بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب
(Bahrouz Al-jaff)
الحوار المتمدن-العدد: 3895 - 2012 / 10 / 29 - 14:39
المحور:
الادب والفن
حدثنا عُمر بن الحسين البغداديّ قالَ:
لأتمامِ عملٍ حقيرٍ، في يومٍ زمهريرِ، اُجبِرْتُ علي مقابلةِ الوزيرِ، حملتُ معي كلَّ مايُثبتُ ذاتي من ورقٍ ودواةِ، هويةُ الأحوالِ المدنيةِ وشهادةُ الجنسيةِ العراقيةِ وبطاقةُ الهويةِ وفوقهنَّ بطاقةُ المعلوماتِ، جَلبْتُ صُوراً وشاهدينِ اثنينِ وتأييدَ سكَنٍ من المختارِ بعد ان عاينَ الدارِ ولمْ أنسَ البطاقةِ التموينيةِ، و دفترِ الخدمةِ العسكريةِ، فتّشوني في نقطةٍ كان فيها أمنٌ وشرطةٌ، أجْلسونى عندَ البابِ فقلتُ لَبابِ لَبابِ، نطرْنا الساعةَ وتوالتْ ساعتانِ، لم نجد فيهما لا أنا ولا الشاهدانِ ما يروي ظمأَنا ويقتلُ جوعَنا، بَقيتْ فيها وجوهُنا حائرةً خائرةً الى ربها ناظرةً، وقبل انقضاءِ الدوامِ وانفضاضِ العوامِ تكرَّمنا برؤيةِ الوزيرِ فوَلجنا البابَ وسلَّمنا فاذا هو والله رئيسُ الجحوشِ، الهاربُ من العدالةِ أبو شواربْ، فقلتُ كيف هذا وقد كنتَ جحشا؟ فأغلقَ علينا البابَ وقالَ:
يومُ النحسِ أصبحُ جحشاً يومُ النخسِ أصبحُ باشا
حينَ العسرِ ألبسُ جُبْناً حينَ اليسرِ أكسبُ ريشا
فيكَ الخيرُ أملكُ جاهاً قيلَ الجاهُ أصلُ مَراشا
فلكُ الدهرِ يُدكِلُ فقراً أبدُ الدهر يرحمُ حاشا
فعجِبتُ لأمرهِ ولأمرِ من ولاّهُ، ووقَعَ الشاهدانِ مغشيّاً عليهما من فرطِ ما عَلِما، فنسيتُ أمري وحاجتي وبدَتْ عليَّ هشاشتي فضربتُ بالكفينِ، وأيقظتُ الشاهدينِ، وقلتُ لاحولَ ولا قوةَ الا بالله هو المستجيبُ واليه انيبُ، عَدَلتُ عن مَطلبي وهوَّنتُ عليَّ غُلْبي ولَملمْتُ سربالي وجرّيتُ اذيالي وأنا انشد:
محنةُ الأنفالِ باءتْ نكبةً لغد الأجحاشِ صارت نعمةً
الدمُ الرقراقُ منهم مُلهماً يُلبسُ الأوباشَ غمّا سابتاً
نبتغي الأحلامَ منهمْ مطلباً بدمِ الأحرارَ نكتمْ راحةً
لكن الأيامَ شاءتْ أن نرى عُقَدُ الأنفالِ ساءتْ حِسْبةً
هلْ دمُ الفتيانِ ذلّاً خاسراً وغدُ الأنذالِ عزّاً ثابتا؟
#بهروز_الجاف (هاشتاغ)
Bahrouz_Al-jaff#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟