أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟















المزيد.....

كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 3896 - 2012 / 10 / 30 - 08:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



حدثت الإنتفاضات في شكل الربيع العربي نتيجة تاريخ طويل جداً من تراكم النجاحات السياسية في جانب المعارضين لتكلس الأنظمة البيروقراطية ومن تراكم الأخطاء والفشل والفساد والجرائم في جانب تلك النظم التي تم القضاء على شكلها الرئاسي، فقط بينما إستمرت سيطرة ديكتاتورية السوق على الموارد والتبادلات الرئيسة لعمل ومعيشة أغلب اهل البلاد ، وبقى لسنوات قادمة شكل الإستغلال الطبقي بالعمل المأجور وغيره ، حيث لم يتبدل الحال كثيراً لدى 99% من الناس.

بيد أن ثمة خطأ في صياغة السؤآل عن خيبة المثقف في )الإنتصار(، بفشله في جذب المواطن البسيط إليــ(ـه)!! والخطأ أن رؤية تقليدية تفرض نفسها فصياغة السؤأل تمنح سمات الطليعية والقيادة للمثقف! ولا منطق في هذا الفرض فالطليعية والقيادة تتوفر لكثير من الأميين أشهرهم الرسول الأمي عليه الصلاة والسلام وكثير من العمد لهم قدرات قيادة لا تتوفر لأساتذة جامعات، كذلك يمنح السؤأل الجماهير سمة الإنجذاب والإنقطاب لهذا المثقف القائد أو القيادي المثقف!!! كأنما الجماهير خاوية من التفكير ومن إمكانات الفرز الذهني والعملي، وفي كل خطأ: فعدا أن إصطلاح الجماهير يتضمن مثقفيهم، وإصطلاح المثقفين يتضمن أجزاء كبرى من الجماهير، فإن تحريك الجماهير في أمريكا وأوربا بنسب التعليم العالية فيها يتم بواسطة ترتيبات سياسية إعلامية معروفة يتم تخديمها في كل الدول، تحقق الفوز الهذا وتمنع عنه ذاك، أما إن كان السؤآل يتعلق بالمثقفين النجوم في وسائط الإعلام: فقد توقفت ثقافيتهم أو تكلست بحكم "قواعد النشر"، أو بحكم إنصراف الجماهير عن هذه الوسائل، لذا فمن الظلم التبشيع بالمثقفين والجماهير في سطر سؤآل واحد .

أما (البسطاء) الذين (صنعوا) (إنتصار الإنتفاضات) بواسطة (.... ) !!!؟؟؟ فلا تلهبهم رطانة المثقف الديني ولا رطانة المثقف العلماني، موقفهم من الحياة قدري وإستسلامي، إحتقاني، اما رفضهم لها أو لمظالمها فرفض إنفجاري، وحين تبدأ التظاهرات في التحول إلى إنتفاضة بإحتداد مطالبها وأعمال إعتراضها على أموار الشرطة، ترى هؤلاء يتزايدون وسط التظاهرات ثم في مقدمتها ثم يتأججون بقوة ضد حواجز الشرطة التي بدورها تؤجج في ذاكرتهم مشاهد ظلم وقمع ومشاهد بطولة وفداء: عندها تلقي كتل المواطنين البسطاء مثقفين وأميين على حواجز الشرطة الأحجار، لايرهبون الوغى ولا يطمعون في ترقية أو شهرة، وتكرار إلقاء الحجر وتكبير الهتاف هو المهمة الرئيسة في الشارع للمواطن المنتفض الذي حين مشاهدته التصادم بين قوات القمع وبعض كتل الجماهير المواجهة لها، لا يرى حينذاك إلا أمرين : 1- مشاركة من هم أمامه في مواجهة سريعة مع قوات الظلم العسكرية بقذفها بالحجارة اوبالهتاف لإنهاض الناس لدعمه هو في هذه المواجهة، و2- صورة ضعيفة جداً جداً داخله راسبة من حلم قديم بعالم أجمل.، ولكن إذ سرعان ما تتبخر بطولة إلقاء الحجارة بدوي الرصاص وتتبدد أطياف الحلم بالغازات المسيلة للحقوق والدموع، فلا يتبقى لهذا المتظاهر المواطن سوى الجري إلى منطقة آمنة قريبة وتكرار الهتاف محاولة لتكوين هجوم جديد على مظاهر الظلم (تجمع بعض جنود شرطة أو مبنى حكومي أو تجاري ضخم ) !!

المعنى في وقت الإنتفاضة أن المواطن البسيط مثقفاً كان أو أمياً يقوم بالفعل الخطر الكبير فيها حيث يهاجم الرموز المادية الكبرى للدولة (قوات الشرطة والمباني الحكومية )، ثم يتوقف دوره في هذه العملية الإقتصادية الإجتماعية السياسية والثقافية حينما تضعف الحكومة إلى درجة لا تستطيع معها إجراء الأمور المألوفة كتسييرالمرافق العامة وتامين وفتح المحال التجارية والبنوك، ولا يستتب سير الناس إلى أعمالهم فتسقط رئاسة الدولة والحكومة ويبدأ الإنقلاب والتغيير عادة بقيادة الصف الأول من الجيش أو صف أدنى منه عند اللزوم يصرح في إعلان مسرحي بالتعاون مع المطالب الشعبية بوقف عمل رئاسة الدولة والحكومة وتشكيل سلطة إنتقال لتشكيل جديد للدولة والحكومة، وعندها يبدأ الحديث والكلام في غاغة إعلامية عن مفاسد العهد القديم، وعن ملامح العهد الجديد، ثم يقل الكلام الرئيس وينحدر إلى ثرثرات لا أول لها ولا آخر عن ملامح شخصيات (جديدة) ، حينذاك يفقد المواطن البسيط سواء كان مثقفاً أو أمياً إمكانات التأثير السياسي الكبيرة (التجمعات الجماهيرية المحتقنة) التي كانت موفورة له قبل أيام، ثم تبددت بفعل إعلان التغيير وبداية الإصلاح، وبحاجته إلى الإنصراف إلى الخبز ودفع المصروفات، ومع بداية الإنتقال تبدأ القوى الكبرى في البلد وفي العالم في التأثير على عملية تشكيل شكل الحكم الجديد، أي دون أي تغيير حقيقي في مضمون ذاك الحكم ومحتواه الهرمي وطبيعته الإستغلالية الرأسمالية غالباً، وبدون تأثير كبير لأي مواطن مثقف أو أمي ، أو حتى حزب بكامله حيث يعلو كعب بعض القادة العسكريين وبعض الساسة الحذقين.

من هنا تبدو كل القوى السياسية منتصرة على شكل النظام القديم و(تبدو) كل القوى السياسية مهزومة في العمق لعدم قدرتها على إحداث تغيير جذري في أمور الدولة والمجتمع، أو في الحقيقة عجزها عن الإنتقال من النظام الهرمي المالي لترتيبهما إلى نظام إشتراكي قائم على تبادل الأعمال والمنافع بين قوى المجتمع دون وساطة مالية، مع وضوح هذا العجز للكادحين والمرتبطين بهم يبدأ الإحتقان في التراكم من جديد بين المواطنين والحكام، من هذا المنظور فإن التيار الإسلامي في العالم العربي الذي فرضته أمريكا وبريطانيا على الحياة السياسية العربية منذ سنة الـ1952 وتقوت به ضد المحاولات التقدمية للتحرر من الإمبريالية والصهيونية العالمية منذ سنة 1972 بكل مواقفه الفكرية وبرامجه الموالية لديكتاتورية السوق ليس إلا رأس جسر متقدم ضد المصالح الرئيسة للناس في المجتمع وفوزه في سنة 2012 بالسيطرة والحكم يرجع لأسباب فنية وتقنية تتعلق بمواقف القوى الكبرى المحلية (بعض قادة الجيش) والعالمية (بعض أمريكا) أكثر من كونه فوز متحقق من أسباب موضوعية أصلها في العملية الإستغلالية للفرق بين الأجور والأسعار ، بين التملك والعمل إلخ، الفوز الحقيقي يتشكل فقط للإسلاميين ولغير الإسلاميين إذا ما إنتصروا لحقوق الـ99 % من المجتمع ضد أسس جماعة الـ1% وإختصاصها اللئيم بخيرات البلاد والمجتمع فوز الإسلاميين هو مجرد فوز في تغيير في الأسماء، بينما الكفاح والنضال الثوري مستمر في التراكم وفي التقدم.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لإنقاذ معالم تراث ومكتبات تيمبكتو
- الصوفية ... مشارقاً و سحراً
- نقاط من العلاقات الإنتاجية بين الرأسمالية والصهيونية وصراعات ...
- الأخوان المسلمون تنظيم صهيوني البناء والحركة
- الهرم النوبي بين اليهود والعرب
- ضياء الخلق من معاني سواد العين
- لمحات من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في السودان (1954-2012)
- الإخوان المسلمون... لمحات
- جدل الشفرات الثلاثة في دولة قطر
- ثلاثة شفرات في جهاز الحكم والديبلوماسية القطري شفرة العائلة: ...
- من أهداف الثورة
- مع حكم الشعب ضد ديكاتورية السوق عسكرية أو مدنية، وضد تجزئة ق ...
- بتر أعضاء الجنس الأنثوية: بين إشتراعات الإسلاميين وسكوت الإس ...
- الحركة العمالية والحركة الإسلامية
- جعفر بخيت: لمحة من جدليات اللامركزية والديمقراطية
- الأستاذ. محمد أبراهيم نُقُد
- محمد الحسن سالم (حميد )
- جزئيي البروليتاريا: العمال و المهمشين .. الآن ... مستقبلاً
- محمد وردي ..الغناء بين السوق والسياسة
- الإختيار الطبقي بين الديمقراطية الشعبية و الديمقراطية الليبر ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - كيف يقع الإسلاميون خارج معنى إنتصار مواطن على نظام ظالم؟