|
مليشيات من القوميين واليساريين لاجتثاث العصابات الاخوانية من الساحة السورية
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 15:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مليشيات من القوميين واليساريين لاجتثاث العصابات الاخوانية المسلحة من الساحة السورية
خليل خوري
تكشف مجريات المواجهات المسلحة بين الجيش النظامي السوري وبين العصابات المسلحة المناوئة للنظام السوري ولكافة مظاهر الحداثة والتطور الحضاري فيها ، تكشف كثيرا من الحقائق حول توجهات هذه العصابات، وتركيبتها الطبقية وجنسياتها ومنظومة القيم التى تتحكم في تعاملها مع المواطنين السوريين ، والايديولوجية التي تستمد منها برنامجها "الثوري" ان صح التعبير وتكتيكاتها العسكرية . واستنادا الى البيانات الصادرة عن هذه الجماعات وعلى ضوء ممارساتها على الساحة السورية يمكن ان نخرج باستنتاجات وحقائق تؤكد بانهم ليسوا ثوارا كما يحلو لبعض ادعياء الماركسية ان يروجوا لهم على جدار الثورة السورية المزعومة ، مثلما طبلوا وزمروا لغورباتشوف صاحب برنامج البيريسترويكا والغلاسنوسوت ، وتبين بعد تدميره للاتحاد السوفييتي انه لم يكن بلشفيا بل كان مناهضا للماركسية الليننية وعدوا لدودا للطبقة العاملة السوفييتية ، ولحركات التحرر الوطني في كافة حيثما وجدت ، ان لم يكن عميلا للمخابرات المركزية الاميركية . ويمكن ان نلخص هذه الحقائق بالتالي : _ ان الجماعات المسلحة من حيث الجنسيات خليط من السوريين والاجانب وتبعا لهذه التركيبة لا يمكن اعتبارهم حركة تحرر وطني واجتماعى ولو كانوا كذلك لما انخرط في صفوفهم الافغانيون والشيشان والصوماليون والاتراك وخلافه من الجنسيات - _ ان غالبية المنضوين ضمن تشكيلات ما يسمى زورا وبهتانا بالجيش السوري الحر هم في الاصل من كوادر واعضاء جماعات الاخوان المسلمين السورية وغير السورية ، وقلة من الجماعات المسلحة ينتمون للجماعات التكفيرية كالسلفيين وتنظيم القاعدة ومن المتساقطين والمنشقين عن الجيش السوري ‘ ولهذا لا يصح تسميتهم الا بعصابات اخوانية تكفيرية وهابية مسلحة ، والا كيف نفسر عدم وجود يساريا او قوميا او علمانيا يقاتل في صفوفهم او مؤيدا ونصيرا وحاضنا لهم، اللهم الا نفر محدود من العلمانيين واليساريين الذي يشكلون ديكورا للمجلس الوطني الاسطنبولي امثال برهان غليون وصبرا وسيدا الذين تخلوا عن مشروعهم التنويري، منذ ان وضعوا ايديهم في ايدي طيفور والشقفة والبيانوني وغيرهم من قادة اخوان الشياطين ؟ وكيف نفسر عدم اطلاق اسماء قادة وطنيين سوريين على كتائب والوية الجيش السوري الحر بل اطلاق اسماء قادة اسلاميين او اوصاف اسلامية عليها مثل كتائب القعقاع والفاروق وخالد بن الوليد والتوحيد ونصرة اهل الشام الى اخره من المسميات التي تذكرك بغزواتهم التي يشنونها ضد دول مجاورة لمجرد الحصول على غنائم وسبايا وجواري وغلمان وعبيد من الشعوب المهزومة ؟ وكيف نفسر صيحات التكبير كلما دمروا دبابة للجيش السوري او مرفقا صناعيا او خدميا او اقدموا على ذبح جندي او ضابط يقع في اسرهم او او عالم في صناعة الصواريخ ؟ فهل يتورط في مثل هذه الممارسات الاجرامية الهمجية اي فصيل معارض الا جماعات اخوان الشياطين ؟؟ - _ ان حكام مشيخات النفط والغاز وباعترافات ادلوا بها امام وسائل اعلام محلية واجنبية هم المصدر الاساسي لتسليح وتمويل هذه العصابات المسلحة ولولا هذا الدعم لما تمكنت قيادة الجيش السوري الحر من تجنيد اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل في الريف السوري ومن المهربين والمجرمين الهاربين من وجه العدالة وحيث يتراوح اجر المرتزق ما بين 250 الى 400 دولار شهريا ، فيما تقوم المخابرات المركزية الاميركية بالتخطيط لعملياتهم العسكرية ضد الجيش السوري ومنشاته العسكرية ، وتزويدهم بالمعلومات حول تحركاته العسكرية ، عبر غرف عمليات تم اقامتها قريبا من الحدود السورية مع تركيا ولبنان والاردن ويعمل فيها خبراء عسكريون اتراك واميركان واسرائيليون ،فضلا عن بتزويدهم بالاسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات ،، وبذلك يمكن القول ان الجيش السوري الحر هو جيش عميل ينفذ اجندة امبريالية صهيونية اردوغانية على الساحة السورية ، بل هو نسخة طبق الاصل عن الجيش اللبناني الحر الذي كان يقوده الضابط اللبناني المنشق لبعض الوقت سعد حداد ، والذي تلاه في القيادة انطوان لحد ، وكان يتلقى تمويلا وتسليحا من اسرائيل لقاء تصديه لرجال المقاومة اللبنانية في الشريط الحدودي الفاصل بين اسرائيل ولبنان . اما لو كان الجيش السوري الحر كما يروج له على " جدار الثورة السورية" المزعومة ادعياء العلمانية والماركسية امثال غليون والكيلو وسيدا والهامس ومن لف لفهم في التطفل على الفكر المادي وهم ابعد ما يكونوا عنه ومناهضة له ، ولو كان من اهداف لواء التوحيد والقعقاع والفاروق وغيرهم من الكتائب الوهابية التكفيرية التي تشكل قوام الجيش الحر والمتورطة حتى الاذنين في التفجيرات الانتحارية وذبح المواطنين السوريين وتهجيرهم من بيوتهم على الهوية الطائفية ، لو كان من اهداف هذه العصابات الاجرامية تحقيق اهداف الحراك الشعبي في بداية انطلاقة في اذار 2011 المتمثلة بتحقيق اصلاحات سياسية واجتماعية وديمقراطية تقود الى اقامة دولة مدنية تمثل ارادة المنتجين من الشعب السوري ، وتكفل الحريات العامة وتحقق العدالة الاجتماعية ، لو كانت هذه هي من اهداف الجيش الحر : فهل كانت هذه الجماعات تقاتل تحت شعار اقامة دولة دينية استبدادية تطبق احكام الشريعة ؟ وهل كان الحكام الرجعيون والاستبداديون في مشايخ النفط والغاز يدعمون الجيش السوري الحر بالسلاح والاموال؟ وهل كانوا يضغطون على الدول الاعضاء في الجامعة العربية من اجل اتخاذ قرار بمقاطعة سوريا اقتصاديا ودبلوماسيا ؟ وهل كانوا يشنون حربا نفسية ضد الدولة السورية عبر
- وسائل اعلامهم المرئية والمسموعة والمكتوبة ؟ _ ان هذه العصابات تستخدم تكتيكات حرب العصابات اي عمليات الكر والفر من اجل استنزاف الجيش السوري فضلا عن تدمير الدولة السوري مرافق وخدمات ، واتخاذ الاحياء ويوت المواطنين في المدن اوكار وتحصينات لهم بعد نشر الرعب فيها وتهجير سكانها . ولقد تمكنت هذه العصابات من انجاز مهماتها التخريبية والارهابية اعتمادا على القواعد الثابتة والمتنقلة التي اقامتها في ارياف وبعض البلدات السورية وحيث تتماهى معهم غالبية السكان في توجهاتهم الايديولوجية ، وحيث يتعذر على الجيش السوري ان يجتثهم من الارياف مهما بلغ تفوقه في العدد والمعدات والكفاءة القتالية والقوة النارية ، بعد ان اصبح هؤلاء السكان يشكلون حاضنة لهم ودروعا بشرية لهم ، ولعل افضل وسيلة لتطهير الريف السوري منهم لا تتمثل في استخدام الطائرات والدبابات والمدفعية وغيرها من الاسلحة الثقيلة لد اوكارهم والقضاء عليهم بين قتيل وجريح كما تزعم وسائل الاعلام الرسمية : لان الجيش باستخدامه لهذه الاسلحة لا يقضي عليهم بل يعطيهم الفرصة للهرب من المناطق الساخنة باتجاه المناطق الاكثر امنا لهم ليعودوا مرة اخرى الى المناطق التي هربوا منها بعد انسحاب الجيش السوري منها ، كما انه باستخدامه للاسلحة الثقيلة لا يحقق اي هدف عسكري اللهم الا تدمير بيوت الفلاحين والبني التحتية في الريف السوري وتعطيل النشاط الزراعي وبالتالي تحوّل الفلاحين الى قوى معادية للجيش السوري ، ولهذا لا يبقي من سبيل لفك ارتباط الفلاحين بهذه العصابات الاجرامية سوى القيام بحملات توعية مكثفة عبر وسائل الاعلام المختلفة والمنابر الحزبية ، ومناهج التعليم في الريف السوري من اجل اجتثاث الفكر الوهابي المهيمن على عقول ابناء الريف السوري ، والذي انتشر فيه على نطاق واسع منذ ان تركه النظام ساحة مفتوحة للجماعات الاسلامية المتطرفة بموازاة تضييقه الخناق على التيارات التنويرية واليسارية والعلمانية ، ومنعها من القيام باي نشاط فكري وسياسي واجتماعي ملموس في الريف يدحض الفكري الوهابي ويكشف عن عدائه الطبقي لابناء الريف السوري من هنا يمكن التاكيد مرة اخرى ان الجيش السوري الحر وغيره من الجماعات الاسلامية المسلحة لا يشكل حركة تحرر وطنى واجتماعى ، بل هو ثورة مضادة تنفذ اجندة امبريالية صهيونية هدفها قبل اسقاط النظام تدمير الدولة السورية ، ونشر الفوضى الخلاقة على الساحة السورية، ومن ثم اقامة نظام استبدادي ديني يدور في فلك الامبريالية . ولمواجهة هذا الواقع لا يلوح في الافق اي حل لتطهير سوريا من هذه الحثالات الهمجية التي لم يشهد الشعب السوري على مدى تاريخه مثيلا لها ، الا عندما تعرضت سوريا للغزو الهمجي التتري ، الا ان تبادر الاحزاب القومية واليسارية والتيارات العلمانية والتنويرية الى حمل السلاح ضمن اطار مليشيات تعمل بالتنسيق مع الجيش النظامي من اجل الدفاع عن الاحياء التي تتعرض لغزوات العصابات الاجرامية الاخوانية الوهابية مستغلة الفراغ الامني والعسكري في هذه الاحياء ، وايضا من اجل تطهيرها منهم . وعندما تقوم بهذا الدور فان هذه القوى السياسية والتنويرية لا تدافع عن النظام بل تدافع في الدرجة الاولى عن مصالح المواطنين السوريين ومنظومة القيم التي يؤمن بها المجتمع المدني السوري وحيث ينبغي تجذيرها على الساحة السورية ضمانا لتطور ونهوض سوريا وتحصينا للشعب السوري ضد جراثيم الفكر الاخواني الوهابي وتكريسا للتعايش المشترك بين مكونات الشعب السوري
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يعزز مرسي العياط صداقته مع رئيس دولة -احفاد القردة وال
...
-
الاخونجية يحولون زحوفهم المقدسة من مسار تحرير فلسطين الى مسا
...
-
هيئة التنسيق المعارضة السورية تستنسخ اليريسترويكا انقاذا لسو
...
-
هكذا يرد العالمان الغربي والاسلامي على افلام تسيء لاله المسي
...
-
الابراهيمي يطرق ابواب بشار الاسد قبل طرق ابواب اردوجان وحمد
...
-
العلاقة الجدلية بين رقبة مرسي العياط وسفك دماء الشعب السوري
-
حكومة الطراونة والحلول المالية الترقيعية
-
هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش الس
...
-
هل يسحب مرسي العياط دباباته من سيناء استجابة للتحذير الاسرائ
...
-
ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه
...
-
مرسي العياط ينفذ انقلابا بالتنسيق مع المخابرات المركزية الام
...
-
اخطاء قاتلة ارتكبها بشار الاسد لو ارتكبها رئيس اخر لاستقال م
...
-
حلب من منطقة امنة للاخوان الملتحين الى مقبرة لهم
-
الاردن يغادر المنطقة الرمادية في تعاطيه مع النظام السوري
-
تدمير الاقتصاد والجيش السوري هدية الاخوان المسلمين لاسرائيل
-
هل توجه مرسي العياط الى السعودية لتقبيل يدي خادم الحرمين الش
...
-
رغم ازمته المائية والمالية الاردن اصبح ملاذا للاجئين السوريي
...
-
انتخاب ابو سكسوكة مرسي حدث تاريخي وفريد من نوعه !!!
-
الله اكبر ولله الحمد فوز مرسي سيعجل بتحرير فلسطين والاندلس
-
تناغم في المواقف بين هيلاري كلنتون وبين الاخونجي محمد مرسي
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|