صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 19:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تهدف كل هذه القوى في كلمة إلى تطهير البلاد من الشهداء الشهود بكل المعاني
إذا كان أمر الحاكمين الآن أي حكومة الثلاثي الانقلابية المتمثلة في تجار الدين والوطن والشعب وكل التضحيات النضالية للجماهير أمرا محسوما فيه فإن الخضوع العظيم المتمثل في الاعتراف بالنظام القديم والمحافظة عليه من قبل جميع الأطراف حكومة بكل ألوانها و معارضة بكل ألوانها هي موضوع الإجماع الوحيد أو ما يسمى التوافق الوحيد بما في ذلك السكوت على الأمن والجيش ورجال الأعمال الحاكمين الكبار الذين كان الطرابلسية و غيرهم مجرد مرتزقة في شبكاتهم الإجرامية.
إن السماح بعودة التجمع-الدساترة الذي تعهد بنقل السلطة إلى النهضة _و نقلها_ يعاود اليوم إيهام الناس بتناقضه معها للعودة إلى التقاسم غدا ..و إن سال الدم بينهما. إن مصالحهما و من ورائهما مصالح رأس المال و الاستعمار مشتركة بدليل أن التجمع لا يزال يحكم معها و ما عودته في ثوب ما يسمى حركة نداء تونس في صيغة منافس للنهضة أو متحالف مع اللبرالية الصريحة أو مختلف عن اليسار اللبرالي الذي يعترف بوجودها ويسوّق أنه بديل عنها إلا آخر حلقات انقلاب القوى المضادة للحركة الثورية.
من يعتقد أنه جزء من هذه الحركة الثورية و ينسى أن الناس سوف يعلمون يوما ما أنه شارك بنفسه في اختيار واقتراح حكومة السبسي ومباركتها والقبول بها عن طريق ما يسمى مجلس حماية الثورة الذي شاركت فيه النهضة إلى جانب المنظمات والنقابة و اللبراليين و اليسار وعن طريق ما يسمى بهيئة بن عاشور التي عيّنها بن علي و لم يبقى خارج بيتها أحد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وصولا إلى الاعتراف بما يسمى شرعية النهضة و مشاركتها الحكم عن طريق ما يسمى مجلسا تأسيسيا.
من ينسى ذلك ليس مطروحا عليه فقط عدم التحالف مع كل هؤلاء في كل حالات السلطة وفي كل حالات المعارضة و في كل المناصب بل هو مطالب لتصحيح أخطائه بعدم السماح إطلاقا بعودة التجمع لا شريكا و لا منافسا و بالخروج من وهم الانتخابات و العمل الثوري على إسقاط النظام في الشارع مهما كانت التضحيات المستحقة للشهداء و المعدمين والمعطّلين و عموم الجماهير والأجيال.
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟