أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!














المزيد.....

إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إنَّها ليست المرَّة الأولى التي يَضْرِب فيها سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً في داخل الأراضي السودانية؛ ورُبَّما لن تكون الأخيرة إذا ما ظلَّت الحكومة السودانية تتكلَّم وتتصرَّف بما يُغْري إسرائيل بالإقدام على مزيدٍ من هذه الاعتداءات العسكرية والتي تَنُمُّ عن استسهالها اتِّخاذ أجواء السودان وأراضيه مسرحاً تُمثِّل على خشبته دور البطل (العسكري) الإقليمي، وهي التي (في ظَرْفها الانتخابي، والسياسي الداخلي، الدقيق) أبدت عجزاً (مزدوَجاً) عن إسقاط طائرة "حزب الله" التي من دون طيَّار قبل اختراقها مجالها الجوي، وعن (من ثمَّ) الضَّرْب عسكرياً حيث ينبغي لها أنْ تَضْرِب، وبما يَرْدَع "المعتدين" عليها بتلك الطائرة عن تكرار "اعتدائهم".
هذه الطائرة الإيرانية أطلقها "حزب الله"، فنجحت، أيضاً، وعلى ما زعمت طهران، في التقاط صُوَرٍ (هي الآن في حوزة إيران) لمواقع إسرائيلية ذات أهمية (عسكرية) إستراتيجية؛ وقد أضافت طهران إلى زعمها هذا زَعْماً آخر هو أنَّها تملك طائرات من دون طيَّار أكثر تطوُّراً من تلك التي أسقطتها إسرائيل بعد نجاحها، ولو جزئياً، في الاختراق والتصوير، وتستطيع (أيْ تلك الطائرات) حَمْل وإلقاء قنابل، وكأنَّها تريد أنْ تقول لإسرائيل إنَّ عليكَ أنْ تُضيفي الخشية من هذا النوع من السِّلاح الذي أملك إلى خشيتكَ من ترسانتي الصاروخية.
نتنياهو لم يَحْتَمِل هذا الاستفزاز الإيراني الجديد والذي جاء بعد فشله في حَمْل إدارة الرئيس الديمقراطي أوباما على معالجة أزمة البرنامج النووي الإيراني بالوسائل العسكرية، فما كان منه إلاَّ أنْ أضاف هذا الاعتداء العسكري على السودان (الإيراني، على ما أوحى إلى العالم) إلى ما بدأه من اعتداءات جديدة (استيطانية وسياسية وتلمودية وعسكرية) على الفلسطينيين؛ لعلَّ هذا وذاك يَسْتُران "عورته"، والتي هي كناية عن فشله في "عسكرة" الحرب الاقتصادية على إيران (الآن) وعن عجزه عن التصدِّي لـ "اعتداء الطائرة"، وعن الرَّد الانتقامي، أو الرَّدْعي، "المناسِب".
إنَّ أحداً لا يستطيع أنْ يُنْكِر أنَّ إيران تُزوِّد "حزب الله" ونظام حكم بشار الأسد، في استمرار، والآن على وجه الخصوص، أسلحة وذخائر كثيرة ومتنوِّعة؛ لكنَّ من السذاجة (اللوجيستية) بمكان تصوير السودان على أنَّه "مَصْنَع" لهذه الأسلحة والذخائر الإيرانية، أو "مَمَرٌّ" لها إلى "حزب الله" ونظام حكم بشار؛ فالأراضي والأجواء العراقية ما زالت سالكة آمنة، وتفي بالغرض؛ أمَّا "تَورُّط" إيران في تسليح قطاع غزة فهو، ولجهة حجمه، أقرب إلى "الحبَّة" منه إلى "القُبَّة"؛ ثمَّ أنَّ "مُهرِّبي السلاح" في سيناء يَفُون بالغرض، وإنْ كان هذا لا ينفي حصول "القطاع" على أسلحة وذخائر (بعضها قد يكون إيرانياً) من طريق السودان.
في هذا الضربة الجوية الإسرائيلية لمصنع عسكري سوداني تَكْمُن "رسالة إسرائيلية" إلى إيران؛ لكنَّ هذه "الرسالة" لن تَفْهَم إيران معانيها كما تريد لها إسرائيل أنْ تفهمها؛ فإذا كان قَطْع هذه المسافة الجوية الطويلة يمكن أنْ يُفْهَم على أنَّه دليل عملي على أنَّ إسرائيل تستطيع الوصول بسلاحها الجوي إلى عُمْق الأراضي الإيرانية فإنَّ "النتيجة" في إيران لن تكون كـ "النتيجة" في السودان؛ فالفَرْق في قوى ووسائل التصدِّي والرَّد بين السودان وإيران يَمْنَع "النتيجتين" من أنْ تتماثلا أو تتشابها.
وحتى هذا "الوصول" يَعُوزه الدليل والإثبات؛ وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نتأكَّد "المكان" الذي منه انطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية؛ فرُبَّما كان "مكاناً" بعيداً عن إسرائيل، قريباً من السودان.
ومن وجهة نظر الصراع في سورية، يمكننا أنْ نرى في "الفعل"، والذي هو "الطائرة الإيرانية"، ما يعود بشيءٍ من الفائدة (السياسية والإعلامية والمعنوية) على إيران و"حزب الله"؛ كما يمكننا أنْ نرى في "ردِّ الفعل"، والذي هو "الضربة الجوية الإسرائيلية للمصنع العسكري السوداني (وكما صُوِّرت إسرائيلياً)"، ما يعود بشيء من الفائدة (الانتخابية) على نتنياهو، وبشيء من الفائدة (الشعبية) على الحكومة السودانية التي هي في أمسِّ الحاجة إلى أنْ تبدو ضحية عدوان شنَّه عليها العدوِّ القومي الأوَّل للعرب، وهو إسرائيل.
لكن ثمَّة عواقب محتملة رُبَّما لا تَنْزِل بَرْداً وسلاماً على العدوِّ الإسرائيلي إذا ما تحقَّقت؛ فإيران والسودان يمكن أنْ تؤسِّسا لعلاقة عسكرية إستراتيجية جديدة بينهما، تشتمل على وجود عسكري بحري إيراني في المياه الإقليمية للسودان، مع ما يمكن أنْ يتسبَّب به هذا الوجود من مشاكل للملاحة البحرية الإسرائيلية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر (ويجب ألاَّ ننسى، في هذا الصدد، النفوذ الإيراني في أجزاء من اليمن قريبة من مضيق باب المندب).
ومع إضافة القبضة الإيرانية (المحتملة) على هذا المضيق إلى القبضة الإيرانية الفعلية على مضيق هرمز، تَكْتَسِب إيران مزيداً من القوَّة الإستراتيجية الإقليمية، مع عدم إغفال سعيها إلى أنْ تؤسِّس لها وجوداً عسكرياً في موانئ سوريَّة (طرطوس مثلاً).
وأحسبُ أنَّ "مصر الجديدة" لن تكون غير مكترثة لعواقب هذا التنافس العسكري البحري بين إيران وإسرائيل في البحر الأحمر (والقرن الإفريقي على وجه العموم).



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولار الأردني!
- وللكويت نصيبها من -الربيع العربي-!
- إشكالية -الدِّين- و-السياسة- في -الربيع العربي-!
- الضفة الغربية.. قصة -التِّرْكة والوَرَثَة-!
- معنى -فيليكس-!
- الأُسطورة الجريمة!
- الرَّقم 2.3 مليون!
- إمبريالية أفلاطونية!
- متى نتعلَّم ونُجيد -صناعة الأسئلة-؟!
- حتى يتصالح نظام الصوت الواحد مع الديمقراطية!
- من يتحدَّث باسم الشعب في الأردن؟!
- -سؤال الإصلاح- في الأردن الذي ما زال بلا جواب!
- جهاد -حزب الله- في سورية!
- المتباكون على -الربيع العربي-!
- معركة -كامب ديفيد- في سيناء!
- طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إسرائيل تَضْرِب في السودان ردَّاً على -طائرة إيران-!