أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية:















المزيد.....

حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 18:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


اتسعت موجة احباط المشاعر الفلسطينية حول موضع المصالحة السياسية, بعد زيارة امير قطر الى حركة حماس في قطاع غزة, ووصلت حدا عبر عنه بعض الكتاب بالقول ان لم يعد من امل في المصالحة, اما رئيس السلطة الفلسطينية ففي نفس السياق اشار الى احتمال انفصال قطاع غزة نهائيا,
من وجهة نظري, فان استمرار حالة الانقسام والانشقاق, بل وتفاقم اثرها المدمر على النضال الفلسطيني, يبقى اقل خطرا من تفاقم الاحباط الفلسطيني, لانه قابلة روح الياس والاحساس بالعجز عن معالجة المشكلة, وهو المسار المودي حتما الى هزيمة الفعل الوطني في هذه المعركة, ولا بد من اشهار معارضة حاسمة لهذا الاحساس بالياس والاحباط, ومقاومته وعدم الاستسلام له, للاسباب التالية:
1- لان الاستسلام للياس والاحباط من القدرة على معالجة حالة الانقسام هو احد اهداف السياسات الاقليمية ( منها سياسات الكيان الصهيوني ) المعادية لهدف التحرر الفلسطيني, وهي سياسات عملت على استحداث الانقسام و رعاية نموه المرضي
2- لخطر تفاقم اثاره المدمرة على الحقوق الفلسطينية والنضال من اجل استعادتها وتحقيقها
3- لان مسار وقائع الصراع العالمي وانعكاساته الاقليمية تتجه الى ردم حالة الانقسام والانشقاق لا العكس, وقد بينت ذلك في مقالاتي السابقة التي تناولت زيارة امير قطر لحركة حماس ف قطاع غزة
4- لان حالة الانقسام والانشقاق باعتبارها هوى سياسي, هي على تعارض شديد مع البنية الطبيعية التاريخية المتحققة في موضوعية الوجود الفلسطيني كصيغة قومية مستقلة غير قابلة للانقسام والانشقاق ( النهائي ) فقوميتنا موحدة ومتحدة موضوعيا بالرغم من تشتيتها سياسيا, والذي هو بذاته محاولة عدائية تستهدف ضرب الاسس الموضوعية الطبيعية لوحدة صيغتنا القومية, فوحدة الصيغة القومية الفلسطينية اكتسبت تاريخيا حصانة منيعة مقاومة للشطب والالغاء, خاصة ان قوميتنا اكتسبتها في ظل هيمنة تاريخية متصلة للسيطرة الاجنبية عليها والتي استحدثت فيها عوامل الانقسام والانشقاق العرقي الطائفي, وتعمق بالعامل الطبقي, ومع ذلك هزمته تاريخيا صيغتنا القومية فباد هو وبقيت هي
وحتى نوضح المدخل لفهم المسالة, علينا ان نتذكر ان المجتمع له بنيتين, الاساسية الرئيسية منها وهي البنية الموضوعية التي يستحدثها في المجتمع مسار تطوره التاريخي الطبيعي, وهذه البنية هي الحاكمة لحركة المجتمع وتوجهه الموضوعي, اما البنية الاخرى فهي السياسية وهي في اساسها انعكاس لهوى العقلانية القومية, في ادراكها لذاتها ومصالحها وامراضها وكيفية معالجتها, وفي الاغلب الاحيان لايكون مستوى التناغم بين حركة البنيتين متناسقا بل يشوبه الى هذه الدرجة او تلك حالة من التعارض والمعاكسة,
ان الدولة ليست هي القومية, بل هي اداة السيطرة على المجتمع وعنوانه السياسي, والمجتمعات تحت هذه السيطرة السياسية للدولة, منها من هو صيغة قومية منفردة مستقلة, ومنها من هو تجميع سياسي استعماري اثني لاكثر من صيغة قومية, حيث دلت التجربة التاريخية عن عدم احتمالية شق وتقسيم المجتمع منفرد الصيغة القومية, لان حصانة بنيته الموضوعية تمنع ذلك, حتى لو سادته حالة انقسام وانشقاق سياسي تحت حراسة قوة اعتى مراكز الاستعمار العالمي تفوقا, ولنا في التجربة الالمانية والفيتنامية, وحتى في تجربة الصومال على تخلفه, هير دليل على ذلك, فحالة الانقسام والانشقاق هنا تبقى طارئة مؤقتة, وهي حتما الى زوال, وعلى العكس من ذلك دول مجتمعات التوحيد الاستعماري القسري لاكثر من صيغة قومية مستقلة موضوعيا, فهذه الدول مصيرها الى الانقسام كما حدث في السودان, وكما منتظر ان يحدث في تركيا وايران وسوريا والعراق حيث تتجه القومية الكردية الى الانفصال والاستقلال الذي هو حقها الطبيعي,
وفي التاريخ الفلسطيني انقسمت فلسطين اكثر من مرة بين سيطرات سياسية متعددة وحدث فيها استجابات طائفية انشقاقية مزقت الوحدة القومية الفلسطينية لكنها لم تهزمها بل على العكس فان الوحدة الموضوعية الفلسطينية هزمت التقسيم الاستعماري لفلسطين وهزمت الاستجابات الطائفية لها, فحافظ الاساس الموضوعي بماديته على وحدة البناء الاجتماعي واستعاد المجتمع الفلسطيني وحدته السياسية, وكانت عوامل الانشقاق العرقي الطائفي فيه اقوى مما عليه الا مجتمعنا بعد ان انتقل الى الصيغة القومية الديموغرافية الى الصيغة القومية الحديثة
ان مشكلة نخبنا انها لا تقراء عبر تاريخ مسار التطور الحضاري الفلسطيني, وهي تنخرط بمزاجية سياسية لا خلفية تاريخية علمية لها في ابداء الراي بالواقعة السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية, ورغم قدرتها على التعبير الادبي الا انها تضعه في خدمة هواها السياسي فحسب, ولذلك نتمنى على هذه النخبة الفكرية والسياسية ابداء ولو القليل من الاهتمام بقراءة تاريخها الفلسطيني من المنظور العلمي لتطور الظاهرة القومية تاريخيا باعتبارها نتاج الية لها اسسها المادية ولها استقلاليتها الموضوعية ولها حدودها لجغرافية ولها استجاباتها المرحلية الموازي لمراحل التطور الحضاري الانساني,
ان هوية المواطنة الفلسطينية بلتت هي حافظة الصيغة القومية الفلسطينية وحافظة وحدة مكونها الانساني, ووحدة التوجهه الوطني الاستراتيجي له, وليس في امكان الروح الفئوية الفصائلية الفلسطينية هزيمة هذه الحقيقة, بل ان قوة الموضوعية التي تحصن وحدة المواطنة الفلسطينية في هويتها تعمل على هزيمة ليس العدوانية الصهيونية والانحياز العالمي لها فحسب بل والهوى السياسي الفلسطيني نفسه الذي يخدم العدوانية الصهيونية وحليفها العالمي, فلطالما كان الصراع العالمي عدوا تاريخيا للاستقلالية الفلسطينية, ولطالما كان تاريخيا يخدم ايضا تحررها من السيطرة الاجنبية, حيث من الواضح ان الصراع العالمي الذي جاء بالمشروع الصهيوني, هو نفسه الان يتحرك انتقاليا لموقع معاداة هذا المشروع فيعمل على هزيمة روح التوسعية فيه,
اننا لا ندعوا الى الاصطفاف على مسار التسوية والتفاوض ولا الانتظام في الاصطفاف السياسي الاقليمي المنحاز للولايات المتحدة وغيرها, لكننا ندعو الى رؤية الحيز الاستقلالي الفلسطيني في الصراع العالمي والذي بات ينطوي على صراع متنامي بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني, والكف عن لبس النظارة العرقية العروبية الدينية والنظر من خلالها لمجريات ووقائع الصراع العالمي



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى رئيس ( كل ) الفلسطينيين محمود عباس:
- الزيارة القطرية بين جسرالانشقاق الفلسطيني او ترسيخه
- امير قطر يزور قطاع غزة ام حركة حماس؟:
- اغتيال وسام الحسن في لبنان ؟ :
- ما وراء زيارة امير قطر لقطاع غزة؟
- تقدمية عشيرة العبيدات الاردنية على حداثة ادراك النخب السياسي ...
- الصورة الاستراتيجية لمستقبل الشرق الاوسط وعاملها الرئيسي :
- ملاحظات على دراسة / وعد بلفور : قراءة تاريخية سياسية راهنة / ...
- هدف تقديم موعد الانتخابات الصهيونية
- ملاحظات حول تصريحات الامير حسن
- كبف يمكن استعادة الدور التاريخي لفتح:
- اسباب انفلاش الانضباط الحركي في فتح :
- لا تزال اوسلو من وراء القصد:
- ادارة الشأن القومي سياسيا بين الرؤية الايديولوجية و الفنية ا ...
- الشرعية الفلسطينية بين الذات المؤسسية والبرنامج السياسي:
- الثقافة الطائفية ودورها في تعزيز التخلف والتبعية:
- دفاعا عن العقلانية الفلسطينية
- السياسة علم ادارة الشأن القومي لا فن الممكن؟
- الى اين؟ ايها الفلسطينيون؟
- ملفات امريكية في الحقيبة الدبلوماسية المصرية:


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حتمية جسر الانشقاق وحصول المصالحة لفلسطينية: