فقصته أنه, حسب الميثولوجيا اليونانية, كان جبارا أو "تيتانا" حكيما علم الإنسان جملة من المعارف من ضمنها استخدام النار, فعاقبه كبير الآلهة زيوس بأن قيده إلى جبل في القوقاس ودبر له أن يقاسي العذاب يوميا.
ثم يكمل صاحب المقال فيقول:
لدينا في أدبيات مار أفرام السرياني تقليدٌ يقول بأن للمسيح الدجال رسلٌ ووزراء من الشياطين, ويقول كتاب Pseudo-Hippolttus xxix.iii.10 أن "لأنه سيصور شياطينه بهيئة ملائكة نور, وسيقود جنودا ذوي أجسام لطيفة (أرواح)." من الممكن اقتباس نصوص اخرى للغرض نفسه, مما يكشف مديونية الإسلام للأسطورة الأصلية.
أقول: تذكر الأحاديث الصحيحة أن الشياطين ستُبعث مع الدجال وتكلم الناس فتكون فتنة, أو تتمثل لهم في هيئة أشخاص (أنظر مثلا مجمع الزوائد للهيثمي7/ 346).
ثم يكمل فيقول:
في جميع الروايات الإسلامية, يتم تمثيل المسيح الدجال بوحش. في هذه الجزئية, عاد المسلمون إلى الاقتباس من مصادر مسيحية ويهودية أقدم. يكشف نص البعض على أن المهدي وليس المسيح هو من سيطيح بالدجال –كذا- عن ارتباك المحدثين والقصاصين المسلمين وتناقضهم بخصوص الصراع ضد المسيح الدجال. من المفترض ان يكون المهدي سليلا للنبي, وآخر الأئمة, والذي طبقا للمسلمين السنة, سيجيء إلى الأرض في يوم القيامة –كذا- وينشر راية الإسلام في أرجاء الدنيا. إن هذا الأخير هو الصيغة المُأسلمة كليا للملحمة: فالمرحلة الوسطى تشمل فكرة ان حكم المهدي سيطيح به الدجال, حتى يطيح عيسى بالدجال بعد نزوله ثانية. إن آخر صيغة للقصة ربما يدين بشيء لعقيدة وجود شخصيتين مسيّانيتين (مسيحَين) كما يشرح القديس جوستين. إلا أن من المُلاحَظ, أن هنالك تقليدا قويا يقول بأنه: "لا مهدي إلا عيسى." سنوك هرگرونج يتحدث عن استخدام هذا الحديث في –مناهج-الصفوف التركية الرسمية, لإثبات أن المهدي الحقيقي يجب أن يهبط من بين الغيوم, وهكذا تميل –المناهج- إلى تكذيب جميع المهدويين الكذبة الذين يخرجون من وسط المجتمع الإنساني.
أقول: في الحقيقة, لم أجد أي مصدر يقول بأن قتل الدجال سيكون على يد المهدي, جميع المصادر, حتى الضعيفة على حد علمي, تقول بأن قتله سيكون على يد المسيح. أما وجود شخصيتين مسيانيتن فهي فكرة دينية يهودية تقول بأنه "بسبب ثبات فكرة موت المسيح المنتظر, والتي تتعارض مع دوره كمخلّص, في التقليد التلمودي, تم حل الموضوع من خلال شطر شخصية المسيح المنتظر إلى شخصيتين إحداهما من سبط افرايم ونسل يوسف, والذي سيقود الجيوش إلا انه يقتل على يد جوج وماجوج, والاخر, الذي من سبط ي يهوذا ونسل داود, هو الذي سيكمل عمل الأول فيقود بني إسرائيل إلى النصر النهائي ويبدي عصرا مسيانيا من النعمة.
يستخلص صاحب المقال حديثه بقوله:
خلاصةً لمختصر تاريخ المسيح الدجال في التراث الإسلامي ربما نلاحظ أنه, بينما تبنى المسلمون شخصيته, إلى درجة ما, وأقحموها في دينهم وعقائدهم, إلا أنه غير قليلٍ من الكهنة المسيحيين قد عرّفوا الشخص محل الاستفهام بالنبي نفسه أو بالإسلام عموما, أفنستطيع –بعد ذلك- أن نقول بأنهم مخطئين تماما- كذا-؟
أقول: بما أن الكاتب, قد تطرق الى الاتهام الموجه إلى محمد بأنه المسيح الدجال, علما أن محمدا واحد من بين كثيرين ألصقت لهم هذه التهمة في العالم المسيحي , ربما يكون من اللائق أن أذكر اسم شخصية اتهمها محمد نفسه, أو كاد, بأنها المسيح الدجال, ألا وهي صافي ابن صياد, كان من يهود المدينة عاصر النبي في طفولته وجماعة من الصحابة في شبابه, فلعله أسلم. يبدو أنه كان مصابا بالصرع, وتم استغلال حالته من قبل اقرباءه لاستدرار المال, فاعتبروه متنبئا, ويبدو أنه قد أثار في نفسِ محمدٍ المشبعة بالخرافات المخاوف, لدرجة أنه كان يتسلل خلسة ليعرف حاله. ولازالت الشكوك تدور حوله إلى اليوم بالرغم من أنه قد نفى عن نفسه هذا الشيء (البخاري1355, البخاري6808, مسلم3932, مسلم5210)
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟