خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 23:39
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كنت قد اقتربت من موعد عمل اليوم ب" كرويدون" بل كنت على استعداد لمغادرة الحافلة حين وصلتني رسالة موبايليّة تقول :" أعتذر على هذا الخبر الحزين ،إذ فقدت عائدة أحد أقاربها مقتولا ".
كنت متعبة لكني نسيت ،و تذكرت أن أخت عائدة قد فقدت إبنا شابّا لها ليس بالزمن البعيد وأن فقدان إبن آخر سيكون نهاية هذه الأخت الحزينة .
لم يكن علي إلاّ السرعة بسبب التأخير بعد أن وصلتني مكالمة يخبرني فيها السيد "إين " أن عائدة في حالة يرثى لها وأنها تطلبني فورا وهو على استعداد للقائي أينما كنت ليصطحبني معه إلى البيت .
المكان : قطنة .
قبل أيام اختفى طبيب قطنة وفوجئ السكان بمطلب من جهة مجهولة تعرض خدمة إرجاع الدكتور مقابل مبلغ خيالي يقدر ب50 مليون ليرة سورية .
وسرعان ما انتشر خبر المجموعة والرهينة ،وهرع أهل البلدة يجمعون ما يستطيعون جمعه مقابل إطلاق سراح طبيبهم المحبوب. لكن أمام مبلغ خيالي يستحيل توفيره أخذت الآمال تنطفئ حتى بعد المساهمة المالية للعديد فقرر صهر الطبيب الظهور و دخل الخوري الشاب في مسلسل مفاوضات مع المجرمين أملا في تخفيض المبلغ و إطلاق الرهينة لأهله ومرضاه الذين مافتئ قلقهم يزداد يوما عن يوم.
التاريخ :البارحة صباحا الخميس 25أكتوبر2012 عثر على جسد مشوه مذبوح عليه آثار التعذيب على ناصية الطريق بمنطقة "دروشا "السورية.
عُرف عن فادي حدّاد حبّه للسلام هو من ضحى بنفسه من أجل صديقه الرهين ، هو مَن أخذ الفدية بيده ليقدمها مع إضافة من ماله الخاص ،هو مَن ذهب خفية دون علم زوجته أملا في تحقيق ما يسمى بعملية السلام في مكان ينخر جسده القتل والدمار.
ثم .. حدث أن تسلّم الإرهابيون مبلغهم الحالم القادم من عرق أيادي ما تبقى من خارطة المسيحيين بالشرق الأوسط دون وفائهم بالوعد في إطلاق الرهينة لا بل لخصوا عملية الإرهاب لينضاف الإثنين الآخرين للائحة ضحايا جرم قديم.
وقرر جبن المجرمين الإحتفال بعيد الأضحى بطريقتهم الخاصة وفي أبشع صوره ،كل ذلك قربانا لله.
قلوبنا مع عائلة ومحبّي وأصدقاء من اختار درب السلام ولترقد روح الخوري فادي حداد ، وكلنا في تضرّع لعودة الرهينتين الآخرين سالمين.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟