أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون














المزيد.....

بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


لا تكتب عن بغداد فقط تأمل شكلها المسحون بقلب ينتظر الصباح الذي يقول عنه الحلاج :أنه سيأتي وفي يده مشكاة تنير طريقي إليك . أنت يا أنت !
شاغل المحب وناثر خواطر السهرودي في شوارع الأعظمية أو قرب سور عباسي رممته الأمانة ثم جاء الفقراء الخضر ليأخذوا آجره كي يبنوا بيتاً يأويهم من شحة الكيروسين وانعدام وجود العسس وانقطاع شريط الموسيقى .
أراك وأسمعك . دموعك شموع . وابتساماتك خضوع .سلوى ومن ، وتأتي إشارة نحن . ترسم شكل الواقفين في الانتظار .
قرب بوابة دلمون أوقفونا . لاهم دخلوا ولا هم أدخلونا
على بغداد سقط البرد .
وشجر السرو تدفئ بالصمت
بعد منتصف الليل
أيقونة تتحدث عن سعال يسوع
في غرفة دون موقد
ولوح سومري تحدث عن بائس دفعه العوز ليدفن ذكره‘ في الرمل
ويصرخ أنا أنثى جوعي فضاجعوني !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تكتب عن بغداد . لاتحرك ساكنها المندهش من تواريخ الصقيع الأوربي
دعوه في الغياب والعتاب والسباب
يشتم أجداده المحسوبين على دول الخرفان الملونة
لقد ظهر له منقار لقلق وصار يمسك حبة القمح بعينيه
يشاهدها فيتذكر جوع روحه
وأليها يحبو كرضيع
وأليها يمشي ممتلئاً كضابط في فوج
وسيصل حتماً
وسيجد ما لا يفرح
جسد يتقرح من رغبة الوثوب خارج محمية القبة
ومتصوف يدعو ربه :
رباه هي دارتي ومنارتي وأجمل جواري حارتي
عندها ستبتسم
وستشرب كأس السم
شهيدة هي
تلك التي أدلجتها الخلافات والدويلات وطغراء أختام الولاة والملوك القساة
بغداد ..
المصونة ..
الجوهرة المكنونة
سرها
أنها مع كل مقام من حنجرة الزمن
تتحول إلى عاشقة مجنونة
وقيس
..هاجرنا أمس مع مسرحه ولوحاته وأفلامه وأشعاره وكل فنونه
لم يبق لنا سوى محطة غاز فارغة ومسكونة
داهم فيها البرد طوابير الواقفين
فتحولت إلى عاصمة مركونة
على من ..
على رف التأريخ
كأي كتاب لم يزره المستعيرون
منذ لحظ السقوط
وحتى بارقة الأمل بالعلم الجديد
النيون ..النيون ..
سمعتهم يرددون ذلك
وسمعت من بينهم من ينادي
من ينادي علي أنا قيس المجنون !
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هي رقة الموسيقى من تحتفل بليل بغداد مدينتنا السحرية كطواقم الجن في المركبة الفضائية التابعة للملك سليمان .
بردها شهوة غجرية . وكحولها عسل المزارات الجميلة لمتصوفة القرن الحادي والعشرين
أولئك الذين شهدوا سقوط الصنم ولوحوا بورود بلاستيكية للجيش السكسوني القادم من نيجيريا . بغداد الشهقة التي تصاعدت كموج زلزال مع لهفة العاشق لمنى الأمس البعيد
أمسنا المتيم بالحلم وبالظلم وبشظايا الحرب المجنونة
لقد صنعنا منها وقائع الألم وصنعت منا شحة الكهرباء
أين عهود الميتافيزيقيا ؟
تلك التي كانت تطل منا إلى حلم الجمرة في إطفاء شهوة القمرة..
العهود الوطنية الغارقة بيم التودد لقصائد البياتي والتي تخبئ كل فراشات حديقة الزوراء في لحية الطيب أوليانوف ، وبعد أن يهدئ مواء القطط ومواددة العنادل نشتري رغبتنا برقصة . رقصة من ساقي غجريات لوركا أو الكمالية وبعدها تذهب بنا المخافر إلى كفالات الصباح ..
أيتها النيونات الأزلية
ما عشق قيس سوى قيساه
وما حلمت ليلى سوى بليلها
والنيون المشع تحت أجفان سني السياسة
لن تنفعنا بشيء
فلقد مزقتنا الحرب إلى أشلاء
لقد متنا من الرصاص
ومتنا من الحب
وأي كان سحر المدينة
فقد غابت في نعش الظلمة
وأخذوها بعيدا عن نيوناتها المشتعلة
وهي اليوم تغرد خارج سرب العواصم تنتظر رحمة القدر والتجربة الجديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تكتب عن بغداد ..
تأملها فقط وتمنى لها أن تعود مثل عيون الرصافة
واسعة وكحيلة وتصلح كمظلة لعاشقين يهمسان بالقبلات أغنية لفيروز



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهاتن وطن لحلاج القرن الحادي والعشرين
- أنا داخل لوحة العشاء الرباني الأخير
- دمعة الله
- اليابانيون يرتدون اليشماغ والدنماركيون يأكلون الجبنة في حي د ...
- بابل وانياب الارهاب
- غرفةحسين الحسيني
- الوردة الأيرلندية
- الليلة على وسادة واحدة ..المسيح والحلاج وسارتر
- جورج حبش يسأل
- العصافير تنشد في الأهوار لثقافة الحب والرب
- رسالة أنتريت الى نابليون وبابليون وكيس النايلون
- رسالة انترنيت الى البابا
- امريكا ورؤى سبتمبر
- نهار في دهوك
- العودة الى حاج عمران
- رسالة انترنيت الى ارشاد منجي
- رسالة انترنيت الى رفيق الحريري
- نبؤة المقال وأيام الحرب على العراق
- ماذا ترك لنا زمن السنيور برايم…………ر…؟
- ذاكرة المكان .. بين المشهد والشاهد تمثال لينين أنموذجاً


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - بغداد في انتظار النيون ولقاء ليلى بقيس المجنون