صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 02:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتطلب حياد أجهزة المال والسلاح والإعلام وفصلها عن السياسة وقطع أياديها عن حياة الناس بحيث لا تتحدد هذه الديمقراطية بنفوذ رأس المال واذرعه التنفيذية مهما كان من يتدخل فيها و يوظفها من المالكين من كل العصابات بما في ذلك الدولة. ان أجهزة رأس المال والسلاح والإعلام هي التي تسيطر على الجيش والأمن والإدارة والقضاء فلا ديمقراطية بالتالي في ظل رأس المال الخاص والجيش الخاص والبوليس الخاص والإدارة الخاصة والقضاء الخاص فكل ما سبق تحدده الملكية الخاصة. فلا غرابة إذن إذا كان كل هذا مرتبطا وعميلا لكل مراكز النفوذ المالي والعسكري- الاستخباراتي المُعولم. انّ أدنى شروط الديمقراطية الشكلية تمرّ حتما عبر فك الارتباط مع دوائر الاستعمار الخارجي والاحتلال الداخلي في آن واحد ولا مجال دون حسم الصراع مع رأس المال الخاص. لا سبيل إلى انتصار الجماهير لا عن طريق الاسلاموية ولا عن طريق العَلمانوية فكل هذه إيديولوجيات لا علاقة لها بالواقع وأصبحت كلّها مُدمجة طوعا أو غصبا في شبكات العصابات الإجرامية المالية والاقتصادية وغيرها بما في ذلك أعوان العصابات الثقافوية. فلا الانتخابات صاحبة المعايير التي أصبحت اكتشافا استخباراتيا ولا الثورات صاحبة المعايير التي أصبحت إبداعا استخباراتيا، تقدران على حل لغز العبودية الذي لم يعد يحيّر أحدا وإنما آلة تدمير للأقلية المطلقة من ثوريي الأمس والمستقبل.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟